التصنيفات
صحة المرأة

العناية بالأم في فترة النفاس Puerperium

النفاس هي الفترة التي تلي ولادة الطفل والمشيمة وحتى رجوع الأعضاء التناسلية إلى وضعها الطبيعي قبل الحمل خلال مدة ستة أسابيع.

التطور الرحمي الطبيعي في فترة النفاس

بعد الولادة مباشرة يكون مستوى ارتفاع الرحم عند مستوى السرة ثم يبدأ بالانخفاض تدريجياً بمعدل 2 سم يومياً إلى أن يصل حجمه الطبيعي كما كان قبل الحمل ويكون ذلك خلال الستة أسابيع الأولى بعد الولادة.

الإفرازات الرحمية

وهي إفرازات تخرج من الرحم عن طريق المهبل، تعقب الولادة مباشرة وتكون على الشكل الآتي:

يكون لون الإفراز في الأيام الأولى أحمراً (لأنه يحتوي على الدم) ثم يتغير إلى اللون البني ثم إلى الأبيض يستغرق هذا التغير مدة من الزمن تتراوح بين 10 – 14 يوماً.

قياس وتسجيل العلامات الحيوية

إن درجة حرارة الأم ترتفع بعد الولادة وذلك بسبب الجهد الذي بذلته ولكن إذا ازدادت درجة الحرارة عن 38 درجة ولمدة يومين متتاليين فإن ذلك يعتبر شيئاً غير طبيعياً، لذلك يجب أن تقاس درجة الحرارة كل أربعة ساعات خلال الأيام الثلاثة الأولى ومن ثم مرتين في اليوم. وكذلك بالنسبة للتنفس والنبض والضغط.

إفراز الحليب

تبدأ العناية بالثديين قبل الولادة وذلك في الشهر السابع، أما بعد الولادة فالعناية بالحلمتين تكون بالمحافظة على نظافتها وتلافي حدوث أي جرح أو التهاب بهما.
ومن المعروف أنه بعد الولادة يفرز الثدي سائلاً صمغياً يسمى اللبأ (الكولسترم Colostrum) وتكون هذه المادة مفيدة للوليد لأنها غنية بالبروتين، وفي اليوم الثالث يفرز الحليب ويساعد الوليد عند الرضاعة على إفراز الحليب. وعلى الممرضة أن تعلم الأم المرضع كيفية مسك الوليد أثناء الرضاعة وأن تغسل يديها والحلمتين قبل الرضاعة.

العناية التمريضية بالأم في فترة النفاس

على الممرضة الاهتمام بالأم في هذه الفترة لكونها عرضة للإصابة بالنزف أو حمى النفاس والتهاب الجهاز التناسلي.

1- النظافة:

تنظيف منطقة العجان والفرج بواسطة القطن والمحلول المعقم وذلك ثلاث مرات باليوم خلال الأيام الأولى بعد الولادة ومن ثم مرتان باليوم كما يجب استبدال الشاش والفوط النسائية كل (4) ساعات على الأقل:

كما يجب أن تقوم بتنظيف المنطقة التناسلية بعد كل تبرز أو تبول وأخذ حمام دافئ يومياً إن أمكن ذلك.

2- الغذاء:

يجب أن تهتم الأم بغذائها جيداً وذلك لاستعادة قوتها وحيويتها ولتوفير الحليب لوليدها فيجب عليها الإكثار من أخذ البروتين الموجود في اللحوم، كما عليها تناول الفواكه والخضروات والسوائل لمنع الإمساك ولتجهيز جسمها بالفيتامينات والسوائل.

3- الراحة والنوم:

يجب أن تأخذ الأم كفايتها من النوم والراحة.

4- التمارين الرياضية بعد الولادة:

تبدأ بالتمارين الرياضية البسيطة بعد اليوم التالي للولادة وذلك لتنشيط الدورة الدموية ومنع حدوث الجلطة الدموية والإسراع في عودة المثانة إلى طبيعتها وذلك بتحريك الساقين والتحريك والتقلب الكثير واستنشاق الهواء الطلق وإدخال النور والشمس للغرفة وذلك بفتح النوافذ.

الحياة بعد ولادة طفلك

من المؤكد أنك لن تحصلي على أي ميدالية بعد ذلك الجهد الذي بذلتيه وتلك المعاناة التي مررت بها خلال فترة الحمل والولادة. ولكنك ستحصلين على ما هو أثمن من ذاك بكثير! ستحصلين على طفل، وستكون تجربة ولادة هذا الطفل هي أكثر التجارب تميزا في حياتك، وستتكرر هذه التجربة مع كل طفل تنجبيه. وسيتكرر معها شعورك بالفخر والتميز.

الأمر الذي أراه مثيرا للدهشة، هو ذلك التحول من الاهتمام الشديد بالمرأة خلال فترة الحمل والولادة إلى نسيانها بمجرد إنجاب الطفل. فالمرأة تشعر أنها مميزة وتُعامل معاملة استثنائية طوال أشهر الحمل التسعة، ثم وبمجرد أن يأتي الطفل ينسى الجميع أمرها ويتمحور الاهتمام كله حول الطفل الذي أنجبته. الأمر الذي قد يصيب المرأة بخيبة الأمل ويشعرها بصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد.

