التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الفطام: أنواعه وطرقه وأوقاته

عملية الفطام هي إيقاف الطفل عن الرضاعة سواء الطبيعية منها أو الاصطناعية وتعويده على تناول المواد الصلبة في الغذاء. وتختلف الثقافات فيما بينها حول ما يتعلق بمدة الرضاعة وعملية الفطام. فالفطام هو تعويد الأطفال على تناول الأغذية بجانب حليب الأم ثم يتبع ذلك إيقاف حليب الأم.

بالنسبة للوقت الذي يبدأ فيه الفطام: فليس هُناك قاعدة معينة تحدد العُمر الذي ينبغي فيه تقديم الأطعمة المكثفة، الوقت الأفضل لإعطاء الأغذية التكميلية للأطفال الذين يرضعون من الثدي هو أنه من الأفضل إدخال الوجبات التكميلية قبل بلوغ الطفل شهره الرابع ولكن مع مراعاة عدم التأخير إلى ما بعد الشهر السادس في عمره.

لأنه من الممكن أن يؤدي إلى أن تزيد احتمالية مقاومة الرضيع عند تقديم الأطعمة الجديدة، ويمكن تقديم أصناف عديدة من الأطعمة قبل أن يصبح قادراً على المضغ شريطة أن تكون مهروسة مثل اللحم والخضروات والفواكه والحبوب والكاسترد والبطاطا المهروسة مع صلصة مرقة اللحم والموز المهروس مع الحليب والسكر والجبنة المبشورة أو الجزر المبشور.

ويبدأ الرضع بالمضغ عند بلوغهم 6 أو 7 أشهر ويمكن عندها تقديم التفاح المبشور الطازج (بدون القشرة واللب) والبسكويت والشوكولاته والخبز المحمص وبعض الأغذية الصلبة الأُخرى.

أسباب رفض الطعام خلال مرحلة محاولة فطام الطفل

1- كراهية الطعام المقدم بسبب مذاقُه أو مظهره.
2- إجبار الطفل على تناول الطعام رغم إرادته أو بسرعة لا مبرر لها.
3- الوجبة الشديدة السخونة أو أنه يتذكر وجبة سابقة شديدة السخونة وكانت قد آذت لسانُه.
4- يريد أن يتناول شراباً قبل الأكل.
5- لا يشعر بالجوع وربما لأنه متعب.
6- يشعر بالضيق لأن الحفاظ مبلل أو بسبب التسنين.
7- تقديم الطعام بكوب أو طبق غير المفضل لديه.
8- لا يسمح له أن يشارك بتناول طعامه.
9- يفضل استعمال الكوب غير الملعقة.

صعوبات للفطام تواجهها الأم أو الطفل وأساليب خاطئة تستخدم في الفطام

أ- كثرة بكاء الطفل وتجمع الحليب في الثدي وما يتسببُ به من آلام، ويسببها الفطام المفاجئ الكامل والذي هو صدمة نفسية بل سهم جامد توجهُهُ الأم لرضيعها ليسبب له أول صدمة نفسية وللأم الآلام جسدية وربما نفسية. الفطام الكامل والمفاجئ يُفقد الطفل أعز ما عندهُ، يفقده الحنان والأمان، فمتى قررت الأم الفطام، فالفطام التدريجي هو الطريقة المقبولة طبياً وواقعياً وإنسانياً.

ب- الفطام قد يكون سهلاً جداً عندما يكون نتيجة لانخفاض كمية الحليب عند الأم. فعندما يجف الحليب يخف تعلق الطفل بالثدي تدريجياً وخاصةً عندما يسد جوعُهُ بسرعة من خلال القنينة، وفي حال شعور الأم بآلام من خلال امتلاء الثديين بالحليب فلا بأس بإرضاع الطفل لمدة بضعة دقائق، وكلما خف المص كلما خف إدرار الحليب وفي حال الألم يمكن وضع كمادات أو ضمادات من الماء البارد أو الثلج بين وقتٍ وآخر والحمام الساخن مع التدليك يساعد على تخفيف الألم.

جـ- فترة الفطام تمتد من أيام حتى شهر، أحياناً وذلك حسب كمية الحليب وتاريخ البدء بالفطام.

د- إذا رفض الطفل القنينة أو الملعقة أو الطعام الجامد وأصر على تعلقه بالثدي فإن الحل الوحيد هو أن نشعره بالجوع وذلك بأن لا نقدم له إلا القنينة ويكون الفطام تدريجياً حتى يعود على ذلك.

