التصنيفات
الغذاء والتغذية

الفيتامينات والمعادن: مقدمة

المحتويات إخفاء

يحتاج الجسم إلى كمية صغيرة من الفيتامينات إذا ما قورن باحتياجاته من البروتينات أو الكربوهيدرات. وبالرغم من ذلك فهناك عدد كبير من الناس لا يحصلون على كفايتهم من تلك الفيتامينات، إما لأنهم لا يأكلون الأطعمة المناسبة وإما بسبب بعض المشكلات في عملية الامتصاص من الأمعاء.

تؤثر بعض الفيتامينات على الصحة، ومع ذلك فكثير من الناس يعزون مشكلاتهم الصحية إلى صيرورة الحياة أو التقدم في العمر… وحينما يأخذ هؤلاء الناس المكملات الغذائية من الفيتامينات، يكتشفون كيف أن هذه العناصر الغذائية قد حَسَّنت من صحتهم بشكل مثير.

ما الفيتامينات، والمعادن؟

إذا سألت أحد العلماء أن يفسر لك معنى الفيتامينات، سيقول لك إنها مركبات عضوية (تحتوي على ذرات كربونية)، وتعزز في الحقيقة، جميع عمليات الكيمياء الحيوية في الجسم. في حين يعطي هذا التعريف البسيط فكرة خاطئة عن الدور الضخم والمفعول واسع الطيف الذي تقوم به بالنسبة للصحة. على سبيل المثال يحتاج إلى فيتامين (ج) لتكوين الجلد، وجميع الأنسجة الأخرى، بجانب حاجة الجهاز المناعي إليه من أجل تأدية وظيفة سوية. إن جسمك لا يستطيع صنع معظم الفيتامينات، على الأقل بالكميات الكافية لاحتياجاته، وبالتالي لا بد من الحصول عليها إما من الغذاء أو من المكملات الغذائية.

على عكس الفيتامينات، تعتبر المعادن عناصر بسيطة، ويعني ذلك أنه لا يمكن تحويلها إلى مركبات أبسط منها.. وبالرغم من ذلك، فإن المعادن التي تلعب دوراً في التغذية توجد غالباً في شكل مركبات متحدة مع أشياء أخرى، مثل سترات الكلسيوم وبيكولينات الكروم Chromium picolinate، والعديد من المركبات المعدنية الأخرى. وحتى نبسط الأمور، يمكن النظر إلى الفيتامينات والمعادن، وكأنها مكونات أساسية في وصفة غذائية.. وفي هذه الحالة هذه الوصفة من أجل تعزيز الصحة. بشكل أساسي تحتاج إلى الفيتامينات والمعادن من أجل النمو، ومن أجل الحصول على الطاقة، ومحاربة المرض، وإصلاح وترميم الأنسجة المتأذية، وباختصار من أجل الحفاظ على صحة سوية. إضافة إلى ذلك، تؤثر على مسار الجينات بشكل ايجابي.. لا تحتاج في واقع الحال إلى كميات كبيرة من معظم الفيتامينات مثلما تحتاج إلى البروتينات أو الكربوهيدرات على سبيل المثال.. وبالرغم من ذلك فكثير من الناس لا يحصلون على كفاياتهم من هذه المواد الغذائية الهامة.

الفيتامينات الأساسية الثلاث عشرة مقسمة إلى مجموعتين، إحداهما تتكون من فيتامينات ذوابة في الماء، وهي يجب أن تؤخذ يومياً، وذلك لسرعة طرحها من الجسم. هذه المجموعة تضم فيتامين (ج)، وعائلة فيتامين (ب) المركب.

أما المجموعة الثانية فتتكون من الفيتامينات الذوابة في الدهون، ويستطيع الجسم تخزينها لأسابيع أو حتى عدة أشهر، وتضم هذه المجموعة (أ، د، ه، ك).

من ناحية أخرى هناك عناصر غذائية شديدة الشبه بالفيتامينات، رغم عدم الاعتراف بها رسمياً ضمن مجموعة الفيتامينات، ولكن لها وظائف مشابهة. من ضمن هذه المواد الغذائية، العامل كيو 10، وحمض ألفا ليبويك، وبيتا كاروتين، وكاروتينويدات أخرى، وكويرسيتين Quercetin، وفلافونويدات Flavonoids أخرى.

الفيتامينات تحقق لك الكثير

تقوم الفيتامينات بعمل كثير نحو صحتك سواء كنت شاباً أو كهلاً، ذكراً أم أنثى، تقوم بمجهود عضلي شاق، أم تقوم بعمل مكتبي مريح، فإن الفيتامينات تلعب دوراً مدهشاً بالنسبة لصحتك..

ماذا تفعل الفيتامينات في الجسم

تبدأ الفيتامينات وتعزز جميع عمليات الكيمياء الحيوية في الجسم التي تلعب دوراً هاماً في الصحة والحياة

أولاً وقبل كل شيء، تعتبر الفيتامينات مواد غذائية أساسية للوظيفة الطبيعية للجسم.. ويمكنها أن تقلل من احتمالات خطورة إصابتك بالكثير من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب، والسرطان، وداء الزهيمر، والتهاب المفاصل.

