تزداد العناية الطبية تعقيدا في أيامنا، بحيث أصبح اختيار الطبيب الملائم للفرد والعائلة أكثر صعوبة. فقد تكون بحالة جيدة ولا تحتاج إلى طبيب في الوقت الحاضر. ولكن إن احتجت إليه، من الجيد أن يكون على معرفة بك وأن يكون قادرا على اختيار العلاج المناسب لك على نحو سريع.
ابدأ بالعناية الأولية
يستحسن أن تبدأ البحث عن الطبيب الذي يشرف في أغلب الأحيان على فريق يتضمن مساعدين طبيين وأطباء مساعدين وممرضات. ومن شأن أخصائي الطب العام وفريقه القيام بما يلي:
= يكونون نقطة الاتصال الأولى لتقديم العناية الطارئة والملحة.
= تقديم العناية الوقائية، كمراقبة ضغط الدم وإجراء اختبارات كشف الأورام السرطانية وإعطاء التحصينات المناعية.
= تقديم المشورة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني عند الحاجة إليها حين تكون زيارة العيادة غير ضرورية.
= تقديم العناية المستمرة. وهذا ضروري على نحو خاص في حالة المرض المزمن.
إليك بعض اختصاصات العناية الأولية:
= طبيب العائلة: يقدم العناية الطبية لجميع الأعمار، وحتى للنساء الحوامل أحيانا.
= أخصائي الطب الباطني: يركز على الحاجات العامة للراشدين والمتقدمين في السن.
= أخصائي طب الشيخوخة: يركز على الحاجات العامة للمتقدمين في السن.
= طبيب الأطفال: يقدم العناية الطبية للأطفال والمراهقين.
= الطبيب النسائي: يقدم عناية مختصة، ولكن كثيرا من الأطباء النسائيين يقدمون عناية أولية للنساء الراشدات.
كيف تعثر على الطبيب المناسب
حين تحدد نوع العناية الأولية التي تحتاج إليها، فكر بعدة أطباء مرشحين. تحدث إلى أصدقائك وزملائك عن تجاربهم مع الأطباء الموجودين في منطقتك. فكر أيضا ما إذا كنت تحتاج إلى طبيب عام واحد لجميع أفراد العائلة أم إلى طبيب أطفال أو طبيب نسائي.
أما إن كنت منتسبا إلى تأمين طبي، ستكون محدودا على الأرجح بالأطباء الموجودين على لائحة خطة التأمين. احرص في هذه الحالة على الحصول على اللائحة الحالية.
تحقق من مصداقية الطبيب
قبل زيارة طبيب ما، أجر اتصالا هاتفيا أو قم بزيارة موقع إلكتروني للتأكد من مصداقيته. وللتحقق مما إذا كان قد خضع لأي تدبير تأديبي، اتصل بنقابة الأطباء في منطقتك.
زيارة عيادة الطبيب
حالما تختار طبيبين أو ثلاثة، حدد معهم مواعيد للتعرف بهم. أخبر موظفة الاستقبال بأنك تبحث عن طبيب وبأنك ترغب بالتحدث مع شخص يمكنه الإجابة عن بضعة أسئلة عن الطبيب والإجراءات المتخذة في العيادة.
يمكن البدء بالسؤال ما إذا كان الطبيب يستقبل مرضى جددا. ثم اسأل ما إذا كان الطبيب يقبل خطة التأمين الخاصة بك.
إليك بعض الأسئلة الإضافية:
= ما هو البرنامج التجريبي الذي خضع له الطبيب وما مجال خبرته؟
= ما هو دوام العيادة؟
= كم يوما في الأسبوع يستقبل الطبيب مرضاه؟
= هل يقبل بإعطاء مواعيد مسائية أو في عطلة الأسبوع؟
= إن اتصلت بالعيادة لطرح سؤال طبي، هل يمكن التحدث مع الطبيب؟
= ما هو الترتيب الذي يتخذه الطبيب للإجابة عن الأسئلة الطبية بعد دوام العيادة؟
= ما هي المدة المسبقة اللازمة لأخذ الموعد؟ (إن كانت تتجاوز الشهر، فهذا يعني بأن جدول مواعيد الطبيب شديد الازدحام، وقد ترغب برؤية طبيب آخر).
