التصنيفات
الغذاء والتغذية

العناصر الغذائية: ماء، كربوهيدرات، بروتينات، دهون، فيتامينات، معادن، مكملات غذائية

كل إنسان في حاجة إلى أربع مواد غذائية أساسية (الماء، الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون) وإلى مجموعتين من العناصر الإضافية (الفيتامينات، المعادن).

أولا. العناصر الغذائية الأساسية

1) الماء

يدخل في جميع وظائف الجسم. يحتوي الجسم على ثلثي وزنه من الماء. يحتاج الفرد في الحالات الطبيعية إلى لترين من الماء على الأقل. لابد أن تكون كمية المدخول من الماء مساوية للمطروح (البول، العرق، التنفس، البراز).

2) الكربوهيدرات

يحتاج إليها الجسم لإمداده بالطاقة. مصدرها الأساسي الأطعمة النباتية. والكربوهيدرات على نوعين: بسيطة ومركبة. الكربوهيدرات البسيطة (تسمى أحيانا سكريات) أهمها الجلوكوز (سكر العنب)، والفوكتوز (سكر الفاكهة)، والسكروز (سكر القصب)، واللاكتوز (سكر اللبن).

الكربوهيدرات المركبة تشمل النشويات والألياف. وأهم مصادرها الخضروات والحبوب الكاملة، والبقول الخ. توجد الكربوهيدرات إما في أطعمة طبيعية خام (غير مصنعة أو مكررة)، وهي أكثر فائدة من الناحية الغذائية، مثل الخضروات، والحبوب الكاملة، والبقول، والفواكه. أما النوع الثاني فالكربوهيدرات المصنعة أو المكررة. مثل السكر المكرر، والحلويات المسكرة، والمشروبات المسكرة، والبونبون والحلوى والكعك. هذه الكربوهيدرات المكررة ينقصها الفيتامينات والمعادن. والمصنع في صورة معجنات قد يحتوي على كمية كبيرة من الدهون.

أما الألياف فهي لا تهضم في القناة الهضمية وبالتالي لا تمتص ولا تعتبر مصدرا للطاقة، ولكن لها أهمية كبرى في أنها تساعد عملية الهضم، وتساعد على حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، تساعد على طرح المواد السامة من القولون. تخفض مستوى الكولسيترول مما يقلل من قابلية الإصابة بأمراض القلب. يجب أن تكون كمية الكربوهيدرات المتناولة عبارة عن %60 من قيمة السعرات التي يحتاجها الفرد، وما يحتاجه من الألياف حوالي 25 غ يوميا.

3) البروتينات

يحتاج الجسم إلى البروتينات لبناء الأنسجة ونمو وتطور الأعضاء، كما يصنع منها مركبات أساسية للحياة مثل الهرمونات، الإنزيمات، الأجسام المضادة،… الخ.

تتكون جميع البروتينات من عدد من الوحدات يطلق عليها الحموض الأمينية، ويوجد منها حوالي العشرين حمضا مختلفا. تقسم الحموض الأمينية إلى غير أساسية Non essential، وذلك لأن الجسم يستطيع أن يصنعها من حموض أمينية أخرى أو من مواد غير بروتينية. المجموعة الثانية حموض أمينية أساسية Essential، لأن الجسم لا يستطيع أن يصنعها. وبالتالي يجب أن يحتوي عليها الغذاء.

تعتمد قيمة البروتين الحيوية في الغذاء على كمية ما يحتويه من حموض أمينية أساسية، ومن أمثلتها البروتينات من مصدر حيواني – أما البروتينات من مصدر نباتي فهي أقل في القيمة الغذائية الحيوية، وذلك لنقص في كمية الحموض الأمينية الأساسية. ولكي يضمن الإنسان الحصول على كل ما يحتاجه من حموض أساسية يجب أن ينوع من مصادر البروتينات النباتية والحيوانية.

يحتاج الإنسان إلى حوالي 50 غراما من البروتينات ذات القيمة الحيوية المرتفعة – مثل الفول والبقول من النباتات واللحوم والأسماك. كما تعتبر بعض المنتجات المصنعة مصدرا غنيا للبروتينات مثل اللبن (الخاثر)، وجميع منتجات فول الصويا مثل لبن الصويا، التوفو (Tofu) والتمبا (Tempah).

