التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

تحليل الدم، تخطيط كهربائية القلب – فحوصات تشخيص مرض القلب – الجزء1

بعد كل من كتابة السيرة الطبية وإجراء الفحص السريري وخلالهما، يمكن أن يطلب طبيبك عددا من الاختبارات الإضافية؛ فبعضها يكون مباشرا وواضحا، مثل الاختبارات الدموية، بينما يكون بعضها الآخر أكثر تعقيدا؛ ومن المهم معرفة هذه الاختبارات وما هو متوقع منها وما هي المعلومات التي يقدمها كل اختبار؛ ويمكن بها التخلص من بعض مخاوفك حول الخضوع للاختبارات؛ كما أنها قد تساعدك على أن تكون شريكا فعالا في رعاية نفسك. ويشرح هذا الموضوع الاختبارات التي يمكن أن تصادفها خلال متابعتك أنت وطبيبك للعمل الكشفي الضروري لتشخيص مرضك القلبي.

الاختبارات الدموية

تستعمل الاختبارات الدموية الروتينية لاستبعاد تشخيص طيف واسع من الاضطرابات أو المساعدة على تشخيصها؛ وتشتمل هذه الاختبارات، في معظم الفحوصات العامة، على التعداد الكامل لخلايا الدم CBC وتحليل كيمياء الدم، حيث يمكن أن تكشف هذه الاختبارات بعض المشاكل مثل فقر الدم Anemia (نقص خلايا الدم الحمراء «الكريات الحمر» كثيرا) أو مستويات شحميات الدم (الكولستيرول وثلاثيات الغليسيريد) المرتفعة جدا؛ كما يمكن النصح بإجراء الكثير من الاختبارات الدموية الأخرى أيضا، بما في ذلك الدراسات الدرقية Thyroid Studies التي تقيم مدى سلامة وظيفة الغدة الدرقية، ودراسات التخثر Coagulation التي تحدد معدل تجلط دمك.

كيف تؤخذ عينات الدم؟

لا يحتاج سحب كمية صغيرة من الدم إلى فيال 1 Vial سوى إلى بضع ثوان قليلة عادة؛ ولكن قد يكون التحضير الخاص ضروريا أحيانا، كالصيام طوال الليل. ويمكن سحب الدم من ثقب صغير يصنع في رأس الإصبع (البنان)، حيث توضع حاوية صغيرة تدعى الممص الشعري Capillary Pipette عندما نحتاج إلى قطرة أو قطرتين فقط.

عندما نحتاج إلى المزيد من الدم، يضع الشخص الذي يقوم بسحبه (يدعى الفاصد Venipuncturist) عاصبة Tourniquet حول عضدك، حيث يؤدي ذلك إلى انتباج أو تبارز أوردتك، مما يسمح برؤيتها بسهولة والحصول على الدم بيسر، ثم يختار الفاصد وريدا وينظف الجلد فوقه بالكحول ويغرز إبرة دقيقة بلطف، فيندفع الدم عبر الإبرة إلى المحقنة العقيمة المتصلة بها، وبعد سحب ما يكفي من الدم، تحرر العاصبة، وتسحب الإبرة ويمسح موضع الوخز بمطهر مرة ثانية؛ وعندما نحتاج إلى الدم من الشريان، نقوم بإجراء مختلف قليلا.

ماذا تظهر الاختبارات الدموية؟

تقيس معظم الاختبارات الدموية الشائعة، التي تجرى في أمراض القلب بشكل خاص، مستويات شحميات الدم (الكولستيرول وثلاثيات الغليسيريد) والإنزيمات القلبية والمحتوى من الأكسجين وزمن البروثرومبين (الزمن اللازم ليتخثر دمك).

مستويات الشحميات

الشحم Lipid هو مصطلح عام يدل على الدهون المتجولة في دمك. وتشتمل الشحميات المألوفة المقيسة على الكولستيرول الكلي وكولستيرول البروتين الشحمي الرفيع الكثافة HDL وثلاثيات الغليسيريد؛ ويمكن حساب قيم كولستيرول البروتين الشحمي الخفيض الكثافة LDL من قيم الكولستيرول الأخرى الثلاث من خلال المعادلة الحسابية التالية: كولستيرول LDL = الكولستيرول الكلي – كولستيرول HDL – (ثلاثيات الغليسيريد على 5).

تعطي هذه المعادلة تقديرا جيدا لقيمة كولستيرول LDL؛ فإذا كانت هناك حاجة لقياس دقيق أكثر، يستعمل اختبار دموي يقيس مستوى LDL بشكل أكثر نوعية وأكثر دقة.

تتفاوت الشحميات في دمك حسب ما أكلته حديثا، وهذا ما يبرر الحاجة إلى الصيام غالبا (والذي يبدأ عند منتصف الليل تقريبا) إذا كان الدم سيسحب في الصباح؛ وحتى مع الصيام، يمكن أن تتفاوت شحميات الدم لديك بسبب التأرجح في معالجة جسمك للدهون.

لا يكون الفحص المختبري المستخدم في قياس الشحميات دقيقا بشكل كامل، حيث تقع دقته ضمن %5-2 من القيمة الحقيقية، وبذلك، يمكن أن يعطي تحليلان مختلفان للعينة نفسها من الدم قيمتين مختلفتين قليلا للشحميات، وهذا ما يبرر القبول بفوارق صغيرة في القياسات بين شخصين أو بين قياسين من الشخص نفسه.

تكون القياسات المنجزة على الدم المأخوذ من وريد في عضدك أكثر ميلا إلى الدقة من القياسات المنجزة على بضع قطرات من الدم المأخوذ من إصبعك، كما أن قياسا واحدا لا يدل على أن مستوى الكولستيرول لديك سوي أو شاذ، إذ لا بد من مجموعتين متماثلتين من القياسات على الأقل قبل الوصول إلى أي استنتاج، فإذا كان القياسان مختلفين كثيرا، لا بد من قياس ثالث.