= كم من الوقت يتوجب على المرضى الانتظار في العيادة عموما؟
= ما هو استعداد الطبيب لتحويل المريض إلى أخصائي؟
= كم من الوقت تستغرق الزيارة؟ (بعض الأطباء يحددون الوقت بأقل من 30 دقيقة).
ثق بغرائزك
إن لم تشعر بالارتياح للطبيب، جرب طبيبا آخر. فالمرء يميل إلى الالتزام بنصيحة الطبيب الذي يرتاح إليه. والأطباء يعلمون ذلك. لذا لا تخشى الإساءة إليهم بل ركز على حاجاتك.
أخصائيون قد تحتاج إليهم
كيف تعرف بأنك تحتاج إلى أخصائي أو إلى نوع آخر من الأطباء، كالمعالج الفيزيائي أو الطبيب الممرض؟ عموما، يقوم الطبيب العام بإحالة المريض إلى أخصائي عند وجود مشكلة تستدعي ذلك. فإن شعرت بأنك تعاني من مشكلة لا تلقى العناية اللازمة من قبل طبيبك العام، قد ترغب برؤية أخصائي مدرب على العناية بهذا النوع من المشاكل.
إن قمت بزيارة أخصائي، اطلب بإرسال سجلات التشخيص والعلاج إلى طبيبك العام، الذي يحتاج إلى الاحتفاظ بها لمتابعة العناية بصحتك العامة. واطلب نسخة عن السجلات لتحتفظ بها. وفي الزيارة التالية لطبيبك العام، احرص على إطلاعه على ما قاله الأخصائي.
الأخصائيون
في ما يلي لائحة بالأخصائيين الذين قد تحتاج إليهم مع أجهزة الجسد والأمراض والحالات أو العلاجات التي يمكنهم تقديم المساعدة فيها:
– طبيب حساسية وجهاز مناعي: يعالج حالات التحسس وأمراض الجهاز المناعي.
– طبيب تخدير: يعطي مواد التخدير ويشرف عليها.
– أخصائي أمراض السمع: يفحص السمع ويعالج المشاكل السمعية.
– طبيب قلب: يعالج مشاكل القلب والأوعية والدورة الدموية.
– طبيب أمراض جلدية: يعالج الأمراض الجلدية.
– أخصائي الطب الطارئ: يقيم ويعالج الكسور والحوادث الطارئة.
– أخصائي في الغدد الصماء: يعالج مشاكل الغدد، بما في ذلك داء السكر.
– طبيب عائلة: يعالج جميع أفراد العائلة وجميع الحالات المرضية.
– طبيب معدة وأمعاء: يعالج أمراض الجهاز الهضمي.
– طبيب أمراض وراثية: متخصص في الأمراض الوراثية.
– طبيب نسائي: متخصص في المشاكل الطبية النسائية.
– أخصائي بالدم: يعالج أمراض الدم.
– أخصائي في الأمراض المعدية: يهتم بالأمراض المعدية التحصينات المناعية.
– طبيب باطني: يهتم بالتشخيص والعلاج غير الجراحي للأمراض لدى الراشدين.
– طبيب كلى: يعالج مشاكل الكلى.
– طبيب أعصاب: متخصص في مشاكل الجهاز العصبي.
– جراح أعصاب: يعالج أمراض الأعصاب جراحيا.
– طبيب توليد: متخصص في الحمل والتوليد والعناية بالرضع.
– طبيب أورام: متخصص في الأمراض السرطانية.
– طبيب عيون: يعالج مشاكل العين.
– جراح عظم: يعالج مشاكل وإصابات العظم جراحيا.
– طبيب أذن أنف حنجرة: يعالج مشاكل الأذن والأنف والحنجرة.
– أخصائي في علم الأمراض: يدرس سوائل وأنسجة الجسد.
– طبيب أطفال: يعالج أمراض مرحلة الطفولة.
– طبيب نفسي: يعالج اضطرابات الجهازين العصبي والعضلي الصقلي.
– طبيب رئة: يعالج المشاكل التنفسية واضطرابات النوم.
– أخصائي أشعة: يستعمل تقنيات التصوير بتشخيص وعلاج المرض.
– طبيب روماتيزم: يعالج مشاكل المفاصل والعضلات والنسيج الرابط.
