تظهر العقبولة المنطقية عندما ينشط الفيروس الذي يسبب جدري الماء بعد سباته داخل الخلايا العصبية.
ومع نشاط الفيروس، يلاحظ المصاب ألما أو وخزا في منطقة محدودة من إحدى جهتي الجسد أو الوجه عادة. ويطرأ هذا الألم مع انتشار الفيروس على طول الأعصاب الممتدة على الوجه أو من العمود الفقري. ومن شأنه أن يتواصل لعدة أيام أو أكثر.
يعقب ذلك طفح على شكل نطفات صغيرة، يستمر بالانتشار طيلة الأيام الثلاثة أو الخمسة التالية، متخذا شكل شريط على جهة واحدة من الجسد. وعادة تجف النفطات في غضون بضعة أيام مكونة قشورا تتساقط خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة التالية. وتجدر الإشارة إلى أن القروح تحتوي على فيروس معد. لذا يجب تجنب الاحتكاك الجسدي بالآخرين وخاصة بالنساء الحوامل. فإصابة حديثي الولادة بجدري الماء قد تكون مميتة.
العناية الذاتية
يمكن تخفيف الانزعاج باتباع الخطوات التالية:
= ضع كمادات مبللة بالماء البارد على النفطات (استعمل محلول أسيتات الألمنيوم).
= اغسل النفطات بلطف ولا تضمدها.
= ضع عليها غسولا أو مرهما ملينا.
= استعمل المسكنات الموصوفة لتخفيف الألم.
= تساعد الكريمات المسكنة غير الموصوفة على تخفيف الألم.
العون الطبي
اتصل فورا بالطبيب في الحالات التالية:
= إن ظهر الطفح أو الألم قرب العينين. فعدم علاج هذه الإصابة قد يسبب تلفا مستديما في العين.
= إن كنت تعاني أنت أو أحد أفراد العائلة من ضعف في الجهاز المناعي، ناجم عن السرطان أو عن عقاقير أو عن حالة مرضية مزمنة.
= إن كان الطفح واسع الانتشار ومؤلما.
يتوفر اليوم عقارا أسيكلوفير (Zovirax) وفامسيكلوفير (Famvir) وفالاسيكلوفير (Valtrex) لتسريع عملية الشفاء والتخفيف من حدة المضاعفات الناجمة عن العقبولة المنطقية.
عندما تواصل الألم بعد زوال العقبولة المنطقية
يمثل تواصل الألم لشهور أو حتى لسنوات بعد زوال نوبة بالعقبولة المنطقية حالة تسمى الألم العصبي ما بعد العقبولي. وهي تصيب خمسين بالمئة من الأشخاص الذين يفوقون الستين وسبقت لهم الإصابة بالعقبولة المنطقية.
ويعتبر هذا الألم العصبي حالة فردية، وفعالية العلاج قد تسري على شخص دون آخر. بيد أن العلاجات الجديدة واعدة، كما أن الاكتشافات التي حدثت مؤخرا تبين فائدة العلاج المبكر للإصابة الفيروسية الحادة التي تسبق الألم العصبي ما بعد العقبولي.
وبما أن حدة هذا الألم تميل إلى التقلص مع مرور الزمن يصعب تحديد ما إذا كان التحسن عائدا إلى فعالية العلاج أو إلى زوال الألم من تلقاء نفسه.
والواقع أنه من شأن عدة علاجات أن تساعد على تخفيف الألم. وهي تشتمل على المسكنات والحفز الكهربائي ومضادات الإحباط وبعض العقاقير المضادة للتشنج والجراحة العصبية في الحالات الحادة.
لدى معظم المصابين، يزول الألم بعد خمس سنوات.