تقسم أمراض الكلى عند الأطفال كما هي الحال عند الكبار إلى قسمين رئيسيين:
هما:
الفشل الكلوي الحاد
الفشل الكلوي المزمن
الفشل الكلوي الحاد:
يظهر الفشل بسرعة نتيجة أسباب عدة قد لا تكون للكلية علاقة بها ومن حسن الحظ ان هذه
الاسباب معروفة يمكن في كثير من الأحيان الوقاية منها ومعالجتها.
أسباب الفشل الكلوي الحاد:
وتنقسم إلى ثلاثة اقسام رئيسية:
– اسباب ما قبل الكلى:
وفي هذه الحالة تكون الكلية سليمة ولكن يحدث الفشل الكلوي الحاد نتيجة قلة التروية
الدموية الشديدة (نقص كمية الدم أو البلازما أو السوائل) ومن الأمثلة على ذلك،
النزف الداخلي نتيجة الحوادث أو بعد العمليات الجراحية أو اعتلال في العوامل
المحافظة على درجة متوسطة من تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، أو النزف الخارجي
بسبب الجروح، ولكن أهم هذه الأسباب عند الأطفال هو الجفاف الناتج عن القيئ أو
الإسهال الشديد حيث تقل السوائل في الجسم (Dehydration) ومن ثم يقل ضغط الدم مما
يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي الحاد.
ومن أسباب أيضاً الحروق الشديدة حيث يفقد الطفل كمية كبيرة من البلازما وسوائل
الجسم الأخرى.
– أسباب ما بعد الكلى:
وفي هذه الحالة تكون الكلية سليمة ولكن الإصابة ناتجة عن انسداد في مجرى البول
(المثانة أو الحالبين معاً أو في الإحليلي وهذا الإنسداد ينتج عن تضييق أو انسداد
للمسالك البولية والتي غالباً ما تكون عيوباً خلقية أثناء تكون الجنين في بطن أمه
أو وجود حصوة في المجاري البولية، وفي حالات نادرة تكون ناتجة عن وجود ورم يضغط على
الحوالب وعلى منطقة حوض الكلية.
– أسباب متعلقة بإصابة الكلى نفسها:
وفي هذه الحالة تتعرض الكلى إلى الإلتهابات الشديدة ومن ثم حدوث القصور الحاد في
وظائفها ومن الأسباب المودية إلى الإلتهاب الشديد للكلى الأمور التالية:
1- التهاب الكبيبات الحاد ويحدث نتيجة التهابات جرثومية معينة.
2- نخر الأنابيب الكلوية الحاد الذي يحدث نتيجة قلة التروية الدموية للكلية
وبالتالي قلة ضغط الدم داخل الأوعية الدموية الشعرية داخل الكليه وهذا يؤدي
بالتهابه إلى (موت) نخر الأنابيب الكلويه.
3- استخدام بعض الأدوية التي لها تأثيرا سمياً على الكليه مثل بعض المضادات الحيوية
كالأمينوجلايكوسايد وبعض مشتقات السلفا.
ايضاً بعض الأغذية الملوثة صناعياً بالزئبق أو الرصاص كالسمك والمزروعات الملوثة
بالأسمدة.
4- انسداد في الشريان أو الوريد الكلوي كحدوث جلطة وهي حالات نادرة جداً.
– الأعراض والعلاجات:
يكون المريض في الغالب شاحب اللون بسبب فقر الدم ويظهر عليه أعراض الأعباء والتعب
والخمول. كما يظهر تورمات في الوجه والقدمين وحتى استسقاء كامل للجسم إذا صاحب
الفشل الكلوي نقص في كمية البول ويؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم والذي يسمى
(Oliguna) أو توقف كامل في الحالات الشديدة و(America) ويجب التفريق بين قلة أو
توقف افراز البول وبين انسداد مجرى البول حيث تكون المثانة ممتلئة بالبول ولكن
المريض لا يستطيع اخراجه بسبب انحباس البول وعندها يشكو المريض من آلام شديدة
وتعسره في عملية التبول (يمكن علاجها بإدخال قسطرة في الحالات الحادة أو ايجاد فتحة
في المثانة في الحالات المزمنة).
ومن الأمراض أيضاً التسمم البولي (Uremia) وهي عبارة عن تجمع للبولينا (Urea)
والمواد السامة من أملاح وأحماض زائدة والتي من المفترض أن تعززها الكلى. وينتج عن
ذلك ارتفاع الماء في الجسم وخاصة في الوجه والأطراف السفلى وتجمع أملاح البوتاسيوم
والفوسفات في الدم يؤدي إلى الشعور بالضعف والوهن وأحياناً فقدان الوعي ونوبات صرع
وفي الحالات الشديدة يؤدي تراكم الأملاح إلى اعتلال في نبضات القلب وحتى توقفه.