– جراح: يعالج مختلف الحالات بالجراحة؛ لديه اختصاصات ثانوية عديدة.
– طبيب جهاز بولي: متخصص في مشاكل القناتين البولية والتناسلية.
أطباء آخرون
– الممرض
تشاهد في المستشفى عددا من الممرضين يفوق عدد الأطباء، لأن الممرضين هم الذين يقدمون الجزء الأكبر من العناية. فهم يراقبون الأعراض ويستمعون إلى المريض وهو يصفها كما يساعدون على تنفيذ العلاج وتقييم النتائج.
والممرض المسجل هو شخص حصل على درجة بكالوريوس في التمريض ثم اجتاز امتحان ترخيص. ويملك بعض الممرضين شهادات أعلى.
أما الممرض المزاول فمدة دراسته أقصر وهو يعمل عموما تحت إشراف ممرض مسجل.
ولبعض الممرضين اختصاصات معينة. فمن شأنهم أن يركزوا على طب الأطفال أو طب القلب. وبعضهم يصبح طبيبا ممرضا. ويملك الطبيب الممرض درجة ماجستير على الأقل وهو يؤدي كثيرا من مهام الطبيب الأساسية، كفحص المريض وعلاجه فضلا عن وصف الأدوية.
– المعالج المهني
يساعد المعالج المهني الأشخاص المصابين أو المعوقين على استعادة القدرة على القيام بالأعمال اليومية، كالنشاطات اليومية لكسب الرزق. ولا يقتصر عمل المعالج على مساعدة المريض على العودة إلى العمل، بل يتعداه إلى القيام بالمهام اليومية في كل مكان، المنزل أو مكان العمل، كتناول الطعام وارتداء الملابس والاستحمام وتنظيف المنزل وممارسة الهوايات. وقد يوصي المعالج المهني ببعض التغييرات في المنزل أو مكان العمل، كإعادة ترتيب الأثاث أو إضافة سور أو درابزين، لتسهيل الحركة وتنفيذ الأعمال.
– الصيدلاني
الصيدلي هو مصدر جيد للمعلومات اللازمة عن الأدوية، أكانت موصوفة أم غير موصوفة. وبما أن الصيدلي يحتفظ بسجلات عن جميع الوصفات التي تبتاعها من صيدليته، من الجيد اعتماد الصيدلية ذاتها لجميع أدويتك الموصوفة. فهذا يساعد على زيادة التحقق من عدم أخذ دواء يتفاعل مع دواء آخر. كما يساعدك الصيدلي على اختيار الدواء غير الموصوف المناسب لحالتك.
– المعالج الفيزيائي
يعمل المعالج الفيزيائي، شأنه شأن المعالج المهني، على مساعدة الأشخاص المصابين والمعوقين على استعادة وظائفهم الجسدية بواسطة تقنيات كالرياضة والتدليك والأشعة ما فوق الصوتية. ويتم التركيز هنا على مضاعفة القدرة الجسدية والتعويض عن الوظائف الجسدية المفقودة.
– الطبيب المساعد
غالبا ما يعمل الطبيب المساعد، شأنه شأن الطبيب الممرض، مع الطبيب عبر تشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية شائعة. ومعظم الأطباء المساعدين يحملون شهادة بكالوريوس على الأقل. وهو يعملون عموما تحت إشراف طبيب ويؤدون العمل المعين لهم. وفي عملهم كجزء من فريق طبي، يقومون بأخذ التاريخ الطبي للمريض، يعالجون الإصابات البسيطة التي تحتاج إلى قطب أو تجبير، يطلبون تحاليل مخبرية وصور أشعة ويقرأونها كما يقومون بالتشخيص. ويمكنهم في معظم البلدان وصف الأدوية.
وفي بعض العيادات، يؤدي الأطباء المساعدون معظم أشكال العناية الروتينية ولا يتولى الطبيب سوى المشاكل الصحية الكبيرة.
اختيار جراح
يساعد الطبيب الأولي مريضه على إيجاد جراح جيد عند الحاجة إلى الجراحة. فإن احتاج المريض إلى جراحة مفصلية مثلا، يحوله الطبيب العام إلى جراح عظم متخصص في عمليات المفاصل والعضلات والعظام. عند اختيار جراح، احرص على إيجاد شخص سبق له إجراء عدد كبير من العمليات الجراحية المشابهة لحالتك.
