التصنيفات
الطب البديل والتكميلي

الطب البديل والصحة

تزايدت شعبية العلاجات المكملة والبديلة مع سعي الناس إلى تحسين صحتهم والحفاظ عليها. وتشير إحدى الدراسات إلى أن المرضى يزورون المعالجين بالطب المكمل والبديل أكثر مما يلجأون إلى أخصائيي الطب العام، مع أن التأمين الصحي لا يغطي كثيرا من هذه الخدمات العلاجية.

ما هو الطب المكمل والبديل؟

إن معظم العلاجات المعروفة بأنها مكملة وبديلة لا تعد جديدة. فقد استعمل كثير منها لآلاف السنين. وهي تشتمل على عدد كبير من الفلسفات والمقاربات وطرق العلاج. وغالبا، وليس دائما، يتم استعمال هذه الطرق بالاقتران مع العلاج الطبي التقليدي. ومن الأمثلة على ذلك، استعمال اليوغا مع الدواء لتخفيف القلق، أو الوخز بالإبر مع العلاج الفيزيائي لمكافحة الألم المزمن. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى الطب البديل عوضا عن الطب التقليدي. فيتم استبدال العلاج الكيميائي مثلا بتركيبة عشبية أو غذائية لعلاج السرطان.

وعود – ومخاطر – الخيارات العلاجية الجديدة

إن القدرة على الاختيار بين أشكال العلاج غير التقليدي تجعل عالم الصحة أكثر تعقيدا مما هو عليه. في الواقع تتوفر للمريض خيارات علاجية عديدة، تقليدية، مكملة وبديلة. إلا أنك تواجه في الوقت نفسه خطرا أكبر بالحيرة والأذى.

لا يمكن دوما قبول ادعاءات مزاولي الطب المكمل والبديل. صحيح أن الغالبية العظمى لهؤلاء يمارسون مهنتهم بحسن نية كما أن كثيرا منهم خاضوا تدريبا متخصصا، إلا أن الدجل موجود دوما وبعض الأشخاص المجردين من الضمير قد يدعون زورا بأنهم خبراء في الطب المكمل والبديل. وحتى المعالجون الذين يتمتعون بأحسن النوايا، قد يفتقرون إلى التدريب أو المعرفة أو كليهما.

تسلح باستراتيجيتين

إن قررت استعمال العلاجات المكملة والبديلة، اتخذ خطوات لحماية صحتك، ومالك. فعند اختيار العلاج غير التقليدي – أو التقليدي، في هذه الحالة – تأكد من أنه آمن وفعال. والفاعلية هي احتمال كون العلاج مفيدا عند استعماله كما يجب.

قم ببحث حول العلاجات المختلفة: تعلم المزيد عن الأشكال الخمسة الكبرى للطب المكمل والبديل. اكتشف ماهيتها وفوائدها المزعومة.

=  التركيبات العشبية.
=  المعالجة اليدوية واللمس.
=  العلاج الذهني الجسدي.
=  إعادة الطاقة الطبيعية.
=  الأنظمة البديلة.

تولى مسؤولية العناية بصحتك.

تحقق من مزاعم نجاح العلاج

خذ من الطبيب معلومات عن نتائج الأبحاث التي أجريت حول العلاج لاتخاذ قرار حوله. كما يمكنك الحصول على تلك المعلومات بنفسك، ولكن من الأهمية بمكان معرفة نوعية البحث. ولو حاولت القيام بأبحاث في المجال الطبي للعثور على دراسات حول العلاجات المكملة والبديلة، ستجد مفردات عدة تصف أنواعا مختلفة من الدراسات. على سبيل المثال:

=  دراسات سريرية: هي التي تجرى على كائنات بشرية وليس على حيوانات. وتسبقها عادة دراسات تثبت سلامة العلاج وفاعليته على الحيوانات.

=  التجارب العشوائية المراقبة: يقسم فيها المشاركون إلى قسمين. تتلقى المجموعة الأولى علاجات تحت البحث، أما الثانية فتكون مجموعة مراقبة وتعطى علاجا عاديا أو لا تعطى أي علاج أو تتلقى مادة تدعى علاجا إرضائيا. ويتم اختيار المشاركين في هاتين المجموعتين عشوائيا، لضمان كون المجموعتان متشابهتين.

=  الدراسات العمياء: يجهل فيها كل من الباحثين والأشخاص الخاضعين للدراسة من سوف يعطى العلاج الفاعل ومن سيعطى علاجا إرضائيا.