هـ- هناك حالات نادرة خاصة عند الأطفال الذين بلغوا عُمراً مُتقدماً بعد 8 أو 10 أشهر تكون معها عملية الفطام صعبة وقد تضطر إلى اللجوء لمنع إعطاء حليب الثدي فجأة وبصورة جذرية وهذا ما لا يتمنى حدوثه ويُرجى تجنبه وعلى الأم أن تتبع برنامج التغذية الذي يشير به الطبيب.

و- تبدأ الأم بإعطاء طفلها بالقنينة منذ الشهر الرابع وإذا كان حليب الأم كافياً فلا يعطى القنينة بل يكتفي بما يصفه الطبيب من أطعمة للأطفال بواسطة الملعقة.

ز- يفضل أن لا تبدأ الأم بالملعقة قبل نهاية الشهر الثالث.

ح- لا فرق إن تم فطم الطفل من الثدي إلى القنينة أو الكوب ولكن تعتبر القنينة عمليَّة وسهلة أكثر.

ط- ما دام حليب الأم يكفي فلا داعي للقنينة بل يكفي الثدي ووجبات الملعقة.

ي- يمكن إعطاء القنينة بعد رضاعة الثدي عندما تشعر الأم بأن حليبها قد خف حقيقة.

ك- في حالة كان الطفل قد بلغ الثانية أو أكثر ولا زال متعلقاً بقنينة ويرفض الكوب فلا بأس لأنه سيترك القنينة يوماً ما وبالطبع قبل الذهاب إلى حضانة الأطفال، وفي حال رفض أخذ الكوب فلا بأس بأن تبدأ بتعويده على أخذ العصير والماء والحليب بالكوب وهكذا تدريجياً إلى أن يتعود.

ل- من الأفضل أن تستمر بتطهير القنينة أكبر وقت ممكن.

م- أسوء وقت للفطام خلال الصيف الحار أو خلال المرض وارتفاع الحرارة.

بعض الإرشادات والوسائل التي تساعد على تقبل الطفل للطعام

1- يجب أن تبدأ التغذية بنوع واحد من الأطعمة إلى أن يتعود الطفل على مذاقه وحتى تتأكد الأم من ملائمته له وسهولة هضمه.

2- إذا تبين أن الطفل لا يستسيغ هذا النوع، أو أنه لا يلائمه فيجب التوقف عن إعطائه له مؤقتاً واستبداله بنوع آخر ثم تقديمه له ثانية بعد أن يكون قد تعود على الأطعمة الأخرى.

3- يجب أن لا تقدم الأم للطفل أي طعام جديد إذا كان متوعكاً أو كان الطقس حاراً.

4- يجب أن لا تزيد كمية الطعام في بادئ الأمر عن ملعقة شاي واحدة تزداد تدريجياً في الأيام التالية وتترك للطفل حرية ما يأخذه منها، وأن لا يجب على أكثر مما يريد حتى لا يتحول الإفراط في الطعام إلى عادة يصعب التخلص منها.

5- ليس هناك قاعدة محددة عن موعد إعطاء وجبة الغذاء الإضافي فيمكن إعطائها قبل الرضاعة أو أثنائها أو بعد الانتهاء منها. ولكن الأفضل أن تعطى على أثر الانتهاء من الرضاعة عندما تكون شدة جوع الطفل قد قلت. وبعض الأطفال الذين يرفضون التغذية بالملعقة كثيراً ما يقبلونها إذا تمت التغذية في منصف الرضاعة أو بعدها.

6- يجب التوقف عن إعطاء النشويات (مساحيق من الحبوب وغيرها) إذا بدأ الطفل يميل للسمنة المفرطة، والاستعاضة عنها بالبروتينات والخضروات المهروسة.

ملاحظات مهمة

أفضل وقت لتشجيع الطفل على إطعام نفسه هو الشهر الخامس أو السادس أو عند ملاحظة الأم لأولى محاولاته، والتي تبدأ باعتراضه على إطعامها له بالملعقة ورفضه للطعام أو إمساك يدها أو الملعقة ومحاولة توجيهها لفمه.

ويعتبر هذا السلوك علامة مهمة على أن الطفل قد أصبح مستعداً لتعلم مهارة إطعام نفسه. ومن الخطأ البالغ أن تتجاهل الأم في هذه الرغبة أو أن تقاومها توهماً منها أنه ما زال صغيراً وغير قادر على إطعام نفسه.