4) الدهون

يحتاج الجسم إلى الدهون، أولا كمصدر للطاقة، وثانيا لأنها تدخل في تركيب الخلايا وأنسجة الجسم، كما أنها هي مصدر الفيتامينات الذوابة في الدهون (أ A، د D، ك K، هـ E). تتكون الدهون أساسا من وحدات تسمى الحموض الدهنية، وهي ثلاثة أنواع.

أ) الحموض الدهنية المشبعة Saturated F.A. تأتي أساسا من الدهون الحيوانية وبدرجة أقل من الدهون النباتية. يؤدي الإفراط في أكل هذه الدهون إلى ارتفاع مستوى الكولسيترول في الدم، وخاصة النوع (LDL) الضار. توصي المؤسسات الطبية أن تكون الدهون المشبعة حوالي %10 فقط من كامل السعرات الحرارية اليومية.

ب) الحموض الدهنية عديدة عدم التشبع (Polyunsaturated F.A)، الزيوت النباتية هي أهم مصادرها، مثل زيت فول الصويا، وزيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وبعض زيوت الأسماك. قد تخفض الكولسيترول ولكن أيضا تخفض (HDL) النافع. من أجل ذلك يجب ألا يزيد تناولها هي الأخرى عن %10 من مجمل السعرات الحرارية التي تؤكل يوميا.

ج) الحموض الدهنية أحادية عدم التشبع (Monounsaturated F.A): أغنى مصادرها الزيوت النباتية (وأهم مصدر زيت الزيتون) وزيوت المكسرات، وزيت الفول السوداني والكانولا. تساعد هذه الزيوت على تخفيض (LDL) الضار دون التأثير على (HDL). يوصى بتناول %15-10 من مجمل السعرات الحرارية.

الأطعمة الغذائية تحتوي على الأنواع الثلاثة، ولكن غالبا ما يكون أحدها هو السائد. ويسمى الدهن ككل بحسب النوع السائد (دهن مشبع مثل الدهون الحيوانية) (ودهن غير مشبع مثل الزيوت النباتية).

ثانيا. العناصر الغذائية الإضافية

1. الفيتامينات Vitamins

هي مركبات ضرورية جدا للحياة لأنها تساعد في عمليات الأيض، حيث يدخل الكثير منها في تكوين تمائم الإنزيمات. تساعد أيضا في إنتاج الطاقة أثناء أكسدة المواد الغذائية.

تقسم الفيتامينات إلى (أ) مجموعة تذوب في الماء مثل فيتامين (ج  C)، ومجموعة فيتامينات ب المركب. هذه الفيتامينات لا تخزن في الجسم وبالتالي يجب أخذها من الطعام يوميا.

ب (الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وتشمل (أ A)، (د D)، (ك K) و(هـ E). تخزن هذه الفيتامينات في الجسم في النسيج الدهني والكبد وأماكن أخرى.

هناك مقننات مثلى لتعاطي كل نوع من الفيتامينات للحصول على الصحة الجيدة. تبين الجداول التالية تلك المقننات.

الجدول 1 الفيتامينات الذوابة في الماء

الفيتامين الجرعة اليومية
فيتامين ب1 (فيتامين) 50 مغ
فيتامين ب2
(ريبوفلامين)
50 مغ
فيتامين ب3
(حمض النيكوتينيك)
100 مغ
فيتامين ب5
(حمض البانتوثينيك)
100 مغ
فيتامين ب6
(بيريدوكسين)
50 مغ
فيتامين ب12
(سيانوكوبالامين)
300 ميكروغرام
ميتا كاروتين 15000 وحدة دولية
بيوتين 300 ميكروغرام
حمض بارا أمينو بنزويك PABA
حمض الفوليك
50 مغ800 ميكروغرام
إينوسيتول 100 مغ
كولين 100 مغ
فيتامين ج 3000 مغ
بيوفلافونويدات 500 مغ
روتين 100 مغ

الجدول (2) الفيتامينات الذاوبة في الدهون

الفيتامين الجرعة اليومية الفيتامين الجرعة اليومية
فيتامين 10.000 وحدة دولية فيتامين ه 600 وحدة دولية
فيتامين د 400 وحدة دولية فيتامين ك 100 ميكروغرام