=  الدراسات التوقعية: يضع فيها الباحثون معايير للمشاركين في الدراسة لاتباعها ثم يقيسون النتائج أو يصفونها. وتعتبر النتائج التي يحصلون عليها موثوقة أكثر من تلك التي تؤدي إليها الدراسات الاستنتاجية التي تقوم على النظر في المعلومات الماضية (مثلا، الطلب من المشاركين تذكر المعلومات)، ما يترك مجالا أكبر للأخطاء في التفسير.

=  المجلات المراجعة من قبل علماء: لا تنشر سوى مقالات خضعت لمراجعة خبراء طبيين مستقلين.

حدد البحث الأفضل

إن أفضل المعلومات توفرها الدراسات التوقعية العمياء التي خضعت للمراقبة الدقيقة وتمت بشكل عشوائي ونشرت في المجلات العلمية (المراجعة من قبل خبراء). وحين تشتمل هذه الدراسات على عدد كبير من الأشخاص (عدة مئات وما فوق) وتمتد على عدة سنوات، فإنها تكتسب مزيدا من المصداقية. كما يحب الأطباء أن يتم تكرار الدراسات من قبل باحثين مختلفين وأن تعطي النتائج نفسها عموما.

وحتى يومنا هذا، قلة هي العلاجات المكملة والبديلة التي خضعت للدراسة وفقا لمعايير صارمة. وبالنسبة إلى معظم العلاجات غير التقليدية، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت مفيدة أم لا.

لماذا يلجأ الناس إلى الطب البديل؟

(دراسة على أكثر من 31000 راشد)

الأسباب الخمسة الأولى

1. ألم الظهر
2. الزكام
3. ألم العنق
4. ألم المفاصل
5. التهاب المفاصل

العلاجات الخمسة الأكثر شيوعا

1. الدعاء (من قبل المريض)
2. الدعاء (من قبل الآخرين)
3. المستحضرات الطبيعية
4. التنفس العميق
5. مجموعة دعاء

المصدر: استعمال الطب المكمل والبديل في الولايات المتحدة، المركز الوطني للطب المكمل والبديل، أيلول/سبتمبر، 2004

العلاج بالأعشاب

رغم الاعتقاد الشعبي بكون مكملات الأعشاب “طبيعية” وأقل خطورة من الأدوية الموصوفة، إلا أنها لا تخضع للمراقبة نفسها التي تخضع لها الأدوية الموصوفة بخصوص النوعية. وعلى الرغم من الدراسات الدقيقة التي أجريت على بعض هذه العلاجات، إلا أن الحذر واجب عند التفكير باستعمالها.

الاستعمال الآمن للأعشاب

إن كنت تفكر باستعمال مكمل أعشاب، تذكر النقاط التالية:

=  استشر طبيبك بما تأخذه: فمن شأن بعض الأعشاب أن تعيق فاعلية بعض الأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة، أو أن تسبب ضررا. وتأكد بأنك لا تعاني من مشكلة خفية تحتاج إلى علاج طبي.

=  اتبع التعليمات بدقة: تحتوي مستحضرات الأعشاب على مكونات فاعلة من شأنها أن تؤثر في وظائف الجسد، شأنها شأن الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة. احرص بالتالي على عدم تخطي الجرعات الموصى بها. فبعض الأعشاب قد تكون ضارة إن أخذت لفترة طويلة. وخذ نصيحة الطبيب أو مصدر آخر موثوق.

=  دون ما تأخذه: استعمل مكملا واحدا في الوقت نفسه لتتمكن من تحديد مفعوله. دون اسم المكمل وكيفية ومدى تأثيره. هل له المفعول المزعوم؟ هل تشعر بأية تأثيرات جانبية، كالنعاس، النوم، الصداع أو الغثيان؟

=  اقرأ الملصق لمعرفة المحتويات: من شأن نوعية المكمل وقوته أن تتفاوتا إلى حدّ بعيد بين ماركة تجارية وأخرى. ابحث عن الأحرف USP United States Pharmacopeia أو NF National Formulary اللتين تشيران إلى أن المكملات مطابقة لبعض معايير النوعية.

=  على الحوامل والمرضعات تجنب الأعشاب: ما لم يوافق الطبيب، تجنبي استعمال أي دواء – موصوف، غير موصوف أو مرتكز على الأعشاب – خلال الحمل أو الرضاعة. فمن شأنها أن تضر بطفلك.

=  تجنب الأعشاب الخطرة: وهي تشتمل استنادا إلى إدارة الغذاء والدواء على البلادونا (حشيشة ست الحسن)، الوزال، حشيشة السعال، السّنفيتون، لوبيلية، ونعنع الماء. نبات بقون الأصفر وعرق السوس هي أيضا من الأعشاب التي تتضارب حولها الآراء والتي قد تسبب مشاكل صحية خطيرة.

