يعرف الحمل الكامل المدة full-term pregnancy بأنه الحمل الذي تحدث فيه الولادة بين الأسبوعين 37 و42 من الحمل؛ ويشير المخاض الباكر إلى حدوث التقلصات التي تبدأ بانفتاح عنق الرحم قبل نهاية الأسبوع 37.
وتبلغ نسبة الولادات الباكرة في الولايات المتحدة حوالى 11% من الولادات؛ وعندما يولد الأطفال في هذه الفترة الباكرة، يكون لديهم على الأغلب نقص في وزن الولادة يعرف بأنه أقل من 2490 غ؛ ويؤدي نقص وزن الولادة بالتشارك مع المشاكل الأخرى المرافقة للولادة الباكرة إلى خطر حدوث عدة مشاكل صحية.
يحدث المخاض الباكر في بعض الأحيان بين الأسبوعين 20 و28 من الحمل، وهو يحدث بتواتر أكثر بين الأسبوعين 29 و37؛ ولا يعرف أحد تماما وبشكل دقيق ما الذي يسبب المخاض الباكر، وهو يحدث في حالات كثيرة عند نساء ليس لديهن عوامل خطر.
وقد حدد العلماء ومقدمو الرعاية الصحية العوامل التي يبدو أنها تزيد خطر حدوث الولادة الباكرة، وهي تتضمن:
● وجود مخاض أو ولادة باكرة سابقة.
● الحمل التوأمي الثنائي أو الثلاثي أو الحمل المتعدد.
● إجهاض أو إسقاط عفوي سابق.
● عدوى السائل الأمنيوسي أو الأغشية الجنينية.
● موه السلى hydramnios (زيادة السائل الأمنيوسي).
● التشوهات الرحمية.
● مشاكل في المشيمة.
● وجود حالات طبية سابقة للحمل، لا سيما وجود مرض خطير.
● حدوث نزف في أثناء الحمل نفسه.
● توسع عنق الرحم.
● حالات عدوى أخرى، بما فيها عدوى الطرق البولية.
● مقدمات الارتعاج Preeclampsia، وهي حالة تتميز بارتفاع ضغط الدم بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
الأعراض والعلامات
تكون الدلائل على بدء المخاض الباكر بالنسبة لبعض النسوة واضحة لا لبس فيها، وقد تكون خفية بالنسبة للبعض الآخر؛ ويمكن أن تحدث لديك تقلصات تبدو وكأنها شد في بطنك. وإذا لم تكن التقلصات مؤلمة، قد لا يمكنك أن تؤكدي حدوثها إلا بتحسس بطنك لتشعري بها بواسطة يدك؛ وتدخل بعض النسوة في المخاض الباكر دون أن يشعرن بأية تقلصات رحمية.
تعزو بعض النساء التقلصات أحيانا إلى وجود الغازات البطنية أو الإمساك أو حركة الجنين؛ ولا تكون التقلصات الرحمية مؤلمة في كثير من الحالات. ويمكن أن تشتمل العلامات الأخرى للمخاض الباكر على ما يلي:
● يحدث لديك ألم في البطن أو الظهر أو الحوض.
● قد تبدو وكأن الجنين يضغط (أو ينزل) باتجاه الأسفل مسببا ضغطا حوضيا.
● يحدث لديك زيادة تواتر أو عدد مرات التبول.
● يحدث لديك إسهال.
● يحدث لديك معص مثل الذي يحدث في أثناء الطمث أو معص بطني.
● يحدث لديك ضائعات مهبلية أو نزف مهبلي بشكل خفيف.
● يحدث لديك سيلان (ضائعات) بشكل مائي من المهبل.
إذا حدث لديك سيلان أو نجيج مائي فقد يكون سائلا أمنيوسيا، وهو علامة على تمزق الأغشية المحيطة بالجنين؛ فإذا نزلت السدادة المخاطية عندك – وهي تمثل المخاط المتراكم على عنق الرحم في أثناء الحمل – يمكن أن تبدو لك على شكل ضائعات كثيفة مصطبغة بالدم.
