معنى الفطام
يعتبر الفطام مهما لكل من الطفل والأم، ليس فقط جسديا، بل عاطفيا ونفسيا أيضا، فالأم التي تعتاد إرضاع طفلها طبيعيا قد تشعر بالاكتئاب قليلا بعد التوقف عن الرضاعة، وكأنها قد افتقدت بعضا من صلتها الشديدة بطفلها، من الأفضل تدريج عملية الفطام قدر المستطاع، فالفطام يجب ألا يحدث فجأة؛ حيث يمكن للأم إرضاع طفلها مرة أو مرتين يوميا حتى يتم عامه الثاني.
وتبدأ عملية الفطام الطبيعية عند تقديم الأطعمة الصلبة للطفل ابتداء من الشهر الرابع إلى السادس، وتتم تدريجيا على مدار الشهر السادس إلى ثمانية عشر شهرا، حسب حالة الطفل والأم.
الفطام من الثدي إلى الزجاجة
كم من الوقت يجب أن يتم إرضاع الطفل طبيعيا؟ يعد هذا القرار شخصيا، فالمزايا العضوية للبن الثدي تكون ذات قيمة كبيرة للطفل في البداية، ولكن مع نمو الطفل لا يكون له أية فائدة، أما عن المزايا النفسية والعاطفية له فلا تنتهي عند أي عمر محدد. إذا كان الثدي يدر كمية معقولة من اللبن، فابدئي الفطام تدريجيا، استعدي للفطام قبلها بأسبوعين على الأقل؛ وابدئي أولا بمنع رضعة يوميا – الرضعة التي يكون فيها ثديك أقل امتلاء باللبن – وأعطيه الزجاجة بدلا منها، ودعيه يتناول القدر الذي يرغب فيه سواء أكان كبيرا أم صغيرا، وانتظري يومين أو ثلاثة أيام حتى يعتاد ثديك على هذا التغيير، ثم امنعي رضعة أخرى واستبدلي بالرضعة الثانية زجاجة يوميا، ومجددا، انتظري يومين أو ثلاثة أيام وامنعي رضعة أخرى من ثديك، وبالتالي سيصبح الطفل الآن معتادا على رضعتين من ثديك فقط ورضعة زجاجة في المرة الثالثة التي سيرضع فيها من ثديك، من المحتمل أن تضطري إلى الانتظار من ثلاثة إلى أربعة أيام في كل مرة قبل منع آخر رضعتين، وعندما تتضايقين من امتلاء ثديك، يمكنك استخدام شافطة الثدي لعدة دقائق أو اعتصار بعض اللبن عند أخذ حمام دافئ لتخفيف الضغط عليه.
مثلما تعد الرضاعة الطبيعية ممارسة مشتركة بينك وبين طفلك، فإن الأمر كذلك مع الفطام، إذا تضايق طفلك بشدة من الفطام، فربما لا يكون التوقيت ملائما، وستحتاجين إلى التمهل في تنفيذه أو تأجيله لشهر والمحاولة مجددا.
إذا رفض الطفل الزجاجة
إن الطفل في شهره الرابع – أو الأكبر من ذلك – الذي لم يعتد بشكل منتظم على الزجاجة، قد يرفضها تماما. لذا، حاولي لمدة أسبوع تقديم الزجاجة له مرة أو مرتين يوميا، قبل إرضاعه طبيعيا أو تقديم الأطعمة الصلبة، لا تجبريه على الزجاجة، ولا تجيعيه، وخذي الزجاجة بعيدا عنه إذا رفضها، وأعطيه باقي وجبته من ثديك، ربما يغير رأيه في الأيام القليلة القادمة.
إذا واصل طفلك إصراره على رفض الزجاجة، فامنعي رضعة ما بعد الظهيرة من ثديك تماما، وراقبي إذا كان ذلك سيعطشه بشكل كاف كي يحاول تناول الزجاجة في وقت مبكر من المساء، إذا ظل عنيدا، فمن المحتمل أن تضطري إلى إعطائه ثديك لأنه سيكون ممتلئا وسيضايقك، ولكن، واصلي منع رضاعة ما بعد الظهيرة لعدة أيام، فقد يقبل الزجاجة اليوم التالي حتى ولو رفضها في البداية.
أما الخطوة الثانية، فتكمن في محاولة منع كل الرضعات الطبيعية الأخرى على مدار الأربع والعشرين ساعة، وتقليل كمية الأطعمة الصلبة حتى يشعر الطفل بالجوع إلى حد ما – أو عدم تقديمها على الإطلاق، ويمكنك استخدام شافطة حليب الثدي أو اعتصار اللبن يدويا لتقليل الضغط على ثديك وشعورك بعدم الراحة.
