إن الطعام الذي نتناوله يُشبه الوقود. فهو يعطي أجسامنا الطاقة التي تحتاجها لكي تعمل بصورة صحيحة. وإذا لم تتأكد من أن الوقود الذي تضخه إلى جسمك من النوعية والكمية المناسبة، فإنك ببساطة لن تشعر بأن صحتك على ما يرام.
كل إنسان لديه ما يصل إلى 100 تريليون خلية في جسمه، وكل خلية منها تتطلب إمداداً مستمراً بالطاقة والمغذيات اليومية لكي تتمكن من العمل بكفاءة. والطعام الذي تتناوله يؤثر في جميع تلك الخلايا، وبالتالي يؤثر في كل وجه من أوجه كياننا: حالتنا المزاجية، ومستويات الطاقة، والرغبة في الطعام، والقدرة على التفكير، والحافز الجنسي، وعادات النوم، والصحة العامة. باختصار، فإن التناول الصحي للطعام يعد من النقاط الأساسية في حياتنا.
إن العلاقة بين الطعام والصحة مهمة وذات مغزى. فالنظام الغذائي يلعب دوراً حيوياً في تحسين صحتك وحياتك بشكل عام. والخطوة الأولى المهمة هي أن تربط بين الطعام الجيد وبين الصحة الجيدة، وتربط أيضاً بين الطعام المضر والصحة المتدنية.
عشر حقائق مهمة حول الطعام
1. تقترن الوجبات التي تحتوي على قدر عالٍ من الدهون (خاصة الدهون المشبعة) والملح بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
2. يقدر الباحثون أنه من الممكن منع ثلث حالات الإصابة بالسرطان من الحدوث عن طريق إجراء بعض التغييرات في الطعام. فالوجبة التي تحتوي على قدر عالٍ من الألياف والحبوب الكاملة وقدر بسيط من الدهون لديها إمكانية الوقاية من أنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمعدة والثدي.
3. يعتقد الكثير من خبراء الخصوبة أن الوجبات غير الصحية (التي تحتوي على قدر عالٍ من الدهون والسكر والأطعمة المعالجة، وتحتوي على قدر قليل من المغذيات الضرورية للخصوبة) يمكن أن تؤدي إلى العقم، وتزيد من احتمالات الإجهاض لدى النساء.
4. الوجبات التي تحتوي على قدر عالٍ من الدهون والملح تؤدي إلى زيادة الوزن عن المعدل الصحي وتزيد من احتمال الإصابة بالسمنة المفرطة. والوزن الزائد يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكر والسرطان والعقم. ليس هذا فقط، ولكنه يزيد أيضاً من الإحساس بالإرهاق والتقدير المتدني للذات، ويؤدي أيضاً إلى انخفاض الأداء الجسماني والذهني.
5. الوجبات غير الصحية تزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب وتأرجح المزاج. وهي ترتبط أيضاً بأعراض أخرى مثل متلازمة ما قبل الحيض لدى النساء والرغبة الملحة في تناول الطعام والقلق.
6. الوجبات التي تحتوي على قدر كبير من المواد المضافة والمواد الحافظة والسكر المكرر يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز والنشاط المفرط والعدوانية. والسبب في هذا أن الأطعمة التي تحتوي على السكر والمواد المضافة تفتقر إلى مادة الكروميوم التي تتم إزالتها أثناء عملية التكرير. ويحتاج الجسم إلى مادة الكروميوم من أجل التحكم في مستويات السكر في الدم. وعندما ترتفع هذه المستويات وتخرج عن السيطرة فإنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل سلوكية عديدة.
7. الأطعمة التي تفتقر إلى مادة الكالسيوم المهمة (والتي يحتاجها الجسم للحفاظ على قوة العظام) تزيد من احتمال أن تصبح العظام ضعيفة أو هشة، وهو ما يُعرف بـ “هشاشة العظام”.
8. الأطعمة التي تحتوي على قدر ضئيل من المغذيات تضع عبئاً كبيراً على الكبد. وعمل الكبد مهم للغاية من أجل الهضم الصحيح وامتصاص الفيتامينات والمعادن من الطعام. وللوصول إلى صحة مثالية، يجب أن يكون كبدك في حالة مثالية. لا يستطيع الكبد أن يعمل في وضعه الأمثل إذا استمررت في تزويده بكميات كبيرة من الدهون المشبعة. مثل تلك الدهون يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الكبد والكلى.
