التصنيفات
جهاز المناعة

العلاج البديل للهرمونات والالتهاب ج22

ينتج المبيض لدى النساء في سن التناسل، الهورمونات الجنسية مثل الاستروجين، البروجستيرون والتستوستيرون بكمية أقل. تنظم الغدة النخامية في الدماغ إفراز هذه الهورمونات عبر إفراغ الهورمون الملوتن والهورمون المثير للجريب، فيما تنظم النخامى الهورمونات التي تفرزها بنية أخرى من الدماغ وهو الوطاء. تحدث الهورمونات الجنسية لدى النساء صفات جنسية ثانوية بما في ذلك شكل الجسم، طبقة الصوت وتوزع الشعر في الجسم. كذلك، تنظم هذه الهورمونات الدورات الشهرية والتغيرات المرتبطة بالحمل وتسبب الرغبة والشهوة الجنسية. تقي هذه الهورمونات من الأمراض التنكسية مثل ترقق العظام والتصلب العصيدي.

تخضع النساء لمرحلة سن اليأس عندما يكف المبيض عن إنتاج الاستروجين والبروجستيرون عادة بين عمر الخامسة والأربعين والخمسين. وتحدث عدة تغيرات في الجسم بسبب فقدان الهورمونات. تصبح العظام رقيقة، تفقد البشرة نضارتها ويبدأ الجسم بالتحول فيتغير شكله وطلعته. ويمكن أن تحدث حالات الوهيج الحار، التقلبات المزاجية والاضطرابات المتعلقة بالنوم مع النهوض المتكرر خلال الليل. والمهم في مناقشتنا حول الالتهاب هو أنه عندما تنخفض معدلات الهورمون، لا تستطيع بعدئذ تأمين الحماية للقلب. يرتفع خطر إصابة النساء بالداء القلبي الوعائي بعد سن اليأس بشكل جذري ليناهز المعدل المرتفع ذاته الذي يختبره الرجال.

يبدو أن للاستروجين الموجود بشكل طبيعي مفعولا مضادا للالتهاب في الجسم. لذا، عندما تنخفض معدلات الهورمون لدى النساء خلال الإياس، يفقدن عامل التوازن الالتهابي. كان العلاج البديل للهورمون يعد بتخفيض بعض أو جميع التغيرات الحاصلة في جسم المرأة بعد سن اليأس أو تأخيرها عبر تناول حبوب بديلة للاستروجين والبروجستيرون اللذين فقدا عند سن اليأس.

كان من المفترض لسنوات أن يتمكن العلاج البديل للهورمون من تقليص خطر الإصابة بداء القلب الذي يزداد بشكل ملفت بعد سن اليأس. أقل ما يمكن قوله إن نتائج البحوث كانت مربكة. فقد أظهرت الدراسات أن العلاج البديل للهورمون يمكن أن يحسن سلامة الاوعية الدموية من خلال المحافظة على مرونتها وقد يفيد بشكل معتدل في تخفيض معدل الكولسترول. إلا أن دراسات حديثة أظهرت أن هذا العلاج يرفع معدل بروتين C التفاعلي في الدم والذي يعتبر واسمة التهابية. أما الدراسة الأساسية الاولى الطويلة الأمد حول العلاج البديل للهورمون فقد وضع حد لها عام 2002 لأن نسبة خطر ظهور أمراض عديدة منها داء القلب ازدادت في الواقع مع هذا العلاج. ارتفعت نسبة خطر الإصابة بداء القلب التاجي بحوالى 30% لدى النساء اللواتي يتناولن الهورمون وزادت خطورة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 25% فيما ارتفعت نسبة حدوث السكتة الدماغية بحوالى 40%. أما نسبة خطر الإصابة بتجلط الدم في الرئة فوصلت إلى أكثر من الضعف. جاءت هذه النتائج مفاجئة لمعظم الأطباء والباحثين بالإضافة إلى النساء في أنحاء العالم.

ولكن وجدت الدراسة نفسها أن لتناول الهورمونات فوائد كذلك. فقد انخفضت نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى 63% لدى الذين يتناولون الهورمونات. وتقلص تكسر الورك بنسبة 34%. لم تختلف نسبة الوفاة بين المجموعتين من جراء كل الأسباب إلا أن من تناول الهورمونات كانت معرضة بنسبة 22% أقل للإصابة بأي من المشاكل الصحية المختلفة.

استنتج المحققون أن المخاطر الصحية الكلية تجاوزت الفوائد لدى النساء اللواتي يتناولن مزيج الاستروجين والبروجستين وأن العلاج البديل للهورمون يجب أن لا يعتبر علاجا وقائيا لداء القلب. تم متابعة دراسة حالة النساء لفترة خمس سنوات ولكن بسبب إنهاء الدراسة في مرحلة مبكرة، لن نعلم أبدا ما كان ليحصل بعد عشر سنوات أو عشرين سنة. كان الاعتقاد السائد هو أن تناول علاج الهورمون البديل لفترة طويلة قد يؤدي إلى معدل مرتفع في نسبة الوفاة ولكن سيبقى هذا التساؤل بلا جواب حاليا. من المهم معرفة أن هذه الدراسة أخذت بعين الاعتبار اتباع نظام واحد بجرعة واحدة عبر استخدام البروجستين الصنعي بدلا من البروجستين الطبيعي.

آمل ألا تقفل هذه القضية. اعتقد بقوة إمكانية تطوير الأنظمة السليمة التي ستؤمن فوائد البديل الهورموني مع تخفيض الآثار السلبية. مثلا، ما قد يحدث إن أخذت النساء علاج الهورمون البديل للوقاية من داء ترقق العظام وسرطان القولون وتناولن كذلك حبة أسبيرين يوميا أو أدوية الستاتين للتخفيف من خطر الإصابة بالداء القلبي الوعائي؟ لم يتم إجراء هذا النوع من الدراسات، لذا ما من طبيب يستطيع تقديم هذا النوع من النصائح. من الواضح أن المزيد من الجهد ضروري لمعرفة مخاطر علاج الهورمون البديل وفوائده.

مكافح الالتهاب

لعلاج الهورمون البديل فوائد ومخاطر. على كل امرأة أن تتخذ قرارها الشخصي وتقارن بين الفوائد والمخاطر. مثلا، قد تستفيد من علاج الهورمون البديل المصابة بداء ترقق العظام، من لديها تاريخ عائلي مع داء سرطان القولون ولكن ليس سرطان الثدي، من لا تعاني من خطر الإصابة بداء القلب التاجي وتشعر بإنزعاجات حادة مرتبطة بسن اليأس. من جهة أخرى، قد يكون من الحكمة أن تتجنب هذا العلاج المرأة التي تواجه عوامل الإصابة بالداء القلبي الوعائي والتي لديها تاريخ مهم مع سرطان الثدي. تابعوا معنا للمزيد من المعلومات.

تأليف: د. ويليام جويل ميغز