التصنيفات
صحة المرأة

العمل في فترة الحمل وإجازة الأمومة

إذا كنت تخططين للعمل طوال فترة الحمل، فأنت لست وحيدة في ذلك، حيث تبقى الكثير من النساء على رأس عملهن إلى حين الاستعداد للولادة.

يثير الحمل بعض الأسئلة الهامة التي تحتاجين عادة إلى الإجابة عنها قبل مرور الكثير من الوقت، ويمكن أن تضم بعض هذه الأسئلة:

●   متى يجب أن أخبر مديري وزملائي؟
●   كيف أتعامل مع التعب أو القيء الصباحي وأنا على رأس عملي؟
●   هل يضر استمراري في العمل بطفلي أو يشكل خطرا على حملي؟
●   ما هو مقدار إجازة الأمومة maternity leave التي سأحصل عليها؟

وقد يكون لديك المزيد من الأسئلة والمشاغل الأخرى حول العمل خلال الحمل، ويمكنك أن تسألي طبيبك بحرية عنها، كما يمكنك أن تسعي إلى طلب العون إذا وجدت صعوبة في التلاؤم مع المتطلبات اليومية.

إعلان الخبر في العمل

تختلف النساء فيما بينهن حول الوقت المناسب لإخبار الآخرين بالحمل؛ فالكثير منهن ينتظرن ويتريثن في إخبار الآخرين عدا الزوج إلى ما بعد الأثلوث الأول من الحمل، حيث يزول خطر الإجهاض الذي يكون في أوجه؛ بينما لا تستطيع نساء أخريات الانتظار في مشاركة الآخرين الخبر.

وفي العمل، لا يوجد وقت مناسب لإخبار الآخرين، فمن الحكمة عدم الانتظار كثيرا، لا سيما إذا كان لدى الحامل مسائل صحية أو مضاعفات أخرى تستدعي إحاطة المشرف علما بها؛ ويجب أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار عند إفشاء الخبر:

●   أخبري مديرك أو رئيسك شخصيا. فهو يستحق أن يسمع الخبر منك مباشرة بدلا من أن يسمعه في غرفة الاستراحة؛ فحتى لو أخبرت شخصا أو شخصين ممن تثقين بهما، فقد يصعب حفظ السر؛ وعندما تبدئين بمعاناة صعوبة في المحافظة على عينيك مفتوحتين خلال الاجتماعات أو تهرعين بسرعة إلى الحمام، يكون من الأفضل أن تدعي مديرك يعرف أنك حامل بدلا من أن تتركيه يعتقد بأنك مريضة أو فقدت الرغبة في العمل.

●   ترقبي إمكانية حدوث بعض الخلافات. فمن غير القانوني هذه الأيام تأجيل الترقية promotion أو التقليل من مقدار الزيادة في الراتب أو سحب عرض وظيفي لمجرد أن المرأة حامل؛ ومع ذلك، إذا كانت لديك مراجعة قادمة للراتب أو كنت مرشحة لموقع أو منصب جديد أو مشروع هام، قد ترغبين بالتريث فبل إفشاء الخبر. وبعد كل ذلك، يجب أن يعتمد قرارك على أدائك الراهن؛ لكن، إذا كنت ترغبين بتجنب الالتزام بتعهد معين يستحيل عليك إنجازه قبل ولادة طفلك، يمكن أن تجدي من المناسب إفشاء الخبر سريعا.

●   اجعلي خياراتك مفتوحة. فقد يرغب مديرك وزملاؤك بمعرفة مقدار أو مدة العمل التي تخططين لها بالضبط ومتى تودين التوقف عن العمل. ويمكن أن تتشاركي بعض الخطط العامة في بداية حملك، لكن اتركي مساحة كافية للتفاوض بالنسبة إلى فكرة العمل حتى حلول الأثلوث النهائي من الحمل حيث قد لا تستطيعين متابعة العمل؛ وقد تقولين في لحظة ما “إن هدفي هو الاستمرار في العمل خلال الحمل، لكن قد لا أستطيع اتخاذ قرار نهائي إلى أن أبلغ الأثلوث الثالث منه”؛ وحتى عندما تقررين ذكر خططك بالتفصيل، تأكدي من أن المشاكل أو الظروف غير المتوقعة قد تؤدي إلى تغيير.