2. المعادن

المعادن كما الفيتامينات يحتاج إليها الجسم أولا في تركيب الأنسجة، وثانيا للمساعدة على كثير من وظائفه الحيوية. فالكلسيوم والفوسفور يدخلان في تركيب العظام والأسنان. والحديد يدخل في تركيب خضاب الدم. والمعادن تدخل في تركيب الكثير من الإنزيمات أو تمائم الإنزيمات (Coenzyme) أو العوامل المساعدة لها Co-Factors. والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مهمتها الحفاظ على توازن سوائل الجسم. هذا التوازن بين السوائل خارج الخلايا وداخلها مهم جدا للوظيفة الخلوية وللإشارات العصبية، ولعمل العضلات، وتنظيم ضربات القلب الخ.

تقسم المعادن إلى مجموعتين:

(أ) المعادن الموجودة بكميات كبيرة (Bulk mineral) مثل الكلسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم والصوديوم، والمغنزيوم.

(ب) المعادن الموجودة بكميات صغيرة (Trace minerals) وتشمل الحديد والنحاس والكروم، واليود والكبريت والسيليكون والزنك والمنجنيز والسيلينيوم الخ. يحتوي الجدول (3) على المقننات اليومية المقترحة من هذه المعادن.

الجدول (3) أهم المعادن اللازمة للجسم

المعادن الجرعة اليومية المعادن الجرعة اليومية
بوتاسيوم 100 مغ ماغنزيوم 1000- 750 مع
حديد 20 مع منجنيز 10 مغ
زنك 50 مغ موليبدونيوم 30 ميكروغرام
سيلينيوم 200 ميكروغرام نحاس 3 مغ
كلسيوم 1500 مغ يود 225 ميكروجرام

المكملات الغذائية الطبيعية Natural nutritional supplements

يقصد بكلمة مكملات غذائية (Food Supplement) مجموعة واسعة جدا من المنتجات الغذائية الموجودة أصلا في الطبيعة أو المشتقة منها، والتي تحتوي على عناصر أساسية ذات فائدة صحية للجسم. تضاف هذه المنتجات إلى طعام الفرد السليم لتدعم ما ينقصه من عناصر أساسية (كالفيتامينات، والمعادن، والإنزيمات الخ)، وبالتالي تحدث توازنا يعوض نقص هذه العناصر الأساسية. وتعزز الصحة – أو تضاف هذه المكملات الغذائية في حالات مرضية من أجل دعم الجسم وتعزيز مناعته لعلاج أو تخفيف المرض. والمعلومات عن مفعول هذه المكملات في علاج هذه الأمراض جاءت من خبرات ممارسة الطب الشعبي والطبيعي، ومن الموروث الحضاري على مدى القرون، أو حديثا بعد الاهتمام بالطب الطبيعي، حيث يقوم إنتاج هذه المكملات على أساس الدراسات العلمية المنهجية.

بعد التطور الكبير والاهتمام بطب الأعشاب والطب الطبيعي، تكونت الآن مئات الشركات التي تنتج مختلف المكملات الغذائية، وتطرحها في الأسواق (محلات الأعشاب والطب الطبيعي أو الصيدليات). في أشكال مختلفة. منها ما هو طبيعي دون تدخل كبير، كأوراق وجذور وبذور الأعشاب والنباتات المختلفة. ويكتب على الكيس الذي يحتوي المنتج طريقة التحضير والكمية وطريقة الاستعمال. وأحيانا تتوفر تلك المكملات على شكل أقراص أو محافظ أو مساحيق أو سوائل أو هلاميات أو كريمات الخ.

1.  الزيوت النباتية والحيوانية.
2.  مضادات الأكسدة.
3.  الألياف النباتية.
4.  الأعشاب الطبيعية.
5.  الإنزيمات.
6. الجراثيم النافعة.

