يمكن أن يسبب نقص واختلالات المواد الغذائية نقصًا في الناقلات العصبية مثل النورأدرينالين والدوبامين والسيروتونين، ويمكن أيضًا أن تَنْتُج عن نقص المواد الغذائية تغيرات وظيفية سلبية في المخ، قد تؤدي إلى مشاكل مزاجية ومعرفية.
عشبة حشيشة القلب
استخدمت عشبة العرن، والمعروفة أيضًا باسم نبتة حشيشة القلب، في العصور الإغريقية القديمة كعلاج للمشاكل العصبية، وقد ثبت النجاح السريري لخلاصة العرن في علاج المرضى المصابين بالاكتئاب في عدد كبير من الدراسات مزدوجة التعمية، مع استخدام علاج وهمي للمقارنة، وإحدى المزايا الكبيرة للعرن هي أن الجرعات التي استخدمت على البشر كانت عادةً خالية من الآثار الجانبية، ويمكن حدوث رد فعل تحسسي عند الأشخاص الذين لديهم في العموم حساسية من الأعشاب، وقد تظهر كطفح جلدي نتيجة الحساسية للضوء حين يتعرضون إلى أشعة الشمس.
ويعتقد أن العرن يعمل كمضاد للاكتئاب، حيث يعمل على رفع الحالة المزاجية، ويشبه في تأثيره الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين، بمعنى آخر هذه العشبة قادرة على تثبيط الإنزيمات التي تُحلِّل كيماويات المخ، وهما النورأدرينالين والسيروتونين.
وقد استخدمت معظم الدراسات، التي توضِّح أن العرن مضاد اكتئاب فعَّالٌ، خُلاصةً معياريةً من العشب، تعطي جرعة قدرها ٩٠٠ ميكروجرام من الهيبرسين الكلي ثلاث مرات يوميًّا، وهذا يعادل أقراصًا تحتوي على ٣٠٠ ملجم من الخُلاصة بنسبة ١:٦ من العشب، وقد وُجِدَ أن قرصًا واحدًا ٣٠٠ ملجم ثلاث مرات يوميَّا يعتبر جرعة علاجية فعالة في العموم، مع أن بعض الأشخاص سيجدون أنهم يحتاجون فقط إلى تناول قرص أو قرصين يوميًّا.
وقد أظهرت دلائل علمية وسريرية عالية المستوى أن العرن هو العلاج الأول في علاج حالات الاكتئاب الخفيفة إلى المتوسطة.
والميزة المثيرة الأخرى لعشبة العرن هي أن العديد من الدراسات، قد بينت تثبيطها الواضح لتكاثر العديد من أنواع الفيروسات، خاصة الفيروسات القهقرية، مثل فيروس نقص المناعة البشري الذي يسبب الإيدز، ويُجْمَع العرن مع معادن أخرى وكل مجموعة فيتامينات ب في قرص واحد اسمه ستريس إيز، من أجل المزيد من التأثير.
تحذير – لا ينبغي تناول العرن مع أدوية معينة، لأنه يمكن أن تحدث تفاعلات ضارة – وتشتمل هذه الأدوية على علاجات أخرى مضادة للاكتئاب، وأدوية سيولة الدم، ووسائل منع الحمل المأخوذة عن طريق الفم، ويفضل مراجعة طبيبك قبل تناول المنتجات التي تحتوي على العرن.
المكملات الغذائية المحتوية على معادن
نقص المعادن شائع في مناطق عديدة في العالم، حتى في المناطق التي يطلق عليها المجتمعات جيدة التغذية، وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الذين لديهم في الأغلب نظام غذائي سيئ.
ويمكن أن يؤدي نقص المعادن إلى ضعف إنتاج الناقلات العصبية في المخ.
ومعدن الماغنسيوم بالإضافة إلى فيتامين ب٦ ضروريان في تحويل حمض التربتوفان الأميني إلى مركب السعادة السيروتونين.
وقد يكون الاكتئاب المرتبط بسرعة الانفعال والاهتياج جزءًا من متلازمة نقص الماغنسيوم، وغالبًا ما يسمى الماغنسيوم ب “المهدئ الرائع”؛ لأنه يساعد على تخفيف التوتر العصبي والعضلي، ويعزز النوم العميق المريح، وأيضًا يمكن أن يساعد الماغنسيوم حينما يُؤخَذ بانتظام في منع أعراض نوبة الهلع أو تخفيفها.
