تعرف الغيرة بأنها شعور يتكون من الخوف والغضب والشعور بالتهديد في حياة الطفل أو عندما يجد الطفل تحدياً لارتباطاته العاطفية. وهذه الغيرة ترجع لعدة أمور منها:
- شعور الطفل بميلاد طفل جديد كثيراً ما تبعد الأسرة طفلها أثناء وضع أمه وتجنب هذه المأساة النفسية عن طريق تمهيد عقله بأن المولود هو أخ وصديق يلعب معه ويخرج معه.
- أيضاً القسوة الشديدة في العقاب الذي يتبعه بعض الآباء في التفرقة بين الأطفال أو كثرة المديح والإطراء، وشعور الطفل في تلك الحالة يعود إلى عادات الطفولة المبكرة التي يكون قد هجرها منذ وقت بعيد ومن أمثلة تلك التصرفات التبول اللاإرادي ومص الإصبع أو يطلب من أمه أن تطعمه أو تلبسه.
- وقد تظهر الغيرة المكبوتة في شكل انزال العقاب والزجر أو التعنيف بلعبه ولتلافي تلك المشكلة يجب معاملة جميع الأطفال على قدم المساواة، وإشعار الطفل بالثقة بالنفس وتنوع أنشطة الطفل حتى يشعر بالنجاح والأهم عدم عقد مقارنات بين الطفل وغيره من الأطفال مما ينتج عنه هبوط مواهب الطفل وقدراته.
إن قمة الشعور بالغيرة فيما بين الأطفال من 3-4 سنوات وأن نسبة الغيرة في البنات أكثر منها في البنين، كذلك فإنها عند الأذكياء أكبر منها عند قليلي الذكاء، وكذلك الغيرة تكون بنسبة أكبر بين الأطفال الذين لا يوجد فارق كبير في السن أي أنها توجد بين الأطفال المتقاربين في السن.
الغيرة حالة انفعالية يشعر بها الفرد في صورة غيظ من نفسه أو من المحيطين به أو أحدهم وهي انفعال مركب من حب وشعور بالغضب بين وجود عائق متصور وقف دون تحقيق غاية مهمة ويبدو الشعور بالغيرة أيضاً فيها يمتزج بالغضب والخوف ومن التملك معاً يشعر الطفل باغتصاب فرد آخر اعتبره حقاً لنفسه وتختلف الغيرة عن الحسد فالحسد رغبة في امتلاك ما لدى الغير أو الحصول على امتيازات يتمتع بها الغير مع تمني زوال الشيء المرغوب من لدى الغير.
وتظهر الغيرة في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل مصادفة أو نتيجة التصرفات التي يمارسها بعض الآباء تجاه الأطفال. الغيرة من الحالات المرضية التي يعاني منها كافة المراحل العمرية وقد يكون لها تأثير سلبي كبير وخاصة على الطفل حيث تحول هذه الصفة حياته جحيماً لا يطاق.
وللتقليل من حدة الغيرة لدى الأطفال على الأمهات تربية أبنائهم على حب الآخرين وتعويده على الجلوس في جماعات وعدم تلبية كل ما يطلبه الطفل منذ صغره حيث أن ذلك قد يفسد الطفل فتمر بالتالي ظروف على الأهل فيعتقد أن سبب عدم تلبيتهم لما يطلب هو ذلك المولود الذي يدعى أخاه فيبدأ الطفل بالغيرة وقد يؤدي به لإيذاءه لذلك لا بد للأم أن تهيء الطفل لاستقبال هذا المولود وأن تشركه في العناية به ومحاولة عدم إبداء الاهتمام الكبير بالطفل الجديد أمام ناظري أخيه حتى لا يشعر ان الاهتمام قد تحول لأخيه الأصغر.
من الأخطاء الشائعة بين الناس عندما يدخل الأب إلى البيت عائداً من عمله ليسأل عن الطفل الصغير ويداعبه ويلعب معه ويسليه ويترك أبنه الأكبر دون أدنى اهتمام قد قدم ذلك – الطفل الأكبر – باندفاع إلى الباب فيترك ذلك في نفس الطفل المشاعر المكبوتة وعدم الثقة بالنفس وعدم محبة الآخرين له فيكره نفسه بذلك فلا بد من الانتباه لهذا الأمر وغيرها من الأمور.
علامات أو أعراض الغيرة
عندما يغار الطفل تظهر عليه العديد من العلامات توضح غيرته فمن الضروري الانتباه له بشكل أكثر لملاحظة ما إذا كان يغار أو لا يغار ومعرفة أسباب الغيرة ومحاولة معالجتها ومنها إن كان الطفل عصبي المزاج غيظه وقلقه يصبحان واضحان تتوتر أعصابه ويرجع لعادة أو أكثر قد مارسها في طفولته حتى يلفت انتباه والدته وقد يعود للتبول على نفسه. أما إن كان الطفل وديعاً فلن يظهر غيرته أمامك بل أنه سيكتم غيظه وينخفض وزنه ويشحب وجهه مما يؤدي به للإكتئاب.
ولكن في كلتا الحالتين علينا مواجهة هذه الحالة بحرص شديد حيث لا يتم توبيخ الأطفال وشتمهم بعبارات جارحة وعلينا العلم أن الغيرة المكبوتة أشد خطراً من الظاهرة.
أشكال الغيرة
– غيرة الزوجين.
– غيرة الزملاء.
– الغيرة المتأنية من عقدة أو ذنب.
– غيرة الأخوة.
أسباب الغيرة
1- اهتمام الآباء الزائد بأحد الأبناء دون الآخرين، مثال: الطفل الوحيد، الجميل، الذكي….الخ، والمقارنات السيئة بين الأبناء، مثل تفوق أحد الأبناء.
2- الشعور بالضعف أو قلة الذكاء قياساً بالأطفال الآخرين.
3- منازعات الآباء أمام البنين.
4- تهويل أخطاء الأبناء.
5- تعلق الطفل بأمه أو أبيه.
6- إن الغيرة مرتبطة بالأنانية.
7- قد يكون لها أسباب اقتصادية أو اجتماعية، ثقافية، فسيولوجية، أو نفسية.
أساليب التغلب على الغيرة
1- تهيئة الأم لطفلها الأكبر لاستقبال المولود الجديد باخباره قبل شهر أو شهرين.
2- هناك عداة يرتكبها كثرة من أولياء الأمور هي عادة توبيخ الطفل الأكبر كلما ظهر شعوره بالغيرة من جانبه تجاه أخيه الأصغر.
3- يبالغ الوالدان في خوفهما من الغيرة التي ظهرت على ابنهما فيمنحانه امتيازات إضافية تجعله أكثر غلظة وغيرة فيجب الاعتدال في المعاملة.
4- عقد المقارنات ولا سيما في الأمور السلبية لدى الطفل سيف ذو حدين يشعر واحد من الطفلين بأنه مرذول وبأن أخاه أكثر منه حظاً وهذا ما يؤجج نار الغيرة والمنافسة.
5- لا مكان للعقاب الجسدي في علاج الغيرة.
6- من المستحسن أن نوجه الاستثمارات أو التنبهات الضرورية لكل طفل على حدة.
7- معاملة الأبناء معاملة متساوية، أن يشمل العطف جميعها، وأن نشعر كل طفل بقيمته، وأن نعرفهم بالأسلوب المناسب أن بينهم فروق فردية.
8- أن تكون منازعات الآباء بعيدة عن الأبناء، وعدم تهويل الأخطاء، وعدم السماح للطفل بالتعلق بأحد الوالدين.