ونظرا إلى مخاطر وكلفة العملية الجراحية، من المستحسن غالبا استشارة طبيب ثان. ويمكنك اتخاذ هذا القرار بنفسك أو بمساعدة طبيبك العام. لذا لا تشعر بالحاجة إلى التكتم حول هذه النقطة، بل أبق طبيبك العام مطلعا عليها.
أسئلة تطرح قبل الجراحة
أكان من أوصى بإجراء الجراحة هو طبيبك المعتاد أم طبيب جراح، سوف ترغب بطرح عدد من الأسئلة.
– ما الذي يحدث خلال الجراحة؟ اطلب وصفا واضحا للعملية. وعند الضرورة، يمكنك أن تطلب من الطبيب أن يرسم لك صورة لشرح ما ستشتمل عليه العملية بالضبط.
– هل ثمة بديل للجراحة؟ ففي بعض الأحيان، تكون الجراحة هي الطريقة الوحيدة لتصحيح المشكلة. ولكن من الممكن أحيانا الانتظار ومراقبة الحالة لرؤية ما إذا كانت المشكلة تتحسن، أم تسوء.
– كيف تساعد الجراحة؟ استبدال الورك مثلا، يعني بأنك ستتمكن من السير بشكل مريح مجددا. إلى أي حدّ سوف تساعد الجراحة وكم تدوم فوائدها؟ أنت بحاجة إلى إجابات واقعية.
– ما هي المخاطر؟ تشتمل جميع العمليات الجراحية على بعض المخاطر. قارن الفوائد بالمخاطر واسأل أيضا عن التأثيرات الجانبية للعملية، كمقدار الألم الذي يجب أن تتوقعه وكم سوف يدوم.
– ما هي الخبرة التي تتمتع بها في هذا النوع من العمليات الجراحية؟ كم مرة قام الطبيب بعملية مماثلة وما هي نسبة المرضى الذين تكللت جراحتهم بالنجاح؟ فمن أجل تقليص الخطر المحتمل، أنت بحاجة إلى طبيب مدرب جيدا ولديه خبرة كبيرة بهذه الجراحة.
– أين سيتم إجراء الجراحة؟ كثير من الجراحات يتم إجراؤها اليوم من دون المبيت في المستشفى. بل يذهب المريض إلى المستشفى أو العيادة ثم يعود إلى منزله في اليوم نفسه.
– هل سأخضع لتخدير عمومي من أجل الجراحة؟ قد لا تحتاج عمليتك الجراحية سوى إلى تخدير موضعي، أي أن التخدير سوف يقتصر على جزء من جسدك لوقت قصير. ولكن في حالات أخرى، قد تحتاج إلى التخدير العمومي.
– كم سيستغرق الشفاء؟ قد ترغب بأن تعرف متى يتمكن معظم الناس من استعادة نشاطاتهم الطبيعية، كالقيام بالأعمال المنزلية أو العودة إلى العمل. وربما اعتقدت أنه لا ضرر من حمل كيس الخضار بعد أسبوع أو اثنين. ولكن في بعض الأحيان بلى. بالتالي، اتبع تعليمات الطبيب بحذافيرها قدر الإمكان.
– ما هي كلفة الجراحة؟ تتفاوت تغطية التأمين الصحي للعمليات الجراحية. قد لا تضطر لدفع شيء وقد تدفع نسبة من كلفة. ومن شأن الطبيب أن يزودك بمعلومات حول هذا الموضوع ولكن اسأل أيضا شركة التأمين.
تأكد ما إذا كنت ستدفع مبلغا محددا من كلفة العملية أم نسبة مئوية من الفاتورة. فالفرق بين الاثنين كبير ومكلف.
أدوات الفحص الطبي المنزلي
تتواجد في الصيدليات أدوات يمكن استعمالها لإجراء فحوصات طبية في المنزل، من دون الحاجة إلى الطبيب.
وعلى غرار معظم الفحوصات التي تجريها المختبرات، تستعمل هذه الفحوصات البول أو الدم أو البراز. وبعضها غير مكلف نسبيا ويمكن إجراؤها أكثر من مرة.
