التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الطعام في المدرسة ودور الحضانة وصحة الطفل

بعد البيت، تأتي المدرسة أو دار الحضانة باعتبارها ثاني أكبر أساس تعليمي للأطفال. يقضي الأطفال جزءاً كبيراً من حياتهم في المدرسة، ونتيجة لذلك، فإن ما يأكلونه هناك له تأثير هائل على صحتهم. وهكذا، فإذا أردنا تحسين صحة الأطفال، فعلينا إذن أن نحسن الطعام الذي يقدم في المدارس.

عندما يدخل الأطفال المدرسة أول مرة، قد يدهشهم أن يعرفوا أن ليس كل زملائهم يأكلون نفس الطعام الذي يأكلونه هم. فالأطفال المقيدون بما يجدونه على مائدة الطعام بالمنزل قد تثيرهم فرصة اختيار الطعام من تشكيلة متنوعة من سلع الكافيتريا أو تبادل محتويات علب الغداء مع أصدقائهم. ومع الأسف، فإن الآباء الذين يعملون جاهدين لكي يوفروا لعائلاتهم وجبات مغذية قد يشعرون أنهم خسروا المعركة حينما يواجهون بالطعام الرديء الذي يقدم في كثير من المدارس.

فإذا كنت بصدد إدخال طفلك مدرسة جديدة، فربما كنت بحاجة لطرح الأسئلة التالية بشأن الطعام الذي يقدم في المدرسة:

•    كم عدد الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة التي يتناولها الأطفال أثناء اليوم المدرسي، وما أوقاتها؟
•    هل يحضر الأطفال معهم غداءهم الخاص أم أن المدرسة تزودهم بالوجبات؟
•    إذا كانت المدرسة تقدم الطعام، فهل هو طازج؟ وما إمكانيات التخزين (الحفظ بالثلاجات على سبيل المثال)؟
•    ما أصناف الطعام التي تباع في المقصف المدرسي؟ وأي الأطعمة أكثر انتشاراً بين الأطفال؟
•    ما السياسة التي تتبعها المدرسة حيال المشروبات الغازية، والحلوى السكرية، والأطعمة الرديئة؟
•    هل توجد في المدرسة آلات لتوزيع المشروبات الغازية أو الوجبات الخفيفة؟
•    ما مدى وعي إدارة المدرسة بتأثير النظام الغذائي على مستوى تعلم الأطفال، وسلوكياتهم، وصحتهم ككل؟
•    ما مدى مشاركة مجلس الآباء والمدرسين في اتخاذ القرارات المتعلقة بالطعام المدرسي؟ هل تتقبل إدارة المدرسة التغيير؟
•    هل تقدم المدرسة فصولاً دراسية أو ندوات عن التغذية والصحة للطلبة، أو المدرسين، أو الآباء؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما معدل انعقادها ومن يديرها؟

الطعام المدرسي

من المهم جداً أن تكتشفي ما يقدم أو يباع في مدرسة ابنك لكي تحددي ما إذا كان مقبولاً أم يحتاج إلى تحسين. إن مشاركتك الإيجابية وجهودك من أجل التحسين لن تفيد صحة أطفالك وحدهم، بل صحة كثيرين غيرهم أيضاً.

شجعي مديري المدرسة وأطقم المدرسين والمشرفين فيها على وضع مستويات أعلى فيما يتعلق بالطعام المقدم في المدرسة. تحدثي مع متعهدي التموين وتوزيع الأطعمة حول جعل الوجبات المدرسية صحية أكثر. حثيهم على استبعاد الأطعمة المعروف أنها تسبب الأضرار الصحية مثل المشروبات الغازية، والحلوى، ورقائق البطاطس من الكافيتريا وماكينات التوزيع. عززي الوعي الغذائي بتنظيم محاضرات وندوات للطلبة والمدرسين.

