التصنيفات
صحة المرأة

الكشف المبكر عن سرطان الثدي

لقد أثبتت الدراسات العديدة ان الكشف المبكر عن سرطان الثدي يخفف من احتمالات الموت منه وقد يؤمن الشفاء بنسبة أكثر من 90% من الحالات المكتشفة مبكراً.

متى نقوم بالكشف المبكر وما هي أهدافنا

●  نقوم بالكشف المبكر عندما نستطيع اكتشاف الأورام قبل أن تتسبب بالعوارض.
●  يكون اكتشاف الأورام في مرحلة مبكرة ما يسهل إستئصالها والشفاء منها.
●  نكون على علم بأن الكشف المبكر يحسن نتائج العلاج.
●  يكون قد ثبت علميا أن الكشف المبكر يخفف من احتمال المرض والموت.

مم يتألف الثدي

نذكر بأن كل سيدة يجب أن تعرف ان ثديها يتكون من غدد حليب ووسط نسيجي ودهني وعليها ان تتمرن على التعرف على كثافته وأي تغّيرات قد تحصل فيه. إن كل سماكة تحس بها ليست بالضرورة ورم أو سرطان وكل ما هنالك هو انها عندما تحس بشيء يتغير أو بشيء جديد في ثدييها يجب عليها ان تستشير طبيبها ليحدد لها ما إذا كانت هذه الاحساسات هي تغييرات طبيعية مع تغيرات هرمونات الدورة الشهرية مثلاً، أو أن هناك ورماً يجب تحديد ما إذا كان كيساً أو لحمية حميدة أو خبيثةً.

ما هي وسائل الكشف المبكر ومتى ننصح بها

الفحص الذاتي: مرة كل شهر، حوالي اليوم السابع (بين 7 – 10 أيام) من ابتداء الدورة الشهرية حين يكون الثدي أقل تحجراً، عند كل إمرأة فوق سن العشرين.

الفحص الطبي للثدي: مرة كل 3 سنوات من سن 20 إلى سن 40 ثم مرة كل سنة عند الطبيب، كل إمرأة فوق سن 40.

الفحص الشعاعي الماموغرافي: مرة كل سنة: من سن 40 إلى 69، (أو إلى سن 75 حسب المؤتمر الأوروبي الثاني لسرطان الثدي الذي انعقد في بروكسيل في أيلول 2000، أو حتى إلى عمر غير محدد إذا ما زالت السيدة تتمتع بصحة جيدة ويتوقع لها من العمر ما لا يقل عن عشر سنوات حسب آخر توصيات الجمعية الأميركية للسرطان ولبنان. وتجدر الإشارة مجددا إلى أن دراسات إحصائية حديثة بدأت تتسائل عن جدوى التصوير الماموغرافي في سن مبكر وتوصي بالإبتداء به عند سن الخمسين. أننا في لبنان ما زلنا نوصي به ابتداء من سن الأربعين لأن نصف حالات سرطان الثدي تحدث قبل سن الخمسين، ولكننا ننبه بأنه يجب التأكد من جودة التصوير وتوفر التشخيص الصحيح والعلاج الحديث إذا ما تم اكتشاف أية علامات غير طبيعية ومرضية.

الفحص الذاتي للثدي: Breast Self-Exam BSE

الإرشادات والعمر

كل سيدة فوق سن العشرين من العمر ننصحها بأن تفحص ثدييها مرة كل شهر وسوف تلاحظ كل سيدة انه بعد فترة قصيرة تصبح هذه المسالة عندها روتينية ويصبح بمقدرتها اكتشاف أي تغييرات جديدة قد تحدث في ثديها. ننصح بإجراء الفحص الذاتي عادة بعد الاستحمام خلال الوقوف وخلال الاستلقاء. يستحسن أن تحصل كل سيدة على تعليمات من طبيب العائلة أو أن تخضع لدورات تعليمية وتدريبية لفحص الثدي بطريقة صحيحة. أما ان تفحص السيدة نفسها كل يوم فهذا يصبح نوعاً من الوسواس ولا يؤدي إلى نتائج مفيدة.

توقيت الفحص الذاتي

●  السيدة يجب أن تفحص ثديها عندما لا يكون متحجراً.

●  بالنسبة للسيدات قبل سن الخمسين، أفضل وقت لهذا الفحص هو بعد حوالي سبعة أيام من ابتداء العادة الشهرية عندما يكون الثدي أكثر طراوة من الأيام الأخرى.

●  أما السيدة التي تنتاول حبوب منع الحمل فيجب أن تفحص ثديها عند اليوم الأول لبداية علبة الحبوب الشهرية الجديدة.

