نستعرض فيما يلي طرق العناية الذاتية لأهم الإصابات الناتجة عن العضات واللسعات من الحيوانات والحشرات وحتى البشر.
عضة الحيوان
تعتبر حيوانات المنزل مسؤولة عن معظم العضات. وتميل الكلاب إلى العض أكثر من القطط، إلا أن عضة القطة تميل أكثر إلى تسبيب إنتان (عدوى)، ويجب عرضها على الطبيب.
العناية الذاتية
= إن تسببت العضة في شق الجلد فقط، عالجها كجرح صغير. اغسل موضع الجرح جيدا بالماء والصابون ثم ادهنه بمرهم معقم تجنبا للإنتان وغطه بضمادة نظيفة.
= تذكر إن كنت قد تلقيت حقنة كزاز في السنوات الخمس الماضية وإلا فعليك أن تأخذ حقنة مع أي عضة تشق جلدك.
= أعلم المرجع الصحي المحلي بالعضات المشكوك بأمرها.
= اتبع التعليمات البيطرية الخاصة بتحصين حيواناتك الأليفة.
المساعدة الطبية
إن تسببت العضة بشق عميق في الجلد أو بتمزق حاد ونزف، اضغط على موضع الإصابة لإيقاف النزف واعرضها على طبيبك. وفي حال لم تخضع لحقنة كزاز، الجأ إلى العون الطبي. راقب الجرح بحثا عن علامات إنتان. وفي حال تورم الجرح أو ظهور احمرار حوله، أو ظهور خط أحمر يمتد من موضع الجرح، أو خروج قيح، أو شعور بالألم، يجب إخبار الطبيب على الفور.
خطر الإصابة بداء الكلب
من شأن الوطاويط والثعالب والراكونا وغيرها من الحيوانات المفترسة أن تحمل داء الكلب، وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى الكلب، خاصة إن كانت تعيش في الغابات. كذلك قد تحمل حيوانات المزارع وخاصة الأبقار هذا الداء بالرغم من أنها نادرا ما تنقله إلى البشر.
وداء الكلب هو في الواقع عبارة عن فيروس يصيب الدماغ. وبعد أن ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عبر اللعاب من حيوان مصاب به، يمر بفترة حضانة (وهي الوقت الذي تستغرقه الأعراض لتظهر على المصاب) تتراوح بين ثلاثة وسبعة أسابيع.
عند انتهاء هذه المرحلة، يبدأ المصاب بالشعور بوخز في موضع العضة. ومع انتشار الفيروس في الجسد، تظهر رغوة في الفم ناتجة عن صعوبة في البلع. وقد يستتبع ذلك شعور بالاهتياج والارتباك لا يمكن السيطرة عليه، يتعاقب مع فترات من الراحة.
في حال الإصابة بعضة كلب أو قط أو ابن مقرض أليف، يجب إخضاع الحيوان للمراقبة لمدة 7 إلى 10 أيام. واطلب البيطري إن لاحظت أعراض مرض على الحيوان. أما في حال التعرض لعضة حيوان مفترس، فيجب قتله وإخضاعه لاختبار الكلب.
عضة الإنسان
ثمة نوعان من العضات البشرية. تتمثل الأولى بما يعتقد عادة بأنه “عضة حقيقية”، وهي الإصابة التي تنتج عن إمساك الجلد بين الأسنان. أما الثانية وتدعى “عضة القتال”، فهي إصابة الإنسان بجرح في مفاصل الأصابع ناتج عن عضة شخص معاد. والعلاج في كلتا الحالتين واحد. والواقع أن العضة البشرية لا تخلو من الخطورة بسبب احتمال إنتان الإصابة. ذلك أن فم الإنسان يشكل أرضا خصبة لنمو البكتيريا.
العناية الذاتية
= اضغط على موضع الإصابة لإيقاف النزف، ثم اغسل الجرح جيدا بالماء والصابون وضمده. توجه بعد ذلك إلى غرفة الطوارئ. وقد يصف لك الطبيب المسؤول مضادات حيوية منعا للإنتان أو يجدد لك حقنة الكزاز إن كنت لم تتلقاها منذ أكثر من 5 سنوات.
لسعة الأفعى
تعتبر معظم الأفاعي غير سامة. ولكن، بما أن بعضها سام (بما فيه الأفعى ذات الأجراس والأفاعي المرجانية وأفاعي الخف المائية والأفاعي ذات الرأس النحاسي)، تجنب إمساك أي أفعى أو اللعب بها إن لم تكن مدربا على ذلك.