9. الأطعمة التي تحتوي على قدر كبير من السكر يمكن أن تؤدي إلى ازدياد نسبة الجلوكوز في الدم (والجلوكوز هو صورة من السكر يتم حملها في مجرى الدم). وازدياد الجلوكوز في الدم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر. ومن أعراض السكر الشعور بالعطش، والحاجة المتكررة للتبول، ومشاكل الإبصار، والإرهاق، والعدوى المتكررة.
10. الأطعمة الفقيرة في المكونات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بجهاز المناعة في جسمك وتجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشائعة مثل البرد والأنفلونزا، كما أنها تجعل صحتك بشكل عام أضعف. يحتاج جسم الإنسان إلى تزويده بقدر ثابت ومتوازن من الفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على نظام المناعة يعمل بصورة صحيحة، مما يساعد على حمايتك من العدوى والأمراض.
12 نوعاً من الطعام يأكلها الناس بانتظام
تعرض القائمة التالية أكثر 12 نوعاً من الطعام يتناولها الناس بصورة منتظمة. عند النظرة الأولى، قد لا تبدو هذه القائمة مزعجة، ولكن ألقِ نظرة على التحليل الغذائي الذي يلي القائمة. في هذا التحليل، قمت بتحويل الأطعمة إلى مكوناتها الأساسية من السكريات والدهون لتوضيح ما يدخل جسمك بالفعل عند تناول هذه الأطعمة. هل لازلت ترغب في تناول هذه الأطعمة؟
1. السمك ورقائق البطاطس
› سعرات حرارية: 1078 › بروتين: 43 جم
› كربوهيدرات: 86 جم › دهون: 65 جم › ألياف: 56 جم
ما يوازي 17 ملعقة صغيرة من السكر ونصف كتلة من الدهن
2. البيتزا (واحدة سميكة من الحجم المتوسط)
› سعرات حرارية: 1746 › بروتين: 80 جم
› كربوهيدرات: 159 جم › دهون: 88 جم › ألياف: 8 جم
ما يوازي 31 ملعقة صغيرة من السكر وثلث كتلة من الدهن
3. اسباجيتي البولونيز
› سعرات حرارية: 237
› كربوهيدرات: 32 جم › دهون: 5.7 جم › ألياف: 3 جم
ما يوازي 6 ملاعق صغيرة من السكر
4. وجبة البرجر
› سعرات حرارية: 1300 › بروتين: 34 جم
› كربوهيدرات: 189 جم › دهون: 44 جم › ألياف: 13 جم
ما يوازي 38 ملعقة صغيرة من السكر وخمس كتلة من الدهن
5. الدجاج المقلي (3 قطع مع البطاطس)
› سعرات حرارية: 933 › بروتين: 62 جم
› كربوهيدرات: 72 جم › دهون: 45 جم › ألياف: 6 جم
ما يوازي 14 ملعقة صغيرة من السكر وما يقارب خمس كتلة من الدهن
6. الكباب (شيش كباب مع السلطة والخبز)
› سعرات حرارية: 704 › بروتين: 61 جم
› كربوهيدرات: 78 جم › دهون: 19 جم › ألياف: 5 جم
ما يوازي 15 ملعقة صغيرة من السكر وعشر كتلة من الدهن
7. الفطور الإنجليزي (2 شريحة لحم، وإصبع سجق، وبيضة، وثمرة طماطم، وحصة من الفول، وشريحة محمصة من الخبز)
› سعرات حرارية: 831 › بروتين: 46 جم
› كربوهيدرات: 52 جم › دهون: 50 جم › ألياف: 10 جم
ما يوازي 10 ملاعق صغيرة من السكر وخمس كتلة من الدهن
8 فراخ تيكا ماسالا (وجبة هندية)
› سعرات حرارية: 709 › بروتين: 71 جم
› كربوهيدرات: 72 جم › دهون: 15 جم › ألياف: 1 جم