وتستعمل عشبة الإفيدرا، المعروفة أيضا باسم ما – هوانغ، في كثير من المستحضرات “الطبيعية” لتخفيف الوزن وزيادة الطاقة. ويفترض بها أن تكبح الشهية وتحفز عملية الأيض. غير أن من شأن الإفيدرا أن تضاعف خطر اعتلال القلب والصرع والجلطة الدماغية والموت المفاجئ. كما اقترنت عشبة أخرى تدعى كافا، تستعمل لعلاج الأرق والقلق، بتلف في الكبد لدى البعض. ومن شأن كثير من الأعشاب أن تضر بصحة الإنسان، والجرعات المفرطة من أي منها قد تكون قاتلة.

وفي الواقع، فإن فاعلية كثير من الأعشاب لم تثبت علميا. كما أن الدراسات التي بحثت في مخاطر استعمال عدة أعشاب في وقت واحد قليلة. ومن بين جميع العلاجات غير التقليدية، قد تكون الأعشاب هي التي تشتمل على أكبر قدر من الخطورة المحتملة، لا سيما حين يقوم الناس بوصف الأعشاب لأنفسهم أو حين تكون المستحضرات العشبية غير مشتملة على ملصقات أو تكون ملوثة.

نتائج الأبحاث

إن كنت تفكر باستعمال مكملات أعشاب، اقرأ معلومات عن الدراسات السريرية حول سلامة المنتج وفاعليته. وستعرف، من خلال الأمثلة التالية، مدى أهمية إخبار الطبيب بأنك تستعمل مستحضرات عشبية من أجل وضع خطة علاج فعالة.

= بعد مراجعة 37 دراسة عشوائية مراقبة نشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي حول عشبة القلب (St John’s wort)، تبين بأن العشبة بدت مفيدة لحالات الاكتئاب الطفيفة إلى المعتدلة وأنها أعطت نتائج شبيهة ببعض مضادات الاكتئاب الموصوفة. ولكن أشارت المجلة إلى أن ست تجارب كبيرة حديثة وأكثر دقة أجريت مؤخرا وجدت بأن العشبة لم تكن ذات فائدة هامة في علاج الاكتئاب الخطير. بالتالي إن كنت تعاني من حالة اكتئاب خطيرة لا تعالجها بنفسك. كما وجدت الدراسة بأن عشبة القلب سببت آثارا جانبية أقل من مضادات الاكتئاب القديمة وأنها قد تسبب آثارا جانبية أقل بقليل من مضادات الاكتئاب الجديد.

= أثبتت دراسات عديدة بأن عشبة بلميط المنشار
(Saw Palmetto) تزيل الأعراض البولية، كالتبول المتكرر والألم عند التبول والتردد والحاجة الملحة للتبول لدى الرجال المصابين بتضخم غدة البروستات غير السرطاني. وتقترح بعض الدراسات بأن العشبة قد لا تكون مفيدة للرجال الذين يعانون من أعراض طفيفة. ومع أن العشبة لا تؤثر في ما يبدو على نتائج اختبار مستضد البروستات النوعي الذي يكشف سرطان البروستات، إلا أنه يستحسن إخبار الطبيب بأنك تستعمل العشبة قبل إجراء الفحص.

= تشير بعض الدراسات إلى أن من شأن الأقحوان
(feverfew) أن تخفف من حدة صداع الشقيقة بسبب احتوائها على مركب فاعل يدعى بارثينوليد (Parthenolide). فيما تشير دراسات أخرى إلى عدم فائدة العشبة. وتتفاوت نسبة البارثينوليد الموجودة في مستحضرات الأقحوان إلى حدّ كبير. تجنب هذه العشبة إن كنت تستعمل الأسبيرين أو الوارفارين (Coumadin). ويجب على الحوامل عدم استعمال الأقحوان أو أية عشبة أخرى.

تجنب تفاعل الأعشاب والأدوية

على الرغم من كون المكملات العشبية “طبيعية” ورغم الاعتقاد الشعبي بأنها غير مؤذية، إلا أنها تحتوي على مكونات قد تسبب ضررا إن هي اختلطت بأدوية موصوفة أو غير موصوفة. أضف إلى أن بعض المشاكل الطبية قد تضاعف خطر الآثار الضارة إن كان المريض يستعمل منتجات الأعشاب.