على الرغم من أن عملية إطعام الطفل لنفسه قد تستغرق وقتاً طويلاً لإتقانها فيجب على الأم تشجيعها ـ ولو لدقائق معدودة ـ بمجرد ظهور بوادرها.

وحتى تتأكد الأم من حصوله على كل حاجته يمكنها الالتجاء لحيلة استخدام ملعقتين، فتعطيه واحدة منهما ليمارس بها محاولاته لإطعام نفسه، وتستعين بالأخرى على إطعامه أثناء انشغاله بمحاولاته.

اللعب بالطعام كوسيلة للتعلم

فترة تناول الطعام هي بالنسبة للطفل فرصة للعب والتعلم. والطفل عندما يقبض بيده على الطعام، أو يلقي بجزء منه على الأرض لا يفعل ذلك كنوع من الشقاوة، ولكنه في الواقع يسعى للتجربة والتعلم واللعب في نفس الوقت، وبالنسبة له فإن كل هذه الأشياء تعتبر جزءاً عن عملية تناول الطعام. والرد على هذا السلوك بالزجر أو رفع الطبق من أمامه لن يؤدي إلا لبكائه وتوتره وفقده لشهيت، ومن الأفضل أن نعمل على وقاية ملابسه بصدرية من البلاستيك وأن نتحلى بالصبر والمثابرة والتفهم.

ويتلاشى هذا السلوك تدريجياً في العام الثاني عندما يبدأ الطفل في تقليد سلوك الكبار ويصبح أكثر استعداداً لتقبل ملاحظات الآخرين والاستجابة لهم، وبعد أن يكون قد أشبع غريزة الفضول واللعب بالطعام. وأي محاولة لكبت هذا السلوك الغريزي في الطفل قد يعمل على عودته وظهوره ثانية، وخاصة عندما يبدأ حياته المدرسية.

العوامل النفسية ورفض الطفل للطعام

قد يكون رفض الطفل للأغذية الصلبة وإصراره على العودة لزجاجة الحليب والأطعمة اللينة ناجماً عن حالة نفسية. كالغيرة من مولود جديد أو القلق والتوتر لعدم وجود الأم باستمرار (الأم العاملة) أو غير ذلك من أساليب الحرمان العاطفي.

السمنة المبكرة وأضرارها

يؤدي الإفراط في الطعام للسمنة، فالسمنة المبكرة للطفل تظل ملازمة له بعد ذلك، إذ أن الإفراط في الدهنيات والنشويات يؤدي لزيادة عدد وحجم الخلايا والأنسجة الدهنية، ويستمر نشاط تلك الخلايا وحاجتها للدهنيات والنشويات خلال مراحل النمو المختلفة. والطفل السمين يكون أكثر تعرضاً للعدوى والنزلة الشعبية من الطفل الطبيعي، ولن يضر الطفل السمين حذف إحدى وجباته والاستعاضة عنها بعصير الفواكه أو الحليب المخفف بالماء.

ما يمكن أن يقدم للطفل خلال فترة الفطام

– 4 أشهر:  يمكن إضافة اللبن الرايب، سيريلاك في حالة عدم كفاية حليب الأم.
– 5 أشهر:  شوربة من الخضار المهروس (المصفى) كمصدر للحديد في حالة عدم كفاية حليب الأم.
– 6 أشهر:  كبدة الدجاج تقدم مع شوربة الخضار المهروس (المصفاة) في حالة عدم كفاية حليب الأم.
– 7 أشهر:  صفار البيض.
– 8 أشهر:  يستطيع الطفل المضغ فيمكن تقديم البسكويت، المعكرونة، الأرز، البقول المهروسة (المصفاة).
– 10 إلى 12 شهراً: يمكن إعطاؤه بالإضافة إلى ما سبق حليب طبيعي، وعموماً عندما يصل الطفل إلى عمر سنة فإنه يستطيع أن يأكل أي شيء تأكله العائلة ولكن يجب تقديمه إما مهروساً أو مقطعاً قطعاً صغيرة.

– اعتباراً من الشهر السادس يحتاج الطفل إلى وجبات غذائية غنية بالحديد كما أن الطبيب سيصف له المقويات الحاوية على الحديد، التي يجب إعطاؤها للطفل بصورة منتظمة.

– يحتاج إدخال الأطعمة الإضافية إلى الصبر والمثابرة فإذا رفض الطفل الوجبة علينا بالاستمرار في المحاولة حتى يعتاد عليها.