ما يوازي 14 ملعقة صغيرة من السكر وجزءاً من عشرين من كتلة الدهن
9. لحم بصوص “حلو وحامض” مع الأرز المقلي (وجبة صينية)
› سعرات حرارية: 520 › بروتين: 16 جم
› كربوهيدرات: 72 جم › دهون: 15 جم › ألياف: 1 جم
ما يوازي 14 ملعقة صغيرة من السكر وجزءاً من عشرين من كتلة الدهن
10. فطيرة الراعي أو الكوخ (300جم)
› سعرات حرارية: 336 › بروتين: 18 جم
› كربوهيدرات: 28 جم › دهون: 18 جم › ألياف: 2 جم
ما يوازي 5 ملاعق صغيرة من السكر وجزءاً من عشرين من كتلة الدهن
11. رقائق البطاطس
› سعرات حرارية: 655 › بروتين: 8 جم
› كربوهيدرات: 74 جم › دهون: 38 جم › ألياف: 5 جم
ما يوازي 14 ملعقة صغيرة من السكر وسدس كتلة من الدهن
12. خبز التوست (2 شريحة سميكة من الخبز الأبيض مع الزبد)
› سعرات حرارية: 348 › بروتين: 6 جم
› كربوهيدرات: 35 جم › دهون: 21 جم › ألياف: 1 جم
ما يوازي 7 ملاعق صغيرة من السكر وجزءاً من عشرين من كتلة الدهن
والشيء المفزع في هذا الأمر أن هذه الأطعمة هي من الأطعمة الشائعة للغاية والتي يتناولها معظم الناس كجزء من وجباتهم اليومية.
تخيل أنك بدأت يومك بإفطار شهي ثم أعقبته بوجبة برجر في الغداء ثم ختمت اليوم بوجبة بيتزا في المساء (لا تنسَ أنني لم أحسب التصبيرات والمشروبات التي يمكن تناولها أثناء اليوم، وإنما اكتفيت بحساب الطعام الرئيسي فقط).
في هذه الحالة، سيكون إجمالي ما تناولته كالتالي:
› سعرات حرارية 3877
› بروتين: 160 جم
› كربوهيدرات: 400 جم
› دهون: 182 جم
› ألياف: 31 جم
وإذا أخذت في الاعتبار أن متوسط السعرات الحرارية اليومية المطلوب تناولها هو 2550 للرجال (17850 أسبوعياً) و 1940 للنساء (13580 أسبوعياً)، فإن الأرقام السابقة تعني أنه تم تناول ضعف السعرات المطلوبة (بالنسبة للنساء) ومرة ونصف السعرات المطلوبة (بالنسبة للرجال).
وإذا أضفت إلى هذا ما تناولته من تصبيرات بين الوجبات ومشروبات، إضافة إلى عدم مزاولتك للتدريبات الرياضية، فإن جسدك يصبح عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكر والسكتة وضغط الدم المرتفع ومشاكل الهضم. أليس في هذا دافع كافٍ لاتخاذك للقرارات السليمة فيما يخص غداءك؟ أرجو هذا.
لماذا لا تنجح نظم الحمية الغذائية
دعني أقل لك شيئاً بصراحة هنا. إن برامج الحمية الغذائية سواء التقليدية أو الحديثة لن تنجح معك. انتهى. فنظم الحمية التي تعتمد على عدد السعرات الحرارية، أو تلك التي تشجع على تناول كميات عالية من البروتين مع عدم تناول أي كربوهيدرات، من وجهة نظري، لن تؤدي المهمة المطلوبة. وأسوأ ما في الأمر أن معظم هذه الأنظمة ممل ومرهق وعديم الجدوى وخطير بالنسبة لجسمك. بالطبع، قد تساعدك بعض هذه الأنظمة على فقدان بضعة كيلوجرامات من وزنك في غضون عدة أسابيع أو حتى عدة أشهر. ولكن على المدى الطويل، لن تتمكن من الاستمرار في نظام الحمية الذي تتبعه وبالتالي سيعاود وزنك الصعود مرة أخرى، كما أنك لن تكون قد أسديت لجسمك أي معروف.
