التصنيفات
الغذاء والتغذية

الكبريت، السيليكون والفاناديوم

إن ما نعلمه عن هذه العناصر الثلاثة قليل نسبياً، ولكن ما يعرف هو أنها تلعب دوراً أساسياً بالنسبة للصحة. على سبيل المثال، يعتبر الكبريت أحد أكثر العناصر وفرة في الجسم، إلا أن معظم المراجع الطبية لا تناقش دوره.. رغم أنه بدون عنصر الكبريت تستحيل الحياة كلها.. ولكن لماذا تم تجاهله؟.. سيظل سراً لا يعرف.

الكبريت مهم للجلد، ولغير الجلد

يدخل الكبريت في تركيب بعض الحموض الأمينية، وكذلك الثيامين، والبيوتين، وحمض الليبويك، وبعض الهرمونات بما في ذلك الإنسولين.. لقد استعمل الكبريت على مدى آلاف السنين لمعالجة اضطرابات الجلد، مثل الأكزيمة، والصداف، ومازال يوصى بالحمامات الكبريتية للمرضى المصابين بهذه الحالات.

يعتبر الكبريت مادة مطهرة للجلد، ولكن تأثيره ألطف على البشرة.. لقد أقرت منظمة الغذاء والدواء (FDA) استعمال الكبريت في معالجة العُدّ (حب الشباب). كما أن الكبريت مادة آمنة جداً.. وإذا أردت استعماله فابحث عن المركب الذي يحوي على% 3 من الكبريت للحصول على أفضل النتائج، [قد يخفف من حب الشباب كل من فيتامين (هـ و أ) ومغذيات أخرى أيضاً].

لقد وجدت مستويات منخفضة من الكبريت عند الذين يعانون من التهاب المفاصل، وبعض الباحثين يعتقدون أن الأغذية الغنية بالكبريت يمكن أن تقلل من الآلام، والتورمات المصاحبة لالتهاب المفاصل.. إحدى الدراسات الحديثة التي نشرت في جريدة الروماتيزم الدولية Rheumatology International سنة 2000، وجدت أن الحمامات الكبريتية أطالت من مدة الفائدة التي اكتُسبت من التعرض للشمس والعلاج بالمياه المعدنية للبحر الميت (موجودة في محلات الطب الطبيعي).. في مجموع المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل المصاحب لداء الصداف.

يوجد شكل من مركبات الكبريت يسمى مثيل سالفونيل ميثان (MSM) Methyl-sulfonyl-methane اشتهر، وأصبح شائعاً في السنوات القليلة الأخيرة في شكل مكملات غذائية، وخاصة في التراكيب المستعملة في علاج المفاصل. لقد وجد ستانلي جاكوب MD من جامعة أوريغون في بورتلاند أن إعطاء (MSM) كمكمل غذائي، نافع جداً في تخفيف الآلام العضلية والمفصلية.. وكذلك حالة تسمى التهاب المثانة الخلالي – (وهي حالة التهاب في المثانة شديدة الإيلام) – وتبعاً لأقوال الدكتور جاكوب فإن مركب (MSM) يلطف أعراض التصلب الجلدي، وهي حالة مزمنة لمرض تنكسي يؤدي إلى تكوين ندبات في الجلد، وتليفات في المفاصل، وأذية للنسيج الضام.

السيليكون وافد جديد من المواد الصغرية

يحتاج إلى عنصر السيليكون من أجل النمو الطبيعي، وتكوين الكولاجين، وهي المادة الضامة (المادة الاسمنتية tissue cement) التي تربط الأنسجة بعضها إلى بعض كما في الجلد، والأظافر، بل وكل الأنسجة الأخرى في الجسم.. يساعد السيليكون أيضاً في تكوين الغضاريف، والعظام، وهو مساعد لتوضع المعادن (معدنة العظام).

أحياناً يطلق على السيليكون مادة السيلكا – (وهي ثاني أكسيد السليكون)، وهو العنصر الشبيه بالكربون من حيث أنه يكون الأساس للحياة على الأرض. وبالرغم من الدور الغامض الذي يلعبه السيليكون، فإن الجسم يحوي منه كمية أكبر مما يحتويه من الحديد أو الزنك أو النحاس أو اليود.

لقد وجد العلماء على مدى قرن مضى أنه يوجد مستويات عالية من السيليكون في الأوتار، والنسيج الضام، والعين، وأن هذا العنصر ربما يلعب دوراً في حماية الأوعية الدموية من المرض. بعض الدراسات الحديثة ذكرت – ولكن ليس بشكل قاطع – أن السيليكون يمكن أن يخفض مستوى الدهون، ويمنع دخول الألمنيوم إلى خلايا المخ. كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن السيليكا تقلل من هشاشة الأظافر وتحسن من مظهر الشعر.

التطلع إلى الدور الذي يلعبه الفاناديوم

يساهم الفاناديوم في استقلاب العظام والأسنان.. وقد يكون لهذا العنصر دور في الصحة بالنسبة للبشر – (كما وجد في التجارب على الحيوان). المصادر الغذائية الغنية بهذا المعدن تشمل: المحاريات البحرية، والسبانخ، والبقدونس، والحبوب الكاملة، والفطر، والصويا. لا يعرف أي مرض متسبب عن نقص هذا المعدن في الإنسان، ولا يوجد جرعة يومية موصى بها (RDA)، وبالتالي لست في حاجة إلى أخذ أي مكملات منه.

على مدى السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بعنصر الفاناديوم، وذلك لاحتمال تحسينه لمسار الداء السكري. لقد أجري الكثير من الأبحاث على حيوانات التجارب، وبعض الأبحاث المحدودة على البشر، لدراسة هذه العلاقة، مع ظهور نتائج واعدة. في إحدى هذه الدراسات أعطي الإنسولين والفاناديوم، ووجد نوع من تجدد خلايا بيتا في البنكرياس، وحسنت من أعراض السكري في النمط الأول المعتمد على الإنسولين في الفئران، بعد معالجة استمرت مدة سنة. الفئران التي أعطيت الإنسولين فقط لم يظهر عليها هذه الفوائد.

لقد أثبت الفاناديوم قدرته العلاجية في الدراسات السريرية على المرضى السكريين من نمط Ι، وأيضاً من نمط II، وهذا ما لوحظ في مراجعة في مجلة Complementry Medicine في هذه المقالة، وُصف الفاناديوم بأنه “شبيه بالإنسولين Insulin Mimic”، حيث يمكنه أن يحل محل مفعول الإنسولين جزئياً في مقدرته على استقلاب سكر الدم.

لكن هذه القدرة لتحسين وظيفة الإنسولين، وبالتالي خفض مستوى سكر الدم، تستوجب الكثير من الحذر.. قد تكون الجرعة الكبيرة من الفاناديوم سامة للجسم. بل قد تقدح نوعاً من المقاومة لمفعول الإنسولين حينما يوقف إعطاء الفاناديوم.