إنه أول يوم مشمس ودافئ بعد شتاء طويل. وها أنت تخرجين من المنزل للحصول على نفس عميق من الهواء المنعش، وتغلقين عينيك وتديرين وجهك إلى الشمس.
إنه شعور ممتع فعلا – الدفء اللطيف لأشعة الشمس على بشرتك… المظهر الصحي لاسمرار الشمس… التجاعيد العميقة وبقع الشيخوخة.
هذا صحيح: التجاعيد وبقع الشيخوخة. فالتعرض المفرط للشمس مسؤول عن العديد من تغيرات الجلد المرتبطة بالشيخوخة. والواقع أن معظم التغيرات تجميلية، لكن بعضها قد يكون مضرا وخطيرا.
يمكنك التحقق من تأثيرات التعرض للشمس بواسطة اختبار بسيط: قارني سطح بشرتك الذي يتعرض دوما للشمس مع ذلك الذي لا يتعرض لها أبدا.
إلا أن الشمس ليست العامل الوحيد الذي يؤثر في بشرتك مع الوقت. فمع التقدم في العمر، يمكن أن تصبح بشرتك أكثر رقة ومليئة بالتجاعيد الناعمة. وتصبح الغدد المنتجة للزيت (الدهنية) أقل نشاطا، مما يجعل بشرتك أكثر جفافا. بالإضافة إلى ذلك، قد يتضاءل عدد الأوعية الدموية في بشرتك وتصبح الطبقة الخارجية لبشرتك أكثر رقة وهشاشة. النتيجة: فقدان لون ونضارة الشباب. تجدر الإشارة إلى أن التلوث البيئي وتدخين السجائر يسرعان كثيرا هذه التغيرات الطبيعية.
إرشادات لإصلاح ضرر الشيخوخة الضوئية
وما من شيء قادر على محو تأثيرات التعرض المفرط لأشعة الشمس (الشيخوخة الضوئية). لكن بشرتك قادرة على إصلاح بعض الضرر عند تزويدها بالرعاية الصحيحة. في ما يأتي بعض الإرشادات:
● تقليص وقتك في الشمس. تجنبي أشعة الشمس القوية فوق البنفسجية، التي تكون موجودة بين منتصف الصباح ومنتصف الظهيرة.
وتذكري أن الضوء ما فوق البنفسجي المنعكس من الماء والرمل والثلج والاسمنت قد يكون كثيفا بقدر ضوء الشمس المباشر. والواقع أن كثافة ضوء الشمس تزداد مع الاقتراب من خط الاستواء وتزداد بنسبة 4% تقريبا مع كل ارتفاع قدره 1000 قدم. وقد تحجب الغيوم سطوع الشمس لكنها تسمح بوصول 80 في المئة من الضوء ما فوق البنفسجي إلى بشرتك.
● ارتداء الثياب الواقية والنظارات الشمسية عند الخروج من المنزل. توفر الثياب القطنية ذات الأكمام الطويلة والقبعات المزودة بإطار عرضه 4 إنشات على الأقل وقاية جيدة. اشتري النظارات الشمسية المزودة بوقاية من الأشعة ما فوق البنفسجية من النوعين “أ” و”ب” بنسبة 99 في المئة.
● استعمال القناع الشمسي. تحتوي الآن العديد من منتجات الترطيب والماكياج على أقنعة شمسية غير دهنية مزودة بعامل وقاية من الشمس (SPF) قدره 15 أو أكثر. وهي جيدة لاستعمالها طوال اليوم، كل يوم، حتى لو كنت تعيشين في مناخ كثير الغيوم.
● ارتداء الثياب الواقية حتى عند استعمال القناع الشمسي. تشير الأدلة الحديثة إلى أن القناع الشمسي ليس كافيا لوحده للوقاية من سرطان الجلد.
● عدم استعمال أسرة الاسمرار أو العوامل المسرعة للاسمرار. تصدر أسرة الاسمرار أشعة فوق بنفسجية من الفئة “أ”، يظن غالبا أنها أقل خطورة من الأشعة فوق البنفسجية من الفئة “ب”. لكن الأشعة فوق البنفسجية من الفئة “أ” تخترق بشرتك على نحو أعمق وتزيد من خطر إصابتك بسرطان الجلد. وبالنسبة إلى المنتجات “المسرعة للاسمرار”، تحذر دائرة الأغذية والعقاقير من استعمالها. أما عوامل الاسمرار الاصطناعية، التي تكتفي مبدئيا بصبغ بشرتك، فهي آمنة عموما.