يمكن أن يركز طبيبك، خلال الاختبارات الدموية، على الكولستيرول الكلي وLDL وHDL وثلاثيات الغليسيريد لديك؛ وفي المستقبل، يمكن أن تصبح قياسات النسب البروتينية في البروتينات الشحمية فقط – والتي تدعى صمائم البروتين Apoproteins – هامة في تقدير خطر المرض القلبي لديك.

الإنزيمات القلبية

يمكن اختبار دمك لمعرفة مستويات الإنزيمات (الأنزيمات) التي يمكن أن تشير إلى أذية قلبية؛ وتشتمل الإنزيمات الشائعة التي يهتم بها الأطباء على:

•    كيناز الكرياتين.

•    نازعة هيدروجين اللاكتات.

•    التروبونين I

•    التروبونين T

•    الميوغلوبين.

يمكن أن تبدو الإنزيمات القلبية معقدة، لكن انظر إليها كدلالات كيميائية على صحتك القلبية، لا سيما عندما تكون قلقا بشأن النوبة القلبية؛ فالإنزيمات الموجودة في القلب عادة – على سبيل المثال – قد تتسرب إلى الدم نتيجة إصابة في خلايا القلب بعد نوبة قلبية، أو تتحرر في المرحلة الأولى الباكرة من النوبة القلبية التي توقف بالتدخل الطبي أو بمناوئة جسمك لها. وتتسرب هذه الإنزيمات إلى الدم أحيانا عندما تكون على وشك الإصابة بالنوبة القلبية، مما يعطي إنذارا عما يمكن أن يحدث.

عندما تعاني من ألم صدري، قد يوصي طبيبك باختبار هذه الإنزيمات في دمك؛ فعندما تأتي إلى قسم الطوارئ لتقييم ألم صدري لديك، يميل الطبيب إلى التحقق من مستويات هذه الإنزيمات عادة.

لا ترتفع الإنزيمات القلبية عادة بعد حدوث الأذية القلبية مباشرة، والسبب في ذلك هو أنها تستغرق عدة ساعات لتظهر في الدوران؛ لكن، يمكن أن تبقى بعض هذه الإنزيمات في الدوران عدة ساعات بعد العارض، وهذا ما يسوغ فائدتها بعد أيام لمعرفة ما إذا قد حدثت نوبة قلبية.

وحتى عندما يثبت حدوث النوبة القلبية، يمكن أن نستمر بمراقبة الإنزيمات القلبية، لأن الأطباء يريدون التأكد من انخفاض مستويات الإنزيمات، حيث يمكن أن تشير مستويات الإنزيمات التي ترتفع ثانية إلى أذية قلبية مستمرة أو ناكسة.

لكن هناك حالات ترتفع فيها الإنزيمات القلبية بشكل كاذب، ويمكن أن تقلد النوبة القلبية، وهذا ما يمكن أن يحدث كثيرا في عدائي المسافات الطويلة (الماراثون) والرياضيين المصابين بأذيات عضلية وفي المصابين بالقصور الكلوي المزمن والأشخاص الذي لديهم استعداد وراثي لارتفاع مستويات بعض الإنزيمات؛ ومع ذلك، فإن مستويات الإنزيمات دقيقة جدا كمؤشرات على الأذية القلبية في معظم الأحيان، حتى في المراحل الأولى، ويجب التعامل مع مستوياتها الشاذة بجدية كبيرة.

مستوى الأكسجين

يساعد قياس مستوى الأكسجين في دمك (أو ما يدعى مستوى إشباع الدم بالأكسجين)، وفي مناطق مختلفة من الجسم، الطبيب على تحديد:

•    مدى كفاية إجمالي الدوران.

•    مدى تزويد رئتيك بما يكفي من الأكسجين في الدوران.

•    ما إذا كان الدم يمنع من عبور الرئتين لالتقاط الأكسجين.

يحتوي الدم في الحالة السوية على كثير من الأكسجين بعد مروره بالرئتين والتقاطه للأكسجين؛ وبذلك، يكون إشباع الدم بالأكسجين في الشرايين التي تغادر البطين الأيسر مرتفعا؛ وعندما يحرر الدم الأكسجين إلى الأنسجة، ينقص إشباعه به، وهذا ما يفسر نقص إشباع الدم بالأكسجين في الأوردة العائدة إلى القلب.

يمكن قياس الأكسجين في الدم الشرياني الذي يحمله إلى نسج جسمك، أو في الدم الوريدي الذي يعود إلى قلبك ورئتيك؛ ويعتمد المكان الذي يسحب منه الدم لاختباره على المعلومات التي يحتاج الطبيب إلى معرفتها؛ فإذا كان يرغب بمعرفة مستوى الأكسجين في الدم بعد أن يتلقى الأكسجين من الرئتين، ينبغي أن يسحب الدم من الشريان.

يختلف الإجراء الخاص باختبار الدم الشرياني نوعا ما عن اختبار الدم المعياري؛ فالشخص الذي يسحب الدم ينظف الجلد فوق الشريان بمطهر، ويمكن أن يحقن مخدرا موضعيا لتخدير الناحية؛ وتضم المواضع النموذجية التي يسحب منها الدم الشرياني على المناطق التي يمكن جس النبض فيها من الشرايين التالية: الشريان الكعبري في المعصم والشريان العضدي في المرفق والشريان الفخذي في المنطقة الأربية.

بعد اختيار المنطقة التي سيسحب منه الدم، يثقب الشريان بإبرة عقيمة موصولة بمحقن نبوذ Disposable (يستعمل مرة واحدة فقط) مبطن بالزيت لمنع الهواء من تلويث عينة الدم؛ وبعد سحب العينة الدموية، تسحب الإبرة من الشريان وتنقل العينة من المحقن إلى أنابيب عقيمة توضع في جهاز يقوم بتحليل غازات الدم؛ وينبغي تطبيق ضغط على موضع الوخز (الثقب) والخلود للراحة مدة 15 دقيقة قبل استئناف الأنشطة العادية.