●   اعرفي خياراتك. عندما تعلنين هذا الخبر الكبير في العمل، اذهبي إلى مكتبك الشخصي في الشركة، واجمعي المعلومات عن الضمان أو التأمين الصحي health insurance وعوائد العجز disability benefits وسياسات إجازة العائلة أو الأمومة؛ كما قد ترغبين بالتحقق من سياسات الشركة فيما يتعلق بساعات العمل flextime أو العمل عن بعد telecommuting، مما يسمح لك بتقليل ساعات العمل قبل ولادة طفلك أو العمل من المنزل بعد إجازة الأمومة.

●   اعرضي الحلول. قبل أن تتشاركي خبر حملك بالطفل، فكري حول كيفية احتمال تجزئة عملك؛ وخذي بالحسبان من سيدرب على شغل مكانك لبضعة شهور عند الضرورة، وتتجلى أهمية ذلك عندما تكونين في منصب إداري أو بحاجة إلى تغيير مسؤوليات العمل لأن موقعك الراهن قد يشكل مخاطر صحية على طفلك؛ لكن الحد الأدنى هو: عندما تساعدين في طرح الحلول، يقل احتمال تركيز رئيسك وزملاؤك على التحديات التي يسببها الحمل.

●   اعرفي القانون. مع أن السياسات المتعلقة بساعات العمل والإجازة المرضية وفوائد الرعاية الصحية تتفاوت ما بين شركة وأخرى، غير أن القوانين الاتحادية تقدم حماية للنساء الحوامل وأولئك اللواتي لا يستطعن العمل بسبب الحاجة إلى رعاية الوليد؛ وتعرف هذه القوانين باسم مرسوم تمييز الحمل Pregnancy Discrimination Act للعام 1978 ومرسوم الإجازة الطبية العائلية Family Medical Leave Act للعام 1993.

لكن كوني مدركة بأن بعض الشركات الصغيرة يمكن أن تستثنى من هذه القوانين؛ كما أنك قد لا تكونين مؤهلة أو مستحقة لبعض الفوائد إذا كنت موظفة جديدة نسبيا؛ ولذلك، ارجعي إلى كتيب الشركة ومكتب الموارد البشرية إذا كنت في شك مما هو متاح لك.

الشعور بالإعياء والميل إلى النوم

إن أسطورة المرأة الخارقة superwoman هي مجرد خرافة؛ فرغم أنه من المأمون بالنسبة إلى كافة النساء تقريبا أن يعملن خلال الحمل، قد لا يستطعن في بعض الأحيان العمل بالكفاءة نفسها قبل أن يحملن.

ومن أسباب ذلك ما يدعى غثيان الصباح morning sickness، حيث إن زهاء 70% من النساء الحوامل يعانين من الغثيان والقيء في بداية الحمل؛ ويبدأ الغثيان عادة باكرا ويتراجع خلال الأثلوث الثاني من الحمل، غير أن بعض النساء يبقين يعانين منه حتى الأثلوث الثالث، لكن القليلات غير المحظوظات منهن يجدن مشكلة كبيرة في ذلك؛ وقد تحدث هذه الحالة في أي وقت من اليوم. ويمكن القيام بخطوات للسيطرة على غثيان الصباح بشكل جيد:

