التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

لماذا تزداد نسبة الكولسترول في دم بعض الناس؟

إن لي نظرية بالنسبة لأمراض القلب والتي أعتقد بوجودها في أي كتاب طبى. لذا دعنا نسميها قانون هندرسون. أنت تعرف أن اليابانيين أقل تناولا للدهون، ولذلك فهم قليلا ما يعانون نوبات القلب مقارنة بالبريطانيين، أو الأمريكيين، أو الأستراليين. ولكن الفرنسيين يتناولون كميات كبيرة من الدهون والأطعمة الغنية بالكولسترول، إلا أنهم يعانون أيضا نوبات قلبية أقل من البريطانيين والأمريكيين والأستراليين. كما يتناول اليابانيون كميات من النبيذ الأحمر أقل بكثير مما يتناوله الفرنسيون، ومع ذلك يعانون نوبات قلبية أقل من تلك التي يتعرض لها البريطانيون، أو الأمريكيون، أو الأستراليون، إلا أن الإيطاليين يفرطون في تناول كميات كبيرة من النبيذ الأحمر وتكون النتيجة ذاتها لديهم نوبات قلبية أقل. ومن ثم نصل إلى استنتاجنا وهو أنه يمكنك أن تتناول ما تحب من الطعام والشراب. ولمجرد المزاح نقول إن التحدث بالإنجليزية هو الذي يسبب الموت. وبهذا الاستنتاج غير الصحيح يمكن أن أنال جائزة نوبل التي تنتظرني.

عندما نتحدث عن الدهون في نظمنا الغذائية، فإننا على الأرجح نعني الكولسترول وهو: مادة شمعية يصنعها الجسم لأنه في حاجة إليها للحفاظ على المعدل والنشاط الطبيعي لخلايا الجسم. ولكن كثرة الكولسترول في الدم يمكن أن تسبب تصلبا في الشرايين. وما نتيجة ذلك ؟ النوبات القلبية. إن أمراض الشرايين التاجية في القلب أحد أكبر أسباب الوفاة في المملكة المتحدة، فهو يسبب 135.500 حالة وفاة سنويا، والكولسترول عامل رئيسي في هذا. وعلى وجه التقريب فإن نسبة 46% من أمراض شرايين القلب التاجية يكون سببها كولسترول الدم، وذلك عندما تصل نسبته إلى أكثر من 5.2 ميلليمول لكل لتر. وفي كل الحالات تقريبا ثبت أن تقليل نسبة الكولسترول يقلل من خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية. وفي الحقيقة فإن تخفيض نسبة الكولسترول 10% في سن الأربعين يقلل خطورة الإصابة بنسبة 50%، وتنخفض نسبة الإصابة إلى 20% إذا قلت نسبة الكولسترول بنفس هذا المعدل في سن السبعين.

وبناء على ذلك، إذا كانت نسبة الكولسترول مرتفعة في الدم، وقمت بتخفيضها، فيمكنك في هذه الحالة أن تخفض ترسبه في الشرايين، وبهذا تخفض من خطر المرض، أو الوفاة الناتجة عن أمراض القلب. والكولسترول مادة بسيطة، ولكنها أصبحت الآن معقدة بسبب حقيقة أن هناك كولسترول « ضارا « وكولسترول « نافعا «، يحملهما في الجسم ما يعرف بالبروتينات الدهنية. وهناك نوعان من البروتين الدهني يؤثران على خطر الإصابة بأمراض القلب، الأول هو الدهون البروتينية منخفضة الكثافة التي يطلق عليها (LDL) أو الكولسترول الضار. وهذا البروتين الدهني منخفض الكثافة يحمل معظم الكولسترول في الدم. والكولسترول مع البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة يعدان المصدر الأساسي للإصابة بالترسب في الشرايين وانسدادها ؛ ولذلك فإنه كلما زادت نسبة البروتينات منخفضة الكثافة في الدم، زادت نسبة خطورة الإصابة بأمراض القلب. وهناك أيضا البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (HDL) وهو النوع النافع من الكولسترول. والبروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة تحمل بعض الكولسترول في الدم، ولكن هذا الكولسترول يعود إلى الكبد ثانية مما يؤدي إلى تخلص الجسم منه. ويمكن إدراك أن هذه البروتينات الدهنية عالية الكثافة تمنع الكولسترول من الترسب على جدران الشرايين، ومن ثم تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.

لماذا تزداد نسبة الكولسترول في دم بعض الناس؟

هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى ذلك، ولكن العوامل الرئيسية تشتمل على:

الجينات

ما نقله والداك إليك وراثيا، وهذا يحدد بشكل جزئي كمية الكولسترول التي يصنعها جسمك. إنني أرى كثيرا من العائلات يؤثر ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم على كل فرد فيها.

النظام الغذائي

وهو أمر حاسم ومهم، ومن المسلم به بصورة كبيرة أن نظمنا الغذائية في الغرب كثيفة الدهون. فالدهون المشبعة توجد غالبا في الأطعمة ذات المصدر الحيواني، وترفع مستوى الكولسترول في الدم أكثر من أي شىء آخر في غذائنا. وتقليل كميات هذه الدهون أمر حاسم في تخفيض مستوى الكولسترول في الدم.

البدانة

إن الوزن الزائد يزيد غالبا مستويات الكولسترول في الدم ؛ لذا فإن تخفيض الوزن الزائد قد يساعدك على تقليل نسبة الكولسترول إذا كنت ممن يتسمون بالبدانة، وتعاني من معدلات عالية من كولسترول الدم.

عدم ممارسة الرياضة

إن عدم ممارسة النشاط البدني المنتظم قد يعمل على رفع مستوى كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، ويخفض من مستوى كولسترول البروتينات مرتفعة الكثافة (HDL)، والعكس صحيح. لذلك عليك ممارسة الرياضة لكي تخفض من مستوى كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL).

الكحول

إن تناول الكحول قد يدمر خلايا الكبد والقلب، فتناول الكحول يمكن أن يتلف الكبد والقلب، ويسبب مشكلات صحية أخرى، ولذلك يجب الامتناع عنه وتجنبه.

الضغط والتوتر العصبي

لا يوجد دليل علمي أن المعاناة من الضغط أو التوتر العصبي على المدى الطويل تزيد مستوى الكولسترول في الدم. ولكن ما لاشك فيه أن التوتر يؤثر في العادات الغذائية ؛ فكثير من الناس عندما يعانون التوتر أو تزداد الضغوط لديهم، يتناولون طعاما دهنيا ليشعروا بالراحة. ولكن قد تكون الدهون المشبعة والكولسترول في هذه الأطعمة هما المسئولان عن ارتفاع كولسترول الدم وليس التوتر نفسه.

إنها لفكرة طيبة أن تجعل الطبيب يفحص مستوى الكولسترول لديك إذا كنت لا تعرف مستواه، فإذا كان مرتفعا ؛ فيجب أن تقوم بكل ما ينصحك به الطبيب. وهذا علاج مفيد طالما أن المسألة تخص صحتك على المدى الطويل.

إن ارتفاع مستوى الكولسترول يعتبر عاملا رئيسيا في أمراض القلب والموت الفجائي. لذا عليك فحص الكولسترول، واتخاذ الإجراء المناسب إذا كان مرتفعا.