الكروم معدن نادر، يحتاج إليه الجسم من أجل الاستقلاب الطبيعي للسكر والدهون. فهو يحسن من فعالية الإنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم حركات السكر والدهون إلى داخل الخلايا، واستغلال هذه المواد في إنتاج الطاقة أو تخزينها إلى وقت الحاجة إليها. حينما ينخفض مستوى الكروم، لا يقوم الإنسولين بوظيفته بشكل جيد، وهذا ربما يكون الخطوة الأولى المؤهبة لحدوث الداء السكري، والبدانة، والمرض القلبي.. زيادة المدخول اليومي من هذا العنصر الضروري يمكن أن تساعد في التحكم في الداء السكري، ويساعد أيضاً في إنقاص الوزن، وأخيراً قد تخفض مستوى الكولستيرول.
تحسين فعالية الإنسولين
لقد أظهر كثير من الدراسات السريرية، أن أخذ مكملات من الكروم يحسن من فعالية الإنسولين لدى المرضى السكريين.. هذه أخبار تبعث على التفاؤل، لأن نقص إنتاج الإنسولين، أو عدم حساسية الخلايا نحوه، تعتبر مشكلات شائعة في هذا المرض.. لقد وجد أن أحسن النتائج من إعطاء مكملات الكروم ظهرت في النمط الثاني من الداء السكري (السكري الكهلي).. هذا النمط بعكس النمط الأول، يُنتج المصابون كمية كافية من الإنسولين، ولكن المشكلة هي أن مستقبلات خلاياهم لا تستجيب (أو تتحسس) بشكل جيد للإنسولين.. حينما لا ينتج الجسم كمية كافية من الإنسولين (مثل النمط الثاني من الداء السكري)، لا يستطيع الجلوكوز الانتقال من الدم إلى داخل الخلايا حتى يمكن استغلاله، وعلى هذا الأساس يبقى السكر في الدم، وترتفع مستوياته، و تصل أحيانا إلى مستويات خطيرة بجانب عدم وصوله داخل الخلية لحرقه وإعطاء الطاقة.. هذه الحدثيات تؤدي إلى مشكلات صحية كبيرة.
الإنسولين Insulin
هرمون يساعد نقل السكر والدهن من الدم إلى داخل الخلايا، لكي تستخدم في إنتاج الطاقة أو أغراض أخرى، أو تُخزّن إلى وقت الحاجة إليها.
لقد وُجد في كثير من الدراسات، أن أخذ مكملات الكروم في شكل بيكولينات الكروم يحسن من مستويات الجلوكوز، والإنسولين، والكولستيرول في مرضى الداء السكري من النمط الثاني الذين يظهرون غالبا نقصا في مستوى الكروم.. لم يذكر في هذه المجموعة التي تأخذ مكملات الكروم أي آثار جانبيه.
يبدو أن نقص الكروم في الجسم يزيد المقاومة ضد مفعول الإنسولين، وهذه الحالة يطلق عليها متلازمة (×). في هذه المتلازمة لا يستطيع الجسم استغلال السكر بشكل طبيعي، وبالتالي يحاول إفراز كمية أكبر من الإنسولين، ولكن لا يعمل الإنسولين بفعالية جيدة بسبب مقاومة الخلايا لمفعوله، والنتيجة أن يكون مستوى الإنسولين في الدم مرتفعا، في نفس الوقت الذي يكون السكر فيه مرتفعا.. في متلازمة (×) التي تتميز بمقاومة مفعول الإنسولين، و بالبدانة المركزية (حول البطن)، تزيد بشكل كبير خطورة حدوث المرض القلبي، والداء السكري. يقّدر بعض الخبراء أن% 25 من عامة السكان يعاني من متلازمة (×)، ولكن معظم الحالات غير مشخصة.
متلازمة x Syndrome x
اضطراب يتصف بارتفاع مستوى الإنسولين والسكر في الدم.. كما يترافق مع ارتفاع مستوى الكولستيرول والدهون الأخرى.. يزداد في هذا الاضطراب خطورة الإصابة بالمرض القلبي، والداء السكري
يصبح الإنسولين أقل فعالية حينما تتناول كميات وفيرة من الأطعمة السكرية، أو المحتوية على كربوهيدرات منقاة Refined، مثل الحلويات، والفطائر والخبر الأبيض. حينما نأكل كمية كبيرة من هذه الأطعمة، تبدأ الخلايا العضلية بإغلاق جهاز التعرف على الإنسولين، وعلى هذا الأساس، يتحول اتجاه سكر الدم إلى الخلايا الدهنية، وخلايا الكبد.. في النهاية تتجاهل الخلايا الدهنية الإنسولين بالمرة وتصبح مقاومة لمفعوله.
حينما يقل دخول السكر إلى الخلايا، ويرتفع مستواه في الدم، تبدأ الكلية بطرحه في البول.. وتكون هذه علامة مميزة للداء السكري.. وبالرغم من ذلك، فقد يكون لدى الشخص مقاومة للإنسولين، أو متلازمة (×)، دون أن يكون مريضا سكريا “. يتميز عوز الكروم في الجسم بالعديد من علامات هذه المتلازمة، ومنها المقاومة لمفعول الإنسولين، وسوء استقلاب السكر، وزيادة في مستويات الكولستيرول وثلاثيات الجلسريد.
