التقيؤ
يعد الغثيان Nausea والقيء Vomiting أمرين شائعين في بداية الحمل, ويمكن أن يحدثا في أي وقت من اليوم؛ ولكن قد يكون القيء في بعض الأحيان شديدا لدرجة لا تسمح للحامل بالأكل أو الشرب بالقدر الذي يمنحها تغذية مناسبة ويبقيها في حالة من التميه، وتعرف تلك الحالة بالقيء المفرط الحملي hyperemesis gravidarium (مصطلح طبي يعني القيء الشديد في أثناء الحمل).
وتحدث تلك الحالة لدى امرأة من بين كل 300 حامل, وتتميز بالقيء المتكرر والمستديم والشديد, كما قد تشعر الحامل بالإغماء والغثيان والدوار؛ وقد يؤدي عدم علاج تلك الحالة إلى عدم حصول الحامل على السوائل والمواد الغذائية الضرورية, وقد تصاب بالتجفاف الذي يعد أخطر مضاعفات تلك الحالة؛ ويمكن أن يؤدي فقد السوائل والأملاح في القيء في بعض الحالات النادرة إلى جعل حياة الجنين مهددة بالخطر.
ولا تعرف بالضبط أسباب القيء المفرط، ولكن يبدو أن ذلك يحدث بشكل أكبر عندما يصبح مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية Human chorionic gonadotrophin (HCG) عاليا في بعض الحالات، مثل الحمل المتعدد والحمل الرحوي molar pregnancy (حالة نادرة تتشكل فيها كتلة غير طبيعية – بدلا من الجنين – داخل الرحم بعد الإخصاب)؛ ويكون القيء المفرط أكثر شيوعا في الحمول الأولى وعند النساء الصغيرات السن وفي حالات الحمل المتعدد.
الوقاية والرعاية الذاتية عند حدوث التقيؤ
ينصح باتباع إرشادات الرعاية الذاتية المدرجة تحت فقرة غثيان الصباح إذا كان القيء يحدث في بعض الأحيان أو مرة واحدة يوميا.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب التقيؤ
يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية في الحالات التالية:
● إذا كان الغثيان والقيء شديدين لدرجة لا تسمح ببقاء أية كمية من الطعام في المعدة.
● إذا كان القيء يحدث أكثر من مرتين أو ثلاث مرات يوميا.
● إذا استمر القيء حتى الأثلوث الثاني من الحمل.
● إذا كانت الحامل تعاني من بعض أعراض أو علامات التجفاف dehydration الخفيف أو المبكر والتي تشتمل على:
● تبيغ الوجه flushed face.
● العطش الشديد.
● البول القليل ذي اللون الأصفر الغامق.
● الدوخة التي تسوء عند الوقوف.
● المعص في الذراعين والساقين.
● الصداع.
● جفاف الفم مع ازدياد سماكة اللعاب.
وقبل أن يتخذ مقدم الرعاية الصحية القرار بشأن علاج القيء المفرط، لابد من استثناء الأسباب الأخرى المحتملة للقيء، مثل الحمل الرحوي والاضطرابات المعدية المعوية (الهضمية) ومشاكل الغدة الدرقية.
غثيان الصباح Morning sickness
يعد غثيان الصباح أحد العلامات القياسية في وقت مبكر من الحمل، إذ تعاني غالبية النساء الحوامل – حوالى 70% – من الغثيان والقيء.
ومع أن مجمل تلك الأعراض والعلامات تعرف بغثيان الصباح، إلا أن تلك التسمية مخادعة، حيث يمكن أن يحدث الغثيان والقيء في أي وقت من اليوم, وتظهر الأعراض والعلامات بشكل نموذجي ما بين الأسبوعين الرابع والثامن من الحمل، ثم تتراجع بنهاية الأسبوع الثالث أو الرابع عشر؛ ولكن ربما يستمر ذلك إلى ما بعد الأثلوث الأول, وقد يكون غثيان الصباح أكثر حدة في الحمل الأول وعند الحوامل الصغيرات أو في حال حمل التوائم.
ولا يعرف بالضبط السبب في حدوث غثيان الصباح، مع أن ارتخاء عضلات المعدة يلعب دورا في ذلك، حيث تفرغ المعدة محتوياتها بشكل أبطأ نوعا ما بسبب هرمونات الحمل؛ كما قد يكون الارتفاع السريع في مستوى هرمون الإستروجين الذي تنتجه المشيمة أو الجنين أحد الأسباب الأخرى المحتملة, ويمكن للضغوط النفسية والتعب والسفر وبعض الأطعمة أن تفاقم المشكلة.