إذا اضطرتك الحاجة إلى سرعة الفطام
تتمثل أبسط طرق فطام الطفل سريعا في تحضير اللبن الصناعي على مدار الأربع والعشرين ساعة، وتقسيم كميته في الكثير من الزجاجات وكأن الطفل يرضع طبيعيا، فيتم إعطاء الطفل زجاجة في كل رضعة – بعد الثدي – مع تركه يتناول الكمية التي يرغب فيها سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، ويتم منع الرضعات الطبيعية الأولى عندما يكون ثديك أقل امتلاء، وبعدها بيومين، امنعي الرضاعة الطبيعية عندما يكون ثديك أقل امتلاء، توقفي عن إرضاعه الرضاعات الطبيعية الباقية؛ حيث يتم منع رضعة كل يومين أو ثلاثة أيام، إذا كان لبن ثديك يقل تدريجيا، وبدت على طفلك علامات عدم الرضا، فمن الأفضل تقديم رضعة زجاجة واحدة في كل مرة.
نادرا ما تتوقف الأمهات عن الرضاعة الطبيعية فجأة، فاعتصار اللبن يدويا يخفف من الألم، ويمكنك تقليل مرات اعتصاره تدريجيا على مدار العديد من الأيام، تجنبي تناول الأقراص التي تجفف اللبن؛ لأنها غالية الثمن، ولها آثارها الجانبية، بل وغالبا ما يترتب عليها تأثير عكسي يزيد من الضغط على الثديين.
الفطام من الثدي إلى الكوب
بعد تسعة أشهر أو اثني عشر شهرا، قد يكون من الأيسر فطام الطفل عن الثدي ليبدأ استخدام الكوب والامتناع عن الزجاجة تماما، ويبدأ معظم الأطفال في إظهار علامات تدل على انخفاض احتياجهم للرضاعة في ذلك التوقيت، فيتوقفون عن الرضاعة عدة مرات أثناء إرضاعهم ويعبرون عن رغبتهم في اللعب؛ إلا أنهم قد يضطرون للعودة إلى الرضاعة من الثدي، ومع تشجيع الأم، يتعلم الطفل كيفية الحصول على المزيد من اللبن من الكوب، ليتم إطعامه كليا في أسابيع قليلة من الكوب دون أي علامات دالة على حرمان أو ندم، على الجانب الآخر، هناك الكثير من الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعيا ويردن إعطاءهم الكوب بعد إتمام عامهم الأول على الأقل أو حتى العامين، ولا بأس في ذلك أيضا.
من المفيد أن تبدأ الأم بتقديم القليل من اللبن الصناعي أو أي عصير آخر من الكوب عندما يتم الطفل شهره السادس، حتى يعتاد على الكوب قبل أن يصبح عنيدا للغاية ويرفضه، عندما يتم طفلك شهره التاسع، شجعيه على الإمساك بالكوب بنفسه، وإذا كان يرضع لفترات قصيرة، فقد يكون مستعدا للفطام التدريجي، لذا، قدمي له كوبا في كل وجباته، مع زيادة الكمية المتناولة كلما أفصح عن استعداده للمزيد، ولكن استمري في إرضاعه طبيعيا في نهاية الوجبة، بعد ذلك، امنعي رضعة واحدة من رضعاته اليومية، شريطة أن تكون هذه الرضعة هي الأقل اهتماما من جانبه، وأعطيه فقط الكوب، وعادة ما تكون هذه الرضعة في وقت الإفطار أو الغداء، وفي خلال أسبوع، امنعي رضعة طبيعية أخرى، إذا بدا الطفل مستعدا، وفي الأسبوع التالي، امنعي الرضعة الأخيرة، الجدير بالذكر أن معدل تقدمه في الفطام لا يكون ثابتا، فإذا كان طفلك في فترة يعاني فيها من آلام التسنين أو المرض، فقد يرغب في العودة إلى الرضاعة قليلا؛ وهذا أمر طبيعي وليس به أي مشكلة فيما يخص ما اعتاد عليه.
عند فطام الطفل تدريجيا، لن تكون هناك مشكلة بالنسبة لثدي الأم؛ إلا أنه سيكون ممتلئا بشكل غير مريح في أي وقت، وبالتالي، ستحتاج الأم إلى اعتصار اللبن يدويا لمدة خمس عشرة أو ثلاثين ثانية لتخفيف الضغط عليه.
ستفاجأ الكثير من الأمهات بصعوبة إنهاء هذه الرابطة العاطفية مع الطفل، مما يدفعهن إلى تأجيل الفطام أسبوعا بعد أسبوع، وأحيانا ما تخشى الأم التوقف عن الرضاعة تماما؛ لأن طفلها ليس معتادا على تناول الكمية نفسها من الكوب مثل الثدي، مما يسهم بدوره في تأجيل الفطام لأجل غير مسمى، لذا، من الأفضل إيقاف الرضاعة بمجرد حصول الطفل على أربع أوقيات (115 جراما) في المتوسط من الكوب في كل وجبة أو إجمالي اثنتي عشرة أوقية (340 جراما) يوميا، وبعد إيقاف الرضاعة، من المحتمل أن تزداد الكمية التي يتناولها الطفل من الكوب حتى تصل إلى إجمالي ست عشرة أوقية (455 جراما) أو أكثر، وهذا عادة ما يكفي بالنسبة للأطعمة الأخرى التي يتناولها.