كما يمكن تحليل إشباع دمك بالأكسجين بجهاز يدعى مشبك مقياس النبض والتأكسج Pulse Oximeter، وهو يشبه ملقط الغسيل، ويوضع على إصبعك أو إصبع قدمك، حيث يقيس الأكسجين في دمك من خلال تقدير احمرار الدم عندما يجتاز الضوء جلدك.

يستعمل مشبك جهاز قياس النبض والتأكسج خلال بعض الإجراءات، مثل تصوير الأوعية والجراحة، أو خلال المراقبة في وحدات العناية المركزة، أو في أي وقت يعتقد فيه الطبيب أنه لا بد من قياس الأكسجين في دمك باستمرار.

عند الحاجة إلى قياس أكسجين الدم بشكل متكرر، يمكن الحصول على الدم من خلال قثطار متروك في مكانه.

زمن البروثرومبين والنسبة العالمية المقيسة INR

إنهما من الطرق المعتمدة في معرفة الزمن الذي يحتاج إليه دمك ليتخثر؛ ويعد اختبار زمن البروثرومبين Prothrombin Time هاما عندما تتناول أدوية تمنع الدم من التخثر. وتدعى هذه الأدوية مضادات التخثر Anticoagulants؛ ومع أنها غالبا ما يشار إليها باسم «مميعات الدم»، لكنها لا تميع الدم فعليا، بل تغير البروتينات المسؤولة عن التجلط، وبذلك تجعل الدم أقل ميلا إلى التخثر.

تعد الأدوية المضادة للتخثر مفيدة للذين لديهم استعداد لتكون جلطات دموية شاذة أو الذين حدثت لديهم هذه الجلطات حديثا. ويشتمل هؤلاء على الذي أصيبوا بخثار الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي أو اعتلال العضلة القلبية التوسعي أو الذين لديهم صمامات قلبية صناعية ميكانيكية.

يعد الوارفرين Warfarin مضاد التخثر الأكثر شيوعا، وهو يمنع الكبد من استعمال الفيتامين K لتركيب بروتينات معينة لازمة لتجلط الدم؛ ولا بد من إعطاء مقدار كاف من الوارفرين لمنع التجلط الشاذ، لكن دون أن يكون كبيرا بحيث يؤدي إلى نزف شاذ أو كدم. ويمكن أن يسبب الوارفرين المفرط النزف. وفي الحقيقة، يعد الوارفرين المكون الرئيسي في بعض أنواع سم الجرذان.

بما أن الأشخاص يستجيبون للوارفرين بطريقة غير متوقعة تماما، لهذا، يجب مراقبة تجلط الدم لدى الذين يتناولون هذا الدواء وذلك باختبار دموي يحدد زمن البروثرومبين؛ فكلما طال هذا الزمن، كان التأثير المضاد للتخثر أكبر. وتجري مقارنة زمن البروثرومبين لديك بالقيمة التي تعد سوية في المختبر الخاص الذي يقاس فيه؛ ويكون زمن البروثرومبين المرغوب في الذين يتناولون الوارفرين هو 1,5-1,3 أضعاف زمن البروثرومبين السوي عادة؛ ولا بد من التحقق من زمن البروثرومبين مرة في الشهر على الأقل، أو بتكرار أكثر أحيانا، لا سيما عند بدء المعالجة بالوارفرين.

يعبر عن زمن البروثرومبين اليوم بقياس يدعى النسبة العالمية المقيسة International Normalized Ratio (INR)، حيث تمثل هذه النسبة طريقة لتعاير قياسات زمن البروثرومبين بواسطة مختبرات مختلفة حول العالم؛ وهي أدق قياس لتأثير الوارفرين المضاد للتخثر.

يعد المجال 3,0-2,0 هو القيمة المرغوبة عادة للنسبة العالمية المقيسة لدى المصابين بالرجفان الأذيني أو الذين لديهم سيرة سابقة للانصمام الوريدي المحيطي أو الانصمام الشرياني أو سيرة نقص في الوظيفة القلبية؛ أما بالنسبة إلى الذين لديهم صمام قلبي صناعي ميكانيكي، فيكون المجال المرغوب للنسبة العالمية المقيسة هو 3,0-0,4 عادة؛ ومن المهم أن يقوم طبيبك بقياسات مختلفة للنسبة العالمية المقيسة لديك إلى أن تستقر القيم نسبيا بعد عدة قياسات.

بعد إنجاز نموذج مستقر لديك، يمكن أن تدعو الحاجة إلى التحقق من قيمة النسبة العالمية المقيسة مرة كل شهر أو حتى أقل من ذلك؛ لكن، من المهم إعادة التقييم بشكل أكثر تواترا والتأكد من إنجاز قراءات مستقرة في الحالات التالية:

•    تغيير الغذاء بشكل ملحوظ.

•    تناول دواء جديد يتفاعل مع الوارفرين.

•    تغيير جرعة دواء سابق.

تخطيط كهربائية القلب ECG

يعد تخطيط كهربائية القلب ECG إجراء لا غنى عنه في تقييم الكثير من أمراض القلب؛ فمنذ دخوله قبل نحو قرن من الزمن تقريبا، تقدمت تقنية هذه الإجراء وزادت فائدته؛ ويستطيع الطبيب من خلال تفسير مرتسم مخطط كهربائية القلب ECG – الذي يتكون من مجموعة من الموجات – تشخيص العديد من الحالات الشاذة التي يمكن أن تؤثر في قلبك، بما في ذلك اضطرابات النظم والنوبة القلبية والشذوذات الأخرى في البنية القلبية.