استشيري الطبيب قبل استعمال أي مستحضر أعشاب إن كنت حاملا أو مرضعا. كما يجب استشارة الطبيب قبل استعمال الأعشاب إن كان المريض يعاني من أي من الحالات التالية:

= ارتفاع ضغط الدم.
= تاريخ بجلطة دماغية.
= مشاكل في تخثر الدم.
= مشاكل في الغدة الدرقية.
= داء السكر.
= اعتلال القلب.
= الصرع.
= داء باركنسون.
= الماء الأسود.
= تضخم البروستات.
= فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز أو أمراض أخرى في الجهاز المناعي.
= الاكتئاب أو غيره من المشاكل النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، من شأن مكملات الأعشاب ألا تقل خطورة عن الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة عند استعمالها مع التخدير. فإن كنت تنوي إجراء جراحة، أخبر الطبيب بجميع الأدوية التي تستعملها، بما في ذلك مكملات الأعشاب.

توقف عن استعمال المكملات قبل ثلاثة أسابيع على الأقل من الجراحة لكي يزول مفعولها في الجسم. وفي حال تعذر عليك ذلك، أحضر معك العبوة الأصلية للمستحضر إلى المستشفى لكي يعرف طبيب التخدير ما تأخذه بالضبط.

العلاج باليد واللمس

يشتمل كثير من العلاجات المكملة والبديلة على اللمس البشري. ومن الأمثلة على ذلك العلاج اليدوي، العلاج بتقويم العظام، التدليك، العلاج باللمس والوخز بالإبر.

العلاج اليدوي

هو علاج قديم العهد يعتبر بأن عدم تراصف فقرات الظهر هو مصدر جميع الأمراض. واليوم يتعاون هؤلاء المعالجون مع الأطباء أحيانا. ومع أنهم لا يستطيعون وصف الأدوية أو إجراء جراحة، إلا أنهم يستعملون كثيرا من الإجراءات الطبية المعتادة. كما أن شركات التأمين تعمل بشكل متزايد إلى تغطية تكاليف خدمات المعالج اليدوي.

ويستعمل معظم المعالجين اليدويين طريقة يدوية تدعى العلاج اليدوي للعمود الفقري. واستنادا إلى نظرية المعالج، من شأن عدم تراصف الفقرات أن يحد من مجال الحركة وأن يؤثر في الأعصاب الخارجة من العمود الفقري. بنتيجة ذلك، من شأن الأعضاء المعتمدة على تلك الأعصاب أن تعمل بشكل غير سليم أو تصاب بالمرض. ويهدف المعالج إلى إعادة تراصف الفقرات لاستعادة مجال الحركة الطبيعي وتحرير ممرات الأعصاب.

خمس نصائح إن كنت ترغب بالاستعانة بالعلاج اليدوي

للحصول على أفضل النتائج من العلاج باليد أو غيره في العلاجات إليك بعض النصائح:

1. اطلب من طبيبك العام إحالتك إلى المعالج المناسب الذي قد يكون معالجا يدويا أو طبيبا مدربا خصيصا على العلاج اليدوي لعلاج مشاكل المفاصل والعمود الفقري.

2. إن كنت قد قررت الاستعانة بمعالج يدوي بنفسك، كن حذرا. اعثر على شخص يحمل إجازة وأتم برنامج التدريب في كلية مرخصة.

3. اقصد معالجا يقبل بإرسال تقرير إلى طبيبك وإعطائك خطة علاج مكتوبة.

4. تجنب المعالجين الذين يطلبون صور أشعة متكررة أو يطلبون تمديد العلاج إلى مدة غير محددة.

5. تجنب المعالجين الذين يعتبرون العلاج اليدوي للعمود الفقري علاجا “لجميع العلل”. فما من دليل على ذلك.

وثمة أشخاص غير المعالجين اليدويين يقومون بهذا العلاج اليدوي، فكثير من أطباء العظم والأطباء الفيزيائيين مدربون على هذا العلاج. وما من دليل على أن المعالجين اليدويين هم أكثر براعة في العلاج اليدوي من غيرهم من الأطباء. وعلى الرغم من أن المعالجين اليدويين يصرون على أن فائدة العلاج اليدوي للعمود الفقري من شأنها أن تتعدى شفاء ألم الظهر، إلا أنه ما من دليل علمي على ذلك.

نتائج الأبحاث

على الرغم من تضارب نتائج الأبحاث، إلا أنها تشير إلى أن من شأن العلاج اليدوي أن يعالج بنجاح ألم أسفل الظهر غير المعقد، لا سيما إن كان قد بدأ منذ أقل من أربعة أسابيع.

