التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

الفيتامينات، الالياف والصويا | تقليل خطر مرض القلب – ج8

رغم أنّ اختصاصيي الطب قد عرفوا قيمة بعض الفيتامينات منذ سنين عديدة، ما زال هناك الكثير منها مجهولا. ولقد استقصى الباحثون تأثيرات العديد منها في الصحة القلبية.

النياسين

يصف الأطبّاء أحيانا جرعات كبيرة من النياسين (الفيتامين B3) لمساعدة المرضى على تحسين مستويات الدهون في دمهم؛ كما يمكن أن ينقص النياسين كولستيرول LDL السيئ وثلاثيات الغليسيريد ويرفع كولستيرول HDL الجيد. ولقد أظهرت الدراسات أنّ النياسين يمكن أن يبطئ – وحتى يقلب – ترقّي كبر اللويحات في شرايينك عندما يستعمل مع أدوية أخرى تساعد على إنقاص الكولستيرول وقوت مخصّص لتحسين الصحة القلبية وتمارين؛ ولكنّ الجرعات اللازمة عادة للحصول على هذه التأثيرات (أكثر من 1000 مغ عادة) تستلزم استعمال النياسين كدواء وليس كفيتامين. كما يبدي النياسين بالجرعات التي تزيد على 2000 مغ تأثيرات جانبية خطيرة يمكن أن تشتمل على أذية الكبد وارتفاع سكّر الدم والضربات القلبية غير المنتظمة. أما الجرعات البالغة 50 مغ فيمكن أن تؤدّي إلى التبيّغ والصداع والمعص Cramp والغثيان؛ ولذلك، لا بدّ من استشارة الطبيب عند التفكير بزيادة جرعة النياسين.

كيف يؤثر حمض الفوليك والفيتامين B6 والفيتامين B12 في الهوموسيستيين؟

الهوموسيستئين Homocysteine ناتج ثانوي طبيعي لاستعمال جسمك للبروتين؛ ولقد أثبتت دراسات كثيرة العلاقة بين المستويات المرتفعة من الهوموسيستئين في دمك وزيادة خطر داء الشرايين الإكليلية.

يؤثّر غذائك بقوّة في مستويات الهوموسيستئين – لا سيّما تناول حمض الفوليك والفيتامينين B6 و B12 حيث يساعد على تقويض الهوموسيستئين في جسمك؛ ومع أنّ مكمّلات حمض الفوليك والفيتامين B6 ينقصان مستويات الهوموسيستئين، غير أنّ حمض الفوليك يقوم بذلك بفعالية أكثر؛ كما ينقص الفيتامين B12 الهوموسيستئين إذا كان هذا الفيتامين ناقصا فقط عندك.

ورغم أنّ ذلك مشجّع، لم تبد الدراسات حتى الآن أنّ المعالجة بالفيتامينات لإنقاص مستويات الهوموسيستئين تؤدي إلى نقص الخطر بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية؛ ومع ذلك، إذا كنت في خطر مرتفع، يمكن أن تكون مضطرا لاتباع غذاء عام يضمن مدخولا كافيا من حمض الفوليك والفيتامينين B6 و.B12

يمكن أن تحصل على مقدار كاف من هذه الفيتامينات من الحصص المناسبة لمختلف الخضار والفواكه والبقول ومن الكميات الصغيرة من الدجاج والسمك واللحم البقري؛ ويكون الكثير من حبوب الفطور مدعّما بهذه الفيتامينات أيضا.

المصادر الجيّدة لحمض الفوليك والفيتامينيين B6 وB12

حمض الفوليك: الخضراوات الورقية الخضراء والحمضيّات وعصير الفواكه والبقول (مثل العدس والبازلاّ المجفّفة والفاصوليا).

الفيتامين B6 (يدعى البيريدوكسين أيضا): الحبوب (القمح) الكاملة (لكن غير المدعّمة) والحنطة والخبز والسبانخ والفاصوليا الخضراء والموز.

الفيتامين B12 (يدعى الكوبالامين أيضا): يوجد بشكل طبيعي في المصادر الحيوانية فقط (اللحم، السمك، البيض، الحليب).

الطعام مقابل المكملات

لقد أصبح استعمال المضافات الغذائية – لا سيّما الفيتامينات والمعادن والأعشاب – موضع خلاف كبير؛ فهناك الملايين من الذي يتناولون المكملات لأسباب مختلفة، بما في ذلك تعزيز الصحة والوقاية من المرض. وللأسف، ليس هناك إثبات علمي واضح لأي من فوائد معظم هذه المكملات؛ وبما أنّ هذه المكملات ليست أدوية، لا تشترط الجهات المسؤولة اختبارات لرصد كفاءتها أو محتواها أو سلامتها.

تبدي بعض المكملات الغذائية أملا واعدا بتعزيز الصحة القلبية، لكن ما يزال المحكّمون في أمرها بعيدين عن معظمها.