ما هو تخطيط كهربائية القلب؟

إن مخطط كهربائية القلب هو ببساطة تسجيل للنشاط الكهربائي في قلبك؛ ويمكن عرض ما يدعى المرتسم Tracing على شريط ورقي Strip of Paper أو على منظر (شاشة مراقبة) Monitor؛ كما يمكن تسجيله على شريط مغناطيسي Tape أو حتى نقله عبر أسلاك الهاتف. وتدعى الآلة التي يسجل بها مخطط كهربائية القلب باسم مخطاط كهربائية القلب، ويشبه هذا المصطلح ما يستخدم في البرقية Telegram أو التلغراف.Telegraph

يجري اكتشاف النشاط الكهربائي لقلبك بواسطة إلكترودات Electrodes موصولة بجلدك، حيث تنقل هذه الإلكترودات الإشارات الكهربائية في قلبك إلى مخطاط كهربائية القلب؛ وتسجل الإشارات الكهربائية عادة بشكل موجات تظهر على ورق التخطيط الذي يتحرك في هذا الجهاز بسرعة محددة.

يماثل الرسم البياني (المخطط) الزمني أفقيا، بينما عموديا فإنه يماثل الفولطية Voltage أو قوة الدفعات الكهربائية لقلبك؛ ويعبر التسجيل من كل إلكترود عن القوى الكهربائية من مختلف مناطق قلبك. فكل إلكترود يشبه «موقع القيادة» بالنسبة إلى منطقة معينة من قلبك، حيث يسجل الإشارات في هذا المكان.

تمثل الموجات المختلفة مختلف مناطق قلبك التي يجري فيها تيار كهربائي صغير جدا، مما يؤدي إلى تقلص القلب وارتخائه؛ وتشتمل المكونات الرئيسية لمخطط كهربائية القلب على الموجة P والمركب QRS والموجة T.

تمثل الموجة P التيار في الأذينين، بينما يمثل المركب QRS التيار في البطينين، في حين تمثل الموجة T فترة الاستعادة الكهربائية في البطينين؛ ويمكن أن تعطي مكونات مخطط كهربائية القلب هذه قدرا كبيرا من المعلومات حول قلبك.

هل الرمز ECG هو نفسه الرمز EKG؟

يشار إلى الرمز ECG بالرمز EKG أحيانا؛ وكلاهما يدل على الاختبار نفسه. ويعود هذا الاختلاف إلى ما صنعه العالم ويليام آينتهوفين.Willem Einthoven ففي اللغة الهولندية يعبر عن مخطط كهربائية القلب بالمصطلح Electrokardiogram، وما يزال الكثير من الأطباء يستعملون هذا اللفظ EKG تخليدا للرائد الهولندي الذي وضع هذا المصطلح.

فهم مخطط كهربائية القلب

تشبه مكونات مرتسم مخطط كهربائية القلب – الموجات P والمركبات QRS والموجات T – لوحة أبجدية، حيث يمكن أن تأخذ نماذج وأشكالا وسرعات معنوية لا حصر لها؛ لكن كل تفاوت يعطي طبيبك كنزا من الأدلة حول صحة قلبك، بما في ذلك المعلومات حول:

•    سرعة القلب.

•    نظم القلب.

•    ما إذا قد حدثت نوبة قلبية.

•    عدم كفاية المدد الدموي والأكسجين للعضلة القلبية.

•    شذوذات البنية القلبية.

سرعة القلب

من أبسط المعلومات التي يمكن أن يقدمها مخطط كهربائية القلب ECG سرعة ضربات قلبك خلال إجراء هذا الاختبار؛ فإذا جرى تسجيل 10 مركبات QRS على ورق التخطيط أو المنظر في 10 ثوان، تكون سرعة قلبك 60 ضربة/الدقيقة؛ ولكن يندر أن يكون الهدف من تخطيط كهربائية القلب الحصول على معلومات عن سرعة قلبك، حيث يكفي تحري نبضك لتحقيق هذه الغاية؛ غير أن تخطيط كهربائية القلب يمكن أن يكون مفيدا عندما يصعب جس النبض أو عندما يكون سريعا جدا أو غير منتظم بحيث لا يمكن عده بدقة.

يتكون مخطط كهربائية القلب – القراءة التي يعطيها تخطيط كهربائية القلب – لكل ضربة قلبية من مجموعة «موجات» تظهر الكثير حول الإشارات الكهربائية في مختلف أجزاء قلبك؛ فالموجة P تبدي الدفعة وهي تسير عبر الأذين، ثم يأتي المقطع PR بعد الموجة P، وهي جزء منبسط يمثل زمن مرور الدفعة عبر العقدة الأذينية البطينية؛ ويظهر المركب QRS عندما تسير الدفعة عبر البطينين؛ بينما تتشكل الموجة T خلال استعادة العضلة القلبية لكهربائيتها السوية تحضيرا للضربة اللاحقة.

 

نظم القلب

يعد مخطط كهربائية القلب أفضل طريقة مباشرة لتقييم نظم قلبك. فهو يستطيع التمييز بين النظم الجيبـي السوي وكافة أنماط تسرع القلب والنظم السريعة الشاذة؛ كما يستطيع مخطط كهربائية القلب تمييز النظم السوية عن بطء القلب والنظم البطيئة الشاذة.

يضرب قلبك بالتسلسل الطبيعي التالي: الأذينان أولا، ثم البطينان بعدهما بفترة وجيزة، وبسرعة تتراوح بين 100-60 ضربة/الدقيقة عادة؛ أما اضطرابات النظم Arrhythmias فتنحرف عن هذا النسق؛ ويمكن – على سبيل المثال – أن يظهر مخطط كهربائية القلب حصارا قلبيا تاما Complete Heart Block عندما يكون تنبيه الأذينين سويا، لكن الدفعة الكهربائية تحصر وتمنع من عبور العقدة الأذينية البطينية إلى البطينين؛ لذلك، يضرب البطينان بسرعة «احتياطية» بطيئة مختلفة عن سرعة الضربات الأذينية.

تبدو هذه الحالة على مخطط كهربائية القلب بشكل موجات P ذات سرعة معينة ومركبات QRS ذات سرعة أبطأ، من دون وجود علاقة مع بعضها البعض؛ ويكون لكافة اضطرابات النظم الأخرى نماذج مميزة لها. وقد يبدو ذلك معقدا، لكن هذه النماذج سهلة الفهم بالنسبة إلى الطبيب المتمرس في تفسير مخططات كهربائية القلب.