اقتراحات لمقصف المدرسة

يمكن أن تتفاوت الحصص الغذائية تبعاً لنوع الوجبة وأعمار الأطفال:

ما يجب أن تقدمه المدرسة

•    الفواكه الطازجة (غير المعلبة ولا المجمدة)
•    الخضراوات النيئة (أصابع الجزر، والخيار، وما شابه ذلك)
•    الشطائر والأرغفة الملفوفة الصحية (المستخدم فيها خبز من الحبوب الكاملة مع حشو مغذٍ مثل شرائح الدجاج أو الديك الرومي، أو الكباب، أو طحينة الحمص)
•    السلطات (مثل سلطة البطاطس، سلطة المكرونة، السلطة الخضراء)
•    الأطعمة المغذية التي يتم تناولها باليدين (مثل الزيتون، الذرة، كعك الأرز، كعك الشوفان، الرقائق المصنوعة من الحبوب الكاملة)
•    أطباق الحلوى الصحية، المحلاة طبيعياً (مثل البسكويت المصنوع من طحين الشوفان، وكعك التمر)
•    الوجبات الخفيفة من الفاكهة الطازجة أو المجففة
•    العصير الطازج أو العصير الخالي من السكر المضاف

ما يجب أن تتجنبه المدرسة

•    الوجبات الخفيفة المكررة (مثل الشطائر، والمعجنات، والفطائر المصنوعة من الخبز الأبيض)
•    الشيكولاتة والبسكويت وغير ذلك من الوجبات الخفيفة السكرية
•    الوجبات الخفيفة المملحة (مثل شرائح البطاطس)
•    الأطعمة المقلية (مثل السامبوسا وقطع الدجاج)
•    الأطعمة التي تحتوي على ألوان ومواد حافظة صناعية
•    المشروبات الغازية، والألبان ذات النكهة الصناعية، والعصائر المحلاة

تنبيه خاص بحالات الاستهداف

إذا كان طفلك مصاباً بحالة استهداف تجاه شيء معين، فاحرصي على أن تخبري مدرسيه وغيرهم من طاقم المدرسة والمديرين؛ وتحري عن الإجراءات التي تتبعها المدرسة لمراقبة الأطفال المصابين بحالات الاستهداف، والاستجابة لردود الفعل التحسسية.

علبة الغداء

ما يجده الأطفال في علب غدائهم كل يوم من المرجح أنه سيؤثر على اختياراتهم الغذائية حينما يصلون إلى مرحلة المراهقة ثم البلوغ. ففي مرحلة الطفولة، يعرف الأطفال الاختيارات، والمذاقات، والأشكال المتنوعة للطعام، وهو وقت ممتاز لغرس العادات الغذائية الحميدة. وإذا كان طفلك يأخذ معه غداءه أو وجباته الخفيفة إلى المدرسة، يجب أن تتأكدي من أن هذا الطعام الذي تقدمينه له صحي.

تلميحات خاصة بعلبة الغداء

ضعي في علبة غداء طفلك أكبر عدد ممكن من الأصناف الصحية. وإليك بعض النقاط التي يجب تذكرها:

•    اجعليها بسيطة: إن إعداد علبة غداء صحية لا يتطلب وضع أكلات معقدة أو مكونات غريبة؛ تمسكي بالأطعمة الأساسية، ويفضل أن تكون نيئة.
•    اخلطي الأطعمة ببعضها: الأطفال يملون من الشطائر التقليدية، لذا، لا تخشي أن تجربي أطعمة جديدة أو طرقاً جديدة لتقديم الأطعمة المألوفة؛ كما أن تناول تشكيلة من الأطعمة يضمن حصول الأطفال على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها.
•    أضيفي عنصر المرح: أضيفي غموساً مع الخضراوات، واستخدمي وحدات تقطيع البسكويت لصنع أشكال مختلفة من الشطائر، أو أعدي رغيفاً ملفوفاً وقطعيه إلى قطع صغيرة بحجم السوشي لتسهيل الأكل؛ بل يمكنك أن تضعي قليلاً من الملصقات أو مفكرة صغيرة لجعل استعمال علبة الغداء أكثر متعة.
•    تجنبي الوجبات الخفيفة السكرية: فضلاً عن تسبب السكر في تسوس الأسنان وزيادة الوزن، فإنه يمكن أن يخل بمستويات الطاقة والسلوكيات، ويخل بتوازن سكر الدم.
•    تجنبي الأطعمة التي تفسد سريعاً: حاولي ألا تضعي في علبة الغداء أطعمة تحتاج لتبريد، فأنت لا تعرفين أين يتم وضع تلك العلبة؛ وتشمل الأطعمة القابلة للتلف: الألبان، والزبادي، والجبن، وما شابه ذلك؛ وإذا وجدت أنه من الضروري أن تعطيه هذه الأطعمة، فجمدي زجاجة ماء صغيرة وضعيها مع الطعام في علبة الغداء للمحافظة على برودته.

