التصنيفات
صحة المخ والجهاز العصبي

المتفوق علميا

المتفوق علميا

corry

هناك تعريف عام تبدو عليه البساطة غير أنه شامل، يقول: إن الإنسان المتفوق عقليا هو
الذي يصل في أدائه إلى مستوى أعلى من مستوى الناس العاديين من حوله في مجال من
المجالات التي تعبر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد في المجتمع الذي يعيش فيه بشرط
أن يكون ذلك المجال موضع تقدير الجماعة.

المستوى العقلي الوظيفي


وقد يأخذ بعض المهتمين على هذا التعريف أنه لم يحدد مستوى الأداء الذي يفصل بين
المتفوق العقلي وبين مستوى العقول العادية، وكذلك أنه لم يحدد المجال الذي يعبر عن
المستوى العقلي الوظيفي للفرد.. ويقول البعض: إن هذا التحديد ليس مطلوبا، بل أنه
يتناقض مع المنطق الذي يمكن أن يرمي إليه هذا التعريف ويعبر عنه.

رأي علماء النفس


ويؤكد علماء النفس أن التفوق العقلي مفهوم ثقافي – مثله في ذلك مثل المفاهيم الأخرى
التي نستخدمها في مجال علم النفس – وهو مفهوم نسبي يختلف من جماعة إلى أخرى حسب
اختلاف مستويات الحياة، وحسب ما يتطلبه الوصول إلى هذه المستويات من طاقات عقلية،
ولهذا فإنه لا يمكن أن يأتي التعريف بصورة أكثر تحديدا مما جاء بها، ولعل ذلك هو ما
أدي إلى أن تبدو التعاريف المختلفة التي استخدمت لشرح مصطلح التفوق العقلي وكأنها
متناقضة – على حين أنها ليست كذلك..

الجوانب الثلاثة للتعريف
والآن… دعنا ننظر إلى ما طرح من تعريف لمصطلح التفوق العقلي بشيء من التفصيل:
هناك – في الحقيقة – ثلاثة جوانب لهذا التعريف فهو من ناحية: يرى أن الإنسان
المتفوق عقليا هو الذي وصل فعلا إلى مستوى معين في أدائه، ومن ناحية ثانية: يرى أن
المتفوق عقليا هو الذي يحقق المستوى الأعلى من مستوى الناس العاديين، ومن ناحية
ثالثة: هو الذي يحقق أداء خاصا في مجال عقلي تقدره الجماعة التي يعيش فيها.. وهذه
هي الجوانب الثلاثة التي يشتمل عليها التعريف..

الوصول إلى مستوى معين في أدائه


وإذا تناولنا النقطة الخاصة التي تشير إلى أن المتفوق عقليا لا بد من أن يكون قد
وصل إلى مستوى معين في أدائه، فإننا نتحدث هنا عن الناضجين من الناس، الذين
استطاعوا أن يحققوا ما لديهم من طاقات عقلية ممتازة، وأن يستثمروها بحيث يصلوا إلى
مستويات عالية في أدائهم وأن يكون هذا الأداء في مجالات معينة ترتبط بالتكوين
العقلي للفرد.
إن المعيار هنا هو المستوى الذي يصل إليه الفرد في أدائه – ولكن من الذي يحدد هذا
المستوى؟ إن المجتمع أو الناس الذين يعيشون مع المتفوق عقليا هم الذين يحددون هذا
المستوى المعياري الذي إذا وصل إليه أي فرد يمكن أن يعتبر من المتفوقين عقليا.

طبيعة الحياة


غير أن هذه المستويات تختلف – في معظمها – على حسب اختلاف طبيعة الحياة التي تحياها
المجتمعات، وما تتطلبه هذه الحياة من طاقات عقلية ذات كفاءة خاصة، ولا شك في أن هذه
المستويات تختلف مثلا: في الريف عن الحضر، وتختلف أيضا في الدول المتقدمة عنها في
الدول النامية أو المتخلفة.. ولا ينبغي أن ننسى هنا علم النفس – بصفة عامة – الذي
يفتقد إلى المقاييس المطلقة، فالمقاييس في علم النفس جميعا مقاييس نسبية في
طبيعتها، ونقطة الصفر لدينا تبدأ حيث تتجمع الدرجات وتشيع الظواهر، بحيث يمكن
ملاحظتها وسبر أغوارها. وهذا ما يطلقون عليه في علم النفس: بالمتوسط – أو العادي.