●  أما بالنسبة للسيدات اللواتي تخطين سن اليأس (أو سن الأمل)، فيجب تحديد وقت معين من الشهر مثل أوله أو منتصفه لإجراء الفحص الذاتي.

كيفية فحص الثدي

1 – النظر: ملاحظة الشكل والتحقق من وجود أي إفرازات:

قبل الإبتداء بالفحص باليدين، يجب النظر إلى الثديين في المرأة والتحقق من عدم وجود أية تغييرات في الحجم أو أي احمرار على جلد الثدي أو على أية نقاط أخرى في الثدي. يجب التحقق أيضاً من وجود أية تقرحات على الحلمة أو أية إفرازات تخرج منها.

2 – طريقة الفحص الذاتي وكيفية استعمال الأصابع

ننصح دائماً بعدم فحص الثدي برؤوس الأصابع لأنها طريقة خاطئة وقد وتعطي استناجات خاطئة. يجب فحص الثدي باستعمال داخل الأصابع Palm of Fingers وذلك بمجمل إبط الأصابع كما هو مبين بالصورة المرفقة.

3 – فحص الثدي خلال الاستحمام

الكثير من السيدات يقلن بانهن يفحصهن انفسهن خلال الاستحمام لأن هذه الطريقة سهلة ولا بأس بهذا ولكن فحص الثدي كل يوم قد يصبح وسواساً وليس وقاية، وقد تخطىء السيدة فيه ولا تنتبه للتغيرات. لا تجب ترك هذه الطريقة ولكن جعلها مرة بالأسبوع مثلاً، ثم مرة بالشهر واكمال الفحص كما سوف نبين في الإيضاحات المرفقة.

4 – الفحص الذاتي للثدي في حال الاستلقاء

تستلقي السيدة وتضع مخدة تحت كتفها الأيمن وتضع يدها وراء رأسها، ثم تبدأ بفحص الصدر الأيمن باليد اليسرى بإبط الأصابع كما ذكرنا.

يجب فحص الثدي ابتداء من الوسط الأعلى وبشكل دائري يتم وضع اليد وتحريكها نصف سنتم في اتجاه الساعة. كل نصف سنتمر على حدة ويتم برم اليد حول الثدي وتقريبها من الوسط، ومن ثم يتم فحص الحلمة وعصرها قليلاً للتأكد من عدم وجود أية إفرازات غير طبيعية. بعد الانتهاء من فحص الثدي الأيمن يتم فحص الثدي الأيسر بنفس الطريقة ولكن باليد اليمنى.

طريقة الداما: يتم فحص الثدي من الأعلى إلى الأسفل ومن اليمين إلى اليسار، أو من الأسفل إلى الأعلى ومن اليسار إلى اليمين، بطريقة مربعات حتى يتم التدقق من كل أقسام الثدي.

طريقة استعمال الأصابع الصحيحة لفحص الثدي: استعمال باطن الأصابع واليد

5 – فحص الحلمة

يتم فحص الحلمة وكذلك الكبس عليها للبحث عن أية إفرازات غير طبيعية في الثدي.

6 – اعادة الفحص الذاتي للثدي في حال الوقوف

يجب اعادة الفحص بكل تفاصيله كما ذكرنا أعلاه في حالة الوقوف أيضاً. ننبه إلى أنه عندما يتم الفحص في موقع الوقوف يسهل فحص الجزء الأعلى من الثدي ومنطقة تحت الإبط، لذلك يجب التركيز على هاتين المنطقتين في هذا الوضع.

نتيجة الفحص الذاتي: مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيير

إن أهم ما يجب أن نذكره هنا هو أن السيدة إذا احست أو اعتقدت أن هناك شيئاً غير طبيعي بفحصها الذاتي، عليها ان تراجع طبيبها. لا يجب الخوف ولا الوسوسة ولكن التوجه إلى طبيبها، لأن الطبيب هو الذي بإمكانه أن يتأكد من الشيء غير الطبيعي، إذا كان بالفعل موجوداً، يطلب الفحوصات اللازمة.

ليس كل ما تراه السيدة أو تشك به يكون غير طبيعي أو سرطاني. معظم الملاحظات تكون حميدة ولكن إذا كان هناك ورم خبيث فسوف يكشفه الطبيب وتتم معالجته والشفاء منه لأنه في المراحل المبكرة.

يدور نقاشاً حول الفحص الذاتي في الدوائر الطبية بسبب دراسات لم يثبت انه يتسبب باطالة عمر السيدات. إننا نعتقد بان ممارسة الفحص الذاتي يبقى ذات أهمية كبيرة في المجتمعات التي لا تمارس الفحص الماموغرافي الإلزامي لكل سيدات المجتمع. ان الفحص الذاتي الشهري، بالإضافة إلى الفحص السنوي عند الطبيب يساهم باكتشاف الأورام قبل أن تصبح لكبيرة الحجم ويساهم بتقليل عدد الحالات المتقدمة موضعياً أو المنتشرة عند التشخيص الأولي.

