تفسد عمليات الحمل والمخاض والولادة العلاقة الجنسية، وتحول دون إتمامها على الوجه المطلوب؛ فبقرب نهاية فترة الحمل، قد يصبح الجماع غير مريح أو على الأقل صعبا من الناحية البدنية. وبعد الولادة، تمر بالزوجة فترة طبيعية من عدم الراحة وإعادة تأهيل الجسم إلى حالته قبل الحمل، بالإضافة إلى التغييرات الهرمونية والمجهود الشديد، والحرمان من النوم، والتعب المصاحب لرعاية الطفل حديث الولادة. وبذلك، لا تسنح الفرصة لممارسة الجنس لأيام أو أسابيع أو حتى شهور.
ويمكن أن تكون هذه الفترة عصيبة بالنظر إلى شهوة الرجل، وقد يتعرض للضجر من الوضع. وبالنسبة لبعض الرجال، من الصعب التوفيق بين مشاعره الجنسية وتحول مشاعره تجاه زوجته من حبيبة إلى أم. وبناء على ذلك، قد يتعرض لجميع أشكال التناقضات العاطفية.
إذا علمت أن العلاقة الجنسية ربما تعود إلى طبيعتها ببطء، فلا تنزعجي من غيابها المؤقّت. كما أن الاستراحة من العلاقة الجنسية لا تعني توقف جميع أشكال العلاقة. فالأحضان والعناق والقبلات والكلام الرومانسي والنظرات العاطفية من الأفعال المهمة والمفيدة بالمثل، بل إنها أكثر أهمية في الغالب.
معظم الآباء يعودون إلى حياتهم الجنسية بعد فترة، وما يحدث الفرق الأكبر هو أنهم لا يتناسون أبدا قدر حبهم ورعايتهم لبعضهم بعضا، حتى في غمرة رعايتهم لوليدهم حديث الولادة، وأنهم يبذلون مجهودات كبيرة عن قصد للتعبير عن حبّهم بالكلمات واللمسات الحانية. فيمكنكما الاستمتاع بقراءة الشعر بصوت عال لبعضكما بعضا، أو التمشية معا، أو تدليك كل منكما الآخر بالزيوت الدافئة، أو التأمل معا، أو تناول الوجبات بهدوء معا، أو تبادل الأحضان والقبلات كثيرا.