1) الزيوت النباتية

تستخرج الزيوت إما من مصادر نباتية كالثمار والبذور والجذع الخ. وأهم مصادرها زيت الزيتون، زيت بذر الكتان، زيت بذر العنب، زيت زهرة الربيع أو من مصادر حيوانية مثل زيت السمك. إن أهمية هذه الزيوت بالذات هي احتواؤها على الحموض الدهنية الأساسية (essential fatty acids) وتسمى أحيانا فيتامين F. كما تحتوي على الفيتامينات الذوابة في الدهون (أ، د، ك، هـ). الحموض الدهنية الأساسية لا تصنع داخل الجسم، وتتميز بأنها عديدة عدم التشبع، ولها تأثيرات وقائية وعلاجية هامة جدا.

توجد مجموعتان رئيسيتان من الحموض الدهنية الأساسية:

أ) الحموض الدهنية اوميجا-3: توجد في سمك المياه العذبة العميقة، وزيت السمك، وبعض الزيوت النباتية مثل زيت الكتان، وزيت الجوز، وزيت الكانولا. الحموض الدهنية اوميجا-3 مسؤولة عن تصنيع مجموعة البروستاجلاندينات I، الخاصة بتثبيط عملية الالتهاب، وتمييع الدم، وإبطاء انقسام الخلايا لإنتاج خلايا جديدة.

ب) الحموض الدهنية اوميجا-6: توجد في المكسرات النيئة، والبذور، والبقول، وفي الزيوت النباتية غير المشبعة، مثل زيت فول الصويا، وزيت السمسم، وزيت بذر العنب، وزيت زهرة الربيع. الحموض الدهنية اوميجا-6 مسؤولة عن تصنيع مجموعة البروستاجلاندينات II، ذات المفعول المعاكس تماما للبروستاجلاندينات I، أي أنها تنبه العملية الالتهابية، وتزيد من عدد الصفيحات الدموية وبالتالي تساعد عملية التجلط، وتزيد من انقسام الخلايا، أي إنتاج خلايا جديدة.

من المهم ملاحظة أنه إذا كانت الحموض الدهنية الأساسية من المجموعتين (اوميجا-3 واوميجا-6) في حالة توازن، فإن إنتاج نوعي البروستاجلاندينات سيكون هو الآخر متوازنا. يدعم ذلك صحة وسلامة الجسم.

نبذة مختصرة عن بعض أنواع الزيوت النباتية والحيوانية

•    زيت بذر الكتان (الزيت الحار) Flaxseed oil: هذا الزيت غني بكثير من العناصر الغذائية مثل حموض دهنية اوميجا (3) والمغنزيوم والزنك وفيتامين ب (يمكن طحن البذور)، وعندها يحتوي المسحوق بجانب ما سبق على البروتينات والألياف. لا يحتوي على الكولسيترول، يخفف آلام التهاب المفاصل، ويخفض مستوى الكولسيترول.

•    زيت بذر العنب Grape seed oil: يحتوي على نسبة عالية من الحموض الدهنية غير المشبعة وقليل من الحموض المشبعة. ولا يحتوي على الكولستيرول.

•    زيت زهرة الربيع (زيت زهرة الربيع المسائية) Primrose oil: يحتوي على نسبة عالية جدا من الحمض والدهني (جاما – لينولينيك) الذي يساعد على منع تصلب الشرايين، وأمراض القلب، وارتفاع الضغط، ويخفف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض، وأعراض الإياس ويخفف الآلام والالتهاب، وأخيرا ينشط إفراز الهرمونات الجنسية.

•    زيت الزيتون Olive oil: يحتوي هذا الزيت بشكل أساسي على حمض دهن أحادي عدم التشبع (حمض الأوليك. أكل هذا الزيت يعمل على جعل أغشية الخلايا أكثر مقاومة للمفعول المخرب للجذور الحرة، وقد بينت الأبحاث الكثيرة أن الشعوب التي تستعمل زيت الزيتون بوفرة أقل عرضة لحدوث السرطان.

•    زيت لسان الثور Borage oil: يؤخذ الزيت من البذور، وهو مقو للغدة الكظرية، يحتوي على حموض دهنية أساسية مهمة لعمل القلب وصحة الأوعية الدموية، وكذلك لسلامة الجلد.

•    زيت السمك Fish oil: مصدر جيد لمجموعة الحموض الدهنية اوميجا (3). ويستخرج من سمك السلمون والرنكة والسردين وكبد الحوت وهو بجانب غناه بالحموض الدهنية الأساسية يحتوي على كمية وفيرة من الفيتامينات (أ، د).