●   تجنبي مثيرات الغثيان. تجد كثير من النساء أن بعض الأطعمة والروائح يمكن أن تفاقم الغثيان خلال الحمل؛ فإذا حدث ذلك لديك، ابتعدي عن مثل هذه الأشياء ما أمكن؛ فمثلا، إذا كان روائح الأطباق الساخنة في كافيتيريا الشركة تثير الغثيان عندك، ضعيها في كيس أو كلي الطعام في مكتبك، ولكن قد يكون من الصعب التخلص من روائح العطور القوية المنبعثة؛ لكن إذا كانت زميلتك أو زميلك في المكتب المجاور يضع عطرا قوي الرائحة، يمكن أن تطلبي منه المساعدة، كأن تقولي لزميلك: “أنا أحب في العادة العطر الذي تضعه بعد الحلاقة، لكن بما أنني حامل يبدو لي أن كافة روائح الكولونيا والعطور تزيد من إحساسي بغثيان الصباح، ونظرا إلى أننا نجلس قريبا من بعضنا البعض، هل يمكن أن تأخذ بالحسبان الابتعاد عن استخدام الكولونيا بعد الحلاقة لفترة من الزمن؟”.

●   كلي وجبات خفيفة وسريعة. يمكن أن يكون الكعك والأطعمة الخفيفة مفيدة جدا عندما يبدأ الشعور بالغثيان لديك؛ وعندما تتعرفين إلى الأطعمة المفضلة لديك في هذه الحالة، اجعليها في درج مكتبك أو حقيبتك للطوارئ؛ فتناول لقيمات من الأطعمة الخفيفة يمكن أن يحول دون بقاء معدتك فارغة أو ممتلئة تماما، وكلتا هاتين الحالتين يمكن أن تزيدا من الغثيان. كما أن قرمشة بعض الكعكات قبل النهوض من السرير يمكن أن يحول دون شعورك بالغثيان منذ الصباح الباكر.

●   اشربي ما يكفي من السوائل. يزيد استهلاك جسمك للسوائل خلال الحمل؛ فإذا لم تتناولي كفايتك من السوائل، يمكن أن يزداد شعورك بالغثيان؛ ويكون الهدف هو تناول 6 – 8 أكواب سعة كل منها 8 أونصات (حوالى 225 غ) خلال اليوم، عدا الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين.

●   احصلي على كفايتك من الراحة. كلما زاد التعب لديك، زاد الغثيان؛ لذلك، من المهم أن تحصلي على ما يكفي من النوم ليلا، كما أن الاستيقاظ السريع صباحا يثير الغثيان، وهذا ما يدعو إلى أن تحاولي الخلود للنوم باكرا للنهوض من السرير بشكل مترو بعد أن تكوني قد حصلت على كفايتك من النوم، مما يزيد من مقدار النوم ويقلل من الشدة التي تشعرين بها خلال استعدادك للذهاب إلى العمل؛ ولكن قد يبقى الشعور بالتعب خلال النهار رغم زيادة مقدار النوم، ويتجلى ذلك في الأثلوثين الأول والثالث من الحمل، حيث قد تشعرين بالتعب معظم الوقت، ويعبر التعب عن رغبة جسمك بالراحة، لكنه قد يكون شديدا خلال العمل، ويمكن القيام بما يلي للتخفيف منه:

●   احصلي على فترات راحة قصيرة متكررة. يمكن أن تحسن فترات الراحة الدورية إنتاجيتك، لا سيما إذا كان التعب يعيق قدرتك على التركيز أو اتخاذ القرارات؛ وحتى إن إغماض عينيك ورفع قدميك لمدة 10 دقائق يمكن أن يساعداك على الانتعاش من جديد، كما أن النهوض والحركة لبضع دقائق قد يجعلانك تشعرين بالنشاط ثانية.

●   أعيدي التفكير بجدول أعمالك. إذا أصبحت تشعرين بالإنهاك بعد الظهر، قومي بالمهام التي تحتاج إلى جهد أو تركيز كبير في وقت باكر؛ وإذا كنت تجدين صعوبة وبطأ في استعادة نشاطك صباحا، حاولي تأجيل الأعمال الرتيبة المجهدة إلى ما بعد الظهر، وقد ترغبين بإعادة جدولة ساعات العمل المرنة بحيث تسمح لك ببدء العمل في وقت متأخر من اليوم.

