العض لدى الرضع
من الطبيعي أن يحاول الطفل عند العام الأول تقريبا أن يعض أحد أبويه في خده، فآلام التسنين تدفعه لأن يقوم بذلك، وعندما يكون متعبا يميل أكثر لأن يعض الآخرين. وليس هناك مشكلة أيضا من أن يعض الطفل ما بين العام الأول والثاني طفلا آخر سواء كان ذلك بطريقة ودودة أم غاضبة. فالأطفال في هذا السن لا يستطيعون أن يعبروا عن مشاعرهم المعقدة بالكلمات؛ ولذلك تظهر رغبتهم في السيطرة أو شعورهم بالإحباط من خلال طرق بدائية مثل العض. بالإضافة إلى أنهم لا يستطيعون فعلا أن يضعوا أنفسهم مكان الآخر وغالبا لا يدركون إلى أي مدى تؤلم هذه العضة الطفل الآخر.
في تلك الحالة بإمكان الأب أو الأم أو الشخص مقدم الرعاية للطفل أن يقول له بحزم: «إن ذلك يؤلم، يجب أن تكون لطيفا!»، وبعدها يمكن أن يضع الطفل على الأرض لفترة قصيرة أو يخرجه من الملعب للحظة. الفكرة هنا ببساطة هي أن تحاول أن تجعله يفهم أن هذا التصرف يزعجك حتى وإن كان لا يزال صغيرا للغاية ليفهم لم يضايقك ذلك.
العض لدى الأطفال الأكبر سنا والأطفال في عمر ما قبل المدرسة
إذا كان العض يمثل مشكلة لدى طفلك ما بين العامين والثلاثة أعوام، فعليك أن تعرف ما إذا كانت تلك المشكلة قائمة بذاتها أم لا، عليك أن تعرف كم مرة تتكرر هذه المشكلة في الغالب وكيف يتصرف الطفل إذا لم يلجأ إلى العض. إذا كان الطفل يشعر بالتوتر والضيق معظم الوقت ويظل يعض الأطفال الآخرين دون سبب وجيه، فهذا معناه أن هناك خللا ما. ربما يكون الانضباط أو القيود المفروضة عليه في المنزل أكثر مما يجب مما يتسبب له في حالة من الهياج والتوتر، وربما لا يحظى بفرصة كافية للتعود على الأطفال الآخرين ويظنهم مصدرا للتهديد والخطر، وربما يشعر بالغيرة من أخيه الرضيع ويسقط خوفه وضيقه على كل الأطفال الصغار الآخرين وكأنهم منافسوه أيضا.
عندما يكون العض مصحوبا بالعديد من السلوكيات العنيفة الأخرى المثيرة للقلق فهذا غالبا يعني أن هناك مشكلة أكبر هي التي تحتاج منا إلى الاهتمام وليس العض في حد ذاته.
وعلى الجانب الآخر غالبا ما يرى الناس العض على أنه سمة من سمات الشخص السيئ، لذا يشعر الأبوان بالقلق من أن يتحول طفلهما الرقيق إلى شخص قاس عندما يكبر، ولكن في تلك الحالة لا يمثل العض شيئا في الغالب سوى أحد التحديات الطبيعية التي يواجهها الآباء والأطفال في رحلة النمو وليس علامة على وجود مشكلة نفسية. فحتى الأطفال الأكثر رقة من الممكن أن يمارسوا العض لفترة وجيزة.
كيف يتصرف الأبوان؟
إذا كان بوسعك أن تفعل، فلتوقف طفلك قبل أن يشرع في عض أي شخص. هل هناك أوقات تعرف من خلالها أنه سيعمد إلى ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك يمكن أن تزيد من ملاحظة الكبار للطفل أثناء تلك الأوقات. هل يشعر طفلك بالإحباط لأنه أقل الأطفال تنافسية فيمن حوله ويلعبون معه أو لأن نظام وضع الحدود الذي تطبقه يفتقر إلى الثبات؟ ربما يكون عليك أن تغير من روتينه اليومي، وعليك أيضا أن تتحقق من أنك تعطيه اهتماما إيجابيا عندما يتصرف بطريقة حسنة، فبعض الأطفال لا يحصلون على اهتمام آبائهم وأمهاتهم الكامل إلا عندما يدمرون شيئا أو يعضون شخصا ما، فمن الأفضل بكثير أن تعطي الطفل اهتماما صاخبا عندما يتصرف تصرفات إيجابية.
إذا وجدت أن كمية الإحباط التي يشعر بها طفلك أثناء ممارسة نشاط ما تتزايد فوجهه إلى نشاط آخر، وإذا كان طفلك كبيرا فناقش معه المشكلة في وقت آخر، واطلب منه أن يساعدك على أن تعرف إلى أي مدى العضة مؤذية، وماذا يمكنه أن يفعل غير العض عندما تتملكه الرغبة في ذلك.
إذا كان طفلك قد عمد بالفعل إلى العض فمن المفيد أن تتعامل أولا مع الطفل الذي وقع عليه الفعل وتتجاهل من قام به، وبعد أن تهدئ من روع ضحيته قل له بحزم إن العض يتسبب في استيائك منه، واجلس معه لبضع دقائق حتى يستطيع أن يستوعب ما قلته. وإذا حاول أن يذهب فامسك يده واحضنه بقوة، وحاول أن تتجنب فكرة أن تعطي له محاضرة طويلة.
هل يجب أن ترد له العضة؟
بعض الآباء والأمهات الذين تعرضوا للعض من قبل أطفالهم الصغار فيما قبل العام الأول أو عند بلوغه يتساءلون هل يجب أن يعضوا أطفالهم في المقابل؟ الإجابة هي لا، فبإمكانك أن تسيطر على طفلك بشكل أفضل إذا حاولت أن تمسك بزمام الأمور بروح المدير الودود. فعندما تعض طفلا صغيرا للغاية أو تصفعه فسوف يستمر الطفل في ممارسة هذا السلوك في الغالب، إما لأنه يعتبره نوعا من الشجار أو اللعب، أو لاعتقاده أنه إذا كنت أنت قادرا على أن تفعل ذلك فلم لا يكون هو الآخر قادرا على فعله؟ عندما نعض طفلا لنريه إلى أي مدى تؤلم العضة فإننا غالبا نستحث بداخله الشعور بالغضب أو الخوف وليس التعاطف. وأفضل رد فعل تجاه ذلك هو أن تبتعد عنه عندما تلمح رغبته في العض في عينيه، عليك أن تجعله يدرك بوضوح أنك لا تحب ذلك الفعل وألا تدعه يحدث.
العض لدى الأطفال بعد العام الثالث: غالبا ما يتوقف الطفل عن ممارسة عادة العض بعد أن يبلغ عامه الثالث أو بعدها بقليل. فبحلول ذلك الوقت يكون الطفل قد تعلم كيف يستخدم الكلمات للتعبير عن رغباته أو للتنفيس عن إحباطاته، وتكون قدرته على السيطرة على رغباته الاندفاعية قد تطورت. ولكن إذا استمر الأطفال في هذه السن في ممارسة هذه العادة فربما يكون ذلك مؤشرا على مشكلة أكبر تتعلق بالنمو أو بالسلوك وطريقة التصرف. ويستطيع الطبيب الذي يتمتع بخبرة جيدة أو أي أخصائي آخر أن يساعدك على أن تعرف ما إذا كان هذا هو الوضع أم لا.