خلافاً للطبّ الغربي الذي يرى بأنّ أثر المرض ينحصر في أجزاء معيّنة من الجسم، يرى الطبّ الصيني التقليدي بأنّه إشارة إلى خلل في توازن الإنسان بكامله – الجسد والفكر والروح. ويهدف الطبّ الصيني التقليدي إلى إعادة التوازن والتناغم، ليس في داخل الفرد فحسب، بل بينه وبين بيئته أيضاً.
كيف يعمل الطب الصيني التقليدي؟
الطبّ الصيني التقليدي هو عبارة عن نظام علاج معقّد يستخدم طرقاً عديدة لإعادة التوازن. وتشتمل تقنيّاته على العلاج الغذائي، الوخز بالإبر (الذي يقوم على إدخال إبر معقّمة في الجسم للتحكّم بانسياب التشي، أو طاقة الحياة)، الكيّ بالمُكْسة (وهي عشبة تُحرق على نقاط الوخز بالإبر ونقاط أخرى)، طبّ الأعشاب، والكيغونغ (مزيج من الرياضة والتأمّل).
وكلّ تقنيّة تستعمل في الطبّ الصيني التقليدي تهدف إلى توازن أجهزة معيّنة في الجسم والفكر والروح. وتشتمل هذه الأجهزة على التشي (chi)، الشين (shen) أي الروح، أجهزة الأعضاء الاثني عشر، والمسارات، أو أقنية الطاقة التي تربط أجهزة الأعضاء.
فوائد الطب الصيني التقليدي
نظراً لكون الطبّ الصيني التقليدي نظام علاج كاملاً، من الممكن استعماله لعلاج أيّة مشكلة جسديّة أو نفسيّة. ويُعتقد بأنّه فعّال بشكل خاصّ في علاج الحالات المزمنة التي يعجز الطبّ الغربي عن شفائها، كاعتلال القلب والتهاب المفاصل. كما يُعتبر فعّالاً في علاج الأمراض النسائيّة، كمشاكل سنّ اليأس والحيض، وفي علاج الأمراض المتعلّقة بالجهاز المناعي، كالتهاب الجيوب والأمراض التحسّسية. وهو يستعمل أيضاً لعلاج متلازمة التعب المزمن والألم العضلي الليفي.
هل الطب الصيني التقليدي آمن؟
بما أنّ الطبّ الصيني التقليدي يُزاوَل عموماً من قبل أخصّائيّين مُجازين خضعوا لسنوات من التدريب، فهو نظام علاج آمن للغاية. ولكن لا يجب استعماله من دون إشراف شخص محترف.
ويتّفق مزاولو الطبّ الصيني التقليدي بالإجماع تقريباً أنّ على الناس عدم استعمال الأعشاب الصينيّة بمفردهم. فطبّ الأعشاب الصيني يستعمل آلاف الأعشاب. واستعمال الوصفة العشبيّة الصحيحة، التي تتألّف عادةً من تركيبات خاصّة بكلّ مريض وتمتزج فيها أعشاب متعدّدة، يحتاج إلى تشخيص دقيق. وبما أنّ هذه الأعشاب، شأنها شأن الطبّ الغربي، محدودة بكثير من القيود وتشتمل على تأثيرات جانبيّة، ينصح خبراء الطبّ الصيني التقليدي بعدم استعمالها إلاّ تحت إشراف خبير مدرّب وبموافقته.