ومع أن غثيان الصباح قد يكون أمرا مزعجا جدا، إلا أنه نادرا ما يؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة، كالتجفاف dehydration أو النقص المؤثر في الوزن.
كما أن غثيان الصباح لا يؤثر في الطفل ولا يعني أنه مريض, بل على العكس فإن الغثيان يدل على أن الحمل يتقدم بشكل جيد.
الوقاية والرعاية الذاتية عند حدوث غثيان الصباح
التدابير الغذائية. قد يكون من الممكن التخفيف من الغثيان عن طريق المحافظة على بقاء كمية من الطعام في المعدة – تجنب كون المعدة فارغة أو ممتلئة تماما – وفيما يلي بعض المقترحات في مجال التغذية والتي تساعد على منع حدوث أو تخفيف الغثيان:
● تناول العديد من الوجبات الصغيرة والخفيفة طوال اليوم.
● تناول عدد من رقائق الصودا أو قطعة من الخبز المحمص قبل النهوض من السرير صباحا, ثم النهوض ببطء مما يؤمن وقتا للهضم قبل النهوض.
● تناول وجبات خفيفة قبل النوم وعند الاستيقاظ ليلا من أجل الذهاب إلى دورة المياه.
● تجنب الأطعمة والروائح التي تثير الغثيان.
● التقليل من شرب السوائل في أثناء تناول الطعام.
● تناول كمية أكبر من السكريات، مثل الرز الأبيض والخبز المحمص أو البطاطا المطبوخة دون أية إضافات.
● تناول الأغذية القليلة الدهن أو الأغذية غير المهيجة أو الأغذية الغنية بالبروتين، مثل زبدة الفول السوداني مع شرائح التفاح والمكسرات والجبن ورقائق البسكويت والحليب والزبادي؛ ومن الخيارات الجيدة أيضا حلوى الجيلاتين (الجلي) والآيس كريم ومرق الدجاج, ومن النساء من تجد أنه من المفيد الجمع بين الأطعمة المالحة والحامضة كبعض الرقائق وعصير الليمون.
● تجنب الأغذية الغنية بالدهون والأملاح والفقيرة بالمواد الغذائية, أي تجنب الأغذية الدهنية والغنية بالتوابل بشكل عام.
● مص قطع صلبة من الحلوى.
● قد يكون العلم في صف النساء اللواتي يشربن في العادة مزر الزنجبيل ginger ale عند الشعور بالغثيان، حيث دلت العديد من الدراسات على وجود فائدة للزنجبيل في التقليل من الغثيان والقيء دون مخاطر واضحة؛ ومن الطرق الناجعة لتناول التوابل تناول صودا الزنجبيل أو الشاي أو رقائق الزنجبيل أو الزنجبيل المعبأ في كبسولات؛ كما يمكن شراء جذور الزنجبيل, ومن ثم أخذ قطعة منها أو بشرها ومن ثم غليها, ومن ثم تركها منقوعة لخمس دقائق وتحليتها بالعسل عند الرغبة.
التدابير الخاصة بنمط الحياة والتدابير الأخرى البديلة. قد تكون الإرشادات البسيطة التالية مفيدة:
● المحافظة على بقاء الغرفة جيدة التهوية وبعيدة عن رائحة الطبخ ودخان السجائر اللذين يفاقمان من الغثيان.
● الاستمتاع بقدر واف من الهواء النقي من خلال المشي لبعض الوقت أو النوم والنوافذ مفتوحة.
● أخذ قسط من الراحة؛ حيث أن الشعور بالتعب – أمر شائع في أثناء الحمل – قد يساهم في حدوث الغثيان، لذلك فقد يفيد الاضطجاع.
● تشير بعض الدراسات إلى فائدة استخدام الضغط الإبري acupressure والوخز الإبري acupuncture، حيث نقوم في الضغط الإبري بتحريض مجموعة من النقاط في الجسم دون استخدام إبر أو كهرباء؛ وقد يفيد في ذلك وضع بعض الشرائط البلاستيكية حول المعصم للتخفيف من غثيان الصباح، حيث تعمل تلك الأساور (الشرائط) على تقديم ضغط مستمر حول نقطة الضغط الإبري في المعصم؛ وبما أن تلك الشرائط تستخدم أيضا للتخفيف من دوار البحر seasickness، فهي توجد في محلات القوارب ووكالات السفر عادة.