والزنك معدن آخر يشيع نقصه في الأغذية المُصنَّعة الحديثة، ويمكن أن يؤدي نقص الزنك إلى اضطرابات الشهية، والإرهاق، وانخفاض الرغبة في العلاقة الزوجية، وجميعها يمكن أن تكون أعراضًا للاكتئاب.
وينقص السيلينيوم في كثير من الأحيان في التربة الأسترالية، ومن ثم ينقص في الأغذية التي تنمو في هذه التربة، وفي دراسة تعابرية مزدوجة التعمية مدتها ٥ أسابيع ضمت ٥٠ متطوعًا تناولوا بشكل يومي مكملًا غذائيًّا يحتوي على السيلينيوم، أو مادة وهمية، وُجِدَ أن السيلينيوم يرتبط بتحسن الحالة المزاجية، وكلما قلت الكمية الأولية من السيلينيوم الغذائي، تحسن المزاج بشكل أكثر، والسيلينيوم مهم أيضًا من أجل وظائف جهاز المناعة، ويمكن أن يؤدي الاكتئاب الحاد إلى ضعف الجهاز المناعي.
ويمكن أن يساعد أيضًا معدنا المنجنيز والزنك على تقليل أعراض الدوار والدوخة التي قد تكون جزءًا من الاكتئاب والقلق.
وقد ينتج عن مستويات السكر غير المستقرة في الدم تشوش عقلي، ودوار، وحالات مزاجية سيئة، مثل القلق والعصبية، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى الإرهاق، والرغبة الشديدة في تناول السكريات، واضطرابات الشهية، ولدى أولئك الذين يعانون متلازمة القلق والاكتئاب أنظمة غذائية سيئة، حيث يستهلكون كميات كبيرة من السكر المكرر والكافيين اللذين يعملان على عدم استقرار مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض الاختلال العصبي لديهم، ويُحِدث تناول السكر تخفيفًا مؤقتًا للاكتئاب والقلق، ولكن أعراضهما تسوء حين ينخفض مستوى السكر في الدم مرة أخرى بعد ذلك، ويمكن أن تقلل المكملات الغذائية المحتوية على معدني الكروم والماغنسيوم بشكل كبير هذه المشاكل، وتقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والأغذية الأخرى عالية النشويات.
مجموعة فيتامينات ب
سوف يجد العديد من الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في ظل مواقف مليئة بالضغوط النفسية الكبيرة، التي تتطلب مستوى عاليًّا من الأداء، أو الصبر، أن الجرعات المكملة من مجموعة فيتامينات ب تساعدهم على التأقلم مع أوضاعهم. وقد وجدت أنه من أجل الحصول على أفضل النتائج لابد من تجميع كل مجموعة فيتامينات ب مع العوامل المساعدة التآزرية الخاصة بهم، وهى: الكولين، والإينوزيتول، وحمض الفوليك، والبيوتين، وتوجد هذه المجموعة في معظم أقراص فيتامين ب، كما توجد أيضًا في أقراص ستريس إيز.
ويحتاج المخ بشكل كبير إلى فيتامينات ب (خاصة ب٦)، حيث لا يستطيع تصنيع كميات مناسبة من الناقلات العصبية السيروتونين والدوبامين دونها، وتتحكم هذه الناقلات العصبية في الطاقة العقلية والتركيز وأنماط النوم، ويمكن أن يؤدي نقص مجموعة فيتامينات ب إلى أعراض الاكتئاب واختلال وظيفة الحبل الشوكي والأعصاب.
الماغنسيوم Magnesium
لقد استخدمت المكملات الغذائية المحتوية على الماغنسيوم على نطاق واسع منذ أكثر من ٣٠ عامًا خلال مزاولتي لمهنة الطب، وقد اكتشفت أنه يعمل على حفظ توازن الجهاز العصبي بشكل رائع، والماغنسيوم هو المعدن المطلوب بكميات كبيرة عند الأشخاص الذين يعانون الضغط النفسي والقلق، وذلك لأن الماغنسيوم له تأثير مهدئ في الجهاز العصبي المركزي، كما يساعد الأعصاب والعضلات على الاسترخاء، وحين نكون تحت ضغط نفسي تستخدم أجسامنا كميات كبيرة جدًّا من الماغنسيوم، والأشخاص الذين يعانون نقص الماغنسيوم يكون لديهم رد فعل مبالغ فيه تجاه الضغط النفسي الطفيف.