ثانياً يستعمل كثير من الأطباء الفيتامينات لعلاج الكثير من الأمراض.. على سبيل المثال، وجد الكثير من الدراسات التي أجريت على البشر (وليس على حيوانات التجارب)، أن إعطاء فيتامين (ه) كمكمل غذائي، خفض بشكل مثير خطورة الإصابة بداء الشريان الإكليلي. دراسات أخرى أظهرت أن فيتامين (ج) يقلل أعراض نزلات البرد، والأنفلونزا إلى الثلث، ومعنى ذلك أن فيتامين (ج) سيقلل من فترة المرض يومين على الأقل.

هناك دراسات أخرى أيضاً، أظهرت أن تعاطي الفيتامينات بوفرة، سيقلل من خطورة حدوث الداء السكري، والتهاب المفاصل، وأنماط كثيرة أخرى من السرطان.. ولا يحتاج الأمر إلى التأكيد أن كل فرد يفضل الصحة على المرض، وهذا ما تفعله الفيتامينات تماماً، الإبقاء على سلامتك وصحتك.

أحد الأشياء التي تثير الدهشة من تعاطي المكملات الغذائية من الفيتامينات هو ما لاحظه الأطباء ذوو التوجه الغذائي في المعالجة، وأطلقوا عليه “الفوائد الجانبية side benefits”، وهو عكس ما يحدث أثناء تعاطي العقاقير تماما ويدعى “آثار جانبية ضارة side effects”.. لقد وجد هؤلاء الأطباء مرة تلو الأخرى إن إعطاء المكملات من الفيتامينات من أجل علاج حالة معينة مثل التهاب المفاصل يؤدي إلى فوائد غير متوقعة مثل تحسين المزاج أو تنظيم النوم.

غالباً ما تعدل الفيتامينات المشكلات الصحية

كثير من الناس الذين يبدؤون في أخذ المكملات من الفيتامينات، سريعاً ما يكتشفون أنهم استطاعوا أن يصححوا أو يعدلوا من مشكلات صحية صاحبتهم لمدة طويلة من الزمن.. على سبيل المثال، أعطى الباحثون الإنجليز فيتامين (ه) الطبيعي (800-700 وحدة دولية / يومياً) إلى الرجال والنساء الذين أصيبوا بنوبة قلبية.. وبعد ثمانية عشر شهراً، لوحظ أن الأشخاص الذين تناولوا فيتامين (ه) حدث لهم نوبات أقل بمعدل 77% من الذين أخذوا مادة غُفل placebo (مادة عديمة الفاعلية).

وحدة دولية، ميلي غرام، ميكروغرام IU، mg. Mcg

كلها وحدات قياسية إما لفاعلية الفيتامين (IU) أو وزنه (mg.، mcg).. وهي مقادير صغيرة جداً.

وهذا مثل آخر مع الدكتور أبرام هوفر MD و Ph.D، من فيكتوريا بكندا.. كان هذا الطبيب يصف ضمن علاجه لمرضى السرطان في المراحل الأخيرة، كمية كافية من الفيتامينات والمعادن فائقة القدرة.. بدأ ذلك منذ عدة سنوات مضت أثناء محاولته علاج حالات الاكتئاب والقلق المرافق للسرطان.. وجد الدكتور هوفر أن 30% من المرضى في بداية الإصابة (وبالتالي الاستعمال المديد من المكملات من الفيتامينات والمعادن) عاشوا على الأقل عشر سنوات أطول من المرضى الذين استعملوا الأدوية النمطية للسرطان فقط.. وهذا يعتبر نجاحاً باهراً.. على هذا الأساس نستطيع أن نجيب بكل ثقة، أن الفيتامينات يمكن فعلاً أن تعدل أو تصحح كثيراً من الأمراض الخطيرة.

الفيتامينات مهمة للأصحاء أيضاً

تستطيع الفيتامينات والمعادن بكل تأكيد تصحيح الكثير من الأضرار التي تصيب الأنسجة، وتعدل أو تبطئ من مسار الأمراض. ولا يحتاج الأمر إلى أن تكون خبيراً في الأغذية لتعرف أن الوقاية خير ألف مرة من العلاج، والسبب في غاية البساطة، أن تعكس حدثيات المرض أصعب من منع حدوثها أصلاً

يمكنك أن تمنع – أو على الأقل تنقص من خطورة – حدوث المرض، وذلك بأكل طعام غني بالخضروات والفواكه، وكذلك بممارسة الرياضة، وأخيراً بإضافة مكملات من الفيتامينات والمعادن. وإذا كنت تتمتع بصحة جيدة الآن، فربما يتطلب الأمر عدة سنوات قبل أن ترى منافع الفيتامينات.. ولكن مع مرور الأيام، قد تلاحظ أن العلل لا تصيبك بنفس الوتيرة التي تنال من غيرك الذين لا يأخذون الفيتامينات والمعادن.. ربما تلاحظ أن مستوى الكولستيرول، ومعدل ضغط الدم لا يرتفعان كما يحدث عند غيرك، وأنك لا تشعر ربما مثلهم بالأوجاع والآلام..