● قد يسبب الحديد الموجود في الفيتامينات المستعملة في أثناء فترة الحمل الغثيان، لذلك فقد يكون من المفيد استعمال فيتامينات الأطفال القابلة للمضغ والمدعومة بحمض الفوليك folic acid, ولكن يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تغيير نوعية الفيتامينات المستخدمة.
● يمكن استشارة مقدم الرعاية الصحية حول استخدام الفيتامين B6؛ حيث دلت الدراسات على أن ذلك الفيتامين يقلل من الغثيان والإقياء في أثناء الحمل؛ والجرعة الموصى بها هي 25 ملغ ثلاث مرات في كل يوم.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب غثيان الصباح
ربما يكون الغثيان والقيء في بعض الحالات النادرة شديدين لدرجة لا تسمح بالاستمرار في تناول الأغذية والسوائل المطلوبة، ومن ثم عدم كسب الوزن الكافي؛ كما قد يكون الغثيان والقيء الشديدان والمستمران ناجمين عن أمراض نادرة، ولكنها خطيرة، مثل أمراض الكبد والدرق.
على العموم، يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية في الحالات التالية:
● عدم تحسن غثيان الصباح بالرغم من استخدام سبل الرعاية الذاتية.
● عندما يحتوي القيء على دم أو مادة تشبه ثفل القهوة.
● عند فقد أكثر من رطلين من الوزن.
● في حال استمرار القيء الشديد.
وقد تتطلب حالات الغثيان والقيء الشديدة استعمال بعض العقاقير التي تضبط الغثيان، مثل مضادات القيء antiemitics؛ ومن النساء من ترتاح لاستعمال بعض مضادات الحموضة الشائعة أو عقاقير داء السفر motion sickness dryes؛ وبأية حال، فإن مقدم الرعاية الصحية سيناقش تلك الخيارات معك.
الغثيان طوال اليوم Nausea throughout the day
ماذا إذا كان الغثيان لا يحدث في الصباح وحسب، بل هو في المساء وبعد الظهر وفي الليل؟! بما أنه غالبا ما يدعى الغثيان والقيء المرافقان للحمل “غثيان الصباح”، فربما تتساءل الحامل عما إذا كانت تعاني من مشكلة ما إذا صادفت تلك الأعراض طوال اليوم؟ وفي واقع الأمر، فإن غثيان الصباح مصطلح خاطئ، لأن الغثيان قد يحدث في أي وقت من اليوم.
ولقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على 160 حامل أن نسبة 2% فقط منهن عانين من الغثيان في وقت الصباح فقط, بينما وجد أن غالبيتهن أصبن بالغثيان طوال اليوم؛ هذا، وقد خلصت أبحاث أخرى إلى النتيجة السابقة نفسها.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب الغثيان طوال اليوم
قد يشكل الغثيان والقيء مشكلة إذا لم تستطع الحامل الاستمرار في تناول الغذاء والشراب أو حين تبدأ فقد شيء من وزنها؛ لذا، يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية عندما يكون الغثيان والقيء شديدين ومستمرين.
زيادة افراز اللعاب (الإلعاب) Ptyalism
إضافة إلى الشعور بالغثيان، قد تعاني الحامل من الإلعاب المفرط، ويعرف ذلك بالإلعاب (فرط إفراز اللعاب) ptyalism؛ ومع أن ذلك يعد أحد الآثار الجانبية غير المعتادة للحمل، إلا أنه أمر واقعي, وقد يكون مزعجا دون أن يشير ذلك إلى وجود خطأ ما, بل إنه لمن غير الضروري أن يكون السبب هو إفراز كمية كبيرة من اللعاب، فقد يكون عدم القدرة على البلع بكفاءة جيدة بسبب الغثيان هو السبب وراء ذلك.
الوقاية والرعاية الذاتية عند حدوث زيادة افراز اللعاب
قد يكون من المفيد عند حدوث الإلعاب التقليل من الأطعمة النشوية, مع أن هذه المشكلة كثيرا ما تتحسن بعد تحسن الغثيان.
متى تحتاجين إلى الرعاية الطبية بسبب فرط إفراز اللعاب
إن مجرد الإلعاب المفرط لا يستدعي أية عناية طبية؛ ولكن، إذا كانت الحامل تشعر بالألم أو الصعوبة في أثناء البلع، يجب حينها مراجعة مقدم الرعاية الصحية.