أذكر أني بعد ولادتي كنت أنتظر أن يسألني الناس عن حالي، ولكن بدلا من ذلك كانوا يسألون عن طفلي، وكانت جلً رغباتهم منصبة على رؤيته. وعندما تكونين محرومة من النوم لأيام طويلة بالإضافة إلى معاناتك من عدم توازن الهرمونات في جسدك فبالتأكيد سينتابك شعور بالإحباط.

ما الذي ستفعلينه بعد الولادة؟

أود أن أوصل بعض الكلمات للأمهات الجدد…

أولا وقبل كل شي، أقول لكل أم جديدة: أحسنت، لقد قمت بعمل عظيم. قد تشعرين بالوحدة والإحباط في المراحل المبكرة بعد ولادة طفلك، ولكن أؤكد لك أن الوضع سيتحسن وأنك ستشعرين بشعور أفضل مع مرور الوقت.

ثانيا، وبرغم أن ما سأقوله يبدو مكررا، مع ذلك تذكري أن غذائك لا يزال مهما لصحتك وصحة طفلك. التغذية الجيدة خلال هذه المرحلة ستساعدك على التعافي بشكل أسرع وستمد طفلك بالعناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها عن طريق الرضاعة الطبيعية. والأكثر من ذلك أنها ستساعدك على استعادة شكل جسمك الطبيعي. وأنا متأكدة من صعوبة مقاومة الكثير من هدايا الشوكلاتة التي تبدو مغرية جدا، ولكن لا شك أنك ستكونين بصحة أفضل بدونها.

أفضل هدية تقدمينها لطفلك هي الرضاعة الطبيعية. أنظري للأمر وكأن كل رضعة تعطينها طفلك تقلل من حاجته لزيارة الطبيب وتقربك أنت خطوة من الوصول إلى الوزن المثالي. ولا يخفى عليك أن الرضاعة الطبيعية ستكون مفيدة أكثر للطفل عندما تتناولين غذاءا صحيا. لذا عليك تجنب السكر والمواد المضافة والكافيين. وداومي على تناول الفيتامينات والتعرض للشمس للحصول على فيتامين د.

وقد تراودك بعض الأفكار مثل تلك التي راودتني بعد ولادة طفلي مثل:

  • متى سيعود جسدي إلى شكله الطبيعي؟
  • لماذا أشعر بالجوع الشديد خلال فترة الإرضاع؟
  • كيف يمكنني إنقاص وزني؟
  • متى يمكنني أن أخطط للأنجاب مرة أخرى؟
  • هل سيعود شكل ثديي كما كانا من قبل؟
  • أشعر أني محبطة، هل هو أمر طبيعي؟
  • كيف يمكنني تنظيم أوقات نوم الطفل؟
  • متى يجب علي أن أفطم طفلي وماذا علي أن أطعمه؟
  • ما هي العلاجات الطبيعية التي يمكنني استخدامها خلال الفترة التي أقوم فيها بالرضاعة الطبيعية؟
  • ماذا أفعل عندما يمرض طفلي؟

مثل هذه التساؤلات بعد ولادة طفلك هي أمر طبيعي وهي كلها مخاوف مشروعة، لذا سأذكر لك بعض الأمور بشكل مختصر:

نعم سيعود جسدك إلى وضعه الطبيعي،غالبا ما يكون ذلك خلال عام من ولادة طفلك، وستشعرين حينها أنك أفضل من الناحية البدنية ومن الناحية العاطفية، وسيعود توزيع الدهون في جسدك ليصبح ” طبيعيا ” وتعودين كما كنت لذا يمكنك الإطمئنان من هذه الناحية.

قد يحدث الحمل مرة أخرى وبسهولة. وحتى ما قيل من أن هرمونات الإرضاع الطبيعي تمنع التبويض فإن ذلك لا ينطبق على جميع النساء. جسدك يحتاج للتعافي بعد الحمل لذا حاولي أن تجعلي فترة للراحة ما بين سنة إلى سنتين على الأقل قبل أن تفكري في الحمل مرة أخرى.

وعندما تخططين لإنجاب طفل آخر، حاولي أن تقومي أنت وزوجك بالتخلص من سموم الجسم (ديتوكس) قبل عدة أشهر من الحمل (لا تقومي بذلك إذا كنت ترضعين طفلك). وتذكري أن اهتمامك بنظامك الغذائي وأسلوب حياتك قبل الحمل سيعطي طفلك فرصة أكبر للتمتع بحياة صحية سليمة!

أما ما يتعلق بالفطام فهناك الكثير من النظريات التي تتحدث عن ذلك وعن كيفية تنظيم أوقات نوم الطفل. وأفضل ما تقومين به هو التعرف عليها جميعا ومن ثم اختيار الوسيلة الأنسب لك.

في هذه الأثناء لا يزال لديك كل الوقت كي تتمتعي بهذه اللحظات الثمينة. فحاولي الاسترخاء قدر استطاعتك..