وإذا كنت قلقة حول ما تشعرين به – لا سيما إذا كان لديك نزف مهبلي مترافق مع معص أو ألم بطني – اتصلي بمقدم الرعاية الصحية لديك أو بالمستشفى؛ ولا تشعري بالحرج من إمكانية كونك مخطئة في التمييز بين المخاض الكاذب والحقيقي.
المعالجة
إذا اشتبه مقدم الرعاية الصحية بوجود مخاض باكر لديك، سوف تحتاجين إلى إجراء فحص، حيث يقوم مقدم الرعاية الصحية بفحصك ليرى فيما إذا كان قد بدأ عنق الرحم عندك بالتوسع وفيما إذا قد تمزقت الأغشية (حدث سيلان للسائل الأمنيوسي)؛ وقد تكون هناك حاجة إلى إجراء فحص العنق (الفحص المهبلي) للتأكد من هذه الأمور.
وفي بعض الحالات، قد يستعمل جهاز مراقبة الرحم Uterine monitor لقياس مدة التقلصات والفواصل فيما بينها، أو قد يجري فحصك بواسطة فائق الصوت لمراقبة عنق الرحم لديك؛ وبالإضافة لذلك، قد يجري أخذ عينة من قناة الرحم لديك لتحري وجود نسيج يشبه الغراء (الفبرونيستين الجنيني fetal fibronectin)، وهو يفقد مع حدوث المخاض، مما قد يساعد على توجيه طريقة العلاج لديك؛ وقد يستعمل اختبار الإستروجين في اللعاب Salivary estrogen test لتحديد وجود مخاض باكر، بالرغم من أن استعمال هذا الاختبار أصبح أقل مما كان عليه في السابق.
وفي حال لم تكن الولادة لديك وشيكة الحدوث، ربما يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء كل محاولة ممكنة لمساعدتك على الاستمرار بالحمل، وإعطاء جنينك الفرصة لينضج بشكل كامل؛ ويجري أخذ العوامل التي أدت إلى حدوث مخاض باكر بعين الاعتبار، مع مراعاة حالتك الصحية العامة.
وقد يبدأ مقدم الرعاية الصحية بمراجعة قصتك الطبية (أخذ قصة سريرية) وإجراء فحص سريري؛ ويمكن لطبيبك (مقدم الرعاية الصحية لديك) أن يفحص عنق الرحم لديك في أثناء إجراء الفحص المهبلي ليرى ما إذا كان يتوسع أو يترقق (ينمحي).
يمكن أن تجرى فحوصات لتقييم حالة الجنين الصحية، حيث يمكن أن يجرى لك فحص بفائق الصوت (الإيكو)، كما يمكن أن يجرى لك فحص قبل الولادة Prenatal يسمى بزل السلى Amniocentesis (بزل السائل الأمنيوسي) للحصول على عينة من السائل الأمنيوسي، وهذا الفحص له عدة فوائد، حيث يمكن للخبراء من خلال تحليل عينة من السائل الأمنيوسي أن يتوقعوا أو يقدروا درجة النضج في رئتي الجنين، حيث أن إحدى أكبر المشاكل التي تواجه الطفل الخديج هي الرئتان غير الناضجتين؛ ويمكن أيضا أن يعطي هذا الفحص دلائل تشير إلى ما إذا كان هناك عدوى في السائل الأمنيوسي أم لا، وتكون الولادة في هذه الحالة لصالح الطفل.