تعمل أنظمة الحمية الغذائية على تقييدك وحرمانك من بعض الأطعمة المهمة التي يحتاجها جسمك. على سبيل المثال، فإن النظام الغذائي المتطرف الشهير الذي يدعو إلى تناول كميات كبيرة من البروتين وكميات قليلة من الكربوهيدرات هو نظام معيب من الناحية العلمية والغذائية. فالجسم الآدمي يحتاج إلى الكربوهيدرات المركبة لكي يتمكن من القيام بمهامه بصورة صحيحة، ولكي يتمكن من التفكير والحصول على الطاقة والحصول على توجه ذهني إيجابي. تتضمن الكربوهيدرات المركبة الحبوب المهمة مثل الرز البني والجاودار والشعير والحنطة. ومرضاي الذين توقفوا عن تناول الكربوهيدرات المركبة وفضلوا عليها الأطعمة ذات البروتين العالي بدءوا يعانون بشدة من الإمساك ومن تأرجح المزاج ونوبات الغضب والدوار والصداع وتقلصات المعدة والإحباط.
بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن أنظمة الحمية الغذائية تقيد من تناولك للأحماض الدهنية الأساسية. مرة أخرى، يعد هذا أمراً سيئاً من الناحية العلمية، وهو أمر سيئ بالنسبة لك أيضاً! فالأحماض الدهنية الأساسية تساعد جسمك على تفكيك الدهون. لذلك، فإن التقليل من الأطعمة التي تحتوي على هذه الأحماض يعني التقليل من المواد التي تحرق الدهون.
ما هي الأطعمة الجيدة
الأطعمة الجيدة هي التي:
• تزيد من قدرتك على التفكير
• ترفع من روحك المعنوية
• تقلل من إحساسك بالضغوط
• تزيد من حيويتك
• تعطيك قلباً أكثر صحة
ومن الممكن للنظام الغذائي الصحي أن يلعب دوراً حيوياً في علاج أو منع العديد من الأمراض. فمن الممكن للنظام الغذائي أن:
• بالنسبة لمرضى القلب، يوفر المواد الكيميائية في الدم التي تستطيع إذابة التجلطات وتقليل مستوى الكوليسترول، كما يستطيع توفير الهرمونات التي ترخي جدران الأوعية الدموية مما يقلل من ضغط الدم.
• يلعب دوراً مهماً ضد السرطان حيث يزود الجسم بمواد يمكن أن تقلل أو تمنع النمو غير الطبيعي للخلايا.
• يساعد في مقاومة الشيخوخة وفي إبطاء التدهور الطبيعي لوظائف الجسم.
• يساعد في التخلص من نوبات البرد والأنفلونزا الشائعة ويحفز جسمك على إنتاج المزيد من الخلايا الطبيعية التي تقتل العدوى.
• يمنع نوبات الصداع وأزمات الربو.
• ينتج مواد تستطيع تخفيف الألم والالتهاب الروماتيزمي.
• يهاجم البكتريا والفيروسات.
• يحسن الخصوبة ويزيد الرغبة الجنسية.
• يجعل الجلد والشعر والأظافر تشع صحة.
وهناك فوائد أخرى لا يمكن حصرها للطعام الصحي، وبالتالي لا يمكن سردها جميعاً هنا. ولكن الرسالة التي أحاول توصيلها لك بأوضح شكل ممكن هي: إن الأطعمة الصحية يمكن أن تجعل مظهرك الخارجي وإحساسك الداخلي رائعاً.
ما هي الأطعمة الرديئة
هذه الأطعمة سوف:
• تسرّع من عملية الشيخوخة.
• تزيد من الوزن.
• تسبب مشكلات هضمية، مثل الانتفاخ والغازات والتقلصات.
• تسبب الشعور بالدوار والنعاس.
• تشتت الانتباه وتقلل التركيز.
• تسبب تأرجح المزاج.
• تؤثر سلباً على الخصوبة والرغبة الجنسية.
• تبدأ هجوماً مستمراً صامتاً يؤدي إلى إضعاف المفاصل وانسداد الشرايين وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض القلبية والتهابات المفاصل.
• تزيد من ضيق الشرايين وتقلل من مرونتها، مما يساعد على تكوين الجلطات الدموية فيها.