وعادةً يمكن للماغنسيوم أن يقلل بشكل كبير أو يشفي تمام ًا العديد من أعراض الضغط النفسي والقلق، كما يساعد الذين يعانون المشاكل التالية:
- التشنجات والآلام العضلية
- الآلام العضلية الليفية المتفشية
- ارتجاف الجسم كله
- اختلاج العضلات
- اضطرابات النوم
- ارتفاع ضغط الدم
- نبضات القلب السريعة والخفقان
- التقلصات المعدية والقولون العصبي
- التبول المتكرر
- أزمات الربو
- الصداع النصفي وألم الرأس نتيجة التوتر
- نوبات الهلع
وأنا أستخدم القرص الذي يجمع ٤ أنواع مختلفة من أملاح الماغنسيوم، وهي: فوسفات الماغنسيوم، وأسبرتات الماغنسيوم، وأوروتات الماغنسيوم، والماغنسيوم المرتبط بالأحماض الأمينية. وتتمثل الجرعة في قرصين مرتين يوميًّا، وهذا يوفر ٢٩٢ ملجم من عنصر الماغنسيوم النقي، وأتجنب المكملات الغذائية المحتوية على أكسيد الماغنسيوم، حيث إن هذا النوع من أملاح الماغنسيوم لا يُمْتَص جيدًا من الأمعاء إلى مجرى الدم أو الخلايا.
ويمكنك أيضًا تناول مسحوق الماغنسيوم فائق القوة الذي يحتوي على ٤ أنواع مختلفة من الماغنسيوم، وحمض التورين الأميني، ويُخْفَق هذا المسحوق في الماء، أو في عصير، ويفضل تناوله قبل ساعة من النوم، ويُعد التورين أيضًا عاملًا مهدئًا، ويعمل على استرخاء الأعصاب والعضلات وبذلك يُحسِّن من تأثير الماغنسيوم، ويمكن أن تساعد المكملات الغذائية المحتوية على الماغنسيوم والتورين هؤلاء الذين يعانون الصداع النصفي، وصداع التوتر، والآلام العضلية الليفية المتفشية، والشد العضلي، وصعوبة السيطرة على الصرع، ويمكن تناول الماغنسيوم دون أدنى مشكلة بمصاحبة الأدوية المضادة للتشنج، أو الأدوية المضادة للاكتئاب.
والمكملات الغذائية المحتوية على الماغنسيوم مثالية لهؤلاء الذين يقعون تحت وطأة الضغوط النفسية بسبب حمل العمل البدني أو العقلي الزائد.
التربتوفان Tryptophan
وهو حمض أميني أساسي، ما يعني أنه يجب الحصول عليه من النظام الغذائي، أو من المكملات الغذائية، لأن الجسم لا يستطيع تصنيع المخزون الخاص به.
يتحول التربتوفان إلى الناقل العصبي السيروتونين في الجهاز العصبي، وإذا لم يكن النظام الغذائي يحتوي على كميات كافية من التربتوفان، فقد يحدث نقص في السيروتونين، وقد ينتج عن ذلك الاكتئاب والقلق والأرق.
فوائد المكملات الغذائية التي تحتوي على التربتوفان
- قد تُحدث تأثيرًا مهدئًّا طبيعيًّا
- قد تقلل من السلوك العدواني
- قد تقلل من الأكل بشراهة في الحالات المصابة باضطرابات الأكل (مثل الشره المرضي)
- قد تخفف من الأرق
- قد تخفف من تململ الساقين، خاصةً إذا صاحبها تناول مكملات غذائية تحتوي على الماغنسيوم وزيت السمك
وتتفاوت الجرعات ما بين جرام وجرامين كل ليلة، أو جرام واحد مرتين يوميًّا، ولا ينبغي تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على التربتوفان في الوقت نفسه مع الأغذية التي تحتوي على بروتين، حيث سيقلل ذلك من امتصاصها داخل المخ، وتناول التربتوفان مع مشروب خالٍ من البروتين، مثل الشاي دون لبن، أو عصير فاكهة، أو مع ثمرة فاكهة.