تجمع السموم في الجسم وزيادة الحموضة تؤدي إلى التعب الشديد وضعف النمو في حالة
استمرار عدم العلاج.
– تشخيص الفشل الكلوي الحاد:
1- الفحص السريري للمريض وضغط الدم وحالة التروية الدموية في جسمه ومعرفة المؤشرات
المصاحبة للمسببات كأعراض الجفاف أو الإلتهابات والتسمم.
2- الفحص المخبري حيث تؤخذ عينة من دم المريض لمعرفة نسبة البولينا ومادة
الكرياتنين (Creatinine) والبوتاسيوم. كما تؤخذ عينة من البول لتحليلها ونشمل درجة
التركيز والحموضة وعما إذا كان هناك نسبة من الدم أو كرات الدم البيضاء أو خلايا من
أنسجة وأنابيب الكليه.
3- فحص البطن بالسونار (جهاز الموجات الصوتية) (Ultra sound) للتعرف على أنسج
الكليه واستثناء وجود انسداد فيها.
4- معايرة الضغط الرشحي للبول أو ازمولية البول (Osmolality) ماذا كان سبب القصور
الكلوي ناتج من أسباب ما قبل الكليه تكون الأزمولية عالية.
5- قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى أخذ خزعة (عينة) من أنسجة الكليه وهي عملية
بسيطة ومفيدة جداً للتشخيص ولا ينتج عنها مضاعفات إلا في حالات نادرة جداً.
لا ينصح بإجراء تصوير الجهاز البولي بالأشعة مع اعطاء الصبغة خوفاً من ان تسبب هذه
الصبغة مزيداً من التصور والضعف في وظائف الكلى ما عدا بعض انواع الاشعة النووية
التي غالباً تكون آمنة ومفيدة للتشخيص.
– الوقاية من المرض:
إن الحالات التي يتم فيها معالجة الأسباب بصورة متكررة لا تدخل عادة إلى مرحلة
القصور الكلوي الحاد وللوقاية من ذلك خاصة في حالات الجفاف لدى الأطفال أو النزف هو
إعطاء المحاليل الوريدية اللازمة والتي تحدد نوعها ونسب الأملاح فيها حسب الفحوصات
المبدئية للحالة وإذا كان سبب انخفاض التروية الدموية للكليه صدمة قلبية أو
التهابات جرثومية أو سمية تستعمل بعض أدوية لرفع ضغط الدم ومحاليل دموية تعويضية
كالدم أو البلازما، واستعمال المضادات الحيوية.
– العلاج:
إن 60٪ – 70٪ من مرضي القصور الكلوي الحاد يمكن انقاذهم واعادتهم إلى حالتهم
الطبيعية، وذلك يعتمد إلى حد كبير على سرعة التعامل مع هذه الحالات وعلاجها في
الوقت المناسب، حيث أنه أي تأخير في العلاج يؤدي إلى تلف أكثر في أنسجة الكليه التي
عادة لايتم تعويضها من قبل الجسم. فالمصابون بنخر في الأنابيب الكلويه أو التهابات
الكبيبات قد يتم شفاؤهم تماماً إذا تمت خطوات العلاج بدقة وبالسرعة المطلوبة.
تكون خطوات العلاج حسب الحالة، فمثلاً حالات الفشل الكلوي الحاد يعانون أو من تجمع
مفرط للسوائل في أجسامهم أو جفاف ونقص حاد في سوائل الجسم.
فأولئك الذين يعانون زيادة في السوائل يتم علاجهم بمواد وأدوية تعمل على زيادة
افراز البول ويجب في هذه الحالة قياس كمية البول المفرزة ولا يعطي المريض من
السوائل إلا ما يعادل كمية البول المفرزة بالإضافة إلى الكمية التي يفقدها عن طريق
العرق أو القيء والإسهال.
في حالات الجفاف يعطي الطفل كميات متوزنة من السوائل مع اضافة بعض الأملاح حسب حاجة
المريض، كما تعالج اضطرابات الأملاح وخاصة البوتاسيوم والفوسفات.
يتم اللجوء إلى عملية الغسيل الكلوي (Dialysis) في بعض الحالات ومنها:
1- إذا لم تنفع الوسائل المبدئية للعلاج
2- الإرتفاع الشديد في نسبة البوتاسيوم ولا يمكن معالجتها بالطرق التقليدية.
3- الزيادة الشديدة في سوائل الجسم وتوقف أو ضعف في افراز البول.
4- الإرتفاع الخطير في نسبة الحموضة.
٭ استشاري أمراض الكلى للأطفال