هناك مجموعة من العوامل تؤثر، تحدد، توجه النمو ولعل أهمها الوراثة والبيئة والهرمونات والخبرات المبكرة والغذاء والتغذية، والنضج والتعلم.
أولاً: الوراثة Heredity
فالعوامل الوراثية المتمثلة في الكروموسومات وما عليها من جينات تؤدي إلى إحداث تغييرات في تركيب جسم الإنسان ووظائفه وهذه التغيرات متعددة منها النضج Maturation محكومه بعوامل الوراثة.
يقصد بالوراثة تلك الصفات التي تحملها الجينات (Genes) من الأبوين إلى الأبناء. فالكائن الحي يبدأ بخلية واحدة هي الزيجوت (Zygote) التي تتكون من 24 زوج من الكروسومات، هذه الكروسومات يأتي نصفها عن طريق الأب ونصفها الآخر عن طريق الأم نتيجة تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري. وهذه الجينات هي حاملات الصفات الوراثية كالطول ولون الشعر والعينين وزمرة الدم فإصابة الأم فعن طريق الوراثة يمكن التنبؤ بالخصائص الجسمية للأطفال إذا عرفنا الخصائص الجسمية لدى الوالدين وقد تختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس ذكراً كان أم أنثى فمن الملاحظ مثلاً أن الصلع من الصفات الوراثية التي تظهر فقط في الذكور بينما تتنحى لدى الإناث أما الهدف الرئيسي من الوراثة فهو المحافظة على السمات العامة للنوع والسلالة، ولا يقتصر على تحديد النوع والسلالة وإنما تقوم بتحديد إمكانات الأفراد والقدرات.
ثانياً: البيئة
فالبيئة هي العامل الرئيسي الثاني المقرر لسلوك البشر، فالبيئة الرحمية تعمل بطرق شتى في التأثير على سلامة الجنين وسلوكه، أما البيئة ما بعد الرحمية فتعمل بطرق متناهية في التأثير على الإنسان وسلوكه من خلال فرص التعليم المتعددة والتفاعلات التي تنتجها هذه البيئة إن الخبرات الباكرة لها أهمية خاصة لتأثيرها على سلوك الفرد في المراحل اللاحقة.
فالعوامل البيئية المتمثلة في التدريب الذي يتعرض له الإنسان والخبرات المختلفة التي يمر عليها كل يوم فإنها تؤدي أيضاً إلى حدوث تغيرات كبيرة في طرائق تفكيره وتعامله مع الناس وانفعالاتها مثل الخوف وهذه التغيرات هي التي في العادة نسميها تغيرات التعلم. وتتفاعل العوامل الوراثية والبيئية معاً في تقرير نوع وشكل التغيرات التي تحدث لشخصية الإنسان ومن الصعب جداً عزل أثر البيئة عن أثر الوراثة ذلك أنهما يعملان معاً.
ويقصد بالبيئة جميع العوامل الخارجية التي تؤثر في الشخص منذ بدء نموه وحتى قبل الولادة من خلال الأم الحامل أما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وقد أجريت عدد من الدراسات نذكر منها:
1- أن تغذية الأم الجيدة أثناء فترة الحمل مهمة جداً إذ أن النقص في تغذيتها أثناء الحمل لها علاقة وثيقة بوزن الطفل عند الولادة كما أنه على علاقة بحالات الولادات الميتة وبالوفيات في الطفولة المبكرة.
2- إن تعاطي المخدرات والمهدئات أثناء فترة الحمل تترك آثار سلبية على الجنين فالتدخين على علاقة بتسريع ضربات القلب عند الولادة والإفراط فيه يزيد من احتمالات الولادات غير الناضجة.
3- العلاج بأشعة اكس والتعرض لكميات زائدة منه تؤدي إلى إلحاق ضرر بالجهاز العصبي للجنين.
4- أن الصعوبات أثناء الولادة وخاصة خروج الحبل السري قبل رأس الطفل على علاقة واضحة بمستوى النشاط الجسدي عند ذلك الطفل فالأطفال من هذا النوع يزداد النشاط لديهم عن الأطفال الذين يولدون ولادة طبيعية.
وهناك خمسة عوامل بيئية لها أثرها على الطفل وهي:
(أ) البيئة الطبيعية: تتمثل في الطقس والموقع الجغرافي والتلوث وهناك أدلة واضحة بين مدى تأثير البيئة الجغرافية والمناخية والظروف الفعلية في سرعة نمو الأطفال ونضوجهم
(ب) الأسرة تؤثر الأسرة كجماعة أولية في كل فرد من أفرادها وخاصة الأطفال وذلك لأنها تمد الطفل بأول وسيلة للاتصال بغيره من الناس والأشياء في محيط محدود وهي التي تزود الفرد بالرصيد الأول من أساليب السلوك الاجتماعية، وبذلك تزوده بالضوء الذي يرشده في تصرفاته وفي سائر ظروف حياته.
