الغرق واحد من الأسباب الأكثر شيوعاً للموت العرضي، ولا سيما بين الأطفال، ولكن كثيراً ما يكون تمييزه صعباً جداً في المراحل الأولى. فقد يجد الغريق صعوبة كبيرة في استجماع قدرة تساعده على الصراخ، ولذلك يجب أن نرتاب دائماً عندما نرى شخصاً يلوح بيديه وهو يسبح.
يحاول المصاب حبس أنفاسه لأطول فترة ممكنة ولكنه في النهاية سيجد نفسه مجبراً على التنفس، فيدخل الماء إلى مجرى الهواء. وتستجيب العضلات في البلعوم بالتشنج، الأمر الذي يحبس النفس. فينهار المريض بسرعة إلى الإغماء عندما ينقطع إمداد الأكسجين إلى الدماغ.
يصاب الدماغ بتلف دائم بعد انقطاع الأكسجين عنه لمدة 3-4 دقائق، ما لم يكن الماء بارداً جداً. وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يحتاج الدماغ كمية أقل من الأكسجين ويمكن أن يبقى سليماً لمدة ثلاثين دقيقة أو أكثر، ولا سيما في حالة الأطفال. ولذلك، يجدر بنا دائماً أن نقوم بإجراء الإنعاش للمصاب الذي نستخرجه من الماء، حتى في حال الاشتباه بأنه بقي مغموراً في الماء أكثر من أربع دقائق.
إنقاذ الغريق ومعالجته
1- يجب ألا نجازف بسلامتنا. وعلينا أن نحاول الوصول إلى الغريق من اليابسة بمد رافدة خشبية أو حبل. كما يجب أن نتفادى السباحة أو الخوض عبر تيار قوي أو مياه باردة عميقة لأننا سنصاب سريعاً بالإنهاك.
2- عندما يترتب علينا حمل المصاب إلى الأمان، يجب أن نستخدم وسيلة عوم، كلوح خشبي أو طوق نجاة، ليتشبث بها؛ لأن الغريق، في حالة رعبه، يمكن أن يتشبث بنا، مما يجعل العوم صعباً بالنسبة لنا. ونحاول إبقاء رأسه في مستوى أدنى من مستوى جسمه بحيث تخرج أكبر كمية من الماء بصورة طبيعية. وكذلك يجب نفعل عندما نمدد المريض على الأرض، بحيث نختار سطحاً مائلاً بحيث يكون رأسه إلى أسفل.
3- نفحص مجرى الهواء بحثاً عن علامات الانسداد بالأعشاب أو مواد أخرى، ونزيل هذه المواد بأصابعنا، باستثناء الأطفال الصغار جداً. يجب أن نتفادى الدفعات البطنية لأن هذا يمكن أن يسبب استنشاق المحتويات المعدية.
4- إذا كان النبض السباتي عند المصاب ما يزال موجوداً ولكنه لا يتنفس، عندئذٍ نلجأ مباشرة إلى عملية التهوية فماً لفم.
5- وعند عدم وجود نبض سباتي أو تنفس، فإنه يجب أن نطلب سيارة الإسعاف ونباشر عملية الإنعاش القلبية الرئوية.
6- حتى إذا بدا لنا أن المريض استعاد كامل صحته، فإنه يجب دائماً إرساله إلى المستشفى للمراقبة لأن صعوبات التنفس الخطيرة يمكن أن ترجع بعد بضع ساعات من وقوع الحادث. وبانتظار وصول مصلحة الإسعاف، علينا أن نوفر للمريض أقصى ما يمكن من الدفء، فربما كان يعاني من هبوط حراري.