لقد صممنا هذه السلسلة بحيث يقدم للقراء، الذين يعانون من بعض المشاكل على الأقل بسبب الغضب، أساليب سريعة وفعالة تُساعدهم في السيطرة على الغضب. وطالما أنك تقرأ هذا الكتاب، فأنت على الأرجح تدرك أن غضبك يسبب لك المشاكل في حياتك، والتي قد تكون خطيرة، وأنك لم تعد تقلل من حجم هذه المشاكل أو تنكرها.
ولأن الغضب في الأغلب الأعم سيسبب لك مشاكل مع نفسك ومع الآخرين، فلنبدأ معًا بإلقاء نظرة على كيفية إحداث غضبك و/أو عدوانيتك للفوضى في حياتك:
• مشاكل مع زوجتك أو زوجك: مشاحنات، أو انفصال، أو حتى اعتداء جسدي.
• مشاكل مع أولادك أو بناتك: شجار لا طائل من ورائه، إلا ضياع العاطفة أو فقدان التواصل.
• مشاكل مع عائلتك (والديك وأشقائك): مشاحنات لا تنتهي، وانقطاع التواصل بينكم فيتجنبون التحدث معك، ومشاجرات مع إخوانك وأخواتك.
• مشاكل في العمل أو المدرسة: احتدام الجدال بينك وبين زملائك في العمل أو المدرسة، التعرض للفصل أو الإيقاف عن العمل أو حتى منعك من الترقي.
• مشاكل قانونية: استدعاء من الشرطة، أو اتهام بالقيام بسلوك مخالف للآداب العامة، أو حتى صدور أمر بعدم الاتصال.
• صحتك الجسدية والعقلية: ربما تُعاني من قلق و/أو اكتئاب متزايد، أو تحدث لك حوادث بسبب غضبك، أو لربما عانيت من ارتفاع ضغط الدم.
• أمورك المالية: تدفع غرامات مالية، أو تكاليف استبدال أشياء حطمتها، أو أتعاب محاماة، أو تكاليف الدخول في برامج إدارة الغضب.
• قيمك وروحانيتك: تخلف وعودًا قطعتها بألا تغضب أبدًا أو تفقد السيطرة على نفسك، وينتابك الشعور بالذنب والخزي بعد كل مرة تثور فيها ثائرتك.
• أمور أخرى:
كيف تسبب غضبك وعدوانيتك في المشاكل؟
إليك بعض الاقتراحات التي تُساعدك على استخدام معرفتك بآثار غضبك السلبية، حتى تستطيع التخطيط لعمل التغييرات المطلوبة.
أعد التفكير في الأمور المذكورة أعلاه، لتقرر أيها يحتاج العمل عليه فورًا. رجاءً لا تقل “جميعها” لأنها أمور كثيرة لا تستطيع العمل عليها جميعًا في الوقت ذاته، لذلك كن انتقائيًا، واسأل نفسك: في أي المواطن يتسبب غضبي أكثر في المتاعب والخسارة والألم، لي وللآخرين الآن؟
مثال: لنأخذ العلاقة بينك وبين ابنك المراهق الذي بلغ الثانية عشرة من عمره، فالعلاقة بينكما أشبه بكارثة، ويزيدها غضبك سوءًا، لذا، ألزم نفسك ألا تثور ثائرتك عليه مرةً أخرى أيًا كان ما يقوله هو أو ما يفعله. أو لعلك على وشك خسارة وظيفتك بسبب سلوكك الساخر، فلمَ لا تقطع عهدًا على نفسك من الآن بألا تبوح بتلك الأفكار والتعليقات الساخرة سوى لنفسك أثناء العمل. سيفيدك هذا الأمر باكتساب بعض الوقت حتى يُتاح لك أن تتغير على مستوى أكبر، فتتمكن تدريجيًا من التخلي عن هذا النوع من الأفكار، وتفكر في زملائك في العمل بصورة أكثر إيجابية.
هناك أمر نود أن نذكره في بداية هذه السلسلة: أنت.. وأنت وحدك المسئول عن غضبك، وبالطبع، هذا أمر جيد وسيئ في الوقت ذاته. هو أمر جيد لأنك تستطيع أن تتولى المسئولية عن تحسين حياتك. وهو أمر سيئ لأنك لن تستطيع إلقاء اللوم في مشاكلك على غيرك. نحن لا نقول إن جميع من تعرفهم ملائكيون في تصرفاتهم وتظهر لهم هالة فوق رءوسهم، فلا أحد كامل. على سبيل المثال، لو أن شريك حياتك مر بأيام عصيبة، كان خلالها سريع الغضب بسبب ودون سبب؛ حينها يكون السؤال: ماذا سيكون رد فعلك مع هذا السلوك، هل ستتقبل دعوات الغضب تلك بالغضب والسخرية والعدوانية؟ أم ستنسى الأمر، وتتجاهله لأنها أمور لا تستحق أن تنزعج بسببها؟ فأنت وأنت وحدك من يقرر عدد المرات التي تغضب فيها، ومدى الخسارة التي تتسبب فيها لنفسك ولغيرك بسبب هذا الغضب.