وجد في كثير من الدراسات، أن أخذ مكملات من بيكولينات الكروم يمكن أن يلعب دورا هاما في تخفيف أعراض متلازمة (×)، والداء السكري. ومرة أخرى نقول إن الكروم يعزز وظيفة الإنسولين، وحرق السكر، ولكن لا يعني ذلك أن الكروم وحده يعالج متلازمة (×)، ولكن فقط يساعد في التخفيف من حدّتها.
الكروم كمساعد في تكوين الكتلة العضلية
معروف عن عنصر الكروم أنه يساهم في زيادة الكتلة العضلية، ويقلل من كمية الدهون في الجسم.. كثير من الأبحاث – (ولكن ليس جميعها) – تدعم نظرية أن عنصر الكروم ربما يساعد هؤلاء الأفراد الذين يودون زيادة الكتلة العضلية وإنقاص كمية الدهون في أجسامهم، وإذا ما فكرنا في الدور الذي يلعبه الكروم في استقلاب السكر والدهون، فقد تكون هذه النظرية صحيحة.
في دراسة حديثة، مزدوجة التعمية، أُجريت على عشرين سيدة تعاني من زيادة الوزن، وكن يتبعن حمية متواضعة، وبعض التمارين الرياضية، أعطي لبعضهن (200 ميكروغرام) من الكروم المقترن مع النياسين، والبعض الآخر أخذ مادة غُفل Placebo، ثلاث مرات يوميا لمدة شهرين. كان النقص في وزن الجسم في المجموعتين متساويا، ولكن كان فقد الدهون و اكتساب الكتلة العضلية عند المجموعة التي تتناول مركبات الكروم أكبر من المجموعة التي تأخذ المادة الغُفل.. وحينما ازدادت جرعة الكروم المتحد مع النياسين إلى (600 ميكروغرام) يوميا، فقدت هذه النسوة كمية أكبر من الدهون دون حدوث أي آثار جانبية.
في دراسة مزدوجة التعمية أخرى، أخذ المشاركون فيها إما مكملاً غذائياً يحتوي على بيكولينات الكروم، ومادة كربوهيدراتية تُسمّى الإينولين، والفلفل، وحمض الفنيل ألانين، وبعض المكونات الأخرى التي تحارب تكوين الدهون، وإما مادة غُفل Placebo.. وفي كلتا الحالتين اتبعوا نفس الغذاء والتمارين الرياضية على طول فترة الدراسة. وفي نهاية الدراسة وجد أن الذين يأخذون المكملات الطبيعية يفقدون كمية من الدهن أسرع، ويحتفظون بالكتلة العضلية أكثر من المجموعة التي تستعمل المادة الغفل.
بالطبع لم تدرس هذه الدراسة تأثير الكروم وحده، وفي نفس الوقت فإن المجموعة كانت تتناول طعاما صحياً، وتمارس رياضة منتظمة وهذا في حد ذاته مهم جداً في أي نظام يُستعمل لإنقاص الوزن.. وبالرغم من ذلك، فما زال هناك الاحتمال بأن الكروم يلعب دورا في إنقاص نسبة الدهن إلى العضلات. وربما يوضح هذا الأمر بعض الدراسات الموسعة على الإنسان، بجانب التأثير المحتمل لتخفيض الكولستيرول والبروتين الشحمي خفيض الكثافة (LDL) أو الكولستيرول السيء.
اختيار المكملات من عنصر الكروم
إن كمية عنصر الكروم التي تؤخذ في الطعام غالبا ما تكون أقل من الكمية المثالية.. وتشمل الأطعمة الغنية به الفطر، والبرقوق والخوخ، والمكسرات والهليون والحبوب الكاملة، إلا أن محتوى الكروم يختلف في كل من هذه الأطعمة. من ناحية أخرى، تعتبر المكملات الغذائية المحتوية على الكروم آمنة الاستعمال وغير مكلفة.
كمية عنصر الكروم التي يحتاجها الفرد تختلف بحسب العمر، ومدى النشاط، ومستوى الصحة التي يتمتع بها.. على سبيل المثال الفتيات في العشرينات من العمر يستفدن من جرعة مقدارها (300-200 ميكروغرام يومياً)، في حين يحتاج الشباب الذكور من نفس الفئة العمرية إلى (400-300 ميكروغرام يوميا).. ويحتاج ذوو الأعمال من (60-30 سنة) إلى (400 ميكروغرام يوميا). المسنين بعد سن التقاعد يكفيهم (200 ميكروغرام يوميا).. وعلى كل حال شوهدت أحسن النتائج في الأفراد الذين يتناولون (200 ميكروغرام) بيكولينات الكروم لكل (1000 حريرة) من الطعام المتناول.
بعض الدراسات أوضحت أن أخذ (1000 ميكروغرام) من عنصر الكروم يوميا يمكن أن يساعد المرضى السكريين.. ومن المعروف أن تناول (200 ميكروغرام في اليوم) من عنصر الكروم، كافٍ لتحسين تحمل السكر في الأشخاص الذين لم تظهر عليهم كامل أعراض الداء السكري، ومن أجل ذلك كل مريض سكري عليه أن يستشير طبيبه في جرعة الإنسولين أو الحبوب المخفضة للسكر، إذا كان سيأخذ مكملات من عنصر الكروم.
يتكون بيكولينات الكروم من اتحاد الكروم مع حمض البيكولينيك من أجل تحفيز الجسم على استعمال هذا المعدن.. يطلق على هذا المركب أحيانا “المركب ثلاثي التكافؤ trivalent لأنه يتكون من اتحاد الكروم مع ثلاث جزيئات من حمض البيكولينيك.