أنواع أدوات الاختبار
= اختبارات الحمل لتحديد ما إذا كانت المرأة حاملا أم لا.
= اختبارات التكهن بموعد الإباضة للمساعدة على تحديد الوقت الأفضل للجماع الذي قد يؤدي إلى الحمل.
= اختبارات داء السكر، عبر البول أو الدم، لمعرفة ما إذا كان داء السكر موجودا أو محكّما فيه (مضبوطا).
= اختبارات الكولسترول، لتحديد المستوى العام للكولسترول.
= اختبارات البول الأخرى، التي تظهر فائض البروتين الذي قد يشير إلى مشكلة في الكلى.
= اختبارات لكشف الدم في البراز، مما قد يشير إلى وجود ورم في القولون.
= اختبارات فيروس نقص المناعة البشرية الذي يظهر وجود أجسام مضادة لهذا الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز. ويقوم الفحص على وضع نقطة من الدم على بطاقة اختبار مع رقم تعريفي. ثم ترسل البطاقة إلى مختبر متخصص ويتم الاتصال به بعد ذلك لمعرفة النتائج في غضون أسبوع.
مساوئ الاختبارات المنزلية
= ثمة خطر الإخطاء بإجراء الفحص، بكل بساطة، وبالتالي الحصول على نتائج مضلّلة. عليك إذا اتباع التعليمات حرفيا، وإلا لن ينجح الاختبار. أما في المختبرات الطبية فيقل احتمال الوقوع في الخطأ لأن المختصين الذين يجرون الاختبار يتمتعون بخبرة أكبر وبمعدات أكثر دقة.
= الاختبارات الطبية لا تنجح دوما. وهذا الأمر ينطبق على الفحوصات المنزلية والمخبرية على السواء. فثمة نسبة معينة من الاختبارات تعطي نتائج إيجابية مع أن العكس هو الصحيح، وهذا ما يدعى بالاختبار الإيجابي الكاذب. فعلى سبيل المثال، يعطي الاختبار الإيجابي الكاذب وجود دم في البراز بالرغم من عدم وجوده أو يشير إلى وجود حمل حين تكون المرأة غير حامل.
= الاختبارات السلبية الكاذبة. توجد أيضا نسبة من النتائج التي تشير إلى عدم وجود مرض لدى أشخاص مرضى، وهي تدعى النتائج السلبية الكاذبة. فمثلا، قد يشير الاختبار السلبي الكاذب إلى أن تركز الكلوكوز في الدم طبيعي، مع أنه ليس كذلك، أو ينفي وجود الحمل في حال وجوده. والواقع أن الطبيب هو الشخص الأكثر قدرة على الحكم على نتيجة الاختبار على أساس حقائق طبية أخرى إلى جانب تدريبه وخبرته.
= قراءة النتيجة بصورة خاطئة. إن التغييرات في شكل نتيجة الفحص، كاللون مثلا، من شأنها أن تكون محيرة. لذا، اعمد غالبا إلى استشارة الطبيب أو إعادة الفحص لدى مختبر طبي مهما كانت النتيجة.
= التردد. فبعد إجراء الفحص، غالبا ما يجد الناس صعوبة في تحديد ما يجب فعله لاحقا. فمثلا، إن كنت واثقا من وجود دم في البراز بالرغم من أن الاختبار يظهر العكس، قد تتردد في مسألة رؤية الطبيب أم لا؟
تحذير
عند استعمال أدوات الاختبار المنزلية بشكل صحيح، يعطي معظمها نتائج دقيقة. غير أنه مع ذلك يجب استعمالها بحكمة. فهي لا تشكل بديلا للعناية الطبية، خاصة إن ظننت بأنك تواجه مشكلة طبية خطيرة. بالتالي يجب متابعة النتائج المثيرة للقلق وغير المتوقعة مع الطبيب.
شجرة العائلة الطبية
تعتبر الاجتماعات العائلية وقتا مثاليا للاطلاع على أخبار العائلة. كما أنها تمثل فرصة جيدة لمعرفة المزيد عن تاريخ العائلة الصحي.