• تزيد من نسبة السموم في الجسم، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان.
• تسبب الصداع ونوبات الربو.
• تزيد من آلام وانتفاخ المفاصل الملتهبة.
• تجعل الجلد والشعر والأظافر تبدو غير صحية.
أمثلة على الأطعمة الجيدة
الأطعمة الحية أو النيئة
الأطعمة الحية هي أطعمة نيئة لم يتم طهيها أو غليها أو تجميدها أو خبزها أو تعريضها للبخار. ونتيجة لذلك، فإن هذه الأطعمة لا تزال في حالتها الأصلية وتحتوي على إنزيمات الطعام كما هي دون نقصان. وإنزيمات الطعام هي قوة الحياة بالنسبة للطعام وتساعد في عملية الهضم. والفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب النابتة أو البذور النابتة تحتوي جميعها على إنزيمات الطعام. ونحن نحتاج إلى مصدر وفير من إنزيمات الطعام لكي تتغذى أجسادنا وتمدنا بالطاقة.
وأول عيب في النظم الغذائية القديمة هو أن وجباتهم كانت تخلو تقريباً من إنزيمات الطعام. فمعظم المشاركين لم يكونوا يتناولون أي أطعمة نيئة.
الكربوهيدرات الجيدة
هذه هي الكربوهيدرات في صورتها الأصلية بدون إضافة السكر المكرر إليها، مثل الفاكهة والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والأرز والخضراوات. وهذه الكربوهيدرات الصحية (تُسمى “الكربوهيدرات المركبة”) تحتوي على سكر طبيعي يمكن للجسم هضمه ببطء وسهولة مما يساعد في العمليات الذهنية المتوازنة ويساعد على إيجاد مزاج معتدل وتوفير طاقة مفيدة للجسم. وهذه الكربوهيدرات لا يتم استبعاد أي عنصر من العناصر المغذية الموجودة بها، كما يحدث مع الأطعمة المعالجة.
الطعام العضوي
الطعام العضوي هو الذي يخلو من الكيماويات. ومثل هذه الأطعمة يتم زراعتها في تربة لا يتم رشها بأي مبيدات أو أسمدة كيماوية. تذكر دائماً أنه إذا تم رش الطعام بأسمدة أو مبيدات كيماوية، أو تم زرعه في تربة تم رشها، فإن هذه الكيماويات ستدخل إلى خلايا جسمك وإلى مجرى الدم فيه. ومن يعرف مدى الضرر الذي سيحدث للجسم من مثل هذه المواد؟ هناك عدد كبير من الدراسات التي تبين أن المواد الكيماوية التي تتسرب إلى أجسامنا تسبب أضراراً مختلفة لنا.
البروتين الجيد
إن البروتين النباتي يمكن تفكيكه بسهولة داخل أجسامنا. الكينوا هي مثال على البروتين النباتي الذي يمكن هضمه بسهولة شديدة. هذا النوع من الطعام يُشبه الحبوب ويمكنك أن تستخدمه في صنع حساء لذيذ المذاق. والبراعم النباتية (التي تنمو من الحبوب) هي بديل أكثر صحة وأرخص ثمناً للحوم. وعندما تجمع بين البقوليات والحبوب معاً، فإنك تحصل على بروتين كامل يسهل هضمه ويحسّن من عملية الاستقلاب في جسمك.
الدهون الجيدة
الدهون لها سمعة رهيبة في أنها تضر بالإنسان. وقد ازدادت الحرب على الدهون ضراوة في الآونة الأخيرة، حيث انتشر العديد من الأنظمة الغذائية التي تدعو إلى تناول قدر ضئيل جداً من الدهون أو عدم تناول أي دهون على الإطلاق. وبعض المتحمسين أدان أيضاً الأطعمة المغذية الغنية بالزيوت، مثل المكسرات أو البذور أو الأفوكادو. ورغم هذا، لا يمكن أن يقول أي شخص إن ثمرات الأفوكادو تتسبب في أمراض القلب!