2) مضادات الأكسدة Anti-oxidants

هي مجموعة من المواد المختلفة مثل الفيتامينات والإنزيمات وتمائم الإنزيمات والمعادن التي تقوم بمعادلة والتخلص من الجذور الحرة  – وهي ذرات تتكون داخل الجسم غالبا أثناء الاستقلاب أو بسبب التدخين، وإذا ازدادت عن حدها قامت بتدمير الخلايا، كما تحدث خللا في الحمض النووي DNA، وأخيرا تضعف من وظائف الجهاز المناعي.

يوجد في الجسم في الحالة الطبيعية آليات للتخلص من الجذور الحرة مثل بعض الإنزيمات وأهمها سوبرأكسيد ديسميوتاز، وجلوتائيون بيروكسيداز، وكاتالاز، ويوجد أيضا بعض تمائم الإنزيمات مثل العامل كيو 10. كما توجد عناصر غذائية تعمل كمضادات أكسدة مثل فيتامين أ، وبيتا كاروتين، وفيتامين ج، وفيتامين هـ. ومعدن السيلينيوم. وأخيرا تتمتع بعض الأعشاب بخصائص مضادة للأكسدة مثل مستخلص بذور العنب، والجنكة، والشاي الأخضر، وعشب العنبة Bilberry.

3) الألياف النباتية Plant fibers

الألياف النباتية عبارة عن معقدات كيميائية موجودة في أطعمة كثيرة أغلبها من مصدر نباتي، ومعظمها يساعد على خفض كولسيترول الدم، وتثبيت مستويات سكر الدم ـ ونظرا لأنها تمنع الإمساك، وتفيد في التخلص من الفضلات البرازية والمواد السامة من الجهاز الهضمي، فإنها بذلك تقي من الإصابة بسرطان القولون، وتمنع البواسير، والبدانة.

توجد أنواع مختلفة من الألياف النباتية أهمها، النخالة، والسيليولوز، والهيمسيليولوز، واللجنين، والبكتين. ونظرا للإفراط في تنقية Purification وتكرير الكثير من المواد الغذائية في حضارة اليوم، فقد أصبح الطعام فقيرا في الألياف النباتية.

أ) السيلولوز والهيمسيليولوز مواد كربوهيدراتية معقدة، متوفرة في كثير من النباتات مثل التفاح، والكمثرى، والجزر، والخضروات الورقية، والفاصوليا الخضراء، والفول الأخضر، والكرفس والبنجر والفجل والحبوب الكاملة.

ب) النخالة Bran، والصمغيات gums، والهلاميات mucilage’s، توجد بكميات وفيرة في بعض البذور مثل بذر السيليوم (أو عشبة البراغيث)، وهي بذور تزرع في الهند وتعمل كمنظمة للأمعاء وملينة. كما توجد في بذر الشمر Fennel seed، ونخالة الشوفان والأرز (والنخالة هي الطبقة الخارجية من الحبة النشوية التي يتم فصلها من الدقيق بعملية النخل).

ج) الليجنين Lignin: نوع من أنواع الألياف النباتية، ويوجد بوفرة في الجزر، والفول الأخضر والخوخ والبسلة والطماطم والبطاطس والفراولة والمكسرات – يفيد الليجنين في خفض مستويات الكولستيرول، ويساعد في الوقاية من الحصيات المرارية.

د) البكتينات: نوع من أنواع الألياف النباتية، يوجد في التفاح والكمثرى والموز والفواكه المجففة والحمضيات والجزر والبامية والكرنب والبنجر. يساعد على خفض الكولسترول. يبطئ من امتصاص الأطعمة ولذلك يفيد مرضى السكري يقلل الإصابة بإمراض القلب.

