التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

القواعد العامة للنظافة وتعقيم المياه لدى الرضع خلال التغذية الاصطناعية

مع تعدد مصادر المياه وتنوع استعمالها، تبرز عدة عوامل يتوجب أخذها في الاعتبار؛ إن لجهة مصادر المياه (ينابيع، مياه جوفية، مياه الشتاء المجمعة، مياه الآبار المغلقة، المياه المعدنية المعبئة في عبوات جاهزة للاستعمال..)؛ أم لناحية استعمالها (للشرب، الاستعمال المنزلي، الري الزراعي..)؛ ما يستوجب الانتباه والمراقبة الدقيقة من قبل الوزارات المسؤولة عن تامين المياه، ومياه الشفة خصوصاً، لأهمية تكريرها ومعالجتها قبل ضخها في شبكات التوزيع التي تدفعها إلى صنابير (حنفيات) البيوت؛ مع المراقبة الشديدة والدائمة للبنى التحتية لهذه القساطل، لعدم قربها من تمديدات المجاري للمياه المستعملة، أو أقنية المياه الآسنة أو المبتذلة، لئلا يحصل الاختلاط أو التسرب من المياه المستعملة الملوثة إلى قسطل مياه الشرب، أو عند تسرب المياه الآسنة من الحفر الصحية (خصوصاً في المناطق الجبلية) إلى مصادر الآبار الارتوازية التي تجر كذلك بالقسطل، أو تنقل إلى خزانات المنازل بواسطة الصهاريج.

ومع غياب الرقابة الصحية، تكوّن هذه المياه الملوثة المصدر الأساسي لانتقال الجراثيم مباشرة إلى المنازل، مشكلة السبب الرئيس للعدوى، وخصوصاً لدى الأطفال والأولاد، والرضع منهم تحديداً، نظراً لأن المياه، والتي هي صالحة للشرب، تحوي على نسبة محددة من الجراثيم يمكن للإنسان البالغ أن يتحملها، بعدما اكتسب المناعة ضدها مع العمر؛ بينما هؤلاء الأطفال لا يزالون في طور اكتساب المناعة تدريجاً، ما يوجب الانتباه الدائم للمياه لأن وضعهم في هذه المرحلة من العمر حساس وفائق الخطورة ومعرضون للإصابة السريعة، حتى ولو كانت كمية المياه الملوثة التي أُعطيت لهم قليلة وغير ذات أهمية بالنسبة إلينا.

بعد ما تقدم، من المهم والمفيد التذكير بقواعد النظافة العامة، بما يعود إلى سلامة المياه، والتأكد من مصادرها والقيام بتعقيمها قبل تقديمها إلى أطفالنا، «فلذات أكبادنا» وألا نفعل كمن يقدم السم في الدسم!

إرشادات ونصائح متبعة لحماية الأطفال من الأخطار الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها من خلال التغذية

ها نحن نستعرض بعض الإرشادات والنصائح المتبعة في معظم دول العالم المتطورة صحياً، لحماية الأطفال من الأخطار الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها (الإصابة بالإمراض الجرثومية، بكتيريا كانت أم فيروساً، طفيليات، أو فطريات)، من خلال التغذية. ونتوجه خصوصاً إلى الأمهات اللواتي يعتمدن الرضاعة الاصطناعية سبيلاً لتغذية أطفالهن، أي بواسطة القنينة التي تحوي محلول الحليب بالتوجيهات الآتية:

1. التصميم والتحضير النفسي، قبل الولادة، على الرضاعة من الثدي، لأنها السبيل الطبيعي والمفضل، للتغذية المتكاملة في بداية حياة الطفل والتي تؤمن الحماية من الكثير من الأمراض الجرثومية، ناهيك عن العلاقة النفسية والعاطفية التي تشد الأم إلى وليدها والعكس بالعكس؛ واكتسابه المناعة عند تناول حليبها، الطازج والمعقم والحاضر غب الطلب، بكمية وفيرة، في أي وقت وأي مكان.

2. الانتباه الدائم لاستعمال المياه الصالحة للشرب، أو المياه المعدنية المعقمة الجاهزة للتحضير الفوري لغذاء الطفل.

3. السهر الدائم على تعقيم المياه التي تذوب فيها بودرة الحليب المعلب، من خلال غليها على النار لمدة عشر دقائق وعدم الاكتفاء بتسخينها لأن ذلك غير كاف لتعقيمها (قتل الجراثيم)؛ أو الاستعانة بمحلول سائل معقم يضاف إلى الماء (عشر نقط لكل ليتر واحد من الماء).

4. القيام بتعقيم زجاجة الرضاعة، والحلمة المطاطية وحلقة الزجاجة بعد فرطها قطعة قطعة، وقبل كل وجبة، والعمل على غليها في وعاء معقم مخصص لهذه الغاية، أو القيام بنقعها في محلول معقم لمدة ساعتين من الوقت.

5. عدم استعمال مياه الحنفية لتحضير الحليب أو لغسل الزجاجة وتوابعها والاكتفاء بذلك دون تعقيم.

6. عدم ترك زجاجة الحليب المحضر للرضاعة عرضة للهواء الطلق منعاً لتعرضها للذباب (ناقل الجراثيم) أو الفساد، لا سيما أيام الصيف.

7. محاولة الاستغناء عن استعمال «اللهاية» وعدم غسلها  في حال وجودها  بمياه الحنفية، للوقاية من التقاط الجراثيم من خلال المياه غير المعقمة.

8. في حالات التنقلات أو الزيارات أو السفر بالسيارة، يستحسن التزود بعبوات المياه المعدنية المعقمة والجاهزة للاستعمال، خصوصاً أيام الصيف أو خلال الأوقات الحارة؛ حيث يتعرض الطفل لخسارة الماء عن طريق التعرق الزائد، ما يسمح بتعويض الكمية التي خسرها من خلال إعطائه جرعات قليله ومتكررة من الماء، منعاً لارتفاع حرارة جسمه الداخلية والوقاية من التجفاف.