(جـ) المدرسة: تقوم المدرسة على تهيئة البينة الصالحة المتوفرة لشروط الحياة الصحية والغنية بالحوافز وميزات النشاط تساعد الطفل بإشراف المدرسين على أن ينمو وتتفتح طاقاته وتنطلق قدراته.
(د) المجتمع: الإنسان اجتماعي بفطرته وعملية التنشئة الاجتماعية هي الأداة التي يستخدمها المجتمع في تحديد المنافذ المقبولة لتلك الحاجات والقدرات الفطرية لدى الطفل، وكل طفل ينمو في أي مجتمع لا بد أن يتعلم كيف يلتزم بقدر الإمكان بأسلوب الحياة في هذا المجتمع.
(هـ) الثقافة: هي مجموعة المعارف والفنون والقوانين والعادات وغيرها من المهارات التي يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه ولكل ثقافة طابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها من الثقافات وكل ثقافة تحاول طبع أفرادها بطابعها الخاص وفي دراسة أجريت على الأطفال لبيان أثر كل من الوراثة والبيئة تبين أن التوائم المتماثلة تتساوى من حيث العوامل وأما من حيث البيئة فإن سمات الشخصية تكون متقاربة إذا عاشا في نفس البيئة ومختلفة إذا عاشا في بيئتين مختلفتين.
ثالثاً: العوامل الهرمونية (الغدد)
للغدد والإفرازات أهمية كبيرة في تنظيم عمليات النمو ووظائف الجسم وهي نوعان:
أولاً: الغدد الصماء: وهي الغدد التي تصب إفرازاتها مباشرة في الدم وترتبط وظيفتها ارتباطاً وثيقاً بوظائف أجهزة الجسم المختلفة وبخاصة الجهاز العصبي حيث يؤدي التوازن في إفرازاتها إلى أن يكون الشخص سليماً نشيطاً، أما الاضطرابات في الإفرازات فيؤدي إلى المرض النفسي وكذلك المرض الجسمي كاضطرابات الغدة الدرقية ومن هذه الغدد الصماء الأساسية نذكر منها:
1- الغدة النخامية: إذا زاد إفرازها يسبب العملقة أو الضخامة وإذا نقص يسبب تأخر النمو بصفة عامة.
2- الغدة الدرقية: نقص إفرازها في الطفولة يسبب حالة من الضعف وفي الكبر يسبب (تأخر عام في النمو الجسمي والعقلي) وزيادة إفرازها يسبب زيادة الأيض (تمثيل الغذاء) والجويتر (تضخم الغدة الدرقية).
3- الغدة الكظرية: نقص إفرازها يسبب مرض أديسون وزيادة إفراز القشرة يسبب زيادة وإسراع في النمو الجنسي.
4- جزر لانجر هانز: نقص إفرازها يسبب مرض السكر.
ثانيا: الغدد القنوية: هي الغدد التي تصب إفرازاتها في قنوات خاصة. ومن أمثلتها الغدد اللعابية والدهنية وبصفة عامة فإن اضطرابات هذه العدد تؤثر في حياة الفرد النفسية فتسبب له إحساس بالنقص والإحباط مما يؤدي إلى اضطرابات الشخصية وهذا يفيد علاقاته الاجتماعية مما يؤدي إلى سوء تكيفه في المجتمع.
رابعاً: الخبرات المبكرة
الخبرات المبكرة لها تأثير فعال في نمو الفرد وتكيفه مع البيئة الغنية ثقافياً تعتبر عوامل مساعدة في القيام بالمهمات النمائية الأساسية فأطفال المؤسسات أو الملاجئ مثلاً والذين تتاح لهم المثيرات البيئية اللازمة وحرموا من هذه الخبرات هم أبطأ في نموهم الحركي والانفعالي من غيرهم من الأطفال الذين هيئت لهم الخبرات المبكرة.