فاستنادا إلى الإحصاءات، 5 بالمئة من المصابين بسرطان القولون لديهم تاريخ عائلي بهذه الحالة. أضف إلى أن وجود حالات ارتفاع ضغط الدم أو داء السكر أو بعض الأمراض السرطانية والاضطرابات النفسانية في تاريخ العائلة، يزيد احتمال إصابة باقي أفراد العائلة بها بشكل ملحوظ.
فإن كان أحد الأقرباء بالدم قد أصيب بمرض معين، ذلك لا يعني بأنك ستصاب به بالضرورة، بل قد يشير إلى زيادة احتمال إصابتك به لاحقا.
والواقع أن كثيرا من الأمراض الخطيرة تشتمل على مركب وراثي. وشجرة العائلة تظهر نماذج عن أمراض وراثية. واستنادا إلى هذا النوع من المعلومات يطلب الطبيب إجراء فحوصات أو تغييرات حياتية معينة.
وعندما يكون المرء على علم باحتمال إصابته بالمرض، بمقدوره أخذ الاحتياطات اللازمة لمنعه أو على الأقل كشفه باكرا، حين يكون العلاج ممكنا.
رسم الشجرة الطبية للعائلة
= تعلم أكثر عن العائلة. ابحث في تاريخ الأبوين والفروع والأولاد، ثم اجمع معلومات إضافية عن الأجداد والعمات والخالات والأعمام والأخوال وأبنائهم وبناتهم وأبناء إخوتك وأخواتك وبناتهم. فكلما تضمنت شجرتك العائلية أقرباء أكثر كانت النتائج أكثر دقة.
= ابحث عن التفاصيل. اسأل أقرباءك على الهاتف أو أرسل لهم الأسئلة بالبريد.
= ابحث في الماضي. فمن شأن المعلومات عن أي علة، من حالات التحسس إلى العرج، أن تكون مفيدة. وأعط أهمية خاصة للحالات الخطيرة التي يمكن الوقاية منها كالسرطان وارتفاع ضغط الدم واعتلال القلب وداء السكر والإحباط والإدمان على الكحول. والحظ سن القريب عند تشخيص المرض، إضافة إلى أسلوب معيشته (أكان مدخنا؟ وما مستوى نشاطه الجسدي ونظام التغذية؟).
= اجمع المعلومات على الخريطة. نظم خريطتك بحيث يمكنك رؤية التاريخ الصحي لعدة أقارب في وقت واحد (انظر التوضيح). وألحق كل حالة طبية برسالة تكتبها قريبا من (إلى جانب) اسم الشخص أو صورته. والحظ أيضا سنه عند الوفاة.
= أطلع الطبيب على الشجرة واطلب منه مراجعة شجرتك العائلية.
خمس خطوات عند التفكير بأي علاج
1. اجمع معلومات عن العلاج
توفر الإنترنت مصدرا جيدا للمعلومات عن آخر العلاجات المتممة والبديلة. ابدأ بمواقع إلكترونية تابعة لمنظمات وطنية، وكالات حكومية، مراكز طبية كبرى أو جامعات.
2. اعثر على معالجين وقيمهم
بعد جمع المعلومات على العلاج، قد تقرر إيجاد معالج. وفي الواقع، فإن اختيار اسم من دليل الهاتف ليس فكرة جيدة إن لم تكن لديك معلومات إضافية عنه. تحقق من الاسم لدى وكالات تنظم وتجيز للمعالجين مزاولة عملهم. فهذه الوكالات تملك عادة لوائح بأسماء المعالجين في منطقتك وتساعدك على التأكد من إجازاتهم.
تحدث إلى أشخاص جربوا العلاج الذي تفكر به واسألهم عن تجربتهم مع معالجين معينين. وابدأ بسؤال الأصدقاء وأفراد العائلة.
وبالطبع ثمة مخاطر وآثار جانبية لكثير من العلاجات، أكانت تقليدية أم بديلة. اعرف بالتالي ما إذا كانت فوائد العلاج تفوق مخاطره.
3. فكر بكلفة العلاج
يمتنع التأمين الصحي عن تغطية كلفة كثير من العلاجات المكملة والبديلة. اعرف بالتالي ما هي كلفة العلاج بالضبط.