● سؤال الطبيب عن الأدوية التي تتناولينها. هناك العديد من العقاقير التي قد تزيد حساسيتك لضوء الشمس وخطر تعرضك لحرق الشمس.
● الحفاظ على نظافة البشرة. استعملي المياه الفاترة والصابون الخفيف وقطعة قماش غير خشنة أو أطراف أصابعك لغسل وجهك. وفي الإجمال، إغسلي وجهك مرتين يوميا – مرة في الصباح ومرة في المساء.
● تنويع الصابون. في أشهر الشتاء الجافة، قد ترغبين في استعمال صابون دهني. وإذا كانت بشرتك دهنية، فكري في شراء صابون مضاد للجراثيم للحؤول دون حب الشباب. وعلى رغم توافر أنواع عدة من منظفات البشرة في الأسواق، لا يوفر أي منها مزايا إضافية عن الماء والصابون. وتذكري أن استعمال الماء والصابون لا يشجع على بروز التجاعيد.
خيارات للتغلب على التجاعيد
تتوافر مجموعة منوعة من العلاجات، تراوح من العقاقير إلى الجراحات التجميلية، للمساعدة على التخفيف من علامات شيخوخة البشرة.
العقاقير ومستحضرات التجميل. يمكنك إنفاق الكثير من المال على مستحضرات التجميل والعقاقير لعكس الضرر الناجم عن الشيخوخة الضوئية أو إبطائه. لكن تأكدي أن المنتج مصادق على قدرته في التخفيف من التجاعيد ومعالجة الشيخوخة الضوئية.
الجراحة وتقنيات أخرى. قد تساعد الإجراءات التالية على التخفيف من التجاعيد وإعادة الشباب إلى بشرتك. لكن شركات التأمين لا تغطي عادة هذا النوع من الإجراءات ويجب تكرارها ربما للحفاظ على الفوائد. تأكدي من أن الطبيب الجراح أو طبيب الجلد متدرب وله الخبرة في هذه التقنيات إذا قررت الخضوع للعلاج.
● التقشير الكيميائي- في هذا الإجراء، يضع الطبيب حمضا أقوى من النوع المتوافر في المراهم الموضعية. يعمل الحمض (يفضل عموما استعمال حمض الكلوراستيك الثلاثي) على حرق الطبقة الخارجية من الجلد، مما يؤدي إلى تقشيرها وظهور طبقة جديدة أكثر نعومة. تبقى بشرتك جرباء لمدة 10 أيام، وتصبح قرنفلية اللون لمدة 3 أشهر تقريبا. قد تبقى بعض الندوب الصغيرة، وتصبح بشرتك على الدوام أفتح لونا وأكثر عرضة لحروق الشمس. وفي العام 1992، حذرت دائرة الأغذية والعقاقير من سلامة وفاعلية بعض العوامل المقشرة للجلد التي تستعمل في الإجراءات غير الطبية.
● زيادة النسيج الناعم- يمكن حقن كولاجين الماشية أو دهن فخذك أو بطنك في التجاعيد العميقة الظاهرة في وجهك. يعمل الكولاجين المحقون على تمليس التجاعيد وملء الأخاديد، مثل تلك الموجودة حول أنفك وفمك وبين حاجبيك. يتلف الكولاجين بعد عدة أشهر، لكنه قد يحفز جسمك لإنتاج كولاجين جديد. يجب تكرار هذا الإجراء ربما مرة كل بضعة أشهر. لكن لم تتم المصادقة على حقن السيليكون السائل في الولايات المتحدة.
● كشط الجلد – يمكن “صقل” التجاعيد الناعمة وبقع الشيخوخة والندوب باستعمال عجلة دوارة صغيرة. يبقى الاحمرار والورم مدة أسبوعين عموما. أما الشفاء التام فيستغرق وقتا أطول.
● إعادة التمليس بواسطة الليزر- في هذا الإجراء، يتم تعريض الطبقة الخارجية التالفة من البشرة إلى الليزر. هكذا، تتقلص طبقات البشرة التحتية لشد الجلد وإخفاء التجاعيد. قد تكون هذه العملية أكثر دقة وسيطرة من كشط الجلد والتقشير الكيميائي، لكن الشفاء ربما يستغرق وقتا أطول.
● الترطيب. تحتوي معظم مستحضرات الترطيب على مواد دهنية ومكونات تجذب الماء. وتحتوي مستحضرات أخرى على حمض الرتينويك Retionic المستعمل في أشكال أخرى لمعالجة حب الشباب. قد ترغبين في تفادي مستحضرات الترطيب المحتوية على مادة اليوريا، التي قد تهيج البشرة الحساسة.