هل تعتبر الفيتامينات ينبوعاً للشباب؟

ربما تكون كذلك.. وقبل أن ترفض تلك الفرضية، فكر فيما يحدث للجسم في أيام الشيخوخة.. إن حالة الشيخوخة ما هي إلا نتيجة الأذية التي تحدث لجزء من 100 تريليون خلية تُكوِّن الجسم. هذه الخلايا تصبح أقل كفاءةً في أداء وظائفها، فالقلب في حالة الشيخوخة لا يضخ الدم بنفس الفاعلية التي كان يعمل بها في أيام الشباب، والمعدة في أيام الشيخوخة لا تهضم الطعام بنفس الكفاءة كما في السابق، والجلد في الشيخوخة يصبح مرهلاً مجعداً.. الخ.

تعمل الفيتامينات وكأنها شمعة إشعال، تقدح شرارة الطاقة للخلايا، وتحميها من الأذية والضرر. إن الفيتامينات تدعم مئات النشاطات البيولوجية لخلايا الجسم، وبعملها ذاك تجعل هذه الخلايا تعمل وكأنها خلايا فتية نشيطة.. وقد أظهر العديد من الدراسات أن إعطاء مكملات غذائية من الفيتامينات يزيد من مأمول الحياة.. بل إن بعض المكملات من الفيتامينات لها مفعول مجدد للشباب عند حيوانات التجارب، وقد يكون لها نفس المفعول بالنسبة للبشر.

ليست الفيتامينات مشابهة للعقاقير

قد يبدو أن الفيتامينات والعقاقير متشابهة، ولكنها في الحقيقة مختلفة، فالفيتامينات ليست عقاقير.. إنها مواد طبيعية توجد في الطعام، وتعمل عن طريق دعمها للعمليات البيولوجية الطبيعية.. وبسبب بعض العادات الغذائية السيئة (مثل الاعتماد على مأكولات جاهزة سيئة، أو التحديد السيء لكثير من الأطعمة المهمة)، فإن كثيراً من الناس لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامينات.. لقد وجدت الدراسات العلمية أن كثيراً من الناس لا يستهلكون الكميات المناسبة من فيتامين (أ)، و (ج) و (ه)، بالإضافة إلى مواد غذائية أخرى.

على عكس الفيتامينات، فإن العقاقير تعمل على منع العمليات الطبيعية في الجسم، وغالباً ما تعمل هذه العقاقير كمادة كيميائية قوية تغير شيئاً ما، على سبيل المثال، لا يحدث لديك صداع بسبب نقص الأسبيرين. ولكن هناك تقارير علمية تظهر أن نقص فيتامين ب يمكن أن يترافق مع صداع الشقيقة.. مثل آخر، يتعلق باستعمال الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الخمج ببعض الفيروسات الخطيرة، فقد تكون هذه العقاقير شديدة السمية، في حين إعطاء فيتامين (ج) يُنبه نشاط الخلايا المناعية في الجسم لمحاربة مثل هذه الأخماج.

استعمال الفيتامينات أمين جداً

استعمال المكملات الغذائية من الفيتامينات أمين جداً. يوجد فيتامينان فقط (أ) و (د) قد يمثلان بعض الخطورة، إذا أخذا بكميات كبيرة، لأن الجسم يخزنهما. رغم ذلك فمن غير المحتمل أن يأخذ الناس جرعات زائدة منهما، بل إن الأكثر شيوعاً هو أن كثيراً من الناس لا يأخذون كفايتهم من هذين الفيتامينين.

بشكل عام، من المهم اتباع إرشادات الاستعمال الموجودة على الزجاجات المحتوية على هذه الفيتامينات التي توصى بالعادة بالكميات المسموح بها يومياً (RDA) Recommended Dietary Allowance من فيتامين (أ) (5000 وحدة دولية يومياً)، وفيتامين (د) (400 وحدة دولية يومياً). ولكن أحياناً قد يحتاج الأمر إلى زيادة هذه الجرعات.. على سبيل المثال، ذكرت دراسة حديثة نشرت في مجلة New England Journal of Medicine، أنه لوحظ عوز شائع لفيتامين (د) بين الناس الذين يبدو أنهم يأخذون الكمية المسموح بها من الفيتامين.

الفيتامينات أكثر من كونها عوامل مساعدة فقط

في وقت ما اعتقد الأطباء والباحثون أن الفيتامينات ما هي إلا عوامل مساعدة تعمل على تحفيز العمليات الكيميائية في الجسم. وهذا هو تعريف العوامل المساعدة كيميائياً..