فكري بالتقليل من التزاماتك وأنشطتك خارج المكتب للحصول على المزيد من الراحة في المساء؛ فإذا كان لديك عمل مرهق جسديا، يكون من المهم القيام به مساء أو في عطلة نهاية الأسبوع؛ أما إذا كنت تجلسين على مكتبك طوال اليوم، يكون المشي أو القيام بحصة من التمارين أو الخروج ليلا أفضل طريقة للتخلص من الشعور بالإرهاق؛ والقاعدة الذهبية هي: المحافظة على التوازن.

●   قبول المساعدة والاستفادة من العون. قد تكونين معتادة على تنظيف بيتك وتقليم أرضك وقضاء حاجاتك بعد العمل بنفسك؛ ولكن، للحصول على مزيد من الراحة والاسترخاء، يمكن أن تفكري باستئجار خدمات ما أو الناطور للمساعدة في التنظيف أو العمل في الأرض؛ كما قد ترغبين بالاستفادة من مواقع التسوق عن طريق الاتصال وخدمات التوصيل إلى المنازل لكسب المزيد من الوقت.

وخلال ساعات العمل، لا تتبرمي كثيرا من قبول المساعدة والمساندة من الزملاء؛ فإذا عرض الزملاء الإجابة أو الرد على الهاتف عندما يكونون قريبين من باب مكتبك للحصول على راحة لمدة 10 دقائق أو إعادة جدولة اللقاءات المتأخرة بعد الظهر بحيث تستطيعين حضور محاضرات الولادة، دعيهم يفعلون ذلك؛ فسماحك لهم بمساعدتك، يقوي الرابطة مع الزملاء.

ابقي مرتاحة

إن اهتمامك بطفلك المتنامي يمكن أن يجعل الأنشطة اليومية، مثل الجلوس والوقوف والانحناء والرفع، مزعجة؛ كما قد يؤدي إلى ضغط مستمر على مثانتك وإجهاد ظهرك واحتباس السوائل في ساقيك وقدميك.

يمكن أن يساعدك إفراغ مثانتك بشكل متكرر على تفريج الضغط، كما أن الحركة كل بضع ساعات يمكن أن تؤدي إلى التقليل من التوتر العضلي والمساعدة على منع تراكم السوائل؛ لكن يمكن أن تحتاجي إلى تجريب استراتيجيات أخرى لتأمين الراحة لك خلال ساعات العمل واتقاء المخاطر الصحية المحتملة؛ وفيما يلي وسائل للتعامل مع الأنشطة المهنية الشائعة:

●   الجلوس. إذا كان عملك مكتبيا، يكون الكرسي الذي تجلسين عليه مهما، ليس خلال الحمل فقط؛ حيث يجب أن يساعدك على تأمين مقعد يتناسب مع الطول والميل عندما يزيد وزنك وينحرف جسمك؛ فالمقعد المتين ذو وسادتي اليدين القابلتين للتعديل ووسادات الظهر والمسند الداعم الجيد للظهر يمكن أن يجعل من ساعات العمل الطويلة أسهل وييسر القيام به.

أما إذا لم يتوفر كرسي بمثل هذه الخيارات، فيمكنك اتخاذ خطوات لتحسين وضعه؛ فمثلا، إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الوسادات أو دعم الظهر، استعملي وسادة صغيرة مخصصة لدعم الجزء السفلي من الظهر؛ وهذا النمط من الوسادات يمكن أن يفيد في دعم مقعد السيارة أيضا، مما يجعل القيادة أسهل في المسافات الطويلة.

