التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الفوضى لدى الأطفال

دعهم يتسخون أحيانا

الأطفال يحبون أن يتسخوا، وهو شيء جيد بالنسبة لهم، فهم يعشقون أن يحفروا في الرمل والتراب ويخوضون في الوحل ويلعبون بأيديهم في مياه المغسلة، ويرغبون أيضا في التدحرج فوق الحشائش واللعب بالطين بأيديهم. وعندما نتيح لهم الفرصة للقيام بهذه الأشياء الممتعة فإننا بذلك نغذي روحهم ونصنع منهم أشخاصا يمتلكون مشاعر أكثر دفئا، فالتأثير الإيجابي لتلك الممارسات على الأطفال لا يختلف عن تأثير الموسيقى الراقية أو الحب على الكبار.

أما الأطفال الصغار الذين يتلقون تحذيرات قوية من أن يلطخوا ملابسهم أو يتسببوا في الفوصى، وهؤلاء الأطفال الذين يتبعون هذه التحذيرات بإخلاص سوف يمنعون من ممارسة الأشياء التي يستمتعون بها ويتشككون بها. وإذا أصيب هؤلاء الأطفال بالخجل من الاتساخ والخوف منه فيمكن أن يصبحوا حذرين أيضا بطرق أخرى قد تمنعهم من أن يكبروا ويترعرعوا ليصبحوا أشخاصا محبين للحياة يتصرفون بحرية، ويمتلكون مشاعر دافئة كما كان مقدرا لهم.

أنا لا أعني هنا أنك يجب أن تسمح لأطفالك على الدوام أن يقوموا بأي نوع من الفوضى يعجبهم، ولكن عندما يكون عليك أن توقفهم فلا تحاول أن تخيفهم أو تثير اشمئزازهم، ولكن حاول أن تقترح عليهم بديلا عمليا أكثر. فإذا كان أطفالك يرغبون في اللعب في الطين وهم يرتدون ملابسهم الأنيقة فاجعلهم يغيرون ملابسهم ويرتدون ملابس قديمة أولا. وإذا عثروا على فرشاة قديمة ورغبوا في أن يدهنوا المنزل فاملأ لهم دلوا من الماء بدلا من الطلاء، واجعلهم يقومون بطلاء مخزن الحطب أو بلاطات أرضية الحمام.

الفوضى بأرجاء المنزل

بمجرد أن يكبر الأطفال ويصير بإمكانهم إحداث الفوضى يكون بإمكانهم أيضا أن يتعلموا كيف ينظمون تلك الفوضى. في البداية يكونون بحاجة إلى كثير من المساعدة ثم بعد ذلك يستطيعون أن يقوموا بجزء كبير من هذه المهمة بأنفسهم. والطفل الذي يترك وراءه مكانا فوضويا ربما تعلم أن هناك شخصا آخر، أمه مثلا، يقوم بتنظيفه، فهو بحاجة لأن يسمع بوضوح ما هو متوقع منه، وأن تظل تلك التوقعات على مستوى ثابت. وهناك طفل آخر يكون حائرا ومرتبكا ويحتاج لأحد يساعده على تنظيم المهمة وتقسيمها إلى مراحل يمكنه القيام بها: «في البداية ابحث عن كل المكعبات الخشبية وضعها بعد ذلك في الصندوق الخاص بها».

إذا رفض الأطفال تنظيف وترتيب ما أحدثوه من فوضى، فمن المنطقي أن يفقدوا ميزة استخدام الألعاب التي تركوها مبعثرة لبضعة أيام. إذا كنت قد قمت بتخزين العديد من ألعاب طفلك فسيكون هناك ببساطة ألعاب أقل مبعثرة في الأرجاء.

وإذا قمت بتخزين ألعابه لفترات أطول فسوف يتعامل مع الألعاب التي كانت في الخزانة على أنها «جديدة»، ولذا ستكون متعته بها أكبر لفترة من الوقت.

الغرفة الفوضوية

إن الأمر يختلف تماما عندما نأتي إلى غرفة نوم الطفل. إذا كان الطفل لديه غرفة خاصة به، فمن الأفضل له أن يكون مسئولا عنها. ومن وجهة نظر الأبوين ربما يعني ذلك التغاضي عن مستوى عدم النظام الذي قد لا يكون مقبولا في الأماكن العامة بالمنزل. فطالما أن الغرفة ليس بها حشرات ضارة ولا أشياء قد تتسبب في اندلاع الحرائق ولا تحفل أرضيتها بالكثير من الأشياء بصورة تجعل السير مستحيلا، فلن يكون هناك أحد متضرر من عدم النظام بها سوى من يسكنها. فعندما يكون على الطفل دائما أن يعثر على سرواله المفضل أو زوج متشابه من الجوارب فسوف يتعلم في النهاية أن يضع الأشياء في مكانها.

تسليم زمام المسئولية إلى الطفل لا يعني أنه ليس بإمكانك أن تذكره برفق من حين إلى آخر بأن عليه ترتيب غرفته، أو حتى تعرض عليه المساعدة. فبعد أن تصل الفوضى إلى مستوى معين يعجز الكثير من الأطفال عن الوصول إلى النقطة التي يبدءون منها، ولكن هذه المشكلة تخص طفلك، ولذا يجب أن يكون هو أيضا صاحب الحل.