أفكار لعلبة الغداء المدرسية

اختاري صنفاً أو اثنين من كل قسم من الأقسام التالية:

الفواكه والخضراوات

أي فواكه في موسمها الطبيعي

الجزر، الخيار، الفلفل، أعواد الكرفس، البروكولي أو القنبيط، عش الغراب، الذرة، البسلة الخضراء، الفاصوليا الخضراء، طماطم

ويمكن وضع الخضراوات ومعها وعاء صغير يحتوي على غموس (طحينة الحمص، الأفوكادو المهروس، صلصة الطحينة، تتبيلة للسلطة وغير ذلك) لجعلها أكثر قبولاً

الوجبات الخفيفة الجانبية

•    كعك الأرز (عادية أو منكهة)
•    البسكويت أو أصابع الخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة
•    البرتزل الصغير، الزيتون، الفول، الحمص
•    الفشار المصنوع بالمنزل (بدون ملح أو سكر)
•    حبوب الإفطار الصحية غير المضاف إليها السكر (جافة)
•    المكسرات مثل اللوز أو البلاذر (إلا إذا كانت هناك حالة استهداف أو حساسية)
•    البذور مثل بذر زهرة دوار الشمس أو اليقطين

الوجبات الخفيفة الأساسية

•    شطيرة (من شرائح الخبز أو خبز البيتا أو خبز الأرز المصنوع من الحبوب الكاملة) مع اختيار حشو مثل مربى الفاكهة الطبيعية، عسل النحل، جبن الموتزاريللا، الزعتر، طحينة الحمص، البيض، شرائح الرومي، الدجاج المقطع، وما شابه ذلك
•    فطائر الحبوب الكاملة مع تغطية صحية
•    المكرونة: عادية أو مع صلصة قليلة مثل البستو
•    بيضة مسلوقة أو بيضتان
•    قطعتان صغيرتان من كباب الدجاج أو اللحم

المأكولات الحلوة

•    التمر، الزبيب، التوت البري المجفف، فواكه مجففة أخرى
•    قالب صحي من الفاكهة
•    البسكويت أو الكعك المحلى طبيعياً والمصنوع بالمنزل (بين الحين والآخر)

المشروبات

•    الماء (يمكن الحصول عليه في المدرسة)
•    العصائر اختيارية: ويفضل الأصناف غير المحتوية على سكر مضاف

لا تضعي ما يلي في علبة الغداء

•    المشروبات الغازية أو الألبان المنكهة
•    أصناف الزبادي (يمكن أن يفسد في درجات الحرارة العالية)
•    السكريات: مثل الحلوى، البسكويت/الكعك/الفطائر (إلا إذا كانت محلاة طبيعياً دون إضافة سكر)، المصاصات، العلك
•    المقرمشات، الأطعمة المقلية أو الأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية

مشكلة وحلها

إنني أحاول أن أضع وجبات خفيفة صحية في علبة الغداء الخاصة بطفلي، ولكنه عند عودته إلى المنزل يشكو قائلاً إنه يريد البسكويت والمقرمشات مثل الأطفال الآخرين!