يعد حصار القلب التام، والذي يدعى أيضا الحصار الأذيني البطيني من الدرجة الثالثة، أكثر أشكال حصار القلب شدة، حيث لا يمر أي من الدفعات الصادرة عن العقدة القلبية الجيبية عبر العقدة الأذينية البطينية إلى البطينين.
يبدي مخطط كهربائية القلب هذا ما يمكن أن يكون عليه حصار القلب التام؛ لاحظ عدم ظهور مركب QRS، القمة المتعرجة على خط السواء الكهربائي، بسرعة بعد أي من الموجات P. بل يمكن أن تقوم أجزاء أخرى من جهاز التوصيل أو النقل بمهمة إنتاج الضربات القلبية، لكن بسرعة بطيئة جدا؛ كما يمكن مشاهدة الموجات P والمركبات QRS بسرعتين منفصلتين لا يربطهما رابط قط.

 

كشف النوبة القلبية

يمكن أن يعطي مخطط كهربائية القلب معلومات هامة جدا عن حدوث نوبة قلبية لديك سابقا؛ حيث غالبا ما يستطيع التمييز بين النوبة القلبية التي حدثت حديثا وتلك التي حدثت خلال تخطيط كهربائية القلب. فنماذج مخطط كهربائية القلب يمكن أن تشير إلى الجزء المتأذي من قلبك (الأمامي أو الخلفي أو السفلي أو الجانبي)، ويقدر درجة الأذية (الاحتشاء) بشكل تقريبـي، كما قد يدل على ما إذا كانت الأذية قد شملت كامل ثخانة الجدار القلبي.

كيف يستطيع تخطيط كهربائية القلب القيام بذلك؟ والسبب في ذلك هو أن العضل القلبي المتأذي والنسيج الندبي في القلب لا يسمحان بمرور الدفعات الكهربائية بشكل سوي، وهذا ما يؤدي إلى تغير أشكال المركبات QRS والموجات T بطريقة مميزة يمكن أن تساعد طبيبك على وضع التشخيص؛ ولذلك، يعد تخطيط كهربائية القلب جهاز إنذار مبكر عظيم القيمة يساعد على تقديم المعالجة للمصابين بالألم الصدري بسرعة.

يعطي مظهر مخطط كهربائية القلب الخاص بك طبيبك أدلة هامة حول بعض المشاكل القلبية. وفيما يلي بعض ما يمكن أن يظهره تخطيط كهربائية القلب في حالات مختلفة:
الرسم الأيسر العلوي. ضربة قلبية سوية.
الرسم الأيمن العلوي. يعد الجزء المرتفع (السهم) بين المركب QRS والموجة T إشارة قوية على حدوث أذية في العضلة القلبية، مثل نوبة قلبية.
الرسم الأيسر السفلي. يدل الجزء العميق الأولي من المركب QRS على أن نوبة قلبية قد تكون حدثت في الماضي.
الرسم الأيمن السفلي. يوحي انخفاض القطعة ST (السهم) بنقص المدد الدموي في منطقة من قلبك. وقد يحدث ذلك خلال عارضة ذبحية أو في أثناء اختبار جهد شاذ.

 

لكن لا يستطيع تخطيط كهربائية القلب كشف كافة النوبات القلبية؛ ففي بعض المصابين بألم صدري دال على نوبة قلبية، لا بد من اختبارات إضافية – مثل قياس المستويات الدموية للإنزيمات – لإثبات أن النوبة القلبية قد حدثت أو في طور الحدوث.

نقص إمداد العضلة القلبية بالدم والأكسجين

إن مجرد وجود ألم أو انزعاج صدري لديك لا يعني أنك مصاب بنوبة قلبية؛ بل قد يكون لديك خناق (ذبحة) أو ألم لا علاقة له بالقلب أبدا؛ ويمكن أن يساعد تخطيط كهربائية القلب خلال الأعراض على تمييز ذلك.

غالبا ما يؤدي نقص إمداد منطقة من العضلة القلبية بالدم والأكسجين إلى تغيير شكل مرتسم مخطط كهربائية القلب، لا سيما القطعة بين نهاية المركب QRS ونهاية الموجة.T وهذا ما يمكن أن يساعد طبيبك على إقرار القيام باختبارات إضافية أو تقديم المعالجة؛ وقد يكون مخطط كهربائية القلب بين عوارض نقص المدد الدموي للقلب سويا تماما.

شذوذات البنية القلبية

يمكن أن يعطي مخطط كهربائية القلب أدلة على وجود تثخن (ضخامة) في عضلة قلبك أو شذوذات خلقية أو توسع في حجرات قلبك؛ لكن لا بد من اختبارات أخرى في معظم الحالات لإثبات التشخيص والحصول على المزيد من المعلومات.

يفيد تخطيط كهربائية القلب ECG بطرق أخرى. فهو يمكن أن يساعد على إعطاء معلومات حول المشاكل الصحية المحتملة التي لا تكون ذات علاقة مباشرة بقلبك، كما قد تشير التغيرات في مرتسم مخطط كهربائية القلب إلى مستويات البوتاسيوم أو الكالسيوم التي تكون مرتفعة كثيرا أو منخفضة كثيرا. وهذا ما قد يوحي بمشاكل كلوية أو اضطرابات هرمونية؛ كما يمكن أن يساعد تخطيط كهربائية القلب على كشف التأثيرات الجانبية – أو حتى السمية – الناجمة عن الأدوية التي تتناولها؛ والسبب هو أن بعض الأدوية يمكن أن تغير المرتسم بطرق نوعية.