4) الأعشاب الطبية Medical Herbs

جميع الحضارات القديمة استعملت الأعشاب الطبية للحفاظ على الصحة ودعم سلامة الجسم والجهاز المناعي، والوقاية من كثير من الأمراض، وأخيرا للمعالجة من الأمراض التي تصيب الإنسان – تحتوي الأعشاب الطبية على مكونات قوية فعالة. استعمالها الصحيح يشفي الكثير من أمراض الجسم؛ أما استعمالها الخاطئ فقد يؤدي إلى عواقب وخيمة. لقد استخرج الكثير من المواد الفعالة في الصناعات الدوائية وباتت متاحة في صورة نقية. إلا أن العشابين وأطباء الطب الطبيعي يعتقدون أن استخدام الأعشاب في صورتها الطبيعية الكاملة أكثر فائدة، وذلك لاحتوائها على مركبات كثيرة أخرى غير المادة الفعالة التي من أجلها تستعمل، وأن التوازن بين هذه المواد المختلفة هو الأساس التي توفره الطبيعة للاستفادة المثلى من العشب.

توجد الأعشاب إما في صورتها الطبيعية، أي تستخدم الأوراق، أو الجذور، أو اللحاء أو البذور. وإما أن تصنع تجاريا وتطرح على شكل أقراص أو محافظ أو خلاصات على شكل سائل، أو مساحيق أو كريمات أو زيوت الخ. أو يمكن تجفيف أجزاء الأعشاب (الأوراق، واللحاء، والزهور، والجذور) وتباع كما هي. ونذكر فيما يلي أهم الأعشاب التي تستخدم كمكملات غذائية في دعم الصحة العامة، ومعالجة بعض الحالات:

•    الاستراجالس Astragalus: يسمى أيضا هوانج كي: تستعمل جذور هذا العشب كمقو لجهاز المناعة، يعزز وظيفة الغدة الكظرية. يزيد من قوة التحمل، ينشط الأيض (الاستقلاب).

•    الكاروتينويدات ـ بيتا كاروتين B-carotenes. Caratinoids: الكاروتينويدات مجموعة من المركبات وثيقة الصلة بفيتامين (أ A). وبعضها يمكن تحويله إلى فيتامين أ – أشهرها هو البتا كاروتين الذي يتحول إلى فيتامين (أ A) من الكبد معظمها يعمل كمضاد للأكسدة – الكاروتينويدات يحصل عليها من مصادر نباتية مثل الفواكه والخضروات.

•    بيفيدوباكتريم بيفيدم bifidebacterim bifidum: نوع من الجراثيم التي تساعد على تخليق فيتامين ب المركب، وفيتامين (k13) وذلك بخلق بيئة معوية تسهل نمو وتكاثر الجراثيم النافعة التي تصنع كثير من الفيتامينات، وتتغلب على الجراثيم الضارة، وتساعد على منع الإمساك وعدم تراكم الغازات.

•    الكوهوش الأزرق Blue Cohosh: تستعمل جذور هذا العشب. يخفف التقلصات العضلية وينبه الانقباضات الرحمية أثناء الولادة، يفيد في علاج مشكلات الطمث، والعلل العصبية – لا يستخدم في المرحلتين الأوليتين من الحمل.

•    الكوهوش الأسود (جذر الثعبان الأسود) Black Cohosh – تستعمل الجذامير والجذور في خفض ضغط الدم والكولسترول وفي أمراض القلب والأوعية، يخفف الهبات الساخنة (الوهج)، وتقلصات الحيض، وغثيان الصباح، والتهابات المفاصل (يجب عدم استعماله أثناء الحمل، والأمراض المزمنة).

•    الثوم Garlic: البصلة والفصوص – يقوي جهاز المناعة، يخفض ضغط الدم ويحسن الدورة الدموية – يخفض دهون الدم. يفيد في أمراض كثيرة – توجد خلاصات منه عديمة الرائحة.

•    الجنسنج Genseng: تستعمل الجذور – يقوي الغدد الكظرية والتناسلية. ينشط جهاز المناعة، ووظائف الرئتين. يفيد في أمراض الدورة الدموية، والداء السكري يفيد في دعم الطاقة ويزيل التوتر. لا يستعمله من يعاني من نقص السكر وارتفاع الضغط وأمراض القلب.

•    الجنكة Ginkgo: تستعمل الأوراق. يزيد من تروية الدماغ بالدم. يفيد في حالات الاكتئاب وفقد الذاكرة والصداع، كما يفيد في علاج الربو والأكزيما.

•    حشيشة الملاك Dong Guai (أنجليكا): تستعمل الجذور: تدعم مفعول هرمونات المبيض والخصية، وتستخدم في علاج التوهج (الهبات الساخنة) التي تحدث في سن الإياس، تخفف الألم من متلازمة ما قبل الحيض، وجفاف المهبل.