لكن الأبحاث الحديثة وسّعت الأفكار المتعلقة بالفيتامينات وعدلتها.. إن الوحدات المكونة للجسم ومواده الكيميائية ما هي إلا عناصر غذائية مثل البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والمعادن، والفيتامينات.. وبمعنى من المعاني، يمكن القول إن الفيتامينات تساعد في تماسك خلايا القلب، والرئتين، والجلد، والدماغ، وأعضاء أخرى.. يحتاج الجسم إلى الفيتامينات أيضاً من أجل صنع الإنزيمات، والهرمونات والطاقة وتجديد الخلايا (مثل خلايا الجلد والدم)، بل يحتاج إلى الفيتامينات من أجل تكوين (الدنا DNA)، الذي تتكون منه المورثات (الجينات).

إن آخر الأبحاث عن الفيتامينات أظهرت أن الفيتامينات تحمي الجينات من التضرر والأذية، وهي التي تُشغِّل الجينات “المفيدة”، وتوقف الجينات “السيئة”.. ومن المعروف أن سلامة الجينات مهمة جداً لأنها تؤثر على الصحة بشكل عام، وتقلل من خطورة السرطان. باختصار، تساهم الفيتامينات في مساعدة الجسم على أداء وظيفته بشكل سوي، ودعم الصحة، ومنع المرض..

إنك لا تحصل على كفايتك من الفيتامينات من الطعام

كلنا نسمع أن الشعب الأمريكي هو أكثر شعوب الأرض في الحصول على كفايته من الطعام، بل يقال عن هذا الشعب إنه مفرط في تناول الطعام، وربما يُعلِّل ذلك أن ثلثي الشعب الأمريكي يعاني من زيادة الوزن أو البدانة. هذه الحالة تشير إلى عدم توازن شديد في التغذية، وغالباً ما يكون نقص الفيتامينات أحد مشكلات عدم التوازن.

أحد أسباب نقص الفيتامينات هو أن كثيراً من الناس لا يختارون نوعية الغذاء السليمة والمفيدة.. الخضروات والفواكه غنية بشكل خاص بالفيتامينات، وتوصي المؤسسات الصحية أن يتناول الناس ما بين (5-3) حصص منها يومياً.. ولكن كثير من الدراسات الإحصائية أظهرت أن (32-9%) من الشعب الأمريكي – (وهو الأكثر بين العالم في حصوله على الغذاء) – يتناول خمس حصص من الخضروات والفواكه، بمعنى آخر (91-68%) من الشعب الأمريكي لا يأكل هذه الكمية.. والسبب في ذلك أن الناس هذه الأيام يميلون إلى تناول المأكولات السريعة مثل البيرجر Burgers. والشاورما، والدجاج المقلي تحت الضغط، والمشروبات الغازية ذات الأحجام الكبيرة، وتركوا المأكولات المفيدة كالسلطات، والبروكولي.. وهذه النوعية من الأغذية هي التي أدت إلى عوز في الفيتامينات..

من ناحية أخرى يوجد سبب آخر لتفسير عدم حصول الناس على كفايتهم من الفيتامينات، هو التغير الذي حدث في القرن الماضي على طريقة تجهيز الأطعمة.. ففي القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، كان الناس يأكلون خبزاً مصنوعاً من الحبوب الكاملة، والغنية بالفيتامين (ه). ولكن في بدايات القرن العشرين حدثت تغيرات في تصنيع الدقيق، حيث عزلت القشور من الحبوب وبقي النشا فقط.. وبالتالي فإن الخبز الأبيض المصنوع من هذا الدقيق (الطحين) فقد الكثير من عناصره المفيدة ومنها بعض الفيتامينات.. وحتى حينما دُعِّم الدقيق ببعض هذه العناصر فإن ما فقد أكثر بكثير مما أضيف.

بجانب ذلك.. بعد نضوب التربة من كثير من المعادن، حَدّ ذلك من مقدرة النباتات على إنتاج الفيتامينات، واستعمال السماد الصناعي (بعد استعمال السماد العضوي)، لم يحل هذه المشكلة. ومنذ عدة سنوات مضت، وجد الباحثون في وزارة الزراعة الأمريكية أن استعمال السماد النتروجيني التقليدي، قلل من مستويات فيتامين (ج) من المحاصيل الزراعية بمقدار الثلث تقريباً. هناك خسارة أخرى للعناصر الغذائية تتعرض لها تلك المحاصيل نتيجة التخزين، ووسائل النقل، وربما أثناء التجهيز أو الطبخ.. وبناءً على كل ذلك، فحتى مع حسن النوايا، فمن الصعب هذه الأيام الحصول على الغذاء الذي يحتوي على عناصره كاملة.