المكملات الغذائية: الحد الأدنى

تذكّر أنّ الناس يأكلون الأطعمة بكاملها وليس المكمّلات؛ وربّما يفضّل جسمك استعمال العناصر الغذائية بالتراكيز والتوليفات الموجودة في الطعام بكامله؛ وكلّما كان قوتك منوّعا، زاد احتمال الاستفادة من العناصر الغذائية اللازمة.

إذا كنت تفكّر بتناول المستحضرات الغذائية، ناقش ذلك أولا مع طبيبك؛ فبعض المكمّلات ثبت عدم سلامتها، بينما يمكن أن يؤثر بعضها الآخر في أفعال الأدوية التي تتناولها.

الألياف

يعتقد الخبراء أنّ بعض المكوّنات الطعامية يمكن أن تنقص خطر إصابتك بداء الشرايين الإكليلية. ومن هذه المكوّنات الألياف القوتية؛ فعندما تأكل الألياف كجزء من قوت ضئيل بالدهون والدهون المشبعة، يمكن أن تساعدك الألياف على إنقاص كولستيرول الدم.

تربط الدراسات على الأعداد السكّانية الكبيرة بين الأغذية الغنيّة بالكربوهيدرات المعقّدة والألياف وبين نقص معدّلات الوفيات الناجمة عن داء الشرايين الإكليلية وبعض الأمراض المزمنة.

يطلق مصطلح الألياف الغذائية Dietary Fibers على عدّة أجزاء من النباتات التي لا يستطيع جسمك هضمها، حيث تمرّ معظم الألياف القوتية عبر جسمك من دون تغيير؛ وعندما تعبر الألياف جسمك، تؤثّر في طريقة هضم الجسم للطعام وامتصاصه للعناصر الغذائية.

هناك كثير من الحديث عن دور الألياف في الوقاية من ضروب مختلفة من الأمراض أو معالجتها، بما في ذلك داء الشرايين الإكليلية (التاجية) وداء السكر والسرطان؛ وفي حين أن الألياف ليست دواء سحريا، لكنها جزء مهم من حميتك.

يتمثّل الصنفان الرئيسيّان للألياف في الألياف الذوّابة والألياف غير الذوّابة؛ ولكل صنف خصائصه الخاصّة وهو جزء من القوت الصحّي. ويمكن أن تساعد الألياف الذوّابة على إنقاص كولستيرول الدم ومستويات سكر الدم والحدّ من خطر النوبة القلبية؛ كما يعتقد الباحثون أنّ استهلاك الألياف غير الذوّابة يمكن أن ينقص خطر المرض القلبي. وتساعد الألياف أيضا في الوظيفة السوية للأمعاء وفي تجنّب البواسير Hemorrhoids وداء الرتوج Diverticulosis (جيوب متعدّدة تبرز خارج الجدار القولوني).

تشتمل الأطعمة الغنيّة بالألياف الذوّابة على نخالة الشوفان Oat Bran ودقيق الشوفان Oatmeal والفاصوليا والبازلا ونخالة الرز والفواكه الحامضة (الحمضيّات) والفراولة ولب التفاح؛ ويمكن أن تجد الألياف غير الذوّابة في الخبز الكامل (الأسمر) وحبوب الحنطة والراي (الجودار) Rye والرز والشعير ومعظم النباتات المنتجة للحبوب الأخرى والكرنب والبنجر (الشمندر) Beets والجزر وبراعم البروسيلBrussels Sprouts واللفت والقنبيط وقشرة التفّاح؛ وباختصار، يكون من المهم تناول مجموعة واسعة من الأطعمة الغنيّة بالألياف.

الصويا

تكون معدّلات الأمراض القلبية الوعائية وبعض أنواع السرطانات منخفضة في المجتمعات التي يشكّل الصويا فيها المصدر الرئيسي للبروتين؛ وما تزال الأبحاث على دور الصويا مستمرة، وتبدو النتائج واعدة.

تبدي الأدلّة المتزايدة أنّ الإيزوفلافونات – وهي إستروجينات نباتية موجودة في الصويا – قد تكون ذات تأثيرات في جسمك تشبه كثيرا تأثيرات هرمون الإستروجين البشري. وترى الأبحاث أنّ تناول أونصة (30غ) من بروتين الصويا في اليوم يمكن أن ينقص العناصر الثلاثة الهامة لشاكلة الشحميّات لديك بنسبة %10 تقريبا: الكولستيرول الكلّي وكولستيرول LDL الضار وثلاثيات الغليسيريد؛ كما يمكن أن يساعد الصويا على تحسين كولستيرول HDL المفيد لديك.

يرى الباحثون أن البروتينات في الصويا يمكن أن تغيّر مستويات بعض الهرمونات في جسمك، مما قد يؤدي بدوره إلى التقليل من تركيب الكولستيرول عن طريق الكبد.