ولا تكون نتائج تخطيط كهربائية القلب دقيقة %100 دائما، مثلها مثل نتيجة أي اختبار آخر؛ فبعض اضطرابات النظم تكون معقدة كثيرا بحيث لا يمكن تشخيصها بدقة من دون المزيد من الاختبارات؛ ويمكن أن يوحي مخطط كهربائية القلب بداء الشرايين الإكليلية أحيانا، حتى عندما لا تبدي الاختبارات الأخرى هذا المرض؛ كما قد يبدو مخطط كهربائية القلب سويا رغم وجود المرض لديك، لا سيما إذا لم تكن لديك أية أعراض خلال تخطيط كهربائية القلب ECG؛ ومع ذلك، يعد تخطيط كهربائية القلب هاما جدا في فهم صحتك القلبي في معظم الحالات، لأنه يعطي الكثير من المعلومات بتكلفة قليلة ومن دون أخطار.

يعد إجراء تخطيط كهربائية القلب اختبارا سهلا، حيث توصل الإلكترودات اللاصقة بصدرك وأطرافك لتسجيل النشاط الكهربائي لقلبك خلال الراحة.

 

كيف يجرى تخطيط كهربائية القلب؟

يعد تخطيط كهربائية القلب اختبارا بسيطا، حيث يوصل 12 إلى 15 إلكترودا بأجزاء مختلفة من جسمك، بما في ذلك واحد على كل ذراع وقدم، وستة على الجهة اليسرى من الصدر، وواحد أو أكثر على مواضع أخرى في الصدر والرقبة والظهر غالبا.

تعد الإلكترودات لصاقات لاصقة توصل بالجلد خلال اضطجاعك؛ وبما أن هذه الإلكترودات تحاول كشف تيارات كهربائية صغيرة جدا، لذا لا بد من المحافظة على تماس جيد مع الجلد؛ ويستعمل هلام Gel ناقل لتحسين هذا التوصيل. ويمكن حلاقة شعر الصدر في الرجال، وتخشين الجلد بورق الزجاج لضمان التصاق اللصاقات.

بعد وصل أسلاك التوصيل Leads، يقوم الشخص الذي يجري الاختبار بتسجيل المعلومات من أسلاك التوصيل المتصلة بك. وأنت لا تشعر بأي شيء خلال إجراء الاختبار، ولا يستغرق تسجيل مخطط كهربائية القلب الفعلي أكثر من 60-30 ثانية عادة. ويمكن إجراء الاختبار في المستشفى أو في عيادة الطبيب.

تحتوي الكثير من المستشفيات والعيادات حاليا على أجهزة تخطيط لكهربائية القلب تفسر التسجيل حاسوبيا؛ ورغم أن لهذا النمط من التحليل الكثير من الفوائد، لكن برامج الحاسوب تزيد احتمال الخطأ أكثر، لأن هذا الأمر معقد جدا؛ وينبغي مراجعة مخططات كهربائية القلب من قبل الطبيب لضمان دقة الاستنتاجات وموثوقيتها.

هل هناك أخطار؟

لا يؤدي تخطيط كهربائية القلب إلى ألم أو خطر. فالجهاز يقرأ الدفعات الكهربائية لقلبك فقط، ولا يرسل أية دفعات كهربائية إلى جسمك، وليس هناك خطر من الصدمة الكهربائية.

الأنماط المختلفة لطرق تخطيط كهربائية القلب

من مشاكل تخطيط كهربائية القلب التقليدي إغفال بعض اضطرابات النظم الفرادية Sporadic أو المشاكل الأخرى، لأن تخطيط كهربائية القلب يجرى خلال دقيقة أو نحو ذلك؛ ولهذا، جرى تطوير طرق أخرى لتخطيط كهربائية القلب تحد من إمكانية إغفال مثل هذه الشذوذات؛ وتشتمل هذه الطرق على:

•    تخطيط كهربائية القلب الجهدي.Exercise ECG

•    تخطيط كهربائية القلب الجوال (المتنقل).Ambulatory

•    تخطيط كهربائية القلب المنقول بالهاتف ومسجلات الأحداث.

•    تخطيط كهربائية القلب المعدل الإشارة.

يتم الحصول على مخطط كهربائية القلب الجهدي خلال التمرين (اختبار الجهد)، كالمشي على بساط متحرك – كما هو مبين هنا – أو التحرك على دراجة ثابتة.

 

تخطيط كهربائية القلب الجهدي

إن تخطيط كهربائية القلب بالتمرين أو الجهد، الذي غالبا ما يدعى «اختبار الجهد Stress Test»، هو ذلك الذي يجرى وأنت تسير على جهاز سير متحرك Treadmill أو تحرك دراجة ثابتة؛ وبما أن سرعات القلب المرتفعة تيسر كشف نقص الدوران الإكليلي، تكون الشذوذات أو الاضطرابات المرتبطة بالإقفار أو نقص المدد Ischemia (نقص الإمداد بالدم والأكسجين) أكثر ميلا إلى الحدوث والظهور على مخطط كهربائية القلب خلال التمرين؛ كما أن بعض اضطرابات النظم تتحرض بالجهد الذي يزيد احتمال كشفها؛ كما يمكن اللجوء إلى تخطيط كهربائية القلب الجهدي لمتابعة ترقي حالتك بعد إصابتك بنوبة قلبية أو لتقييم تأثيرات الأدوية أو الإجراءات المختلفة في صحتك.

خلال تخطيط كهربائية القلب الجهدي، توصل الإلكترودات بصدرك وظهرك. ويجرى تسجيل مخطط كهربائية القلب الجهدي قبل التمرين وخلاله وبعده؛ وتبدأ التمرين – سواء على البساط المتحرك أو الدراجة الثابتة – بسرعة بطيئة جدا، وتزاد سرعة البساط المتحرك وانحدار أو ميله (أو المقاومة على الدراجة الثابتة) كل بضع دقائق لجعل الجهد أكبر قليلا.

ويقوم الطبيب أو الممرضة خلال مراقبة الاختبار بسؤالك عن مدى الإجهاد الذي تشعر به حسب مقياس الجهد المقدر بحسب بورغ Borg Perceived Exertion Scale. ويقوم الطبيب أو الممرضة بتشجيعك على التمرين إلى أن تشعر بالتعب الشديد ولا تستطيع الاستمرار أو حتى تظهر لديك أية أعراض – مثل الألم الصدري أو ضيق التنفس. ويوقف الاختبار عند الحصول على معلومات كافية.