الطعام الشائع الاستعمال ليس جيداً

وجدت الإحصاءات التغذوية أن نصف الأمريكيين يستهلكون أقل من (50 مغ)، و (25%) منهم يستهلكون أقل من (39 مغ) من فيتامين (ج) يومياً، وهو أقل من الكمية الموصى بها، وهي حوالي (90 مغ) يومياً.. ووجد بعض الدراسات الأخرى أن نصف السكان يستهلكون (950 وحدة دولية) من فيتامين (أ) يومياً (19% مما يوصى به)، ويستهلكون (4 وحدات دولية) يومياً من فيتامين (ه) (حوالي 18% مما يوصى به يومياً) أو أقل..

هذا الشيء ينطبق على كثير من العناصر الغذائية الدقيقة الأخرى، مما يعني أن عدداً كبيراً من الناس لا يحصلون ببساطة على كفايتهم من هذه الفيتامينات.. وقد يكون الأمر أسوأ إذا ما علمنا أن الكميات الموصى بها (RDA) هي أرقام محافظة، وأن الاحتياجات المثلى ربما تكون أكثر مما يوصى به..

من جانب آخر، هناك مشكلة ثانية، حتى لو افترضنا أن الغذاء يحوي كل احتياجات الجسم من فيتامينات وغيرها، فقد تكون المشكلة في عدم امتصاص هذه المواد من الأمعاء بسبب خلل فيها. بجانب ذلك هناك أشياء كثيرة تتعارض مع عملية الامتصاص الطبيعية.. على سبيل المثال، الغذاء المحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم (ملح)، يقلل من امتصاص الكلسيوم. والطعام الغني بالحبوب يقلل امتصاص فيتامين (د)..، وأحياناً هناك مجموعة من الناس لديها مشكلات وراثية تمنعها من استقلاب بعض الفيتامينات.

بعض الناس في حاجة إلى كمية أكبر من الفيتامينات

إن فكرة الكمية اليومية الموصى بها ربما تكون مخادعة.. ويقول وليام روجر PhD بوجهة نظر أخرى نشرها عام 1950، إن كل إنسان فريد من ناحية “كيميائيته الحيوية” يعتبر الدكتور ويليام أحد أهم الباحثين في مجال الفيتامينات في القرن العشرين..

تعني فرضية “أن الإنسان فريد من ناحية الكيميائية الحيوية” أن كل واحد فينا له خصوصيته التي تميزه من الناحية الغذائية، والتشريحية والوراثية.. الخ. وتماما كما يختلف كل منا عن الآخر في المظهر الخارجي، فإننا نختلف داخلياً، حيث يحتاج كل منا إلى كمية مختلفة من الفيتامينات المتنوعة، فبالنسبة لفرد ما قد يكون
(100 مغ) من فيتامين (ج) كافياً لاحتياجاته اليومية، فقد يحتاج فرد آخر إلى (3000 مغ) يومياً.

تنشأ هذه الاختلافات من خصوصية كل فرد فينا وراثياً، وكذلك من ظروف مختلفة أثناء وجودنا في الرحم، وأثناء نمونا خارجه. على سبيل المثال، تأخذ المعدة شكلا وأحجاماً مختلفة بين الناس، وبعض الناس ينتجون إنزيمات هاضمة أكثر من غيرهم، وتختلف قدرة الامتصاص تبعاً لنوعية هضم الطعام.. وربما تكون الاختلافات بسيطة من حيث الشكل، ولكنها قد تكون لها تأثيرات كبيرة على الصحة، ونسبة خطورة حدوث الأمراض.

خلاصة الكلام، أن كل فرد فينا يحتاج إلى الفيتامينات والمعادن، ولكن هذه الاحتياجات تختلف في كمياتها باختلاف الأفراد، ولا يصح تعميم كمية واحدة من أي نوع من الغذاء لتناسب الجميع.

هل تناول 100% من الكمية الموصى بها كفاية

إن الكمية الموصى بها يومياً Recommended Daily Allowance (RDA) هي في الحقيقة معايير محافظة جداً للاحتياجات من الفيتامينات والمعادن… وقد وضعت في واقع الأمر لكي تقي الفرد من معظم أمراض العوز الخطيرة.. ولم يقصد بوضع الكميات المسموح بها يومياً (RDA) من العناصر الغذائية إلا كإرشادات تنظيمية للاحتياجات العادية من المواد الغذائية للوصول إلى صحة مثالية.

لقد وُضعت جداول للكميات الموصى بها يومياً (RDA) من قبل الحكومة المركزية، وذلك بالنسبة للأشخاص الأصحاء، إلا أن الكثير من علماء التغذية البارزين يتساءلون فيما إذا كان معظم الأمريكيين يعتبرون في عداد الأشخاص الأصحاء، وبالتالي تنطبق عليهم توصيات جداول الكمية المسموح بها يومياً (RDA) من العناصر الغذائية.