إذا بدأ طفلك يطلب المأكولات الرديئة والوجبات الخفيفة السكرية، يجب أن تصعدي حملتك الصحية. اجلسي مع طفلك واشرحي له بأمانة سبب وضعك الطعام الصحي في علبة غدائه وما تحاولين تحقيقه.

ركزي على فوائد الطعام الصحي وأن هدفك هو ضمان وصوله لأمثل صحة وأفضل أداء. حاولي التوصل إلى ترضية فيما يتعلق بالحلوى، والتي يمكن أن تأخذ شكل كعك بالتمر أو مخبوزات من الدقيق الكامل مصنوعة بالمنزل.

وبمرور الوقت، سوف يفهم طفلك خياراتك الصحية ويتقبلها، بل ويبدأ في الاستمتاع بها؛ ولكن يجب أن تكوني صبورة ومثابرة.

دور المدرسين!

يحتل المدرسون موقعاً ممتازاً يكفل لهم تحقيق فوائد دائمة تبقى مع التلاميذ طوال أعمارهم عن طريق تعليمهم أسس التغذية. إن لديهم عدداً من التلاميذ في حجرة الدرس، وهناك احتمال كبير أن يستمع إليهم التلاميذ ويطبقوا ما يقولونه وينصحون به.

وثمة مثال ممتاز من واقع تجربتي كأم. ففي أحد الأيام، طلبت مني ابنتي التي كانت حينئذ في الرابعة من عمرها حصة كبيرة من الخضراوات في طبقها، منها الطماطم النيئة (التي كانت لا تحبها من قبل). قالت لي إنها تريد أن تأكلها لأن “الخضراوات مفيدة لنا”. كنت شديدة السعادة والفخر لما سمعته منها. وطمعاً مني في أن أحظى ببعض الفضل، سألتها: “من علمك هذا؟”. فأجابت ببساطة: “مدرستي في الفصل اليوم”! لقد قضيت ما يقرب من ثلاث سنوات أكرر لها فوائد الخضراوات دون جدوى، ولم يستغرق الأمر من مدرستها سوى يوم واحد فقط لإقناعها!

نصائح للمدرسين

ليس بالضرورة أن تقتصر التوعية الغذائية على دروس العلوم أو دروس الصحة؛ بل في الإمكان إدخال الأفكار الغذائية ضمن المناهج الدراسية الأساسية، من قراءة وكتابة وحساب وفنون. وبالطبع فإن توعية الأطفال بشأن الطعام الصحي أمر، وجعلهم يأكلون هذا الطعام أمر مختلف تماماً! فكثير من الأطفال، حين تسألهم، يمكنهم أن يعطوك أمثلة للأطعمة الجيدة والأطعمة السيئة، ولكنهم برغم ذلك يتركون الفاكهة في علب غدائهم دون أن يمسوها وينطلقون في فترة الراحة لشراء الحلويات من المقصف. وفيما يلي اقتراحات لتطبيق التعليم الغذائي بفعالية.

ركزي على الإيجابيات. حينما تتحدثين عن مجموعات الأطعمة، ركزي على الجوانب الإيجابية وليس السلبية. ركزي على الأطعمة الجيدة، واذكري السيئة منها باختصار أو عند الضرورة فقط لتجنب إعطائها أهمية وجعلها أكثر إثارة للاهتمام بشكل غير مقصود.

اجعلي رسالتك محددة. قاومي الرسائل المختلطة المشوشة التي يتعرض لها أطفالك باستمرار بأن تجعلي رسالتك واضحة وموجزة وملائمة. اجعليها ترتبط بحياتهم “الآن”. فعلى سبيل المثال، أخبريهم عن الأطعمة التي تساعدهم على الجري بسرعة أكبر والفوز في المنافسات الرياضية، والأطعمة التي تجعلهم أكثر ذكاءً، والأطعمة التي تساعدهم على النمو.