•    الكشف المبكر ينقذ الحياة
•    الكشف المبكر ينقذ الثدي
•    الكشف المبكر وقاية من الحالات المقدمة

الفحص السريري للثدي عند الطبيب

فحص الثدي عند الطبيب

الفحص السريري أو العيادي للثدي عند الطبيب (أي: Clinical Breast Exam (CBE)) هو الوسيلة الثانية للكشف المبكر.

أوقات الفحص

يجب إجراء هذا الفحص عند الطبيب مرة كل ثلاث سنوات لكل إمرأة بين سن العشرين وال 39 سنة، وكل سنة لكل إمرأة فوق سن الأربعين حسب ارشادات الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان والجمعيات العالمية الأخرى بما فيها اللبنانية.

طريقة الفحص

يتم الفحص بنفس طريقة الفحص الذاتي مع الفارق بأن الطبيب يعاين السيدة بنفسه ويفحصها بواسطة يديه وباطن أصابعه هو.

تدريب الأطباء والممرضات

إن حوالي 20 بالمائة في حالات السرطان يتم اكتشافها بهذه الطريقة. نحن ننصح بتدريب إضافي للأطباء والممرضات على القيام بفحص الثدي بطريقة صحية حسب ما بّينا أعلاه.

التدريب على الفحص السريري وحملات التوعية

يستحسن تدريب ممرضات ومساعدات ممرضات على الفحص السريري للثدي كجزء من حملات ميدانبة للكشف المبكر في البلدان النامية والبلدان المحدودة الموارد. لقد تم إعتماد هذه الطريقة في دراسات ميدانية في مصر وأثبتت نجاحا من حيث اكتشاف لحالات سرطان الثدي مبكراً.

الفحص بالصورة الماموغرافية

أولاً: التصوير الشعاعي الماموغرافي للكشف المبكر (Screening Mammography):

1-  أكدت الدراسات العلمية أن التصوير الشعاعي يخفف من احتمال الموت بسرطان الثدي بنسبة 30%

2-  تبدأ الاستفادة بعد حوالي 7 أو 8 سنوات من الابتداء بالماموغرافي MAMOGRAPHY فوق سن ال 50. والنصائح الجديدة في أوروبا وأميركا تقول بالاستمرار بالتصوير السنوي حتى سن الخمسة والسبعين واكثر، لأن معدل العمر عند النساء أصبح يزيد فوق ال 85.

3-  بالنسبة للنساء بعمر 40 إلى 49 فإن الدراسات أثبتت إن هناك استفادة وتخفيفاً لنسبة الموت من سرطان الثدي بنسبة 17 بالمئة والاستفادة الإحصائية تلاحظ بدءاً من 15 سنة. لذلك هناك تلاقٍ بالاستفادة إذا ابتدانا في سن الأربعين أو في سن الخمسين.

4-  تنصح الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان (ACS) بالفحص الماموغرافي إبتداء من سن الأربعين وكل سنة، اما اللجنة الحكومية الأميركية الخاصة بالوقاية USPSTF فتنصح منذ العام 2009 بصورة الماموغرافي إبتداء من سن 50 وكل سنتين.كذلك ننصح وزارات الصحة في العديد من الدول الأوروبية بالإبتداء من سنة 50.

5-  الخلاصة هي أن معظم المنظمات الطبية العالمية تنصح الآن بالبدء بالتصوير الماموغرافي ابتداء من عمر 40 سنة، أو إبتداء من عمر 50 سنة.

6-  في لبنان والبلاد العربية ننصح بالبدء بالتصوير من سن 40 ونعتمد على الدراسات والارشادات العالمية ودراساتنا وملاحظاتنا بأن معدل عمر السيدات المصابات بسرطان الثدي عندنا هو حوالي ال 50 سنة، وأن حوالي نصف الحالات عندنا هن دون سن ال 50. نحن نشير إلى أنه علينا وعلى المنظمات الطبية والحكومات المعنية أن تقوم بتقييم بدراسة نتائج الكشف المبكر والمضاعفات التي قد تترتب على القراءات الخاطئة للماموغرافي في بلادنا وقد تجب إعادة تقييم النتائج وإيجاد الحلول وتقديم نصائح جديدة.

6-  نذكر بأن الاستفادة من الكشف المبكر يجب قياستها ليس فقط بالإحصائيات للحياة أو الموت بل أيضاً بأنها تزيد من علاج السرطان المبكر والشفاء بدون استئصال كامل للثدي وأيضاً بعلاج كيميائي أقل.