بصفة عامة، أنا أنصح مرضاي بتناول الأطعمة الغنية بالدهون الجيدة، مثل المكسرات والبذور والأفوكادو. فهذه الأطعمة الغنية بالزيوت تحتوي على دهون صحية ضرورية لمساعدتهم في التخلص من الوزن الزائد، وتقليل مستويات الكوليسترول في أجسامهم، وتحسين نظام المناعة، وتقوية الجلد والشعر ونسيج العظام. هذه الدهون جيدة، وهي ضرورية ومهمة للغاية لأجسامنا. كما أن هذه الدهون تساعدك على هضم الدهون الأخرى. إنها مهمة لدرجة أنهم أطلقوا عليها مصطلح “الأحماض الدهنية الأساسية”.
لا يستطيع جسمك إنتاج الأحماض الدهنية الأساسية بنفسه، لذلك يجب أن تحصل عليها من الأطعمة التي تتناولها. أنا أعتقد أن هذه الدهون يجب أن تُسمى “أحماض النحافة الأساسية”. هذا هو المصطلح الذي أستخدمه في عيادتي، ويبدو أن مرضاي يحبونه أكثر. ومن الأمثلة الجيدة على الأطعمة التي تحتوي على هذا النوع من الدهون الجيدة الضرورية بذور الكتان وبذور دوار الشمس وبذور القرع والخضراوات البحرية والسمك والأفوكادو.
الأطعمة غير المعالجة
هذه هي الأطعمة التي لم تتم إضافة مواد كيماوية إليها. إنها الطعام في حالته الأساسية كما ينمو في الطبيعة. إنه طعام لم يتعرض لأي تغيير أو تعديل. بعض الأطعمة المعلبة لا تزال تحتوي على مكونات طبيعية في حالتها الأصلية. ابدأ في قراءة الملصقات التي تبين محتويات العبوات التي تشتريها وتعرّف على المواد التي تدخل في الأطعمة التي تتناولها.
الحرب ضد الدهون ازدادت ضراوة.
أمثلة على الأطعمة الرديئة
الخضراوات المطهوة بشكل زائد
معظم مرضاي، عندما أتوا لزيارتي لأول مرة، كانوا يطهون الخضراوات بشكل زائد. وقد أخبرني العديد منهم أيضاً أنهم لا يحبون الخضراوات من الأصل. وأنا أرد عليهم بأنهم لا يحبون الخضراوات لأنهم لا يعرفون كيف يقومون بتحضيرها. لسبب ما، يميل بعض الناس إلى غلي الخضراوات حتى الموت! وهذا يفقدها كل ما بها من مغذيات حيوية.
لكي تستفيد إلى أقصى درجة من الخضراوات، يجب أن تأكلها نيئة أو مطهوة بالبخار لمدة تتراوح بين 2-3 على الأكثر في معظم الحالات.
الكربوهيدرات السيئة
إنها الكربوهيدرات البسيطة التي تحتوي على سكر مكرر، وهي غير مفيدة لك. يتضمن هذا النوع الشيكولاتة والكيك والبسكويت والحلوى وأي شيء يتم صنعه عن طريق إضافة السكر المكرر أو الدقيق أو الأرز البني المعالج. ففي أثناء عملية التكرير، تتم إزالة معظم المعادن والفيتامينات. وعندما تدخل هذه الأطعمة إلى جسمك، فإنها تعمل كما لو كانت سكراً خالصاً. تندفع محتويات هذه الأطعمة إلى مجرى الدم وتؤدي إلى اضطرابات في مستوى الجلوكوز في الدم وتزيد من الرغبة في تناول السكريات. إذا تناولت الكثير من هذه الأطعمة، فإنك ستعاني بلا شك من تأرجح المزاج. وقد تشعر أيضاً بالإحباط والغضب وتعاني من سرعة الانفعال. إذا أردت أن تصبح بديناً وذا صحة عليلة، فعليك بتناول الكربوهيدرات السيئة. إضافة إلى هذا، فإن الكربوهيدرات السيئة الزائدة عن حاجة الجسم يتم تخزينها في صورة تكتلات دهنية داخل الجسم. وأخيراً، إذا استمررت في تناول هذه الكربوهيدرات السيئة لعدة أعوام، فإنها قد تؤدي إلى إصابتك بمرض السكر. إنها لا تستحق المخاطرة.