تتلقى معظم النساء اللواتي لديهن مخاض مبكر السوائل عن طريق أنبوب وريدي، ويطلب منهن الراحة في السرير؛ وفي بعض الحالات، تؤدي هذه الإجراءات وحدها إلى إيقاف المخاض الباكر؛ وفي الواقع إذا نقصت التقلصات، ولم يتوسع عنق الرحم لديك، يمكن ببساطة إرسالك إلى المنزل، ويطلب منك الراحة في السرير لإنقاص فرص حدوث أعراض مخاض مبكر لديك مرة أخرى.
إذا استمرت التقلصات وتوسع عنق الرحم لديك، قد يصف طبيبك (أو مقدم الرعاية الصحية لديك) عقار يدعى التوكوليتيك Tocolytic لمساعدتك على إيقاف المخاض الباكر، ويمكن أن يعطيك حقنة من ستيرويد فعال، ويجرى هذا عادة إذا كنت أنت وجنينك بصحة جيدة وكان عمر الحمل لديك أقل من 34 أسبوعا؛ وقد أظهرت عقاقير التوكوليتيك Tocolytic فعالية في إيقاف المخاض لفترة قصيرة فقط، وهي تستعمل بشكل أكثر شيوعا بهدف إعطاء الجنين الوقت ليستفيد من حقنة الستيرويد التي يمكنها مساعدة رئتي الطفل على النضج خلال فترة قصيرة تقارب 48 ساعة.
قد ينصح طبيبك (أو مقدم الرعاية الصحية لديك) بتوليد طفلك باكرا في بعض الحالات، ويمكن أن يحدث هذا إذا لم يمكن إيقاف التقلصات الرحمية أو إذا كان هناك تهديد لصحة الجنين قبل أن تتم مدة الحمل لديك بشكل طبيعي، أو إذا ظهرت لديك مشكلةٌ صحية، مثل الارتفاع الشديد في ضغط الدم (فرط ضغط الدم)؛ ويجري أحيانا توليد الطفل بالولادة القيصرية؛ ولكن في أغلب الحالات يجري تحريض المخاض ويبدأ بالتقدم.
وربما يقوم طبيبك بإعطاء عقار لتحريض المخاض يدعى الأوكسيتوسين Oxytocin، حيث يمكن أن يبدأ حدوث التقلصات لديك خلال نصف ساعة من إعطائك الأوكسيتوسين، ولكن يمكن أن تأخذ في أغلب الأحيان وقتا أطول؛ ويعطى أحيانا عقار لتليين عنق الرحم، وهذا أيضا يمكنه أن يجعل العملية مشابهة للبداية الطبيعية للمخاض.
تتبع معظم الولادات الباكرة مسارا مشابها للولادة الطبيعية، ويكون توفر فريق من اختصاصيي الأطفال الخبراء في الخدج مباشرة في أثناء وقت الولادة عظيم الفائدة لطفلك المولود باكرا، حيث يمكنهم تقدير حالة طفلك عند الولادة وتوفير المساعدة له عند الحاجة.
إذا كان قد حصلت لديك ولادةٌ باكرة سابقة، تكون هناك فرصةٌ 25 إلى 50% لحدوث مخاض مبكر لديك مرة أخرى؛ وتستمر الأبحاث لإيجاد وسائل لمنع المخاض الباكر؛ وهناك دراساتٌ حديثة حول استعمال حقن أسبوعية من هرمون البروجستيرون لمنع المخاض الباكر، وهي تبدو واعدة؛ ولكن مهما يكن من أمر، فهناك الكثير الذي تجب معرفته حول استعمال هذه الوسيلة.
الاستفادة من الراحة في السرير
عندما ينصحك طبيبك بالراحة في السرير بسبب حدوث مضاعفات للحمل عندك، يبدو ذلك رائعا في الساعات الأولى أو في البداية، حيث يكون لديك إذنٌ بالراحة وتقوم بقية العائلة برعايتك وخدمتك.