ومن المفضل، في أثناء الجلوس، رفع القدمين على وسادة أو صندوق للمساعدة على التخفيف من بعض الإجهاد الواقع على ظهرك، كما قد ينقص ذلك احتمال حدوث دوال وريدية أو جلطات في أوردة ساقيك، وقد يساعد أيضا على إنقاص التورم في القدمين والساقين؛ ويمكن هز وسائد القدمين المحشوة والمدورة برفق بقدميك، وهذه الحركة جيدة للدوران ويمكن أن تكون مهدئة إذا كنت تشعرين بالتململ؛ ولا بد من تجنب مصالبة الساقين.

●   الوقوف. قد لا يبدو الوقوف لفترات طويلة مسألة خطرة؛ لكنه ينطوي على توسع زائد في الأوعية الدموية خلال الحمل، مما يسبب ركودة الدم في الساقين في الوقوف المديد، الأمر الذي قد يؤدي إلى الألم والدوخة وحتى إلى الغشي.

كما قد يؤدي الوقوف إلى وضع ضغط على ظهرك؛ فإذا كان الوقوف جزءا من عملك، ضعي إحدى قدميك على صندوق أو على كرسي منخفض للتخفيف من الضغط على ظهرك وإنقاص ركودة الدم، مع تبديل القدمين بشكل متناوب؛ كما يمكن أن يساعد ارتداء جوارب داعمة والحصول على فترات راحة متكررة خلال اليوم؛ ويوصي معظم الأطباء بارتداء أحذية واطئة الكعب وواسعة وليست عالية أو مسطحة.

إذا كان عملك يحتاج إلى الوقوف مدة 4 ساعات أو أكثر يوميا، اطلبي من طبيبك تزويدك بأية توصيات معينة أو أشياء يمكن أن تتطلب منك التوقف عن العمل في مرحلة باكرة من الحمل أو تعديل مهامك في العمل.

●   الانحناء والرفع. للوقاية من ألم الظهر أو التخفيف منه، اتبعي الشكل الصحيح عند الانحناء والرفع؛ فلالتقاط شيء ما من الأرض، قفي بحيث تكون المسافة بين قدميك بعرض كتفيك واخفضي جسمك بالانحناء عند ركبتيك وليس خصرك، وحافظي على استقامة ظهرك ما أمكن عند التقاط الحمل، ثم حافظي على الحمل قريبا من جسمك مع استعمال عضلات ساقيك لرفع جسمك والحمل، ولا تلوي جسمك في أثناء العودة إلى وضعية الوقوف.

حافظي على السيطرة على التوتر

قد يكون التوتر والإجهاد خلال العمل مثارا للإنتباه في بعض الحالات، فقد يدفعك ذلك إلى العمل بجد وإنجاز أكثر من المتوقع؛ لكن، قد يكون ذلك منهكا لك ويستنزف وقتك وطاقتك اللذين تحتاجينهما للعناية بنفسك وطفلك المتنامي؛ فتناول الطعام والقيام بالتمارين بشكل صحيح – على سبيل المثال – يمكن أن يتأثرا عندما تنفقين قدرا كبيرا من الوقت في التعامل مع مسائل العمل المرهقة.

ومع أنه قد يكون من المستحيل التخلص من توتر العمل، يمكن أن تحاولي التخفيف منها؛ ولذلك، تحدثي في هذه المشاكل مع زميل متعاطف أو صديق أو مع الزوج، كما أن الطبيب قد يكون مصدرا آخر للدعم أو يكون قادرا على إحالتك إلى اختصاصيين أو مجموعات داعمة أخرى تستطيع تقديم العون الذي تحتاجينه للتعامل مع التوتر قبل أن تؤثر في سلامتك.

كما أن الشعور الجميل بالود والتعاطف من أشخاص إيجابيين ومتفائلين يمكن أن يكون مفيدا، بحيث يمكن أن تبقى عيناك بحالة من الأمل. وعندما تشعرين بالغضب أو الانزعاج نتيجة التوتر والإجهاد، توقفي واسألي نفسك عن إمكانية القيام بأي شيء للتخلص من هذا الوضع أو تغييره؛ فإذا لم يكن ذلك ممكنا، فقد تحتاجين إلى تركه فقط.