الأطعمة غير العضوية
هذه هي الأطعمة التي تم رشها بمبيدات أو أسمدة كيماوية أثناء زراعتها، أو تمت زراعتها في تربة تم رشها بهذه المواد. وهذه المبيدات والأسمدة هي مواد سامة تشق طريقها إلى داخل جسمك عندما تتناول مثل هذه الأطعمة غير العضوية. تضر هذه المواد خلايا الجسم وأعضاءه وتضر النظام الهضمي فيه. إن هذه المواد الكيماوية تصبح سموماً داخل أجسامنا تلوثها وتسممها.
البروتين السيئ
بعض البروتينات قد لا تكون مفيدة بالنسبة لك، وذلك بحسب قوة جهازك الهضمي.
إن تناول الكثير من اللحوم الحمراء التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون يمكن أن يؤدي إلى تسميم الجسم وزيادة الأحماض في الدم واستنفاد الكالسيوم والضغط على الكليتين والكبد، كما يؤدي أيضاً إلى إبطاء عملية الهضم وتدمير البكتريا المفيدة. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تكوّن حصوات الكلى وإرهاق الكبد وإلى متاعب في القولون والأمعاء وإلى الإمساك والتهاب المفاصل وهشاشة العظام وأمراض القلب.
وحتى ألبان الأبقار قد تكون صعبة الهضم بالنسبة لكثير من الناس. وهذه الألبان يمكن أن تؤدي إلى إظهار أنواع عديدة من الحساسية، مثل التهاب الجيوب الأنفية والربو وآلام الأذنين والاحتقان والرشح والطفح الجلدي والإكزيما والإرهاق والميل للنعاس وسرعة الانفعال. ولبن الأبقار كامل الدسم يحتوي على قدر كبير من الدهون المشبعة وقدر يسير من الفيتامينات، كما أن محتوى المعادن الموجود به غير متوازن بالنسبة للكيمياء الحيوية للجسم الآدمي. وكنتيجة لهذا، لا يمكن للجسم الآدمي امتصاص الكثير من المواد المغذية الموجودة في هذا اللبن. إضافة إلى هذا، فإن الأبقار يتم حقنها بالكثير من الأدوية والهرمونات وتتناول أطعمة غير عضوية تم رشها بمبيدات وأسمدة كيماوية. وبالطبع بعض هذه المواد الضارة يشق طريقه إلى اللبن. إذا كان من الضروري تناول لبن الأبقار، فعليك بغليه أولاً لكي تجعله سهل الهضم.
جرب ألبان الماعز أو الخراف كبديل للبن البقر، فجزيئات هذا النوع من اللبن أصغر حجماً وأسهل في تفكيكها داخل الجسم. وهناك أيضاً أنواع أخرى عديدة من الألبان البديلة متوفرة في الأسواق، مثل لبن الرز ولبن الصويا ولبن الحبوب الأخرى.
الأطعمة المكررة
معظم الوجبات الحديثة تحتوي على أطعمة مكررة. والمشكلة في هذه الأطعمة أنه في أثناء عملية التصنيع يضيع معظم المغذيات والألياف الطبيعية الأصلية التي كانت موجودة في الطعام. ويتم تقديم هذه الأطعمة في صورة أكثر تركيزاً من الصورة الأصلية. والدقيق الأبيض والسكر الأبيض هما أشهر مثالين على الأطعمة المكررة. وهذان المكونان يُستخدمان بكثرة في الكثير من الأطعمة التي نتناولها، مثل المخبوزات والحلويات والشيكولاتة والوجبات السريعة. هذه مجرد بضعة أمثلة بسيطة على الأطعمة التي تستخدم المكونات المكررة ويتم إضافة المواد الحافظة إليها لزيادة فترة صلاحيتها. مثل هذه الأطعمة يجب في الواقع تصنيفها تحت بند “الأطعمة المضرة” فهي تسبب أضراراً مختلفة لصحة الإنسان لأن جسم الإنسان غير مصمم للتعامل مع مثل هذه الأطعمة المصنعة التي تفتقر إلى المغذيات الطبيعية.
إذا استمررت فى تناول هذه الكربوهيدرات السيئة لعدة أعوام ، فإنها تؤدي إلى إصابتك بمرض السكر.إنها لا تستحق المخاطرة.