ولن تساعد جرعات التربتوفان الصغيرة، المتوفرة في الصيدليات دون وصفة طبيب، هؤلاء الذين يعانون أعراض الاكتئاب والقلق، ولكي تحصل على جرعة فعالة قدرها ٢ جرام يوميًّا فسوف تحتاج إلى وصفة طبيب، ويرجع السبب في هذا إلى أنه على الرغم من أن التربتوفان مادة طبيعية غير سامة، فإنه لحقت به سمعة سيئة بسبب كمية ملوثة من التربتوفان صُنعت في اليابان في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الوقت، ونتيجة تخوف العامة منه، لم يعد التربتوفان ذو التركيز الفعَّال متاحًا في الصيدليات دون وصفة طبيب.
التيروسين Tyrosine
التيروسين هو حمض أميني يوجد في الأغذية البروتينية، مثل اللبن، والجبن، والدجاج، والسمك، واللوز، والموز، والأفوكادو، ويمكن أن يصنع التيروسين في الجسم أيضًا من حمض أميني آخر اسمه الفينيل ألانين.
والتيروسين ضروري من أجل العديد من الوظائف الحيوية المهمة في الجسم، وهذه الوظائف تتضمن:
– إنتاج المركبات الكيميائية بالمخ. التيروسين هو المادة الخام الضرورية لتصنيع ناقلات عصبية في المخ اسمها الدوبامين و النورأدرينالين؛ وتنظم هذه الناقلات العصبية الحالة المزاجية والانفعالات.
– إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. تُستخدم الغدة الدرقية التيروسين في تصنيع هرمونات الغدة الدرقية تي٤ وتي٣. ويتركب هرمون تي٤ من تيروزين مرتبط بأربعة جزيئات يود، ويتركب هرمون تي٣ من تيروزين مرتبط بثلاثة جزيئات يود، وتنظم هرمونات الغدة الدرقية معدل التمثيل الغذائي في الجسم، وإنتاج الطاقة؛ ولذلك، فإن الحصول على الكمية المناسبة من التيروسين ضروري للتحكم في الوزن، والتيروسين جزء من تركيبة الميتابوسيل الخاصة بإنقاص الوزن، ويمكن أن يكون التيروسين مضادًا ممتازًا للاكتئاب بالنسبة لمن لديهم معدل أيض بطيء، ورغبة مفرطة في الطعام، ووزن زائد.
– إنتاج الميلانين. يعد التيروسين ضروريًّا من أجل إنتاج صبغة الميلانين، والميلانين هو ما يعطي الشعر والجلد لونيهما الجذابين.
– المواد الطبيعية المسكنة للألم. نحتاج التيروسين من أجل تصنيع الإنكيفالينات، وهي مواد في الجسم لها تأثير طبيعي يخفف من الألم.
ترتبط مستويات الدوبامين والنورأدرينالين المنخفضة بـ
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام (خاصة النشويات)
- الشهية المفرطة
- فقد القدرة على تحقيق الرضا
- فقد القدرة على الشعور بالسعادة
- فقد التركيز والحافز الذهني
لماذا قد يفيد المكملات الغذائية الغنية بالتيروسين؟
أظهرت دراسة أجراها دكتور “ألان جيلينبرج” من كلية طب هارفارد بوضوح أن نقص الحمض الأميني التيروسين، نَتج عنه نقص في الناقل العصبي النورأدرينالين في المخ، وحدث النقص في مناطق محددة في المخ، وهذه المناطق تتعلق بشكل خاص باضطرابات الحالة المزاجية.
ويمكن أن يكون التيروسين مضادًا ممتازًا وآمنًا وطبيعيًّا للاكتئاب، ويحدث بشكل عام تأثير منبه، كما يمكن للتيروزين أن يحسن المزاج، ويقوي التركيز والحافز الذهني.
ويحتاج بعض الأشخاص إلى التيروسين أكثر من غيرهم، وقد يكون زيادة أعباء العمل، والإجهاد، والنظام الغذائي السيئ، وضعف الشهية، وسوء الهضم، إضافة إلى العوامل الجينية مسئولة جميعًا عن ذلك، ويشيع سوء هضم البروتينات بين الأشخاص الذين يعانون متلازمة القولون العصبي، وانتفاخ البطن، فضلًا عن الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للحموضة، وفي أغلب الأحيان يعيق الإجهاد المزمن هضم البروتينات وامتصاصها، لأنه يسبب خللًا في إنتاج الإنزيمات الهاضمة، والعصارة الهضمية. ويمكن أن تُستنفد الناقلات العصبية في المخ نتيجة الإجهاد والكحول والكافيين والسكر، ويزيد كل من هذه العوامل الحاجة إلى التيروسين، وأحيانًا يشار إلى التيروسين ب”غذاء الحالة المزاجية”، وذلك لأنه مكمل بروتيني يمكنه تحسين الحالة المزاجية.