– يعتبر الفطام المفاجئ، أي حرمان الطفل من حليب الأم كلياً دون تهيئة مسبقة، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الرضيع بحالات الإسهال المتكررة، والالتهابات المعوية التي تؤدي إلى سوء التغذية.

– تجنب إعطاء الطفل الشاي وخاصة مع الوجبات أو بعدها مباشرة لأنه يعيق امتصاص الحديد.

– عند اللجوء للرضاعة الاصطناعية يجب غلي الماء ثم تبريده قبل استخدامه، وغلي الزجاجة قبل تحضير وجبة الحليب لفترة كافية وذلك لوقاية الطفل من الأمراض.

– إذا أصيب الطفل بالإسهال يجب الاستمرار في الإرضاع الطبيعي مع إعطائه أملاح تعويض السوائل حسب إرشادات الطبيب.

– يجب اختيار الغذاء المناسب للطفل إذ أن إعطاءه الأغذية الإضافية قبل الشهر الرابع يعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بالإسهال، كما أن التأخر في إعطائها بعد الشهر السادس يؤدي إلى سوء التغذية.

دليل عام لبرنامج تغذية الأطفال

من الولادة لغاية نهاية الشهر الأول من العمر

– رضاعة من الأم (6 وجبات يومياً).
– ماء مغلي ومبرد بين الوجبات وخاصة في أشهر الحر (ليس شرب الماء ضرورة حتمية).

خلال الشهر الثاني من العمر: (6 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– نصف ملعقة صغيرة عصير برتقال تمزج بنفس المقدار من ماء مغلي مبرد تخفيفاً لطعمه ويرفع المقدار يومياً وبالتدريج.

خلال الشهر الثالث من العمر: (6 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– ملعقة كبيرة من الأرز المطحون الجاهز يمزج بماء سبق غليه أو مع حليب أو مع عصير البرتقال ويعطى مرتين يومياً.

خلال الشهر الرابع من العمر: (5 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– وجبة واحدة من شوربة الخضار (ملء فنجان قهوة) في الأسبوع الأول ويضاف إليها الخضار المسلوق والمطحون أو الحبوب الجاهزة مثل سيريلاك في الأسبوع الثاني وما بعده.
– يمكن البدء بتقديم صفار البيض المسلوق (وليس البياض) ابتداء من نصف ملعقة صغيرة وتزداد الكمية بالتدريج.
– موز ناضج ومهروس مع القليل من عصير البرتقال أو يمكن تقديم تفاح أو أجاص مسلوق بكمية تبدأ من ملعقة كبيرة وتزداد تدريجياً.

خلال الشهر الخامس من العمر: (5 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– يعطى وجبة من الخضار المسلوق والمطحون (مثل البطاطا، الجزر، الكوسا، البازيلاء، والفاصوليا) ويمكن خلطها مع الحبوب الجاهزة.
– يعطى وجبة كسترد أو مهلبية.

خلال الشهر السادس من العمر: (5 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– يضاف إلى وجبة الخضار قطعة لحم حمراء أو قطعة دجاج أو كبدة (مسلوقة ومهروسة).
– وجبة كسترد أو مهلبية أو بسكويت مذاب بالحليب.

خلال الشهر السابع والثامن من العمر: (5 وجبات يومياً)

– رضاعة من الأم.
– نفس وجبات الشهر السابق ولكن تعطى اللحمة أو الدجاج أو الكبدة مفرومة.
– يمكن إعطاء الفاكهة مبشورة وإضافة عناصر جديدة في الأكل مثل الخبز والجبنة الطرية غير المملحة أو الصفراء أو اللبنة مع قليل من الزيت.

العمر من 9-12 شهر، يمكن تطبيق البرنامج التالي:

الفطور:

– حليب + بسكويت ويمكن تغيير طعم الحليب بإضافة الشاي أو الكاكاو.
– بيضة مسلوقة في البداية وبعدها نصف مسلوقة أو ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين من الجبنة والخبز.
– موزة ناضجة أو ملعقة صغيرة من المربى أو العسل أو الجيلو.

وجبة مساعدة: عصير فواكه أو بسكويت أو حليب.

الغداء:

– ملعقتان كبيرتان من الأرز أو المعكرونة مع القليل من الزبدة.
– وجبة خضار مسلوق مع اللحمة المفرومة.
– مهلبية أو جيلو أو موزة أو برتقالة.

وجبة مساعدة:

– حليب مع النشا أو مع الأرز أو مع البسكويت أو لبن مع التفاح أو الموز.

العشاء:

– يمكن إعطاء نفس وجبة الغداء ولكن بدون لحمة.