الدهون السيئة
إن الدهون الحيوانية المشبعة هي مكونات ثقيلة تتحول إلى ما يُشبه الأحجار في جسمك وتساعد على تصلب الشرايين مما يزيد من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة. ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة المضرة اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والزبد والجبن. فالجسم البشري ليس مصمماً للتعامل مع هذا النوع من الدهون. والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من هذه الدهون السيئة ترفع ضغط الدم وتزيد من مستويات الكوليسترول ويمكن أن تتداخل مع مستويات السكر في الدم وتسبب كسل الكبد، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الإحباط وزيادة الوزن. لا يستطيع الجسم أن يعالج هذه الدهون السيئة بكفاءة، لذلك فإن العديد منها يتحول إلى كريات ويتم تخزينها في الجسم مما يجعل الإنسان أكثر سمنة.
الدهون المهدرجة هي نتيجة لعملية تقوم بتحويل الزيوت النباتية السائلة إلى سمن صلب. وهناك أشكال عديدة لهذا السمن الصناعي وهي تُستخدم في الكثير من الأطعمة الجاهزة مثل رقائق البطاطس والشيكولاتة والحلوى والأيس كريم والمخبوزات. يتغير السمن الصناعي إلى أحماض دهنية خطيرة يمكن أن تُسبب مرض السكر والقلب والسرطان. تسبب هذه الأحماض أيضاً زيادة في الوزن لأنها تشوش على عملية الاستقلاب الطبيعية وعملية تفكيك الدهون الأساسية الضرورية، وتزيد من مستويات الكوليسترول السيئ وتقلل من مستويات الكوليسترول المفيد في الجسم.
الأطعمة المعالجة
إن عمليات المعالجة تؤدي إلى تغيير الطعام من صورته الأصلية وتحرمه من العديد من المغذيات الطبيعية الموجودة به. والعديد من الأطعمة المعبأة في أغلفة بلاستيكية والتي يمكن تسخينها في عبواتها أو في الميكروويف قد تعرضت في الواقع إلى أشكال وأنواع مختلفة من المعالجات قبل أن تصل إلى شكلها النهائي الذي تراه في السوبر ماركت. هذه الأطعمة بها فوائد غذائية محدودة للغاية أو ليست بها أي فوائد على الإطلاق.
تسمح صناعة الطعام باستخدام ما يصل إلى حوالي 3000 مادة مضافة أثناء معالجة الطعام. وحتى إذا كان هناك من يدعي أن تلك المواد المضافة هي مواد آمنة، فإن هذا لا يعني أنها آمنة بالفعل. إن مثل تلك الأطعمة المعبأة سهلة التحضير تفتح أجسامنا إلى أعداد لا حصر لها من المواد الكيمائية الضارة، مثل المواد المضافة إلى الطعام، والألوان، والمحليات، والنكهات الصناعية، والصبغات، والنترات، والمواد الحافظة التي تمنع فساد الطعام، والأحماض، والمواد التي تساعد على نضج الطعام، والمواد التي تساعد على تبييض الطعام، والمواد التي تساعد الطعام على الاحتفاظ بقوامه، وغيرها.
ومثل تلك المعالجات للطعام يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض الحساسية، وتجهد الكبد، وقد تساعد على ظهور السرطان. والأطفال الذين يتناولون مثل هذه الأطعمة يصابون بفرط النشاط ويجدون صعوبات في التعلم.
هل ترى الآن كيف أن الطعام الصحي يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك وسعادتك؟ إنه يوفر لك معظم المغذيات التي تحتاجها لكي يظل جسدك صحيحاً وتظل أنت سعيداً. إن الطعام له التأثير الأكبر على حالتنا العاطفية والذهنية والجسمانية. وتناول الطعام الصحي ذي الجودة العالية هو إحدى أقوى وأسهل الوسائل للوصول إلى حياة أفضل. فعندما تتأمل ما تأكله بدقة وتتخذ قرارات صحية، يمكنك أن تستفيد إلى أقصى درجة من الطعام الذي تأكله وتُسهم في تحسين حياتك. فأنت بالفعل ما تأكله!