ما من فحص مباشر للالتهاب في الجسم. لا تكشف صور الأشعة عن الالتهاب وما من فحص دم يستطيع تأكيد حالات أو أسباب خاصة للالتهاب. أفضل ما يمكننا فعله هو قياس بعض المواد في الدم والتي تشير إلى إمكانية وجود مشكلة. حاليا، إن المؤشرين اللذين يظهران وجود مشاكل متعلقة بالالتهاب هما الكولسترول وبروتين C التفاعلي.
الكولسترول
الكولسترول عبارة عن مادة تتكون بشكل طبيعي في الجسم. يصنع الجسم الكولسترول بنفسه كما أننا نحصل على هذه المادة من المنتجات الحيوانية التي تتناولها مثل اللحم والبيض والجبن. نحتاج إلى الكولسترول لأنه يستخدم في تكوين هورمونات الستيروئيد بما في ذلك الهورمونات الجنسية والستيروئيد القشري المتعلق بالالتهاب.
يملك الجسم آليات لمراقبة إنتاج الكولسترول ونقله وإيصاله. ينقل الكولسترول على نوعين مختلفين من البروتين في الدم: البروتينات الشحمية العالية (الرفيعة) الكثافة (HDL) والبروتينات الشحمية المنخفضة (الخفيضة) الكثافة (LDL). أظهرت الدراسات أن المعدلات المرتفعة من البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة تزيد من خطر الإصابة بداء القلب والسكتة الدماغية إلا أن المعدلات المرتفعة من البروتينات الشحمية العالية الكثافة تتسم بمفعول وقائي. وذلك لأن دور البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة يقتصر على تخزين الكمية الزائدة من الكولسترول في الجسم. ففي حال وجود كمية زائدة من الكولسترول، تخزن في الشرايين ويعتبر الكولسترول في الشرايين جزءا من عملية الإصابة بداء التصلب العصيدي. يتمثل دور البروتينات الشحمية العالية الكثافة في نقل الكولسترول إلى الكبد لمعاملته، ولذا تساعد على إبقائه خارج الشرايين.
إن معرفة الكولسترول سمحت للعلماء بوضع فحص للدم يستطيع قياس كميات أنواع مختلفة من الكولسترول في الدم ثم استخدام الأرقام لتقدير نسبة الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. إليك دليل شامل حول الكولسترول:
- كمية الكولسترول الكلي المرغوب فيه: أقل من 200 ملغ/دل
- كمية البروتينات الشحمية العالية الكثافة المرغوب فيها: أكثر من 45 ملغ/دل
- كمية البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة المرغوب فيها: أقل من 130 ملغ/دل
- متوسط الكولسترول الكلي: من 200 إلى 240 ملغ/دل
- متوسط البروتينات الشحمية العالية الكثافة: من 35 إلى 45 ملغ/دل
- متوسط البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة: من 130 إلى 160 ملغ/دل
- نسبة الكولسترول الكلي الخطيرة: أكثر من 240 ملغ/دل
- نسبة البروتينات الشحمية العالية الكثافة الخطيرة: أقل من 35 ملغ/دل
- نسبة البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة الخطيرة: أكثر من 160 ملغ/دل
إن المعدلات المرتفعة من البروتينات الشحمية العالية الكثافة جيدة لأن هذه البروتينات وقائية. ولكننا نعلم أيضا أنها تزيد الكمية الكلية من الكولسترول في الدم. للتمييز بين الكولسترول الجيد والسيىء، يعتمد الآن العديد من الأطباء على معدل الكولسترول الكلي مقارنة بالبروتينات الشحمية العالية الكثافة كقياس لخطر تعرض القلب للإصابة. يحسب هذا المعدل من خلال قسمة نسبة الكولسترول الكلي على كمية البروتينات الشحمية العالية الكثافة. إن كان المعدل أقل من 3، فهو مرغوب فيه بغض النظر عن كمية الكولسترول الكلية. وفي حال بلغ أكثر من 4، هذا مؤشر على معدل خطر من الكولسترول المضر في الدم.
بالطبع، لا يشكل الكولسترول العامل الوحيد الذي يدخل في حساب خطر الإصابة بداء القلب. تشمل العوامل الأخرى التدخين، ارتفاع ضغط الدم، تاريخ عائلي في الإصابة المبكرة للتصلب العصيدي، العمر، الجنس وداء السكر. إلا أن كمية الكولسترول مؤشر مهم على الصحة والخطر ككل ويجب أن تؤخذ نسبة الكولسترول المرتفعة كإنذار بالإصابة بداء في المستقبل. يمكنك تخفيف خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من خلال تخفيض نسبة الكولسترول. وأفضل الطرائق للقيام بذلك هي عبر اتباع نظام غذائي، خسارة الوزن (عند الضرورة) وممارسة الرياضة. قد يطلب من المصابين بمعدل مرتفع جدا من الكولسترول تناول أحد أدوية الستاتين الذي قد يخفض نسبة الخطر عبر تخفيف معدل الكولسترول والالتهاب.