وقد تساعدك تمارين الاسترخاء أيضا على تخفيف الضغط الذي يمكن أن ينشأ خلال اليوم، وتجرى معظم هذا التمارين في أي مكان وأي زمان، وتشتمل على:

●   التنفس. خذي شهيقا بطيئا من خلال أنفك ثم احبسي نفسك مع العد إلى خمسة؛ بعد ذلك، ازفري ببطء وعمق مع نهاية العد؛ وكرري ذلك 3 – 4 مرات.

●   أعيدي تركيز أفكارك. فكري بتجربة إيجابية أو بمكان تتمتعين فيه؛ وإذا ما احتجت إلى المساعدة أو الانشراح، انظري إلى صورة أو شيء ما ينطوي على معنى سار لك؛ وقد يكون استماعك إلى الموسيقى مساعدا على الاسترخاء والذهاب بالتفكير بعيدا عن ما يزعجك ولو للحظات قليلة؛ وأما إذا لم يكن ذلك ممكنا خلال قيامك بالعمل، حاولي اللجوء إلى ذلك خلال وقت الراحة أو القدوم إلى العمل أو عند العودة إلى البيت.

●   احتفظي بيومية. اكتبـي في مذكرة ولمدة 10 دقائق عندما تشعرين بالاحباط أو تحتاجين إلى البعد عن التوتر خلال اليوم، وانسي القواعد النحوية والتهجئة؛ وبعد الانتهاء من ذلك، اقرئي ما كتبت؛ فقد تدهشين باكتشاف أفكار أو حلول لمشاكلك، أو قد تتخلصين من بعض الضغط على الأقل.

اتخذي الاحتياطات الصحيحة في العمل

إذا لم يكن العبء الجسدي المرهق جزءا من عملك، يمكنك التفكير بالاستمرار فيه من دون قلق خلال الحمل، وقد يكون هذا هو الواقع؛ لكن دراسات كثيرة تشير إلى أن بعض الأنشطة وظروف العمل قد يزيدان خطر الولادة قبل الأوان ويؤديان إلى ولادة طفل ناقص الوزن، وتشتمل هذه الأنشطة على:

●   الرفع المتكرر المجهد.

●   الوقوف المديد.

●   الاهتزاز المفرط، كمثل الناجم عن الآلات الكبيرة.

●   المسافات الطويلة المرهقة من العمل وإليه.

وهناك ظروف عمل أخرى يمكن أن تكون مثارا للقلق، فالتغيرات المتكررة في الوضعية – على سبيل المثال – قد تجعل حصولك على الراحة المناسبة صعبا، كما أن العمل في وسط حار قد ينقص التحمل stamina والقدرة على القيام بالمهام الجسمية المرهقة؛ كما قد تصبح الأنشطة التي تتطلب رشاقة وتوازنا جيدا أكثر صعوبة في مرحلة متأخرة من الحمل.

وفي حال وجود مثل ما سبق لديك، يمكن أن تحتاجي إلى مراجعة ذلك مع طبيبك وربما مع صاحب العمل، فالطبيب قادر على إخبارك بمدى الحاجة إلى اتخاذ احتياطات خاصة أو تعديل مسؤولياتك، كما أن باستطاعته تقديم نصائح أو توصيات معينة خلال مراحل الحمل وتزويدك بوثائق لعرضها على مديرك أو رئيسك – عند الحاجة – لتبرير أية قيود في العمل قد تحتاجينها.

وتشتمل الأشياء الأخرى في بيئة العمل، والتي يمكن أن تكون مثار قلق وتساؤل لك، على ما يلي:

التعرض للمواد الضارة

الأنباء السارة: ما دمت أنت والشركة تعملان على اتباع الممارسات المعيارية لإدارة السلامة والصحة المهنية Occupational Safety & Health Administration (OSHA) بالنسبة إلى المواد الضارة، يكون من غير المحتمل أن يتضرر طفلك.