لقد بين الباحث بول لاتشانس PhD من جامعة روتجرز، أن (30%) من الأمريكيين يدخنون، وعدد كبير منهم يتعاطون المشروبات الكحولية، وبعضهم يعاني من الداء السكري، وارتفاع مستويات الكولستيرول، ومن ارتفاع ضغط الدم.. وفي مقال حديث في مجلة Journal of American Medical Association، ذكر أن (45%) على الأقل من الأمريكيين يعانون من أحد الأمراض المزمنة على الأقل.. ويقول لاتشانس في مجلة “المراجعات الغذائية Nutrition Review”: “بعد عمر الخامسة والأربعين، لا يكون معظم الناس في صحة تامة بالمعنى الحرفي للكلمة، ويمكن اعتبار القليلين منهم على أنهم لا يعانون مشكلة مزمنة أو حادة “.

على سبيل المثال يعتبر الفيتامين ب 6، وحمض الفوليك، وفيتامين (ه) من العناصر الهامة لصحة القلب.. لقد أوضحت دراسة أجريت من قبل باحثين في جامعة هارفارد أن حمض الفوليك وفيتامين ب 6 يحمي القلب من أمراض الشرايين الإكليلية.. إلا أن الكميات التي تعتبر أكثر نفعاً في هذا المجال عبارة عن ثلاثة أضعاف أو أكثر من الكميات الموصى بها، (RDA).. وبشكل مشابه، وجد أن فيتامين (ه) من أكثر العناصر وقاية للقلب من الأمراض إذا أخذ بكمية (400 وحدة دولية)، وهي أكثر من 18 ضعف الكمية الموصى بها (RDA).

هناك أبحاث علمية كثيرة تدعم أهمية الفيتامينات بالنسبة للصحة، وهي أكثر حتى من الأبحاث التي أجريت على كثير من العقاقير.. تنشر المجلات في المتوسط (600-500) دراسة عن فيتامين (ه) وحده، وعدداً مماثلاً تقريباً عن الفيتامين (ج).. ويكاد ينشر حوالي (5000) بحث عن الفيتامينات في المجلات الطبية والعلمية.. وعلى مدى الخمس عشرة سنة الماضية نشر حوالي (150000) دراسة عن الفيتامينات، ونصف هذه الدراسات كانت في التسعينات من القرن العشرين.

لو دققت في هذه الأبحاث، ستلاحظ اتجاهين أساسيين – بغض النظر أن هذه الدراسات أجريت على البشر أو الحيوان أو الخلايا – الاتجاه الأول يقول إنه مع وفرة الفيتامينات والمعادن، تتوفر دائماً الصحة، أما الاتجاه الآخر فيقول إنه كلما قَلّت هذه العناصر الغذائية الهامة فإن ذلك يتصاحب دائماً تقريباً مع المرض.

في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، حينما بدأت مجموعة من الأطباء تستعمل الفيتامينات لمعالجة الأمراض، لم يكن أحد منهم يفهم في الحقيقة كيف تعمل هذه العناصر الغذائية، ولكن في أيامنا هذه، ازدادت معلومات الباحثين عن الفيتامينات، على سبيل المثال، عُرف أن الفيتامين (ه) يساعد الجهاز القلبي الوعائي، عن طريق الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، والتقليل من الآثار المخربة للكولستيرول، وعن طريق إحصار نشاط المواد المحرضة للمرض.

الفيتامينات تحمي الجسم من الجذور الحرة

الجذور الحرة جزيئات مضرة بالصحة، تدفع بأنسجتنا إلى الشيخوخة، وتؤدي إلى المرض.. ولتتحمل معنا بعض السطور التي تبدو تقنية وتخصصية، ولكنا سنحاول تبسيطها من أجل فهم الموضوع.. كل شيء في جسمنا مكون من ذرات، وهذه الذرات هي أصغر الجزيئات الموجودة في المواد الطبيعية، سواء حية أو غير حية.. وحول كل نواة ذرة توجد جسيمات تسمى الالكترونات تدور حول مركزها، بنفس الطريقة التي تدور فيها الكواكب حول الشمس.. ففي الحالة الطبيعية توجد الالكترونات في شكل أزواج، فإذا فقدت الذرة إحدى الإلكترونات – (أو اكتسبت واحدة زيادة عما لديها) – يقال عن هذه الذرة إنها أصبحت جذراً حراً Free radicals.

الجذور الحرة Free radicals

هي الكترونات حرة تنتج في الجسم، وفي وجود ملوثات مثل تدخين السجائر.. تشارك الجذور الحرة في كل الأمراض تقريباً

يقال عن الذرة إنها “جذرٌ حرٌ” لأنها تعبث في محيطها بشراسة بحثاً عن رفيق لها، وإذا استطاعت أن تقتنص الكتروناً (أو تعطي الزائد لديها)، لذرة أخرى في مركب داخل الخلية، فإنها تعطل المركب وتؤذي الخلية. وحيث إن الأكسجين الذي نتنفس هو مصدر معظم الجذور الحرة، بالتالي فإن التخريب الذي تحدثه الجذور الحرة يسمى أحياناً “أكسدة”..