وبعد ذلك، تأتي الحقيقة، حيث لن تستطيعي الذهاب إلى العمل، ولا القيام بتعشيب الحديقة، أو أن تلعبي لعبة المطاردة مع أولادك؛ ولن يمكنك أيضا الذهاب للتسوق أو القيام بنزهة في الجوار أو الاجتماع بأصدقائك في السينما؛ كيف يمكنك جعل الوضع في أحسن الأحوال؟ ابدئي بالتركيز على حقيقة أن ما تقومين به يؤمن الأفضل لك ولطفلك، وإلا لما نصحك طبيبك بالراحة في السرير؛ فالراحة التامة في السرير يمكنها أن:
· تنقص الضغط الذي يسببه الجنين على عنق الرحم، وتنقص تمدده الذي قد يسبب تقلصات رحمية باكرة وإجهاضا (إسقاطا عفويا).
· يزيد الجريان الدموي إلى المشيمة مساعدا طفلك في الحصول على الكمية العظمى من الغذاء والأكسجين، وهذا الأمر يكون مهما عندما يكون نمو الطفل ليس بالسرعة التي يجب أن يكون عليها.
· يساعد أعضاء جسمك؛ لا سيما القلب والكليتين، على العمل بشكل أكفأ مقللا المشاكل المرتبطة بارتفاع الضغط الشرياني.
احرصي على أن تعملي مع طبيبك على فهم الأمور التي يجب أن تتقيدي بها، واسأليه:
· ما هي الوضعية التي يجب استعمالها في أثناء الاستلقاء؟
· هل يمكنني الجلوس في بعض الأحيان؟ وإذا كنت أستطيع الجلوس، فما هي الفترة التي يمكن الجلوس بها في كل مرة؟
· هل يمكنني الذهاب إلى المرحاض؟ هل يسمح بأي نشاط جسمي آخر؟
· هل يمكنني الاستحمام أو التروش؟
· هل العمل الجنسي ممنوعٌ أم محدد؟
· هل هناك تمارين يجب علي أن أقوم بها في أثناء وجودي في السرير؟
نصائح للراحة في السرير
لكي تستطيعي تحمل البقاء في السرير، جربي هذه النصائح:
· رتبي غرفة نومك بحيث يكون كل شيء تحتاجينه بمتناول يدك بينما تكونين في السرير.
· نظمي يومك، وضعي جدولا لتخصيص أوقات للاتصال بالمكتب (العمل) والاتصال مع زوجك، ومشاهدة التلفزيون، والقراءة وهكذا… إلخ.
· ابدئي بممارسة هواية جديدة، مثل صنع دفتر قصاصات Scrap book أو الرسم أو الحياكة (شغل الصوف).
· تعلمي طرائق الاسترخاء والتأمل، حيث أنها ليست مفيدة فقط في أثناء الراحة بالسرير، بل تفيد أيضا في أثناء المخاض والولادة.
· حلي الكلمات المتقاطعة.
· اكتبي رسائل إلكترونية أو رسائل عادية لأصدقائك، أو اتصلي بهم هاتفيا.
· ساعدي عائلتك في البقاء منظمة، وسجلي جداولك على مفكرة، واعملي قوائم أسبوعية للحاجات (أو المشتريات) أو الفواتير، ووازني دفتر شيكاتك.
· اقرئي، وجربي الكتب أو المجلات أو الصحف التي لا تشترينها عادة.
· أعدي لوصول (أو ولادة) طفلك بشراء حاجياته، إما بشرائها عن طريق الإنترنت Online أو باختيارها من كتيبات مصورة (كتالوجات).
· تعلمي أمورا تتعلق برعاية الطفل المولود حديثا؛ كيف تجرين له الحمام، وتلبسينه وترضعينه، وتتعاملين معه وتهدّئينه.
· أعدي قائمة بالمهمات (أو الخدمات) التي تحتاجينها؛ وعندما يتصل أصدقاؤك أو أفراد عائلتك عارضين المساعدة، اطلبي منهم القيام ببعض الأشياء الخاصة لك أو لعائلتك.