التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

العناية بالاسنان في الصغر جمال ومتانة في الكبر

يعتقد البعض أن الأسنان اللبنية هي أسنان غير مهمة، لذا لا يقتنع بعض الأهالي
بأهمية علاجها أو الحفاظ عليها مع العلم أن هذه الأسنان تكتسب أهمية كبيرة.

أولاً: بسبب التأثير الكبير والمهم بصحة وترتيب الأسنان الدائمة. ثانياً: بسبب
تأثير الأسنان اللبنية على صحة الطفل العامة فالأسنان اللبنية ذات النخور المتعددة
سوف تؤدي إلى ضعف الطفل بسبب عدم مقدرته على مضغ الطعام بسبب الآلام التي تصيبه عند
المضغ مما يقلل من رغبة الطفل في الطعام. كما أن تلك الأسنان المصابة بالنخر سوف
تكون بؤرة لتجمع بقايا الطعام وبالتالي بؤرة لتجمع الجراثيم التي سوف تدخل إلى
أمعاء الطفل مع الطعام الذي يتناوله كما أنها سوف تدخل إلى جهازه التنفسي مع الهواء
الداخل لرئتي الطفل.

ثالثاً: التأثير النفسي حيث تؤثر الأسنان الأمامية السوداء بسبب التسوس أو المفقودة
نتيجة القلع على نفسية الطفل لما يلاقيه من استهزاء من أصدقائه والأقارب الذين في
العمر نفسه ويكون لهذا الأمر الأثر النفسي الكبير عند الكبر بسبب أن الأسنان
اللبنية تنمو في مرحلة حساسة من تكون شخصية الطفل مما يجعله يخجل من ابتسامته أو
على الأقل يتفادى التعامل مع أقرانه بسبب شعوره الدائم بأنه محط سخرية منهم مما
يترك أثر كبير على شخصيته.

مشكلات الأسنان اللبنية

1- تناذر الرضاعة الزجاجية: حيث يلاحظ تسوس عدد كبير من أسنان الطفل العلوية
الأمامية أغلبها تقريباً وبشكل كبير ومتزامن مع بعضها البعض يكون السبب هنا استعمال
الطفل الرضاعة الاصطناعية خلال الليل وعادة ما نصادف هذا التسوس في الطفولة المبكرة
5-2 سنوات ويعتمد علاج هذه الحالة على درجة التسوس ويتراوح بين حشوات عادية أو قد
يصل في بعض الحالات المتقدمة إلى علاج العصب «ما يدعى عند الأطفال ببتر اللب» وفي
الحالات المتقدمة جداً قد نضطر إلى خلع الأسنان.

2- تسوس الأسنان اللبنية: ويكون هذا التسوس عادة في الأسنان الخلفية أكثر منها في
الأمامية وذلك بسبب أن الأهالي يستطيعون بسهولة تنظيف أسنان أبنائهم الأمامية أو
على الأقل ملاحظة أي تغير فيها بشكل سريع.

أما الأسنان الخلفية فعادة لا يلاحظها الأهل إلى أن تصل إلى الحد الذي يجعل الطفل
يشتكي منها ويكون العلاج من خلال تنظيف تلك الأسنان وإعادة حشوها وقد توفرت الآن
الكثير من الحشوات ذات الألوان الزاهية التي نستعملها مثل الأحمر أو الأصفر أو
الأزرق.. مع الأطفال مما يجعل زيارتهم لعيادة الأسنان أكثر متعة وتسلية.

3- رضوض الأسنان الأمامية: والتي تتراوح بين الرض البسيط والخطير ومنها الذي قد
يؤدي إلى كسر السن أو حتى اقتلاعه من مكانه وفي جميع تلك الحالات، أي رضوض الأسنان
اللبنية يجب وبشكل عاجل عرض الطفل على طبيب الأسنان الذي بدوره

ومن خلال الفحص السريري والشعاعي يقدر كيفية العلاج والتي تكون عادة بين مجرد ترميم
السن المكسورة أو خلعها في حال كانت ستؤدي إلى ضرر على الأسنان الدائمة كما أنه لا
يجوز أبداً في الأسنان اللبنية إعادة السن المخلوعة إلى مكانها في العظم كما نفعل
في بعض الحالات مع الأسنان الدائمة.

التعامل مع الأطفال

للأسف ان الطبيب بشكل عام وطبيب الأسنان بشكل خاص هو مصدر رعب للأطفال وأداة لعقاب
الطفل (كأن تقول الأم لابنها إن لم تكن مطيعاً سوف آخذك لطبيب الأسنان) وهذا خطأ
يجب على الأهل تفاديه تماماً لأن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى ضرر كبير في
العلاقة بين الطفل والطبيب بل على العكس

فإن زيارة الطبيب قد تكون مصدر سعادة للطفل وهذا ما لاحظته من خلال خبرتي في
المجتمعات الأوروبية، حيث تكون زيارة الطفل لطبيب الأسنان فرصة للتعرف على عالم
جديد وللاستكشاف وللحصول على هدية في حال عدم وجود أسنان متسوسة أو في حال قيامه
بعلاج الأسنان المصابة.

لذا فإننا ننصح الأطباء بشكل دائم بأن يكون تعاملهم مع الأطفال له شكل وطريقة خاصة
من خلال:

1- التحدث مع الطفل بالطريقة التي تناسب عمره لفترة كافية قبل البدء في العلاج.

2- شرح خطوات العلاج بطريقة مرحة ومبسطة للطفل من خلال بعض الألعاب والمجسمات.

3- عدم الكذب على الطفل لأنه في حال فقد ثقته بالطبيب فلن يسمح له بعلاجه مجدداً.

4- عدم استخدام العنف نهائياً مع الأطفال لأن هذا سوف يؤدي لزيادة توتر الطفل مما
يجعل جلسة العلاج أكثر صعوبة للطفل وطبيب الأسنان أيضاً.

ومن هنا نجد أن صحة أسنان الأطفال المؤقتة هي غاية في الأهمية ولا يجدر بنا إهمالها
أبداً

د. مجد ناجي

عيادة ليبرتي لطب الأسنان – دبي