ولا بد من أن تعرفي أية مواد تتعرضين لها لتحقيق السلامة، لا سيما إذا كنت في مكان للرعاية الصحية أو التصنيع؛ وتتطلب الصناعة في الولايات المتحدة حسب القانون الاتحادي وجود صحائف معطيات لسلامة المواد في ملف تشير إلى المواد الخطرة في بيئة العمل وتوفير هذه المعلومات للعاملين.

تشتمل المواد المعروفة بضررها على الجنين المتخلق على الرصاص والزئبق والإشعاع المؤين (الأشعة السينية) والعقاقير المستعملة في معالجة السرطان؛ ويشتبه بأن المواد الكيميائية، مثل غازات التخدير والمذيبات العضوية كالبنزن، ضارة، مع أن نتائج الدراسات غير حاسمة.

أخبري طبيبك عن أي جزء من عملك تتعرضين فيه لمواد كيميائية أو عقاقير أو إشعاع، وعن أية معدات تستعملينها للتقليل من هذا التعرض، ويمكن أن يشتمل ذلك على المآزر والقفازات والأقنعة وأجهزة التهوية.

يستطيع طبيبك الاستفادة من هذه المعلومات في تحديد مدى الخطر القائم، وما يمكن القيام به للتخلص منه أو تقليله؛ وقد يطلب منك – بهدف تقييم الخطر – الاحتفاظ بمفكرة يومية للأنشطة الموجودة في بيئة العمل على مدى أسبوع أو أسبوعين.

ويبدو، ولله الحمد، أن العوامل البيئية تؤدي إلى القليل من العيوب الخلقية؛ ومن بين النسبة المئوية الصغيرة للعيوب الخلقية التي يمكن تعقبها كسبب بيئي، يشتمل معظمها على الكحول والتبغ والعقاقير المستعملة خلال الحمل، وليس عناصر موجودة في بيئة العمل؛ ورغم ذلك، لا بد من تجنب التعرض لمواد ضارة معروفة أو مشتبهة.

الخطر المرتفع للعدوى

إذا كنت مهنية في الرعاية الصحية أو عاملة في رعاية الأطفال أو مدرسة أو عاملة بيطرية أو تتعاملين مع اللحوم، يمكن أن تتعرضي للعدوى خلال قيامك بعملك؛ وعندما تكونين حاملا، تبرز عدة أمراض معدية تشتمل على الحصبة الألمانية German measles (rubella) (الحميراء) والحماق chickenpox (varicella) والداء الخامس (الفيروسة الصغيرة parvovirus) والفيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus (CMV) وداء المقوسات toxoplasmosis والهربس البسيط herpes simplex والتهاب الكبد البائي hepatitis B والإيدز AIDS.

قد تكونين قد تلقيت تمنيعا تجاه بعض هذه الأمراض، إما بسبب إصابتك بها أو تلقيحك ضدها؛ ولكن إذا لم تكن لديك مناعة نحوها، تجنبي الأوضاع التي تعرضك لهذه الأمراض واتبعي تدابير مكافحة العدوى ما أمكن.

إذا كنت تعملين في مركز للرعاية الصحية، ارتدي قفازات واغسلي يديك بانتظام وتجنبي تناول الطعام خلال العمل؛ وعندما تعملين في رعاية الأطفال، اغسلي يديك بعد تغيير الحفاظات Diapers وبعد مساعدة الأطفال على استعمال الحمام وقبل تناول الطعام؛ ولا تقبلي الأطفال الذين تشرفين عليهم ولا تشاركيهم الطعام.

إذا كنت قلقة بشأن الخطر المرتفع للإصابة بالعدوى خلال العمل، أخبري طبيبك، فهو قد ينصحك باتخاذ احتياطات خاصة لتجنب التعرض لها بعد مراجعة الحالة الصحية والمناعية والواجبات المهنية لديك.