خاطبي عقولهم. الأطفال، مثل معظم الكبار، لا يحبون أن يقول لهم أحد ما يجب عليهم فعله؛ إنهم يريدون أن يعرفوا السبب. فإذا جعلت رسالتك تشتمل على منطق مناسب لأعمار الأطفال، فإن احتمالات فهم رسالتك والعمل بها تزيد بشدة. لا تعتمدي على التصريحات العامة، مثل “لأن الفاكهة مفيدة لك”، ولكن وضحي بالتفصيل الفوائد المختلفة للفواكه المختلفة.

قدمي الحقائق بشكل مباشر. ليس هناك ما هو أسوأ من محاضرة عن التغذية تتضمن حقائق خاطئة. عليك أن تقرئي الكتب، أو تتصفحي الإنترنت، أو تشاركي في ندوة تدريبية عن التغذية (أو اطلبي من المدرسة أن تنظم ندوة). احرصي على الحفاظ على حداثة وتنوع وإثارة الحقائق التي تعرفينها عن الطعام والتغذية، فالأطفال يصيبهم الملل من العبارات المستهلكة مثل: “اللبن مفيد لعظامك”، و”السكر يسبب تسوس الأسنان”.

اجعلي التعلم مفعماً بالنشاط والحيوية. يتذكر الأطفال أكثر حينما يعملون بأيديهم ويتم تشجيعهم على التفكير باستقلالية. اجعلي عملية التعلم مفعمة بالمرح بواسطة جلسات الطهو، وملابس الطهو، ووسائل المساعدة مثل الأغاني المرتبطة بالطعام، وألعاب العرض والشرح، وحتى المناقشات؛ يمكنك مناقشة مطابخ الدول الأخرى مثلاً وتوضيح استخدام أوعية الطهو والأكل المختلفة؛ كما يمكنك تنظيم رحلات ميدانية إلى المخابز، والمزارع، ومحال الأطعمة الصحية.

تلميح: تعزيز قوة المخ وتحسين السلوك

لتعظيم القدرات الذهنية لطفلك إلى أقصى حد، في المدرسة وخارجها، جربي النصائح التالية:

•    أبعدي طفلك عن “أعداء المخ”: وتشمل الأطعمة المقلية، والأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية، والألوان والنكهات الصناعية، والمواد الحافظة، والإضافات الأخرى، وأيضاً قللي أو امنعي تعرض ابنك للسموم والملوثات مثل الرصاص، أو الزئبق، أو الألومنيوم، أو التدخين السلبي، فقد تبين أن هذه العوامل تؤثر سلبياً على المخ والجهاز العصبي.
•    غذي المخ: احرصي على أن يتضمن غذاء الطفل وفرة من العناصر الغذائية التي ثبت أنها تنشط المخ، مثل الزنك، والكالسيوم، والمغنسيوم.
•    زودي المخ بالدهن: المخ يحتوي على الدهن بنسبة 60%، وأنواع الدهون التي يأكلها طفلك تؤثر بشكل مباشر على مخه وباقي جهازه العصبي، ومن ثم يعتبر الحصول على الدهون الجيدة أمراً حاسماً.
•    قدمي البروتين في الإفطار: يلعب البروتين دوراً كبيراً جداً في تكوين كيميائيات المخ (الناقلات العصبية)؛ كما أنه يحافظ على توازن سكر الدم، مما يساعد على تحسين سلوكيات الأطفال وقدراتهم التعلمية.
•    انتبهي لأي حالة استهداف أو حساسية (خاصة للقمح أو منتجات الألبان): المخ والجهاز الهضمي مرتبطان ببعضهما، والأطعمة التي لا يتم هضمها جيداً يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبياً كبيراً على تفكير، وتعلم، وسلوكيات طفلك.

زيدي فعالية التوعية الغذائية إلى أقصى حد

تظهر الأبحاث أن فعالية التوعية الغذائية في المدارس تعتمد على عوامل متعددة مثل مدى التدريب الذي حصل عليه المدرس في مجال التغذية؛ قدر التعلم القائم على النشاط؛ إعداد وجبات مدرسية صحية؛ مستوى مشاركة الأسرة؛ مقدار الوقت المكرس لهذه الأشياء (ويقدر الحد الأدنى للزمن المطلوب للتأثير في توجهات الطلاب وسلوكياتهم بـ 50 ساعة سنوياً).