إن تعرضت لعضة أفعى من الضروري تحديد ما إذا كانت سامة أم لا. فمعظم الأفاعي السامة تتميز بعيون طويلة وضيقة (إهليلجية)، وبرأس مثلث الشكل مع انخفاض أو حفرة في وسط المسافة الفاصلة بين العين وفتحة الأنف.
العناية الذاتية
= إن لم تكن الأفعى سامة، اغسل الجرح جيدا ثم ضع عليه مرهما مضادا حيويا وضمده. ففي الواقع، عضة الأفعى ليست خطرة بقدر ما هي مخيفة.
= تحقق من تاريخ آخر حقنة كزاز تلقيتها. فإن كان قد مضى عليها أكثر من 5 سنوات، وقد اخترقت العضة الجلد، جدد الحقنة.
المساعدة الطبية
إن شككت بأن الأفعى سامة، الجأ إلى المساعدة الطبية الطارئة على الفور. لا تشق الجرح أو تحاول سحب السم. ولا تستعمل المرقأة أو الثلج بل ثبت الذراع أو الساق المصابة وارفعها إن أمكن. وحاول أن تبقى هادئا قدر الإمكان حتى وصول المساعدة الطبية.
عضات الحشرات ولسعاتها
غالبا ما يقتصر أثر بعض العضات واللسعات على حك أو لسع مزعج وعلى تورم طفيف يختفي خلال يوم أو أكثر. غير أن 5 بالمئة من الناس يصابون بالتحسس تجاه سم الحشرات. ويعتبر النحل والدبور والسّترة الصفراء والنمل الأحمر أكثرها إزعاجا. كما من شأن لسعات البرغش والقراد والذباب اللاسع وبعض العناكب أن تسبب المشاكل أحيانا إلا أن أثرها ألطف عامة.
تبدأ أعراض التحسس عادة بالظهور بعد دقائق من اللسعة أو العضة. غير أن بعضها يستغرق ساعات أو حتى أياما ليأخذ مفعوله. فإن كنت حساسا قليلا تجاه سم الحشرات، فمن الطبيعي أن تلاحظ ظهور شرى وتشعر بحكة في العينين وألم وبحكة حادة حول موضع الإصابة. وكاستجابة لاحقة، قد تعاني من الحمى وألم في المفاصل، ومن الشرى وتورم في الغدد.
ومن شأن الاستجابات التحسسية الحادة أن تهدد الحياة. وقد تعاني من شرى حاد وتورم شديد للعينين أو الشفتين أو داخل الحلق. ويمكن لتورّم الحلق أن يسبّب صعوبة في التنفس. أضف إلى أن الدوخة أو الارتباك الذهني أو التقلص البطني أو الغثيان أو التقيؤ أو الإغماء قد يرافق التحسس الحاد أحيانا.
فيروس النيل الغربي يحمله البعوض ومن شأنه أن يسبب المرض. وتشتمل أعراضه في الحالات الخطيرة على صداع حاد وارتباك وحساسية تجاه الضوء. ومن شأن الإنتان الحاد أن يؤدي إلى التهاب في الدماغ والأغشية والسائل المحيط بالدماغ. وهي أعراض تستوجب عناية طبية. لتقليص خطر الإصابة، تجنب الخروج حين يكون البعوض في أوج نشاطه، كأوقات الفجر والغسق وبداية المساء. وارتد قمصان بأكمام طويلة وسراويل طويلة حين تخرج واستعمل طاردا للبعوض.
العناية الذاتية
= حك أو افرك إبرة الحشرة بطرف حاد. ولا تحاول نزع الإبرة بالملقط أو بأصابعك. فمن شأن ذلك أن يدفعها إلى إفراز مزيد من السم.
= للتخفيف من حدة الألم أو التورم، ضع كيسا من الثلج أو كمادات باردة على مكان الإصابة.
= ضع على موضع الإصابة مرهما يحتوي على 0.5 أو 1 بالمئة من الهيدروكورتيزون، أو مرهم الكالامين أو عجينة كربونات الصودا عدة مرات يوميا حتى تختفي الأعراض.
= تناول عقارا مضادا للهيستامين: (Benadryl, Chlor-Trimeton).
وإن عانيت من تحسس حاد في الماضي، ضع سوارا طبيا منبها واحمل معك على الدوام عدة طبية للتحسس تحتوي على الإبينيفرين.
المساعدة الطبية
إن عانيت من استجابة حادة تجاه عضة الحشرة (قصر النفس، تورم اللسان أو الحلق، وشرى) إعرض نفسك على طبيبك أو اقصد غرفة طوارئ على الفور.