•    الداميانا Damiana: تستعمل أوراق النبتة. يزيد من أكسجة الجهاز التناسلي وبالتالي هو منشط جنسي للمرأة والرجل. ويفيد في علاج المشكلات الهرمونية الجنسية. ينبه الانقباضات العضلية في الجهاز الهضمي. يعوق امتصاص الحديد حين تناوله عن طريق الفم.

•    الزعرور البري Hawthorn: تستعمل الثمار والأزهار والأوراق: يخفض الكولسترول. ينشط العضلة القلبية. يوسع الشرايين الإكليلية. يفيد في علاج اضطرابات الجهاز القلبي الوعائي.

•    الزنجبيل Ginger: تستعمل الجذامير والجذور: ينبه الدورة الدموية. مضاد قوي للأكسدة، ومضاد للجراثيم، يفيد في علاج علل الدورة الدموية وعلل الأمعاء والغثيان الصباحي، والميل للقيء.

•    زهرة الربيع (الأخدريه) Primrose: يستعمل زيت البذور. تخفيض ضغط الدم، الهبات الساخنة، مشكلات الحيض مثل التقلصات والنزيف الغزير.

•    السوما (الجنسنج البرازيلي) Suma: اللحاء والثمار والأوراق والجذور. يعمل كمنشط لجهاز المناعة. يفيد في علاج الإيدز والسرطان وأمراض الكبد وارتفاع ضغط الدم.

•    الشاي الأخضر Green tea: تستعمل الأوراق – يكافح الإرهاق العقلي. يؤخر حدوث تصلب الشرايين، يقلل قابلية الإصابة بالسرطان.

•    الشمر Fennel: تستعمل الثمار والجذور والسيقان. ينشط وظائف الكلى والكبد. يخفف آلام البطن واضطرابات القولون. ويفيد بعد العلاج الكيميائي والشعاعي، يفيد في علاج حموضة المعدة.

•    العرقسوس Licorice: تستعمل الجذور. ينشط الغدة الكظرية وله مفعول مشابه للأستروجين والبروجستيرون. وينبه إفراز الإنترفيرون. ينظف القولون، ويقلل التقلص العضلي. يجب عدم استعماله أثناء الحمل أو لدى مرضى السكري أو الزرق (ارتفاع ضغط العين) أو ارتفاع ضغط الدم.

•    عشبة القديس يوحنا (عصبة القلب أو التالول) St.Johnswert: تستعمل الأزهار والأوراق والسيقان. تفيد في علاج الاكتئاب والآلام العصبية قد تساعد في تثبيط العدوى الفيروسية.

•    الفلفل الحريق (الفلفل الأحمر) Capsicum (Redpeppes): تستعمل الثمار. يساعد على الهضم، يحسن الدورة الدموية ويوقف النزيف من الفرج. يفيد في علاج الرثية والعلل المفصلية.

•    القرفة Cinnamon: يستعمل اللحاء. ينشط الدورة الدموية المحيطية – ينشط الهضم، يفيد في علاج مشكلات الهضم ومرضى السكري ونقص الوزن والنزيف الرحمي.

•    الكافا (فلفل جاوة) Kava Kava: تستعمل الجذور. له مفعول مرخ للجسد والذهن – ينفع في علاج القلق والاكتئاب والأرق، والتوتر. مدر للبول ومطهر للمسالك البولية والتناسلية.

•    الكتان Flax: تستعمل البذور والزيت: يفيد في علاج القولون والأمراض النسائية، يقوي العظام والأسنان. وهو مفيد للجهاز القلبي الوعائي (لاحتوائه على حموض دهنية. اوميجا-3).

•    الكرانبيري (نوع من التوت البري) cranberry: يستعمل عصير الثمار. يحمض البول ويمنع الجراثيم من الامتصاص عن طريق المثانة – يفيد في حالات أخماج المسالك البولية. مصدر جيد لفيتامين (جـ C).

•    الكرفس Celery: يستعمل العصير، والجذور والبذور. مضاد أكسدة، يخفض ضغط الدم، يحسن الشهية، يخفف التقلصات العضلية. يعالج التهاب المفاصل وأمراض الكلى. لا يستخدم بكميات كبيرة أثناء الحمل.