وبعد مراجعة كثير من الدراسات، تبين بأن العلاج اليدوي للعمود الفقري قد يعالج مؤقتا ألم أسفل الظهر الحاد. وقد حددت هذه المراجعة استنتاجاتها بالعلاج القصير الأمد. والأدلة على فائدة العلاج الطويل الأمد محدودة. كما أن معظم حالات ألم أسفل الظهر تتحسن من دون علاج خلال أربعة إلى ستة أسابيع.

وفي مراجعة أخرى للدراسات الطبية، أثبت باحثون ألمان بأن العلاج اليدوي للعمود الفقري من شأنه أن ينجح في علاج ألم أسفل الظهر بفاعلية. وفي الواقع فإن رداءة كثير من الدراسات حالت دون توصل الباحثين إلى استنتاجات أكيدة حول العلاج اليدوي للعمود الفقري.

تقويم العظام بالعلاج اليدوي Osteopathic Manipulation

هو اختصاص طبي معترف به، يمتاز بكثير من القواسم المشتركة مع الطب التقليدي والعلاج اليدوي. فعلى غرار الأطباء التقليديين، يخوض أطباء تقويم العظام تدريبا طويلا في الأكاديميات والعيادات. وهم مجازون لممارسة طرق العلاج نفسها التي يتبعها الأطباء التقليديون. فمن شأنهم إجراء الجراحات ووصف الأدوية. كما أنهم يتخصصون في مجالات طبية مختلفة، كالطب النسائي أو طب القلب.

ويختلف العلاج بتقويم العظام عن الطب التقليدي في مجال واحد: المعالجة اليدوية لإزالة مشاكل المفاصل والعمود الفقري. فخبير تقويم العظام قد يستعمل المعالجة اليدوية، شأنه شأن المعالج اليدوي، من أجل تخفيف الضغط عن المفاصل وإعادة تراصف العضلات والمفاصل وتحسين جريان سوائل الجسد. ومن المثير للاهتمام أن دراسة أجريت عام 1995 على أطباء عائليين خبراء في تقويم العظام، وجدت بأنهم لا يستعملون المعالجة اليدوية للعمود الفقري سوى عرضيّ.

التدليك

غالبا ما يستعمل التدليك كجزء من العلاج الفيزيائي والطب الرياضي والتمريض. ويمكن استعماله مثلا لتخفيف توتر العضلات أو المساعدة على الاسترخاء أو مساعدة المرضى الذين يخضعون لعلاج طبي من نوع آخر. كما يلجأ إليه الناس الأصحاء كوسيلة بسيطة لتخفيف التوتر والشعور بالراحة.

ويقوم هذا العلاج على تدليك الأنسجة اللينة للجسد – الجلد والعضلات والأوتار. ويختلف التدليك وفقا لوتيرة الحركات وسرعتها وشدة الضغط واتجاهها.

ولكن لا يجب استعمال التدليك على جرح مفتوح أو إنتان جلدي أو التهاب وريدي أو عظام ضعيفة. كما لا يجب الخضوع للتدليك في حال التهاب أي من مفاصل الجسد. وفي حال كنت تعاني من إصابة، استشر طبيبك أولا. ولا تعتمد حصريا على التدليك لتصحيح الأنسجة التالفة.

وعموما، يجب أن تشعر بالراحة أثناء التدليك أو بمجرد انزعاج طفيف. وفي حال العكس، أخبر المدلّك على الفور.

العلاج باللمس

يشبه العلاج باللمس المفهوم الديني للرقوة، حيث يعتقد بأن قوة الشفاء تتدفق من الشخص الذي يقوم بالرقوة إلى المريض. إلا أن العلاج باللمس لا يرتكز بالضرورة على مفهوم ديني. بل يعود إلى فكرة كون الجسد محاطا بحقل من الطاقة. وينتج المرض عن اضطرابات في ذلك الحقل.

ويرمي ممارسو العلاج باللمس إلى التخلص من تلك الاضطرابات عبر تحريك اليدين إلى الخلف والأمام عبر الجسد، ويعتقد مزاولو هذا العلاج أنهم بنقل طاقة الشفاء عبر أيديهم إلى جسد المريض، يمكنهم تخفيف الألم والتوتر والقلق. غير أن كثيرا من الأطباء التقليديين يشككون بهذا النوع من العلاج الذي لا تؤكد فاعليته دراسات جيدة.

الوخز بالإبر

الوخز بالإبر هو جزء من الطب الصيني التقليدي الموجود منذ 2500 سنة على الأقل. واستنادا إلى تلك الفلسفة الشرقية:

=  تعتمد الصحة على جريان الدم بشكل سليم وعلى طاقة خفية تدعى تشي أو كي.
=  تجري الكي في الجسد عبر مسارات.
=  إدخال إبر في نقاط معينة على طول تلك المسارات يحسن جريان الكي.

