العلاج بالمياه هو تقنيّة يتمّ فيها وضع الماء على الجسم لتنشيط وإعادة توجيه جريان الدم والسائل اللمفاوي. (واللمفا أو السائل اللمفاوي هو الجزء المصفّى من الدم الذي يحمل النفايات خارج الخلايا. ويحتوي الجسد على كميّة من السائل اللمفاوي تعادل ثلاثة أضعاف محتواه من الدم.) وبحثّ الدم والسائل اللمفاوي النقيّين على دخول منطقة معينة من الجسم، يساعد العلاج بالمياه على تغذية الخلايا وحفز تجدّد الأنسجة، ممّا يتيح للجسم الشفاء من المرض أو من التلف الجسدي.
كيف يعمل العلاج بالمياه؟
الماء هو أفضل وسيلة لنقل الحرارة والبرودة. وتعريض الجسم للماء الدافئ أو الساخن يؤدّي إلى تمدّد الشرايين ودخول مزيد من الدم واللمفا إلى المكان. أمّا البرودة، من ناحية أخرى، فتجعل الشرايين والأوردة تتقلّص، ممّا يدفع الدم واللمفا خارجها. وتؤدّي حركة دخول وخروج الدم واللمفا هذه إلى إدخال الأكسجين والمغذّيات الجديدة والتخلّص من السموم والنفايات.
وثمّة تقنيّات عديدة لاستعمال العلاج بالمياه. فهو يشمل الدش، الاستحمام، المناشف المبلّلة بالمياه، الملاءات المبلّلة بالمياه، ووسائل أخرى.
ويستعمل البعض العلاج بالمياه للوقاية. فالدش اليومي الذي تبدّل فيه بين الماء الساخن والبارد على العمود الفقري، مثلاً، يساعد على تنبيه الجهاز العصبي. وهذا ما يحسّن جريان الدم في البطن والرئتين والقلب.
فوائد العلاج بالمياه
من الممكن المساعدة على شفاء جميع الأمراض تقريباً بواسطة العلاج بالمياه لأنّ كثيراً منها يشتمل على التهاب أو إنتان أو كليهما. وتعريض الجسم للماء الساخن والبارد يحسّن الدورة الدمويّة، وهو أمر أساسي لإزالة الإنتان أو الالتهاب. ويعتقد أخصّائيّو العلاج الطبيعي، المدرّبون على العلاج بالمياه، بأنّ معظم الأطبّاء يسيئون تقدير أهميّة تحسين جريان الدم كوسيلة للشفاء.
هل العلاج بالمياه آمن؟
بما أنّ العلاج بالمياه لا يشتمل على أكثر من تعريض الجسم للماء، فهو يعتبر آمناً بالتالي لمعظم الناس. ولكنّ الأشخاص الذين يعانون من قلّة الإحساس في أطرافهم (وهو من الأعراض الشائعة للسكّري(داء السكر)) لا يجب عليهم استعمال هذا العلاج. ذلك أنّ هؤلاء المرضى قد لا يتمكّنون من معرفة ما إذا كانت المياه ساخنة جدّاً، ممّا يزيد من احتمال تعرّضهم للحروق.
وعند استعمال العلاج بالمياه، من الأهمية بمكان عدم إنهاء العلاج وأنت تشعر بالبرودة، فمن شأن ذلك أن يزيد المشكلة سوءاً. بل أنهِ جلسة العلاج وأنت تشعر بالدفء.