خامساً: الغذاء والتغذية
يلعب الطعام دور هام في عملية النمو فهو من شروط استمرار الإنسان وبقاءه ويكون ذلك على شكل تغيرات كيماوية تحدث داخل الجسم ينتج عنها تكوين بنية الجسم من ناحية وتجديد بناء الأنسجة التي تستهلك أثناء نشاط الفرد من ناحية أخرى كذلك فإن سوء التغذية لا ينحصر خطره فقط في مجال النمو الجسمي بل يتعداه إلى النمو العقلي أيضاً حيث يصبح الطفل خاملاً غير نشيط، ذاكرته ضعيفة ولا جلد له على التفكير. بينما كفاية التغذية تؤدي إلى تحسين مستوى الأداء بصفة عامة بما في ذلك التحصيل، فتشير الدراسات إلى وجود معامل ارتباط عال بين الناحية الاقتصادية وارتفاع مستوى التحصيل لدى الطلاب فالبيئة الغنية اقتصادياً قادرة على توفير الغذاء كماً ونوعاً والذي يؤدي إلى أن يرتقي الفرد للتحصيل العالي.
نمو الطفل المثالي:
1- يجب وزن الأطفال منذ الولادة حتى نهاية السنة الثالثة من العمر مرة كل شهر، وإذا لم يزد وزن الأطفال على مدى شهريين متتاليين فإن هناك خللاً، ولا بد من معالجته.
2- حليب الأم وحده هو الغذاء الأفضل للطفل خلال الستة أشهر الأولى من حياته.
3- عندما يبلغ الطفل الستة أشهر من العمر، فإنه يحتاج إلى أطعمة أخرى بالإضافة إلى حليب الأم.
4- يحتاج الطفل دون سن الثالثة من العمر إلى خمس أو ست وجبات غذائية في اليوم.
5- يحتاج الطفل دون سن الثالثة إلى كمية صغيرة من الدهن أو الزيت، تضاف إلى طعام العائلة العادي.
6- يحتاج جميع الأطفال إلى الأطعمة الغنية بفيتامين أ كحليب الأم والخضراوات ذات الأوراق الخضراء والفواكه والخضراوات البرتقالية اللون.
7- يحتاج الطفل بعد المرض إلى وجبة إضافية واحدة في كل يوم لمدة لا تقل عن أسبوع واحد.
إن مراقبة نمو الطفل وفهمها يكمن في:
1- الاحتفاظ بسجل لنمو الأطفال “سجل النمو”.
2- استعمال بطاقات النمو وتفسيرها.
سادساً: النضج والتعلم
يعتبر النضج أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على نمو الطفل ويعرف النضج: بأنه التغيرات الجسدية التي تحدث بعد الولادة والتي تكمل النمو البيولوجي من البيضة المخصبة إلى الراشد المكتمل النمو، لكي تنمو مهارة في ناحية معينة لا بد من عامل النضج الذي يمكن الطفل من القيام بهذه المهارة ثم تناولها بالتمرين والتعلم في الوقت الملائم ولنأخذ ذلك مثلاً كالمشي والقبض الإرادي على الأشياء فكل هذه الأمور تحتاج إلى درجة من النضج العقلي إلا أنه بجانب هذا يكون للتدريب أثر فعال في أن تصل هذه القدرات إلى نهاية نموها في وقت ملائم.
مراحل النمو
1- مرحلة ما قبل الميلاد.
2- مرحلة الوليد – الولادة – وحتى نهاية الأسبوع الثاني.
3- مرحلة سني المهد بين الأسبوع الثاني حتى نهاية السنة الثانية.
4- مرحلة الطفولة المبكرة (2-6 سنوات).
5- مرحلة الطفولة المتأخرة (6-12 سنة).
6- مرحلة المراهقة (12-21 سنة).
7- مرحلة الرشد المبكر (21- 40 سنة).
8- مرحلة العمر الأوسط (40-60 سنة).
9- مرحلة الشيخوخة (60 سنة حتى الوفاة).
أو مراحل النمو هي:
1- المرحلة الحسية الحركية (من الميلاد ـ الثانية من العمر).
2- مرحلة ما قبل العمليات المادية (2-7 سنوات).
3- مرحلة العمليات المادية (7-11 سنة).
4- مرحلة العمليات المجردة (12-15 سنة).
أو مراحل النمو هي:
1- مرحلة ما قبل الولادة (من الحمل حتى الميلاد).
2- الطفل حديث الولادة (الميلاد ـ 2 أسبوع).
3- الرضيع (1-2 سنة).
4- الطفولة المبكرة (2-6 سنوات).
5- الطفولة المتوسطة (6-10 سنوات).
6- الطفولة المتأخرة (10-12 سنة).
7- البلوغ (12-13 سنة).
8- المراهقة (13-16 سنة).
9- المرهقة (16.15-20 سنة).