إذا كان نشاط القلب سويا خلال تخطيط كهربائية القلب الجهدي، عندها تكون هناك فرصة جيدة لقيام قلبك بوظيفته على نحو سوي خلال التمرين. وتفيد النتائج في إثبات حدود التمرين أو الجهد ووضع برنامج لياقة خاص؛ فإذا أبدى تخطيط كهربائية القلب أية شذوذات، يمكن أن يوصي طبيبك باختبارات أخرى أكثر دقة في معرفة ما إذا كان هناك انسداد إكليلي وتحديد توضعه.

ينطوي إجراء تخطيط كهربائية القلب الجهدي على خطر بسيط، لأنه يقوم على إجهاد القلب. لكن خطر المعاناة من نوبة قلبية خلال الاختبار مستبعد، حيث لا تتجاوز نسبته 10000/3,5 فقط؛ ويبلغ احتمال حدوث مشكلة خطيرة في نظم القلب خلال الاختبار نحو 10000/48؛ لكن مهنيي الصحة والمعدات يكونان جاهزين لمراقبة الأعراض وضغط الدم باستمرار والتعامل مع الحالات الطارئة؛ ويكون المساعدون الفنيون والممرضات والأطباء مدربين على التعامل مع أية حالة قد تحدث، بما في ذلك الحاجة إلى الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة؛ وفي الواقع، قد يكون المرفق أو المركز الطبي أكثر الأمكنة أمنا بالنسبة إلى معرفة الأعراض، لأن المشاكل تشخص وتعالج بشكل ملائم وبسرعة؛ لكن المشاكل يندر أن تحدث لأن الأطباء ينصحون بإجراء هذه الاختبارات فقط لدى الأشخاص الذين يعتقدون أن الاختبارات لديهم مأمونة.

ولا تكون حتى اختبارات تخطيط كهربائية القلب الجهدي كاملة، بل يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية كاذبة أو سلبية كاذبة. ومن المهم دائما تفسير النتائج في هذه الاختبارات وغيرها في ضوء المعلومات الصحية الأخرى المتوفرة عنك؛ لكن، يدل تخطيط كهربائية القلب المجرى خلال التمرين على وجود داء الشرايين الإكليلية بطريقة صحيحة لدى نحو %70 من الناس المصابين به؛ كما أن الاختبار يستبعد بدقة داء الشرايين الإكليلية في الأشخاص غير المصابين به في أكثر من %90 من الحالات.

يعطي تخطيط كهربائية القلب الجوال (المتنقل) على مدى 24 ساعة، حيث تضع جهازا يدعى منظر هولتر، معلومات هامة حول النشاط الكهربائي لقلبك خلال أنشطتك اليومية في البيت والعمل؛ وتلصق إلكترودات صغيرة على الجلد وتوصل مع جهاز تسجيل يوضع على الحزام (انظر الصورة المرفقة)؛ وتسجل كل ضربة قلبية لتحليلها لاحقا.

مقياس الجهد المقدر بحسب بورغ

يطلب منك خلال معظم أنماط اختبارات الجهد بالتمارين (المجهدة) أن تصف مقدار الجهد الذي تتحمله. ومن الطرق المعيارية التي تصف مقدار الجهد الفيزيائي الذي تقوم به استعمال مقياس الجهد المقدر بحسب بورغ Borg Perceived Exertion Scale المبين لاحقا؛ وهو يأخذ الجهد بعين الاعتبار وشعورك بالجهد الفيزيائي والتعب؛ فعندما تستعمل هذا المقياس، فكر بشعورك التام بالإجهاد، وليس بمجرد عامل واحد، مثل ثقل قدميك أو قصر تنفسك فقط.

مقياس الجهد المقدر حسب بورغ
6    14
7 خفيف جدا جدا 15 صعب
8    16
9 خفيف جدا 17 صعب جدا
10    18
11 خفيف نسبيا 19
12    20 صعب جدا جدا
13 شديد نوعا ما
يتراوح المقياس من الرقم 6 الذي يشير إلى المستوى الأدنى للجهد (مثل الجلوس على الكرسي بوضع مريح) إلى الرقم 20 الذي يدل على الجهد الأقصى (مثل العدو على سفح تلة).

المراقبة بتخطيط كهربائية القلب الجوال (المتنقل)

يستعمل تخطيط كهربائية القلب الجوال Ambulatory، والذي يعني مراقبة قلبك خلال أنشطتك اليومية، لكشف اضطرابات ضربات القلب المتقطعة، والتي تدعى مناظرة هولتر Holter Monitoring على اسم نورمان هولتر الذي وضعها عام.1961

توصل إلكترودات لاصقة بصدرك، ويسجل مخطط كهربائية القلب على شريط أو رقاقة حاسوبية في مسجل تحمله يوما كاملا أو يومين؛ ويمكنك الاحتفاظ بالمسجل الذي يكون بحجم كتيب صغير طوال الوقت خلال هذا الاختبار، حتى عندما تكون نائما؛ ويطلب منك في معظم الحالات الاحتفاظ بمفكرة للأعراض والأنشطة بحيث يستطيع الطبيب ربطهما مع مخطط كهربائية القلب المستحصل عليه في الوقت نفسه؛ كما يمكن استرجاع المعلومات المسجلة واستعراضها بسرعة بالحاسوب. ثم يقوم المساعدون الفنيون والأطباء بتحليل هذه المعطيات للوقوف على اضطرابات نظم القلب؛ كما يظهر الاختبار أحيانا ما يدل على نقص المدد الدموي في شرايينك الإكليلية.

لا تؤدي مناظرة هولتر، مثلها مثل تخطيط كهربائية القلب العادي، إلى ألم، وليس هناك خطر منها؛ ولكن هناك بعض الإزعاج في الاحتفاظ بجهاز التسجيل معك؛ كما قد تحتاج إلى الاحتفاظ بمفكرة دقيقة للمساعدة على ربط الأعراض بالتسجيل الخاص بقلبك وقت حدوثها.