إن الأكسدة بالجذور الحرة هو الذي يسبب صدأ الحديد، وتزنخ الزبدة. وبالرغم من أن الجذور الحرة موجودة في تلوث الهواء، وتحدث أثناء التدخين، وبسبب استخدام أشياء سيئة أخرى، فإنها تتكون أيضاً أثناء حرق الجسم للغذاء من أجل الحصول على الطاقة. إن الجذور الحرة ذات قوة هائلة، وقد يصنعها الجسم من أجل القضاء على الجراثيم.. من ناحية أخرى يشكل التعرض لمدة طويلة لأشعة الشمس الجذور الحرة، وربما يفسر ذلك تجعد الجلد عند المهووسين بالتعرض للشمس.

يمكن تشبيه الجذور الحرة بحجارة الدومينو، حين يتكون أحدها فإنه يساعد في تكون جذر حر جديد، ويستمر هذا الشلال حتى يأتي واحد من الفيتامينات المضادة للأكسدة ويوقف هذا التيار.

الإنقاذ عن طريق مضادات الأكسدة

مضادات الأكسدة هي الوجه الآخر من عملية الجذور الحرة، لأن هذه المركبات تعادل أو تبطل مفعول هذه الجذور الحرة.. يعمل كثير من الفيتامينات والعناصر الغذائية المشابه لها كمضادات أكسدة، وبعملها هذا تحد من الأذية التي تحدثها الجذور الحرة.. يعتبر فيتامين (ه) وفيتامين (ج) من مضادات الأكسدة، وكذلك بيتا كاروتين، وليوتين، والعامل كيو 10، وحمض ألفا ليبويك.

مضاد الأكسدة Antioxidant

هي مجموعة من الفيتامينات والمواد الأخرى التي تستطيع أن تعطي الالكترونات إلى الجذور الحرة فتبطل مفعولها المخرب للأنسجة.. يعتبر فيتامين (ه)، وفيتامين (ج) من مضادات الأكسدة القوية

أنت في حاجة إلى أكثر من مضاد واحد للأكسدة

سيستفيد جسمك إذا أخذت نوعاً من مضادات الأكسدة كواحد من المكملات الغذائية مثل فيتامين (ه) أو فيتامين (ج). ولكن ستكون الفائدة أعم وأشمل إذا أخذت مجموعة من مضادات الأكسدة.

لقد وجد الباحث آل تابيل من جامعة كاليفورنيا، أن اختيار طيف واسع من مضادات الأكسدة يكون أشد نفعاً من اختيار واحد أو اثنين بجرعات كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن تبتلع ملء كفك من الحبوب أو المحافظ المحتوية على هذه المركبات. وحتى تستطيع الإقلال من الخطورة طويلة الأمد للإصابة بالمرض، يجب أن تأخذ كوكتيل من 10-4 من مضادات الأكسدة المختلفة.. وإذا كنت فعلاً تأخذ الآن مجموعة من الفيتامينات فائقة الفاعلية فأنت بالفعل تأخذ كمية كافية من مضادات التأكسد.

لقد وصف ليستر باكر PhD هذا التعاضد بين مضادات الأكسدة المختلفة تحت اسم شبكة مضادات الأكسدة.. كثير من هذه المركبات مثل فيتامين (ه) وفيتامين (ج) والعامل كيو 10 والجلوتاثيون يعمل بالتعاضد بعضها مع بعض كفريق متآزر. ويجب أن تتذكر أن الفيتامينات لا تعمل جميعها كمضاد أكسدة.

ماذا عن أخذ جرعات ضخمة من الفيتامينات؟

ماذا تعني الجرعة الضخمة من الفيتامينات؟ علماء التغذية، الذين عادة ما يكونون محافظين حينما يتعلق الأمر بالمكملات، ينزعون إلى القول بأن أي كمية فوق الجرعة المنصوح بها يومياً (RDA) يمكن اعتبارها جرعة ضخمة mega dose.. إلا أن النزعة في مجال الأبحاث في التغذية هي التوصية بجرعات أكبر بكثير من الجرعات الموصى بها يومياً (RDA)، يعتقد عدد متنامٍ من الباحثين والأطباء أن جرعات من الفيتامينات تعادل ثلاثة أضعاف ما هو موصى به يومياً (RDA) تعتبر هي الجرعات المثالية. على سبيل المثال، في إحدى التجارب التي أجراها مارك ليفين PhD في المعهد القومي للصحة في ميريلاند، وجد أن (200 مغ) من فيتامين (ج) يومياً – (حوالي ضعف ما هو موصى به يومياً RDA) – هي الكمية المثلى اللازمة للشباب الأصحاء.. إلا أن دراسة ليفين لم تنظر إلى النساء أو المرضى وهم يمثلون نصف السكان، ولم تتضمن الدراسة أيضاً المدخنين، أو الواقعين تحت ظروف من الشدة، وبالتالي تساهل جداً في تحديد جرعة مثالية لهذه الفئات.