ثانياً: أهمية النوعية الجيدة للتصوير الماموغرافي:

يجب أن تكون الماكينة حديثة وتبعث أقل من “راد” شعاعي مع كل صورة لأنه سوف يتم تصوير المرأة كل سنة حتى سنة 70 أو أكثر. ويجب أن نتجنب الضرر من الشعاع، يجب أن يكون التصوير جيداً ومن أول صورة، ويكون المصور متدرباً ومتمرنا جيداً، ويتم تظهير الفيلم أو طبعه على شاشة الكمبيوتر بوضوح تامً، ثم تتم قراءة الفيلم من قبل طبيب أشعة مختص وماهر يخضع لدورات تدريبية ويكون متمرناً على القراءة الممتازة للماموغرافي. كل هذا حتى تكون الاستفادة من الصورة أكثر من الضرر منها، هذا ونعيد التذكير إلى ان الصورة الرقمية Digital Mammography التي يتم إعتمادها أكثر فأكثر تعطي معلومات أفضل وأوضح من الصورة العادية خاصة عند السيدات قبل سن الخمسين.

الضرر الممكن من الصورة الرديئة وغير المراقبة

إن عدم إعتماد كل المعايير والمقاييس قد يتسبب بضرر شعاعي وبصور رديئة تقريبية، وقد ينتج عن هذه الشوائب قراءات تقريبية خاطئة وتصوير إضافي أو خزعة غير ضرورية أو عملية جراحية غير ضرورية وغير دقيقة، وبالتالي تكون الصورة قد تسببت بالضرر أكثر من الاستفادة. لذلك نكرر بأنه يجب على وزارات الصحة اللبنانية والعربية والدولبة ان تضع معايير ومقاييس لمراكز التصوير الشعاعي الماموغرافي وتفرض عليها اتباعها لكي تحصل على ترخيص سنوي لإجراء التصوير الماموغرافي الكشفي، ولا يسمح لها بتصوير النساء إلا إذا تم التأكد من انها موافية لشروط تصوير الكشف المبكر.

اننا ننصح في لبنان وفي العديد من الدول العربية حيث نصف حالات سرطان الثدي تحصل عن السيدات دون سن الخمسين، وحيث الإحصائيات بينت أن حدوث سرطان الثدي في ازدياد، وحيث الموارد والتجهيزات متوفرة وتسمح بإجراء تصوير شعاعي ماموغرافي دقيق، وحيث تتوفر سبل العلاج عند التشخيص، ننصح بإعتماد التصوير الشعاعي الماموغرافي السنوي ابتداء من سن الأربعين.

التقييم المستمر للكشف المبكر

بعد أن أصدرت لجنة حكومية أميركية خاصة بالكشف المبكر سنة 2009 توصيات جديدة بتغيير الارشادات إلى صورة مرة كل سنتين ابتداء من سن الخمسين لانها اعتبرت أن مضاعفات التصوير والأخطاء قد تكون كثيرة لدرجة أنها قد تقلل من الاستفادة. يدور حالياً جدالاً كبيراً بين الأطباء والجمعيات الطبية على صفحات المجلات العلمية ولكن الجمعية الأميركية للسرطان ما زالت تعتمد إرشاداتها بالإبتداء بالتصوير الماموغرافي بسن الأربعين وثم سنوياً، ونشير إلى أن بالتصوير الماموغرافي الحديث وخاصة الرقمي تخف القراءات الخاطئة ويجب أن يكون المركز والمصور التقني والطبيب القارىء متمرسا وذو خبرة للوصول إلى اسنتاجات صحيحة والتقليل من الأخطاء والإكثار من الاستفادة.

أما بالنسبة للدول النامية أو الدول ذات الدخل المحدود أو الدخل المتوسط فيجب على الأطباء والمسؤولين عن الصحة فيها أن يتنبها إلى إحصائيات بلادهم ونسبة حدوث سرطان الثدي عندهم لاتخاذ القرار المناسب بضرورة التصوير الماموغرافي لسائر النساء أم لا، والابتداء بعد سن الأربعين أو الخمسين في حال إقرار التصوير الماموغرافي. إننا ننصح على الأقل بضرورة إعتماد التوعية الصحية والفحص الذاتي والفحص السنوي عند الطبيب للتقليل من الحالات المتقدمة موضعياً في هذه البلاد، والتحضير والتدريب للتصوير الماموغرافي لاحقاً حسب توقعات ازدياد سرطان الثدي وتحسن الموارد وتحسين الإجراءات الصحية الأخرى.