•    لسان الثور Borage: تستعمل الأوراق والبذور. مقو للغدة الكظرية. يحتوي على عناصر غذائية أساسية لوظائف الجهاز القلبي الوعائي، وصحة الجلد والأظفار.

•    النعناع Pepperment: تستعمل القمم المزهرة والأوراق. ينشط الهضم يفيد في علاج القشعريرة والمغص، وعسر الهضم والإسهال والصداع واضطراب القلب. قد يعوق امتصاص الحديد.

5)  الإنزيمات enzymes

مواد بروتينية يصنعها الجسم من أجل العمل كمواد حفازة Catalysts، تسرع من التفاعلات الكيميائية الكثيرة التي تنظم العمليات الحيوية الضرورية لجميع وظائف الجسم. والإنزيمات متخصصة في مفعولها، أي أن لكل إنزيم تفاعل معين (أو عدد قليل من التفاعلات المتشابهة) يقوم به – وبعد إتمام عملها تبقى كما هي دون تغير. فمثلا توجد مجموعة كبيرة من الإنزيمات المتخصصة في تكوين الطاقة، وأخرى لهضم المواد الغذائية المختلفة في الأمعاء، وتوجد إنزيمات لتجلط الدم، وإنزيمات لاستقلاب المواد الغذائية مثل الكربوهيدرات أو البروتين أو الدهون. ملايين الأنواع المختلفة من الإنزيمات.

بجانب الإنزيمات التي يصنعها الجسم في داخله، يوجد في كثير من أنواع الطعام إنزيمات مختلفة – ولأن جميع الإنزيمات تتكون من البروتينات، فإن الإنزيمات الموجودة في الطعام تفسد بعملية الطبخ، وإذا أردنا الاستفادة من تلك الإنزيمات فيجب أخذ المواد الطعامية نيئة. توجد الإنزيمات في أطعمة نباتية أو حيوانية، فالنباتية مثل الأناناس والأفوكادو والموز والمانجو. ولكن أهم المصادر وأغناها هي النباتات حديثة البراعم.

يمكن أيضا الحصول على الإنزيمات من مكملات الإنزيمات Enzyme Supplements التي تم استخراجها من مصادر مختلفة. ومعظم هذه المكملات الإنزيمية هي تلك التي تساعد على هضم الطعام وامتصاصه وخاصة البروتينات – وتشمل تلك المكملات الإنزيمية؛ الببسين، والتربسين، والكيموتربسين، والرينين، والبنكرياتين – هذه المكملات تستعمل في أمراض القصور البنكرياسي، ومشكلات الهضم، وحالات الحساسية من الأطعمة.

6) الجراثيم النافعة useful bacteria

هي أنواع من الجراثيم الطبيعية الموجودة في داخل القولون السليم حيث تمثل حوالي %85 مما يحتويه من جراثيم. تساعد الجراثيم النافعة في هضم البروتينات وكذلك إنتاج حمض اللاكتيك (حمض اللبن)، وفيتامينات مثل بعض أعضاء ب المركب، وفيتامين K، ومواد مضادة طبيعية تثبط نمو الكائنات الدقيقة الضارة سواء جراثيم أو فطريات. إذا انخفضت كمية الجراثيم النافعة، وازدادت الجراثيم القولونية الأخرى، أي اختل توازن وجود هذه الجراثيم كما هو الحال في الوقت الحالي مع تناول الأطعمة المسبقة الصنع وأنواع الطعام السريع، أدى ذلك إلى تراكم الغازات، والتطبل، والأرياح، والإمساك ونقص امتصاص العناصر الغذائية. وقد يزداد نمو فطور المبيضات الضارة.

تناول المكملات من هذه الجراثيم يساعد على الوقاية أو علاج كل هذه المشكلات عن طريق إعادة التوازن بين الكائنات الطبيعية في الأمعاء. وأهم المكملات المطروحة في الأسواق هي الملبنة الحمضة lactobacillus acidophilus والجراثيم المشقوقةlactobacillus bifidus – وهي تتوافر في الأسواق على شكل أقراص أو حافظ أو مسحوق.