تشكك الأبحاث الطبية بصحة هذه الادعاءات. مع ذلك، يعتبر الوخز بالإبر من الممارسات التي خضعت لأكبر عدد من البحوث والأكثر قبولا في الطب المكمل والبديل. وقد استعمل أخصائيو علاج الألم في مايو كلينك تقنية الوخز بالإبر منذ عام 1974 كجزء من برنامج علاج الألم.

اعتمادا على الحالة، يقوم المعالج بإدخال عدد من الإبر بدقة الشعرة تحت الجلد. وبعضها يصل إلى عمق ثلاثة إنشات (7.5 سم)، اعتمادا على المكان وعلى الهدف من العلاج. ويتم إدخال البعض الآخر إلى عمق سطحي، تترك الإبر عادة لمدة 15 إلى 30 دقيقة. وفي بعض الأحيان، يتم حفز الإبر بعد إدخالها بتيار كهربائي.

يخضع المريض عادة لعدة جلسات. فإن لم تشعر بالراحة بعد ست إلى ثماني جلسات، قد لا يكون الوخز بالإبر هو العلاج المناسب لحالتك. لإيجاد معالج مناسب، استشر طبيبك.

العلاج الآمن بالوخز بالإبر

الآثار الضارة للوخز بالإبر نادرة، إلا أنها تحدث أحيانا. فقد تم نقل التهاب الكبد ب بواسطة إبر غير معقمة كما يجب على الأرجح. تأكد بالتالي من أن المعالج يستعمل إبرا تستعمل لمرة واحدة لكل مريض.

يجب أن يكون الألم الناتج عن الوخز بالإبر طفيفا أو معدوما. لا بل قد تشعر عند إدخالها بالاسترخاء. وعندما يسبب الوخز ألما كبيرا فتلك إشارة إلى أن العملية لا تتم بالشكل الصحيح.

العلاقة بين العقل والجسد

ترتكز هذه العلاجات على فكرة كون العقل والجسد يعملان كحقل موحد. ويرى مزاولو هذا العلاج بأن الأفكار والمشاعر السلبية من شأنها أن تولد أعراضا جسدية. وغالبا ما يهدف العلاج إلى مساعدة المريض على التخلص من تلك المشاعر والأفكار أو تغييرها.

التغذية الحيوية المرتدة Biofeedback

يعمد هذا العلاج إلى تعليم المريض كيفية السيطرة على بعض استجابات الجسد. خلال الجلسة، يثبت المعالج إلكترودات Electrodes ومستشعرات أخرى على أجزاء مختلفة من الجسم. ويتم ربط هذه الإلكترودات بأجهزة تراقب استجابة المريض وتعطيه تغذية مرتدة بصريا وسمعيا. على سبيل المثال، قد ترى خطوطا على الشاشة تعرض مستوى توتر العضلات، نشاط الموجات الدماغية، وتيرة القلب، ضغط الدم، وتيرة التنفس، أو حرارة الجلد.

بهذه الطريقة، يمكن للمريض أن يتعلم كيف يحدث تغييرات إيجابية في وظائف الجسد، كخفض ضغط الدم أو رفع حرارة الجلد. فتلك هي مؤشرات الاسترخاء. ومن شأن المعالج أن يستخدم تقنيات الاسترخاء للمساعدة على تهدئة المريض أو تخفيف التوتر العضلي أو إبطاء سرعة القلب والتنفس بشكل أفضل.

يمكن الحصول على هذا العلاج في أماكن عدة، كعيادات العلاج الفيزيائي والمراكز الطبية والمستشفيات.

التنويم المغناطيسي

يؤدي التنويم المغناطيسي إلى حالة من الاسترخاء العميق، ولكن العقل يبقى واعيا. خلال “التنويم المغناطيسي” يتلقى المريض اقتراحات تهدف إلى تقليص شعوره بالألم أو مساعدته على الإقلاع عن عادات معينة كالتدخين. ومع أن أحدا لا يدري بالضبط كيفية عمل هذه التقنية، إلا أن الخبراء يعتقدون بأنها تنبه موجات الدماغ بطريقة تقنيات الاسترخاء الأخرى نفسها.

ويعتمد نجاح التنويم المغناطيسي على خبرة المعالج وفهم المريض للعملية ورغبته بتجربتها. إذ يجب أن يشعر بحافز قوي للتغيير. ويتعلم بعض الأشخاص لاحقا كيفية تنويم أنفسهم مغناطيسيا.