بروتين C التفاعلي
على الرغم من عدم وجود فحوص مباشرة للالتهاب في الجسم، إلا أننا نستطيع فحصه بشكل غير مباشر عبر البحث عن واسمات الالتهاب. حيثما يتواجد الالتهاب في الجسم ومهما كان السبب، يتواجد عدد من البروتينات المتعلقة بالالتهاب بكميات مرتفعة في مجرى الدم. تعرف هذه البروتينات بمفاعلات الطور الحاد وتشمل البروتينات أنتيتربسين-ألفا، سيرولوبلازمين، فبرينوجين، هابتوغلوبين وبروتين C التفاعلي. يمكننا قياس معدلات هذه المواد الكيميائية وإن كانت أكثر ارتفاعا من المعدلات الموجودة لدى الشخص السليم، إذا نفترض إمكانية وجود الالتهاب.
يظهر بروتين C التفاعلي في الدم حيثما يوجد التهاب حاد أو إتلاف للأنسجة. (يتخذ اسمه من واقع انه يتفاعل مع بروتين يدعى كثير السكريد-C، وهو جدار خلوي مؤلف من البكتيريا الرئوية المكورية.) ترتفع معدلات بروتين C التفاعلي بعد أربع إلى ست ساعات من بدء الالتهاب. إن ارتفعت نسبته في الدم، عندئذ يمكننا التأكد من وجود التهاب في مكان ما في الجسم. أظهرت عدة دراسات أن المستويات المرتفعة من بروتين C التفاعلي مرتبطة بالاصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، موت مفاجىء من جراء داء القلب والداء الوعائي المحيطي. أجرى الدكتور بول ريدكر ومساعدوه في كلية الطب في هارفارد دراسة قارنت بين معدلات بروتين C التفاعلي والبروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة لمعرفة العامل الأكثر تكهنا للمشاكل القلبية. بعد تضمين حوالى 28 ألف امرأة في الدراسة، وجد الباحثون أن معدلات بروتين C التفاعلي المرتفعة تتكهن بحدوث مشاكل قلبية وعائية في المستقبل (مثل النوبة القلبية) أكثر من المعدلات المرتفعة للبروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة. يعكس مزيج بروتين C التفاعلي والبروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة صورة واضحة أكثر من الصورة التي يعكسها كل منهما على حدة). هذا يعني أن بروتين C التفاعلي عامل قيم لتقييم خطر الإصابة بالداء القلبي الوعائي. يبدو أن بعض الأطباء مقتنعون بفعاليته لذا ينصحون مرضاهم الذين يعانون من معدلات مرتفعة من بروتين C التفاعلي بتناول دواء الستاتين.
مكافحو الالتهاب
• افحص معدل الكولسترول وبروتين C التفاعلي كل سنة. إن لم يطلب طبيبك إجراء فحص لهذا البروتين بشكل روتيني، استشره لإضافة هذا الفحص إلى سجلك الطبي. على الرغم من أن معظم شركات التأمين الصحي لا تغطي تكاليف فحص البروتين C التفاعلي، إلا أن هذا الأخير غير مكلف نسبيا (أقل من 20 دولارا أميركيا) ويمكن أن يزودك ويزود طبيبك بمعلومات قيمة عن صحتك.
• إن كانت معدلات البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة (LDL) وبروتين C التفاعلي مرتفعة، اعتبر الأمر خطيرا وأعلم أن الوقت حان لاتخاذ الإجراءات للوقاية من الداء القلبي الوعائي. ابدأ بالنظام الغذائي والرياضة وأسلوب الحياة والحلول الخاصة بالعقل والجسم.
• استشر طبيبك حول إمكانية تناول أحد أدوية الستاتين لتخفيض معدلات الكولسترول وبروتين C التفاعلي.
• إن لاحظت ارتفاعا حادا في معدل الكولسترول أو بروتين C التفاعلي، استشر طبيبك حول إمكانية الخضوع لتقييم قلبي وعائي بما في ذلك فحص للإجهاد ومخطط صدى القلب للإجهاد للتأكد من عدم انسداد الشرايين التاجية.
تأليف: د. ويليام جويل ميغز