ضعي في اعتبارك كل هذه العوامل لكي تعظمي درجة نجاح التوعية الغذائية إلى أقصى حد. وهناك الكثير من مواقع الويب الموجهة إلى المدرسين والتي تعد مصادر ممتازة للمعلومات والأفكار حول كيفية التوعية الغذائية؛ ويمكنك أيضاً أن تقومي بتحميل ملصقات وتصميمات ونشرات للطلاب والآباء.

أعطي جوائز على تحسن أسلوب الأكل وزيادة الوعي الغذائي. هذا عنصر متابعة مهم في أي حملة غذائية مدرسية. بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، ثمة طريقة فعالة رأيتها وهي جذب الانتباه لطفل لديه علبة غداء بها محتويات صحية يقوم بوصفها باختصار ثم جعل زملائه في الفصل يصفقون له؛ هذا يعزز الرسائل المطلوب توصيلها لهم، ويمكن حينئذ أن يطلب أطفال آخرون من آبائهم أن يحضروا لهم نفس الأطعمة حتى يمكن أن يشعروا بالأهمية ويجدوا المديح والثناء في المدرسة هم أيضاً. وهناك فكرة أخرى وهي إعطاء الأطفال ملصقات أو تسجيل النقاط على لوحة للدرجات عند تجربة أطعمة جديدة أو إحضار مأكولات صحية.

عززي معرفتهم بوسائل الإعلام والحماية الذاتية. يجب إعداد الأطفال جيداً لترشيح وتأويل سيل الإعلانات وغيرها من الرسائل الإعلامية في بيئاتهم الآخذة في الاتساع. اشرحي لهم (بصورة تتفق مع أعمارهم) كيف يتم استغلال أساليب التسويق والتعبئة لبيع منتجات قد لا تكون مفيدة لنا بالضرورة. علميهم كيف يقرءون بطاقات المنتجات، ويتخذون قراراتهم بناءً على المنطق السليم بدلاً من الاستسلام لخداع الإغراءات البصرية والعاطفية.

التزمي بما تدعين إليه. أضمن وسيلة لتقويض جهودك في التوعية والتعليم هي أن يراك الأطفال تخرقين القواعد التي وضعتها بنفسك ولا تتبعين أنت نفسك النصائح التي تقدمينها لهم! أما العبارة التي تقول: “هذا الطعام ضار بالأطفال ولكن الكبار يستطيعون تحمله” فهي عبارة زائفة مربكة للأطفال، وتجعلهم يعتقدون أن الطعام الضار هو شيء يتطلعون لتناوله عندما يكبرون. عليك أن تكوني قدوة حسنة بأن تختاري الأطعمة الصحية المغذية من الكافيتريا أو تحضرينها من منزلك.

غيري النظام المتبع. إذا لم تكن مدرستك توفر اختيارات صحية من الأطعمة لطاقم التدريس أو للطلبة، يمكنك أن تفعلي شيئاً في هذا الشأن. خاطبي إدارة المدرسة وأبلغيها بآرائك وبالحقائق التي تدعم توصياتك؛ تحدثي إلى الآباء والمدرسين الآخرين عن هذه القضية؛ وزعي عريضة مكتوبة؛ خاطبي طاقم المدرسين.

وصلي رسالتك إلى بيوت الأطفال. يمكن توصيل رسالة التوعية الصحية والغذائية إلى المنازل في صورة وصفات طعام، ونشرات، وقوائم طعام، وكتب مقترح قراءتها، ونصائح للآباء. كما تعتبر اجتماعات الآباء والأيام المفتوحة فرصاً سانحة لإدخال موضوعات التغذية إلى نطاق المناقشة. انتبهي لأي أعراض أو علامات تظهر على الأطفال في حجرة الدرس، مثل قصر فترة الانتباه، وفرط النشاط، ونقص الطاقة، وضعف الشهية، واحرصي على أن تبلغي ملاحظاتك إلى آبائهم.