يلجأ أطباء وخبراء علم النفس إلى استعمال التنويم المغناطيسي أحيانا، وثمة خبراء محترفون في هذا المجال أيضا. ولكن كن حذرا، لأن هذا المجال لا يخضع لرقابة جيدة.

اليوغا

يمارس الناس اليوغا لأسباب عديدة. يرى البعض في اليوغا طريقا روحيا، فيما يجد فيها آخرون طريقة لزيادة مرونة الجسد وقوته وقدرته على التحمل. وفي كلتا الحالتين، قد تجد بأن اليوغا تساعدك على الاسترخاء ومكافحة الإجهاد.

ويقرن الأميركيون عموما كلمة يوغا بمدرسة واحدة لهذه التقنية القديمة تدعى هاذا يوغا (hatha yoga). في معظم الحالات، تجمع الهاذا يوغا بين تمارين التنفس اللطيفة مع الحركة عبر سلسلة من الوضعيات التي تدعى أزاناس (asanas).

وكثيرا ما يقوم معلمو اليوغا بإعطاء تعليمات للتأمل. واستنادا إلى أحد أقدم نصوص اليوغا، تهدف اليوغا إلى تهدئة العقل استعدادا للتأمل.

ومن مبادئ التأمل أن الإجهاد يحدث نتيجة للتفكير المتسارع. ويعمد المتأملون إلى مراقبة تدفق الأفكار من دون الحكم عليها، وهي عملية تساعد الذهن على إبطاء سرعته بشكل طبيعي.

التاي كي Tai Chi

هي طريقة منمقة وممتعة لتحسين التوازن الجسدي والعاطفي. ظهرت هذه الرياضة القديمة في الأساس في الصين وهي تشتمل على حركات بطيئة ولطيفة شبيهة بالرقص تساعد على استرخاء وتقوية العضلات والمفاصل. وكثير من ممارسي التاي كي يرون فيها شكلا من أشكال التأمل في الحركة.

وتشير الأبحاث إلى أن التاي كي يساعد على منع السقوط لدى كبار السن غير زيادة القوة والتوازن. كما تبين في دراسة كبيرة بأن ممارسة التاي كي قلصت خطر السقطات المتعددة بنسبة 47 بالمئة.

نتائج الدراسات

التغذية الحيوية المرتدة Biofeedback: استنادا إلى تقرير تم الإجماع عليه في المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ثمة أدلة على أن التغذية الحيوية المرتدة من شأنها أن تساعد على تخفيف بعض أنواع الألم المزمن، بما في ذلك الصداع الضغطي والشقيقة. والأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة توصي بها كأحد العلاجات لمنع صداع الشقيقة.

التنويم المغناطيسي: ذكر تقرير المعاهد الوطنية للصحة أدلة على أن التنويم المغناطيسي قد يخفف الألم المزمن الناتج عن السرطان وغيره من الحالات، كمتلازمة تهيج الأمعاء والصداع الضغطي. واستنادا إلى تحليل آخر لعدة دراسات من شأن التنويم المغناطيسي أن يحسن مفعول علاج الرهاب والبدانة والقلق.

اليوغا: أشار المركز الوطني للطب المكمل والبديل أن ممارسة اليوغا من شأنها أن تساعد الناس على ضبط وظائف الجسد، بما في ذلك نبض القلب، ضغط الدم، التنفس وحرارة الجسم. واستنادا إلى إحدى الدراسات، فإن الأشخاص الذين استعملوا اليوغا وتقنيات الاسترخاء بالإضافة إلى جبيرة الرسغ، شعروا بتحسن أكبر بالنسبة إلى أعراض متلازمة النفق الرسغي ممن اكتفوا بالجبيرة فقط. كما أثبتت اليوغا بأنها تساعد على تخفيف الإجهاد والقلق.

أنظمة تجمع بين عدة علاجات

العلاج المثلي Homeopathy

تتضارب الآراء حول العلاج المثلي. وهو يرتكز على اعتقادين:

=  قانون المتشابهات: فحين تعطي شخصا صحيحا كميات كبيرة من مواد عشبية أو حيوانية أو معدنية معينة، تسبب هذه المواد أعراضا مرضية. ولكن حين تعطى هذه المواد نفسها لمريض بجرعات أصغر بكثير، من شأنها (نظريا) أن تزيل تلك الأعراض نفسها.

=  قانون الكميات المتناهية الصغر: الكميات المتناهية الصغر هي الكميات الصغيرة جدا إلى حدّ يصعب قياسها. استنادا إلى هذا الاعتقاد، فإن بعض المواد تعالج الأمراض بفاعلية أكبر لو كانت مخففة جدا، وغالبا في الماء المقطر أو الكحول.