تخطيط كهربائية القلب المنقول بالهاتف

يمكن نقل مخططات كهربائية القلب عبر خطوط الهاتف؛ فإذا كنت تحتاج إلى واحد منها، ستتلقى جهازا ينقل معلومات تخطيط كهربائية القلب عبر خطوط الهاتف، وستخبر عن طريقة استعماله؛ فعندما يحدث عرض لديك، قم بالاتصال برقم الهاتف وأرسل معلومات تخطيط كهربائية القلب إلى المنظر في المستشفى أو عيادة الطبيب؛ في أثناء ذلك يقوم الجهاز الموجود في بيتك بتسجيل المعلومات التي يمكن استرجاعها لاحقا.

وبهذه الطريقة، يمكن أن يعطي تخطيط كهربائية القلب معلومات تساعد على تحليل الأعراض غير المتكررة؛ ولكن، حتى يكون الاختبار مجديا، لا بد من أن تدوم الأعراض لديك بما يكفي للاتصال بالهاتف ونقل المعلومات، وأن يكون جهاز النقل والهاتف على مقربة منك عند حدوث الأعراض.

إذا لم تكن الأعراض متكررة أو كانت فرادية أو يصعب كشفها عبر الهاتف، يمكن أن تحتاج إلى استعمال جهاز آخر يدعى مسجل الأحداث Event Recorder؛ وهذا الجهاز – مثله مثل منظر هولتر – يضعه المريض بعيدا عن المستشفى أو مكان الاختبارات ولفترة طويلة (نحو شهر عادة)؛ ومع أنه يجب أن تحمله أطول فترة ممكنة، لكن يمكن نزعه لمدة قصيرة عند الاستحمام وما إلى ذلك.

عند حدوث العرض، تقوم بضغط زر أو مفتاح، يأمر جهاز الأحداث بالتسجيل لمدة دقائق قبل ضغط المفتاح وبعده؛ أما إذا لم يضغط المفتاح، يراقب المسجل نظم القلب فقط؛ ويمكن إرسال الإشارة الصادرة عن المسجل عبر الهاتف أو أخذها إلى عيادة الطبيب عند زيارته.

يتوفر حاليا نمط جديد من مسجل الحوادث، يدعى مسجل العروة المغروس Implantable Loop Recorder، وهو بحجم الممحاة في عقب قلم الرصاص، ويمكن غرسه أو زرعه تحت جلد الصدر؛ ويقوم هذا المنظر Monitor بتسجيل نظم قلبك زهاء 18 شهرا. ويفيد بشكل خاص في تحديد ما إذا كان لديك اضطراب في النظم خلال عوارض أو نوب الغشي التي تحدث بشكل غير متكرر (نحو 3-2 مرات في السنة).

تخطيط كهربائية القلب المعدل الإشارة

هو طريقة غير باضعة Noninvasive يلجأ إليها أحيانا للمساعدة على معرفة الناس الذين هم في خطر مرتفع بالنسبة إلى بطء القلب البطيني أو الرجفان البطيني؛ فخلال الرجفان البطيني، لا يستطيع قلبك أن يضخ الدم بكفاءة إلى جسمك. وتعد هذه الحالة السبب الأكثر شيوعا للموت القلبي المفاجئ خارج المستشفى.

يعتمد تخطيط كهربائية القلب المعدل الإشارة على استعمال برنامج حاسوبي لكشف الدفعات الكهربائية الخفيفة أو الضعيفة جدا في قلبك والتي لا يمكن كشفها بتخطيط كهربائية القلب العادي؛ حيث يقوم البرنامج الحاسوبي بتضخيم مقدار هذه الدفعات، ثم يقوم بتنقية التسجيل لحذف «الضجيج» من المصادر الأخرى كالعضلات الهيكلية أو حتى من الآلات المجاورة؛ وإذا ظهرت موجات دقيقة على مخطط كهربائية القلب المعدل الإشارة، يمكن أن يدل ذلك على أنك في خطر مرتفع للإصابة باضطراب في نظم القلب أو الموت المفاجئ مستقبلا؛ وفي مثل هذه الحالات، قد تحتاج إلى اختبارات إضافية ومعالجة وقائية؛ ومع أن هذا الاختبار كان يستعمل كثيرا في الماضي، لكنه غالبا ما لا يستعمل في الممارسة اليوم.

معلومة

هل ستصاب بمرض قلبي في المستقبل؟ يوجد اختبار مطور حديثا يمكنه أن يساعد الأطباء على تقدير خطر إصابتك بداء الشرايين الإكليلية CAD، حتى قبل ظهور الأعراض.

فالتصوير المقطعي المحوسب بالشعاع الإلكتروني EBCT يظهر ما إذا كان لديك كالسيوم في شرايينك الإكليلية، مما يشير إلى احتمال تراكم اللويحات؛ كما يستطيع كشف كمية الكالسيوم أيضا. فكلما زاد التكلس زاد خطر إصابتك بالانسداد الذي يمكن أن يؤدي إلى المرض.

لا يشمل هذا التصوير كل شخص، وقد يستعمل بشكل مفرط. فهو يمكن أن يفيد في بعض الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض مع وجود عدة عوامل خطر لديهم بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية؛ ولذلك، ناقش الأمر مع طبيبك قبل إجراء هذا الاختبار.

معلومة

رغم أنك قد لا تشكو من كافة أعراض النوبة الصدرية، وتعلم أن الأعراض تأتي وتذهب، لكن تعد الملامح التالية علامات منذرة بالنوبة القلبية:

•    ضغط مزعج أو امتلاء أو ألم عاصر في وسط الصدر، يدوم أكثر من بضع دقائق.
•    ألم ينتشر إلى كتفيك أو رقبتك أو ذراعيك.
•    دوخة أو غشي أو تعرق أو غثيان أو ضيق في التنفس.