الحواسيب في بيئة العمل

بما أن الحواسيب أصبحت أكثر انتشارا في بيئة العمل، ظهر قلق من المخاطر المرافقة للجلوس ساعات طوالا أمام شاشاتها أو ما يدعى بطرفيات العرض الفيديوية VDTs أيضا؛ فشاشات الحواسيب تصدر مقدارا صغيرا من الإشعاع غير المؤين، لكن دراسات كثيرة تشير إلى أن هذا المستوى المنخفض من الإشعاع ليس خطرا على الجنين المتخلق.

إذا بقيت قلقة أو كنت ترغبين بأن تكوني حذرة، اتخذي بضعة احتياطات بسيطة: اجلسي على بعد 22 – 28 بوصة (نحو 50 – 70 سم) – حوالى ذراع تقريبا – من الشاشة وعلى بعد 3 – 4 أقدام (90 – 120 سم تقريبا) من الخلف والجوانب بالنسبة إلى شاشات أو طرفيات زملائك؛ فكمية الإشعاع غير المؤين التي تصل إليك على هذه المسافات تنقص بشكل ملحوظ.

وينتج شكل آخر من الطاقة – يدعى الحقول الكهرومغنطيسية electromagnetic fields (EMFs) – من طرفيات العرض الفيديوية، وهي الطاقة نفسها التي تصدر عن مصادر أخرى مثل خطوط الطاقة والأجهزة الكهربائية electric appliances، وقد ارتأت بعض الدراسات أن التعرض لمستويات مرتفعة من هذه الحقول EMFs يمكن أن يكون خطرا على الصحة؛ وقد بينت الأبحاث أن العمل مع طرفيات العرض الفيديوية VDTs لا يعرض العاملين إلى حقول كهرومغنطيسية EMFs تزيد على تلك التي تصدر عن أية مصادر أخرى؛ ومع ذلك، أظهرت دراسات حديثة أن طرفيات العرض الفيديوية VDTs لا تحمل أخطارا صحية للنساء الحوامل، حتى لو عملن طوال اليوم أمامها.

يشتكي بعض العاملين على الحاسوب من الإجهاد في كل جزء من الرقبة حتى الظهر والمعصمين واليدين؛ لكن، يمكن تجنب الكثير من هذه المشاكل أو التخفيف منها باللجوء إلى جدول منتظم من فترات الراحة؛ كما أن وضع اليدين بشكل صحيح وتعديل معدات المكتب بما يتفق مع الطول والراحة يخففان من ذلك.

التحضير لإجازة الأمومة والأبوة

خططي لمقدار الإجازة التي ستبتعدين فيها عن عملك؛ ففي معظم الحالات، يكون الوقت الذي ستمضينه خارج العمل غير مدفوع الأجر، ما لم تحصلي على إجازة مرضية مأجورة أو أيام عطلة أو أيام شخصية للتعويض عن جزء من إجازة الأمومة maternity leave.

قبل أن يأتي طفلك، تأكدي من الفوائد أو المزايا المتبقية أو الملغاة خلال إجازتك؛ وإذا كان والد الطفل يخطط للحصول على إجازة أبوة paternity leave، فهو بحاجة إلى الإجابة عن الأسئلة نفسها في بيئة عمله.

وتعد رعاية الطفل مسألة أخرى تتطلب بعض التخطيط، فبعض مقدمي هذه الرعاية لديهم قوائم انتظار طويلة أو قد لا يرغبون بأخذ الرضع؛ ولذلك، لا تنتظري حتى تنقضي إجازة الأمومة لمراجعة خياراتك؛ ولتجنب هذه المشكلة، تحدثي مع عائلتك وأصدقائك وزملائك ممن واجهوا المشكلة نفسها؛ فمن خلال تجاربهم، يمكن أن تبدئي التفكير بخيارات رعاية الطفل وبالخطوات التي تحتاجين إلى اتخاذها.