كثير من الأطباء الآخرين الممارسين، لمسوا نجاحات واضحة بمعالجة مرضاهم بما يطلق عليه الجرعات الضخمة megadoses من الفيتامينات، من هؤلاء الممارسين هيوف ربوردان من كنساس الذي أجرى اختبارات مخبرية ليقرر بكثير من الدقة أن المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة من الفيتامينات، تتحسن حالاتهم تبعاً لوصف مكملات من هذه الفيتامينات.. استعمل روبرت كاتكارت MD من كاليفورنيا كميات كبيرة من فيتامين (ج) (وبعض الفيتامينات الأخرى والمعادن)، لمرضى مصابين بأخماج شديدة من نزلات البرد والأنفلونزا إلى الإيدز.

لماذا لا يتزايد أعداد الأطباء الذين يصفون الفيتامينات

في الحقيقة هناك تزايدٌ في أعداد الأطباء الذين يصفون المكملات من الفيتامينات. على سبيل المثال في مسح حديث تم على أطباء القلب، وجد أن (44%) منهم يتناولون مضادات أكسدة في حين أن 37 % فقط منهم يوصي بهذه المركبات إلى مرضاهم. من ناحية أخرى فإن الكثير من الأطباء لا يرون في الفيتامينات نوعاً من العلاج.. وكما يقول ريتشارد كونين MD من سان فرانسيسكو إن العناصر الغذائية هي أكثر المحركات لكيميائية الجسم.

بعض الأطباء الآخرين، مثل بيتر لانجسجون MD، وهو اختصاصي في أمراض القلب في تكساس يشير إلى أن شركات الأدوية هي التي تشكل الوعي التعليمي للطبيب بعد تخرجه من كليات الطب، وهذه الشركات تسوق لمنتجاتها من الأدوية وليس للبدائل الطبيعية رخيصة الثمن.. ولقد وجد كثير من الدراسات أن الأطباء يميلون إلى وصف ما يسمعون عنه أكثر من غيره، تماماً كالشاري العادي يذهب لشراء البضائع التي روِّج لها، أكثر من غيرها.

هل الزيادة في استعمال الفيتامينات هدر لها

هناك بعض الأطباء لا يؤمنون إطلاقاً بفائدة استخدام مكملات من الفيتامينات، وبعضهم يقول إن أخذ كمية زائدة من الفيتامينات ما هو إلا هدر لثمنها، وضياعه في البالوعات مع البول.. ولكن ذلك تعليق غير جدي وجدل عقيم.

لا يمكن أن نرد على هؤلاء الأطباء بنفس منطقهم ونقول إن شرب زجاجة غالية الثمن من النبيذ سيطرح أيضاً مع البول، وأكل شريحة غالية من اللحم سيأخذ الجسم منها جزءاً ويطرح الباقي في البراز، فهل يعني ذلك أنه يجب أكل وشرب أرخص الأطعمة والمشروبات؟

إن الجسم لن يستطيع أن يمتص (100%) من أي طعام أو أي مواد غذائية تستهلكها، ولو كان يحدث ذلك لما ذهبت أبداً إلى دورة المياه.. إن ما يمتصه الجسم حقيقة جزء بسيط نسبياً مما تأكله، وهذا ينطبق أيضاً على الفيتامينات الموجودة في الطعام. حينما تأخذ جرعات كبيرة من الفيتامينات، فإن امتصاصها يصبح أقل كفاءة، ولكن إجمالاً ستمتص كمية أكبر مما لو تناولت كمية صغيرة منها… على هذا الأساس لا تلقِ كثير اهتمامك لهذا النوع من النقد.

حاول التواصل مع طبيبك

إن الأطباء ذوي الاهتمام بالتغذية سينصحون مرضاهم في العادة أن يستشيروا أطباءهم إذا أرادوا أن يستعملوا الفيتامينات في علاج مرض معين.. وهذه نصيحة جيدة.. إلا أن كثيراً من المرضى لا يتبعونها، والسبب في ذلك أنه ربما يكون من الصعوبة أن تجد طبيباً يهتم بذلك..

نتيجة لذلك فإن كثيراً من الناس يلجؤون في النهاية إلى علاج أنفسهم بالفيتامينات، وقد لا يكون في ذلك – في واقع الأمر – أي بأس. فاستعمال الفيتامينات آمن جداً – (على سبيل المثال الفيتامينات أكثر أماناً من الأسبيرين، الذي يستعمله كل الناس دون وصفة من طبيب) – فإذا كنت تعاني من مرض خطير مزمن، فإن أقل ما يمكن عمله، هو أن تعلم طبيبك أنك تتناول بعض الفيتامينات، حتى ولو كان هذا الطبيب لا يؤمن بفائدة استعمال الفيتامينات.. وربما تندفع وتقول لطبيبك إنك تنوي أخذ بعض الفيتامينات، إلا إذا كان لديه ما يقنعك بعدم تناولها

ترجمة وإعداد: الدكتور سيد الحديدي