والواقع أنه من شأن التحسس الحاد الناتج عن لسعة النحل أن يكون مميتا. بالتالي، الجأ إلى العون الطبي الطارئ على الفور إن عانيت بعد اللسعة من مشاكل في التنفس، أو تورم في الشفتين أو الحلق، أو إغماء، أو ارتباك، أو خفقان سريع في القلب، أو شرى. وتشتمل الاستجابات الأقل حدة على الغثيان أو التقلص المعوي أو الإسهال أو تورم موضع الإصابة ليبلغ قطره أكثر من 5 سم. اعرض إصابتك على الطبيب فورا في حال عانيت من أي من المشاكل المذكورة.
قد يصف لك الطبيب حقنا تساعد على إزالة تحسس جسدك تجاه سم الحشرات وعدة طوارئ تحتوي على أقراص مضاد الهيستامين وحقنة مملوءة بالإبينيفرين (الأدرينالين). وثمة وحدات حقن تحرر جرعة محددة مسبقا. أبق الدواء في مكان بارد وتحقق من تاريخ صلاحيته بانتظام.
عضة العنكبوت
إن عددا قليلا من العناكب يشكل خطرا على الإنسان. اثنتان منها شديدتا الخطورة وهما الأرملة السوداء المعروفة بالساعة الرملية الحمراء الموجودة على بطنها، والمنعزلة السمراء المتميزة بشكل الكمان المرسوم على ظهرها.
كلا النوعين يفضلان الجو الدافئ والأماكن الجافة والمظلمة التي تتكاثر فيها الحشرات. وغالبا ما تعيش هذه العناكب في الخزائن والدروج والحمامات الخارجية. كما تسبب عضة الأرملة السوداء تشنجا عضليا، غثيانا وتقيؤا، تورما واحمرارا حول موضع العضة، صداعا، دوارا وارتباكا. أما عضة المنعزلة السمراء، فمن شأنها أن تؤدي إلى استجابة حادة في موضع الإصابة. وتشتمل الأعراض الأخرى على ارتفاع طفيف في الحرارة، طفح جلدي، غثيان ودم في البول.
اطلب المساعدة الطبية على الفور في حال تعرضك لعضة عنكبوت. وبانتظار وصولها، اغسل العضة بالماء والصابون وضع عليها كمادات من الثلج أو من الماء البارد. وفي حال أصابت العضة أحد أطراف الجسد، من الممكن إبطاء عملية انتشار السم عبر ربط الطرف بإحكام فوق موضع العضة ووضع الثلج عليها.
عضة القراد
يصنف القراد عامة على أنه غير مؤذ، إلا أنه قد يهدد صحة الإنسان. إذ تحمل بعض أنواع القراد جراثيم، وعبر العض قد تنتقل البكتيريا إلى الإنسان مسببة الأمراض، كمرض لايم Lyme disease (الذي ينقله قراد الغزال، انظر أدناه) أو حمى جبل الروكي. ويعتمد خطر التقاطك لأحد هذين المرضين على الجزء الذي تعيش فيه من الولايات المتحدة الأميركية وعلى الوقت الذي تمضيه في الغابات وعلى كيفية حمايتك لنفسك.
العناية الذاتية
= عند السير في الغابات والأراضي المغطاة بالعشب، ارتد حذاء وسروالا طويلا، مدخلا ساقيه في الجوارب، مع قميص ذي أكمام طويلة. حاول سلوك الدروب الممهدة متجنبا الأجمات والأعشاب الطويلة.
= أخل حديقتك من القراد عبر إزالة الأجمات والأوراق. احفظ الحطب في أماكن مشمسة.
= تحقق من خلوك أنت وحيواناتك الأليفة من القراد بعد العودة من الغابات أو الأماكن العشبية. ومن المستحسن الاستحمام بعد مغادرة هذه الأماكن لأن القراد غالبا ما يبقى على البشرة لعدة ساعات قبل عضها.
= غالبا ما يزيل طارد الحشرات القراد. استعمل مستحضرا يحتوي على ال DEET أو البرمثرين، وتأكد من اتباع التعليمات المشار إليها بدقة.
= إن وجدت قرادة، انزعها على الفور بالملقط عبر التقاطها بلطف قرب رأسها أو فمها. ولا تضغط عليها أو تسحقها بل اسحبها بحذر وثبات. عند إزالتها تماما، ضع مطهرا على موضع العضة.
= إن عانيت من طفح جلدي أو من المرض بعد عضة قرادة، خذ القرادة إلى عيادة الطبيب.
= عندما تطرح جانبا قرادة عن الجسم، قم بدفنها أو حرقها أو سحقها.