يمكن أن يعود التزوُّد بالتيروسين بالفوائد التالية:
– تحسن التركيز والانتباه
– تحسن الذاكرة
– زيادة الدافعية
– زيادة القدرة على الشعور بالرضا والسعادة
– تقليل الاكتئاب
– تقليل الشهية عند الذين يعانون اضطرابات الأكل، وخاصةً فرط الأكل
– تمثيل غذائي أكثر كفاءة، نتيجة تحسن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية
– مستويات طاقة أفضل
يجد بعض الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن إدمان المخدرات، أو المشروبات المحظورة، أو كلتيهما معًا، أن التيروسين يساعدهم على إزالة السموم، وتقليل رغبتهم الشديدة في تناول تلك المواد الضارة، وقد استخدم بنجاح لمساعدة الأشخاص على التغلب على إدمان الكوكايين.
كيف تتناول التيروسين؟
يفضل تناول التيروسين قبل الوجبات ب ٣٠ دقيقة على الأقل، مرتين أو ثلاث مرات يوميًّا، والجرعة الموصى بها هي من ١ إلى ٢ جرام مرتين إلى ثلاث مرات يوميًّا، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعات أعلى من هذه، لذلك اعمل مع ممارس الرعاية الصحية الخاص بك على زيادة الجرعة، إذا كانت الجرعات الأقل غير فعَّالة.
ويمكن أن يُتنَاول التيروسين في صورة مسحوق أبيض نقي، وهو دون طعم ودون رائحة، ويمكن أن يتم تناول هذا بالملعقة كمسحوق، أو يُذاب في الماء، أو في عصير.
احتياطات لابد من اتخاذها في أثناء تناول مكملات التيروسين:
- يجب ألا تُستخدم مكملات التيروسين مع الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين، فالتيروسين يمكن أن يسبب ارتفاعًا شديدًا في ضغط الدم عند الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.
- إذا كنت تعاني ارتفاع ضغط الدم، أو هوسًا اكتئابيًّا، فراجع طبيبك قبل تناول التيروسين.
- إذا كنت مصابًا بورم جلدي خبيث، فلا تتناول التيروسين إلا بعد مراجعة طبيبك أولًا.
الدوبامين Dopamine والبدانة
يُظهر بحث جديد أن الشعور بالسعادة جراء الأكل هو نتيجة إفراز المخ للناقل العصبي الدوبامين، ووجد الباحثون أن استهلاك الأشخاص ذوي الوزن الزائد كميات متساوية من مخفوق اللبن والشيكولاتة يسبب إفراز دوبامين أقل من الكمية التي أفرزها الأشخاص الذين لا يعانون زيادة الوزن.
ويوجد لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد جين يسبب نقص إفراز الدوبامين، وقد يكون لدى الأشخاص أصحاب الوزن الزائد نقص، لسبب وراثي، في السعادة التي يحصلون عليها من الأكل، وهذا ما يجعلهم يأكلون أكثر لتحقيق الشعور بالرضا، ويلزم تناول المزيد من الطعام للحصول على القدر نفسه من الدوبامين المفرز، ومن ثم قدر السعادة نفسه، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون زيادة الوزن، وهو مقدار السعادة الذي لا يتحقق إلا بتناول الطعام حتى التخمة.
وقد كان في السابق ثمة اعتقاد يرى أن البدانة مسألة تتعلق بسلوك الفرد فقط – بمعنى آخر، بتناول الكثير من الطعام، وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، ومع أن ذلك صحيح جزئيًّا، فإننا نعلم الآن أن الأمر ليس بهذه البساطة، فعلاقتنا بالطعام تتأثر بجيناتنا والكيماويات التي تتحكم فيها هذه الجينات، خاصةً إفراز الدوبامين في المخ، ولهذا، يمكن للمكملات الغذائية، مثل التيروسين الذي يزيد من إنتاج الدوبامين في المخ أن تقلل الشهية، وتزيد من مِقدَار السعادة المكتسبة عن طريق مقدار محدد من الطعام.
إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين S-Adenosyl methionine
إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين هو مركب كيميائي طبيعي، يُصْنَع في الكبد، وهو مطلوب في جميع أنحاء الجسم من أجل عملية كيميائية تسمى المثيلة، هي أحد آخر التفاعلات الكيميائية في إنتاج الناقلات العصبية السيروتونين والدوبامين والنورأدرينالين في المخ.
وليس هناك غذاء يحتوي على مستويات عالية من إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين، ويجب أن تصنعه الكبد من حمض الميثيونين الأميني الموجود في الكثير من الأغذية البروتينية، وتعتبر المصادر الجيدة للميثيونين هي – البيض، ومنتجات الألبان، والكبد، والمأكولات البحرية.
ومن أجل تصنيع ذلك المركب تحتاج إلى أن تكون لديك كبد سليمة، وذلك لأن إنتاج إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين يتطلب خطوات متعددة داخل خلايا الكبد، كما يحتاج إلى عناصر غذائية مساعدة أخرى، مثل فيتامين ب١٢ وفيتامين ب٦، وحمض الفوليك، ويوجد حمض الفوليك في الخضراوات الطازجة، ويوجد فيتامين ب١٢ في مصادر البروتين الحيوانية، مثل اللحوم، والمأكولات البحرية، ومنتجات الألبان، والبيض. ومن خلال تحسين وظائف الكبد ونظامك الغذائي، ستجد أن بإمكانك من الناحية النظرية تحسين التمثيل الغذائي للسيروتونين والدوبامين والنورأدرينالين في المخ، ومن ثم إحداث تأثير طبيعي مضاد للاكتئاب، وتشير بعض الدراسات إلى أن إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين قد يبطئ من تحلل هذه الناقلات العصبية، ويتيح لها العمل لفترة أطول.
وقد أشار أحد الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين وغير المصابين بالاكتئاب الذين يتناولون المكملات الغذائية التي تحتوي على إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين، لديهم مستويات إجمالية أعلى في السيروتونين والدوبامين والنورأدرينالين، ولكن من الصعب إثبات ذلك، وفي البحث حول علاج الاكتئاب، قد كانت التأثيرات الإيجابية لإس-أدينوزيل-إل-ميثيونين في بعض الأحيان مثيرة للإعجاب، ومع ذلك هذه الدراسات كانت محدودة النطاق، لهذا من الصعب تحديد أي نوع من الاكتئاب هو الذي سوف يستفيد أكثر من هذا المكمل الغذائي. والجرعات العالية من إس-أدينوزيل-إل-ميثيونين مكلفة نسبيًّا، وغالبًا يمكن تحقيق نتائج جيدة مماثلة فقط من خلال تحسين وظائف الكبد.
الكبد وحالتك النفسية
قد تكون سمعت التعبير الانجليزي lily livered أي “ذو الكبد الباهتة”.
قد تتذكره من مسرحية ماكبث التي كتبها “شكسبير” حين استخدم أحد الأشخاص هذه العبارة لوصف شخص يصيبه الخوف بسهولة.
وكان اليونانيون القدماء يذبحون أحد الحيوانات كقربان قبل الخروج إلى معركة مع الأعداء، وإذا كانت كبد الحيوان حمراء اللون، فإن هذا يكون علامة جيدة، أما إذا كانت كبد الحيوان باهتة، فإن ذلك يعتبر فألًا سيئًا.
ويستخدم تعبير “ذو الكبد الباهتة” في بعض الثقافات لوصف الشخص الذي هو
- ليست لديه شجاعة
- لا يمكنه المقاومة حين يهاجمه أحد
- يصيبه الخوف بسهولة
- الشخص الجبان
ومجازًا، الكبد هي موقع الغضب – بمعنى آخر هي مخزن الغضب – ولهذا تُستخدم غالبًا عبارة “صفراوي المزاج” لوصف الشخص الغاضب الناقم، ويجب أن أعترف بأن هناك بعض الحقيقة في ذلك، لأن العديد من مرضاي يشعرون بمزيد من المرح والإيجابية حين تتحسن وظائف الكبد لديهم.