4. اتبع سلوكا عقلانيا
حين يتعلق الأمر بالطب المكمل والبديل، اتبع خطا وسطا بين القبول غير الانتقادي والرفض القاطع. تعلم أن تكون منفتحا ومتشككا في الوقت نفسه. ابق منفتحا على مختلف العلاجات ولكن قيمها بحذر. تذكر أيضا بأن المجال يتغير، فما هو علاج بديل اليوم قد يصبح مقبولا – أو مرفوضا – في المستقبل.
5. اختر الطب المكمل عوضا عن البديل عند الإمكان
تشير الأبحاث إلى أن الاستعمال الأكثر شعبية للعلاجات الطبية غير التقليدية هو تكميل العلاج الطبي التقليدي عوضا عن الحلول مكانه. وفي الحالات المثالية، يجب أن تعمل مختلف أشكال العلاج معا.
يمكنك استعمال العلاجات المكملة للحفاظ على صحة جيدة وتخفيف بعض الأعراض. ولكن استمر بالاعتماد على الطب التقليدي لتشخيص المشكلة وعلاج مصادر المرض. وأخبر طبيبك بجميع العلاجات التي تستعملها – أكانت تقليدية أم غير تقليدية.
واحرص على اللجوء إلى العلاج التقليدي إن عانيت من مشكلة صحية مفاجئة أو خطيرة أو مهددة للحياة. وفي حال أصبت بكسر أو تعرضت لحادث أو عانيت من تسمم، توجه أولا إلى غرفة الطوارئ.
تذكر أيضا بأن الخيارات التي تتخذها في نمط حياتك تشكل فرقا. فمعظم المعالجين – التقليديين والمكملين والبديلين – سيخبرونك بأن التغذية والرياضة وعدم التدخين ومكافحة الإجهاد وتدابير الوقاية هي سر الحياة المديدة والصحة.
احذر من المعلومات الخاطئة على الإنترنت – طبق القواعد الثلاث:
ستجد على الإنترنت آلاف المواقع المخصصة للصحة. ولكن كن حذرا.
فالمعلومات التي ستعثر عليها تتفاوت في الأبحاث الجيدة إلى الشعوذات الخادعة.
احرص على التحقق من النقاط الثلاث التالية:
= التواريخ: ابحث عن أحدث الدراسات التي يمكن إيجادها. فالمواقع ذات السمعة الجيدة تذكر تاريخ المقال الذي تعرضه.
= التوثيق: تحقق من مصدر المعلومات، وما إذا كانت المقالات تستمد معلوماتها من بحث طبي منشور.
احذر من المواقع التجارية أو الشهادات الشخصية التي تدعم وجهة نظر واحدة أو تبيع علاجات عجائبية.
= التحقق المزدوج: قم بزيارة عدة مواقع صحية وقارن المعلومات التي تشتمل عليها. وقبل أن تتبع أية نصيحة طبية، استشر الطبيب.
العلاجات السحرية – دليل الاحتيال الطبي
توصي إدارة الغذاء والدواء والمجلس الوطني لمكافحة الاحتيال الصحي بالحذر من الادعاءات أو الممارسات التالية. فهي غالبا ما تكون إشارات تحذيرية على مستحضرات عشبية أو غير من العلاجات “الطبيعية” ذات الأهداف الاحتيالية:
= اشتمال الإعلانات أو المواد الترويجية على كلمات مثل خارق، سحري، أو اكتشاف جديد. فلو كان المستحضر علاجا فعليا، لذاع الأمر في وسائل الإعلام ولوصفه لك طبيبك.
= اشتمال المواد الترويجية على كلمات طبية مزيفة مثل إزالة التسمم، تطهير ومضاعفة الطاقة. فهذه الادعاءات يصعب تعريفها وقياسها.
= ادعاء المصنع بأن المستحضر يمكنه علاج عدد كبير من الأعراض أو الأمراض أو الوقاية منها. فما من مستحضر قادر على ذلك بمفرده.
= الزعم بأن المستحضر مدعوم بدراسات علمية ولكن من دون إعطاء مراجع أو أن المراجع محدودة أو قديمة.
= عدم ذكر آثار سلبية للمستحضر، بل الفوائد وحسب.
= اتهام المصنع للحكومة أو للأطباء بأنهم يخفون معلومات هامة عن فوائد المستحضر. مع أنه ما من سبب يدعوهم إلى إخفاء معلومات من شأنها مساعدة الناس.
المصدر: مايو كلينيك