ويشار أحيانا إلى قانون المتشابهات بالبيت الشعري المعروف “وداوها بالتي كانت هي الداء”، الذي يلخص فكرة العلاج المثلي. والتلقيح، وهو ممارسة طبية تقليدية، يرتكز على فكرة مشابهة. حقن جرعة صغيرة من عامل معد معدّل يحفز الجهاز المناعي للجسد على محاربة الأمراض التي يسببها ذلك العامل.

ويختلف العلاج المثلي اختلافا شاسعا عن الطب التقليدي. فالعلاج الحديث بالأدوية يستعمل المواد أساسا لإيقاف الأعراض وليس تسبيبها. بالإضافة إلى ذلك، يجد الأطباء صعوبة في القبول بقانون الكميات المتناهية الصغر – لا سيما وأن العلاجات المثلية مخففة إلى حدّ يزول معه كل أثر للمادة الأصلية. ومع أن المواد المخففة إلى حدّ كبير قد لا تساعد، إلا أنها لن تؤذي على الأرجح.

ويوصي مزاولو الطب المثلي أحيانا بتغييرات غذائية وبممارسة الرياضة وغير ذلك من الأمور المرتبطة بالصحة. ولكن تجنب المعالجين الذين يشجعونك على استعمال العلاجات المثلية عوضا عن أدوية وصفها لك الطبيب. وثمة كثير من الدراسات التي تبحث في ما إذا كانت فوائد هذا العلاج ناتجة في الواقع عن مفعول العلاج الإرضائي (Placebo)، أي عن إيمان المرضى في العلاج عوضا عن العلاج نفسه. واستنادا إلى تحليل ل 89 دراسة، تبين بأن للعلاج المثلي فوائد تتجاوز مفعول العلاج الإرضائي. مع ذلك، ثمة القليل من الأدلة على فاعلية العلاج المثلي في شفاء أمراض أو حالات معينة.

الأيورفيدا Ayurveda

يرجع إحدى أقدم طرق العناية بالصحة إلى الطب الهندوسي الذي يمارس في الهند منذ القدم. ويدعى أيورفيدا، وهي كلمة سنسكريتية تعني “علم الحياة”.

يبدأ هذا العلم بقاعدة أن البشر مختلفون جسديا ونفسيا. والعلاجات تأخذ هذا الاختلاف بعين الاعتبار.

استنادا إلى مزاولي الأيورفيدا، ثمة ثلاثة أنواع رئيسة من الطاقة (دوشاس doshas) تولد فروقات بين الناس وتحكم صحتهم:

=  فاتا Vata هي طاقة الحركة. الناس الذين تسيطر عليهم الفاتا هم أشخاص متنبهون، خلاقون ونشيطون جسديا.

=  بيتا Pitta هي طاقة الهضم والأيض. والأشخاص الذين تسيطر عليهم هذه الدوشا البدائية يتمتعون بشهية أكبر وأجساد أكثر دفئا ومزاجات أكثر استقرارا من أصحاب طاقة الفاتا.

=  كافا Kapha هي طاقة التزييت. والأشخاص الذين تسيطر عليهم الكافا يتمتعون ببشرة دهنية. وهم يكتسبون الوزن بسهولة ويميلون إلى قلة النشاط الجسدي. بالإضافة إلى ذلك، هم هادئون عادة، صبورون ومتسامحون.

ويعتقد بأن إحدى تلك الطاقات قد تصل إلى حدود قصوى، مؤدية إلى خلل في التوازن. على سبيل المثال، يصبح أصحاب الكافا بليدين. ويشتمل العلاج في هذه الحالة على توصيات بالرياضة المنتظمة وتجنب النوم في النهار والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت.

العلاج الطبيعي

كان المعالجون الأوائل بالطب الطبيعي يصفون العلاج بالماء لشفاء الأمراض استنادا إلى إيمانهم بالقوة الشافية للطبيعة. فوصفوا غمر الجسد في الينابيع الحارة والسير بقدمين حافيتين على العشب أو في مياه الأنهار الباردة وغيرها من العلاجات بالماء.

واليوم، يستعمل المعالجون الطبيعيون مزيجا من العلاجات، بما في ذلك التغذية والأعشاب والوخز بالإبر والتدليك. كما يستعملون تقنيات من العلاج المثلي والأيورفيدا والطب الصيني والعلاجات التقليدية. ويركز الطب الطبيعي أساسا على الوقاية من الأمراض من خلال نمط حياة صحي، بما في ذلك الهواء النقي والماء العذب والرياضة.