وإذا صار الشخص خائفًا أو مرعوبًا بشدة، يفرز الجسم كمية كبيرة من هرمون الأدرينالين، كي يُعد الجسم من الناحية الوظيفية لمعركة ضارية، ويتسبب الأدرينالين في انقباض الأوعية الدموية، الأمر الذي يتسبب في دفع الدم من الكبد إلى الدورة الدموية الجهازية، وبذلك يتوفر مزيد من الدم للقلب والعضلات، وهذا ضروري بشكل واضح حين تكون أمامك معركة ضارية! وحين ينسحب الدم من الكبد خلال مرحلة رد فعل الأدرينالين هذه، تصبح الكبد باهتةً – ومن ثم يمكن استخدام عبارة “كبده باهتة” من الناحية الوظيفية لوصف شخص خائف.
ومن المثير التفكير في الحالة النفسية لهؤلاء الذين يعانون كبدًا دهنيةً، ففي هذه الحالة الشائعة تصبح الكبد باهتةً بسبب تغلغل الدهون داخلها، حيث تقلل الدهون مساحات الدم في الكبد، ولأن الدهون لونها يميل من الأبيض الباهت إلى الأبيض المصفر، فإن ذلك يعطي الكبد مظهر “الكبد الباهتة”.
ولا تتأثر الشجاعة والحالة المزاجية فقط بحالتك النفسية؛ فمقاومتك للضغط النفسي، وما تشعر بأن بإمكانك مواجهته، له علاقة كبيرة بصحتك البدنية.
وقد يدفعنا تعبير: “كبده باهتة” الغريب إلى التفكير في إمكانية أن يؤثر الغذاء الذي نأكله في قدرتنا على التعامل مع الضغوط النفسية.
لذلك يجب تناول الكثير من الأطعمة المنظفة للكبد – مثل الفاكهة والخضراوات الطازجة، والأعشاب الورقية الخضراء الطازجة، والعصائر الطازجة، والبذور، والمكسرات – حيث ستساعدنا هذه الأطعمة على أن نشعر بأننا مستعدون بدنيًّا وعقليًّا لمواجهة الضغوط النفسية، والمواقف الصعبة.
قد تسمم المواد الكيميائية البيئية مخك
المخ البشري هو عضو دهني، ويمكن أن تدخل الكيماويات السامة التي تذوب في الدهون إلى المخ، وتتراكم في داخله لهذا السبب، خاصةً مع التعرض بشكل كبير لهذه الكيماويات، أو التعرض المتكرر المزمن لها.
وتصنع الكثير من الكيماويات التي تذوب في الدهون من البتروكيماويات (تصنع من مشتقات البترول)، وتوجد في المنتجات الشائع استخدامها يوميًّا، وتؤثر هذه الكيماويات بالسلب في وظيفة المخ، ويمكن أن ينتج عنها تشوش عقلي، وإرهاق ذهني، وآلام الرأس، واضطرابات في الحالة المزاجية.
قد يحتوي الهواء في أماكن العمل والمنازل والمكاتب على مستويات ضارة من الكيماويات السامة للمخ.
وهذه الكيماويات تتضمن أشياء مثل
- معطرات الجو
- مزيلات الروائح
- مبيدات الآفات
- المبيدات الحشرية
- المطهرات المضادة للفطريات والعث
- منظفات السجاد
- المذيبات
- المخففات
- الطلاء
- الدهانات
- المنظفات
ويوجد في المنازل الحديثة تركيبات، وسجاد، ودهانات، وتجهيزات تنبعث منها غازات لعدة سنين، ويمكن أن تكون سامة إذا قضى الناس معظم أوقاتهم داخل المنزل.
وتنبعث من هذه المواد الكيميائية ذات الرائحة القوية أدخنة معروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة، وبمجرد استنشاق هذه المركبات تتخذ طريقها إلى المخ.
وقد ثبت أن النباتات المنزلية فعَّالة في تنقية الهواء من المركبات العضوية المتطايرة، وبالنسبة لمنزل متوسط الحجم، ثبت أن الأمر يحتاج إلى ستٍ من هذه النباتات، حتى تُحِدث تأثيرًا فعَّالًا.
حاول أن تتجنب هذه الكيماويات السامة، أو اجعل استخدامها في أضيق الحدود، وبقدر الإمكان استخدم مواد تنظيف عضوية وغير سامة وقابلة للتحلل عضويًّا، واحرص على وجود نباتات داخل المنزل، فإنها لن تزيل فقط الكيماويات السامة من داخل منزلك، بل سوف يرفع منظر أوراقها الخضراء الجذابة من معنوياتك.