التصنيفات
صحة المرأة

المراحل السريرية لسرطان الثدي وعلاجها

سوف نستعرض ونلخص في هذا الموضوع علاج سرطان الثدي بحسب مراحله السريرية ابتداء من المراحل الأولى مروراً بالمراحل المتقدمة موضعياً ووصولاً إلى المراحل المنتشرة في سائر الجسم.

أولاً: تحديد مراحل سرطان الثدي

نحدد مراحل سرطان الثدي حسب مواصفات الورم وحجمه وغزوه لأنسجة الثدي والجلد (ت T)، وحسب إصابة العقد الليمفاوية أم لا (ن N) وحسب ما يبينه الفحص السريري والفحوصات المخبرية والصور الشعاعية والنووية والصوتية من انتشار في الجسم أم لا (م M):

أ: المراحل المبكرة:

●   مرحلة ما قبل السرطان DCIS أو LCIS: Tis

●   المرحلة الأولى للسرطان: حجم الورم في الثدي (T) يكون يساوي أو أقل من 2 سنتم والعقد تكون غير مصابة وليس هناك انتشار بعيد في الجسم. (T1 N0 M0)

●   المرحلة الثانية 2 T) T بين 2 – 5 سنتم)، أو في حال وجود عقد ن (N: N1 or N2) مصابة تحت الإبط.

ب: المراحل المتقدمة: Advanced Breast Cancer

●   المرحلة الثالثة: متقدمة موضعياً: (Locally Advanced Breast Cancer LABC): (T3 or T4) حجم الورم أكبر من 5 سنتم T3، أو ورم منتشر في جلد الثدي T4b، أو عضل القفص الصدري T4a، أو الجلد والقفص الصدري معاً T4c أو مصحوباً باحمرار والتهاب لأكثر من ثلث الثدي T4d، وجود عقد مصابة في عمق غدد الإبط ومتسببة بورم الذراع أو موجودة في غدد أسفل الرقبة N3 وليس هناك انتشار بعيد في الجسم M0.

●   المرحلة الرابعة: تسمى أيضاً مرحلة السرطان المنتشر م (M1): يكون هناك كتل سرطانية صغيرة أو منتشرة في واحد أو أكثر من أعضاء الجسم الأخرى.

ثانياً: علاج سرطان الثدي حسب مراحله

1 – علاج المراحل المبكرة (ما قبل السرطان، الأولى، الثانية):

تبقى الجراحة الممتازة هي الضمانة الأكبر للشفاء مع العلاج بالأدوية وبالأشعة حسب كل حالة.

1-أ المرحلة قبل الأولى: علاج مرحلة ما قبل السرطان:

بالنسبة لمرحلة ما قبل السرطان، قد تكون تم اكتشافها بواسطة وجود ورم أو تكلسات على صورة الماموغرافي، وتحتاج المريضة إلى جراحة استئصال جزئي للثدي وعلاج بالأشعة.

ليس هناك ضرورة لاستئصال العقد تحت الإبط لأنها مرحلة ما قبل السرطان والخلايا المتحولة ما زالت في داخل غدد الحليب (LCIS) أو داخل قنواته (DCIS) وليس لديها قدرة على الانتقال والانتشار إلى أماكن أخرى من الجسم.

تحتاج المريضة إلى علاج بالأشعة للتأكيد على قتل أية خلية خبيثة إذا كانت باقية. أما إذا كانت الخلايا الخبيثة الغير انتقالية موجودة في عدة أنحاء من الثدي فهي تحتاج إلى استئصال كامل للثدي ولا يعود هناك داع للعلاج بالأشعة. لا تحتاج مريضة ما قبل السرطان للعلاج كيميائي. أما بالنسبة إلى العلاج الهرموني فقد يكون ضرورياً ووقائياً في معظم الحالات خاصة إذا كان الورم يحتوي على متلقيات ER+ , PR + أو وجود قصة عائلية لسرطان الثدي ومتغيرات ADH وLCIS. أما بالنسبة للمضاعفات، فتكون نسبة خطورة حدوث تضخم لغشاء الرحم أو حتى سرطان جلطات دم عند السيدة المصابة موجودة ولكن قليلة ويجب إتباع الارشادات الخاصة والوقائية والكشف المبكر عنها. تكون احتمالات الشفاء في حالات ما قبل السرطان فوق 95% وتقرب من الشفاء الكامل.

أ-ب علاج المراحل الأولى والثانية:

المراحل الأولى والثانية هي من المراحل المبكرة لسرطان الثدي التي يمكن الشفاء منها بنسبة أكثر من 80 و90 بالمئة من الحالات. يبدأ العلاج لهذه المراحل الأولى والثانية بالاستئصال الجزئي في معظم الحالات. إذا كان حجم الورم كبيراً بنسبة حجم ثدي صغير، وحسب موقع الورم وحسب رغبة المريضة، قد يتم إعطاء المريضة علاجاً كيميائياً لتصغير حجم الورم قبل استئصاله، بعد النقاش الذي يجب أن يتم بين الأطباء في مجلس الأورام وبين الطبيب والمريضة حول أنواع الجراحة المطلوبة والوافية والخيارات لدى المريضة. نعيد ونكرر أنه لكي يكتمل العلاج الجزئي فهو يحتاج إلى علاج بالأشعة كما شرحنا سابقاً.

بعض الحالات المرضية قد تعاود موضعياً لذلك يجب أن تكون حدود الجراحة خالية من الخلايا السرطانية ونخص بالذكر المرضى الصغيرات بالعمر حيث قد يكون هناك ضرورة لاستئصال جزئي مع حدود واسعة خالية من السرطان أو استئصال كامل مع جراحة ترميمية.

في حالات الدرجة الثانية حيث الورم كبيراً نسبياً أو حيث هناك عقد مصابة تحت الإبط، تعطى المريضة علاجاً كيميائياً لتصغير حجم الورم لتسهيل إجراء جراحة جزئية للثدي.

في معظم حالات الدرجة الثانية، والكثير من حالات الدرجة الأولى يتم إعطاء السيدة علاجاً كيميائياً ومهدفاً وقائياً بعد العلاج الجراحي، ثم تعطى العلاج الشعاعي لمدة ستة أسابيع والعلاج المضاد للهرمونات لمدة خمس سنوات على الأقل.

2 – علاج المراحل المتقدمة:

2-أ علاج المرحلة المتقدمة موضعياً (المرحلة الثالثة):

عندما يكون الورم أكثر من 5 سنتم، أو يكون ملتصقًا بالجلد أو بالقفص الصدري، أو هنالك غدد كثيرة فوق القفص الصدري أو في أسفل الرقبة، أو ورماً في اليد، أو سرطان الثدي الملتهب تكون مرحلة السرطان أصبحت متقدمة موضعياً.

يتم علاج هذه المرحلة عادة بالعلاج الكيمائي أولاً، مع العلاج المهدف إذا كان الورم يحتوي على متلقيات هير 2 نيو زائدة +++، ثم يرصد الطبيب نتائج العلاج وينصح بالجراحة يتبعها العلاج الشعاعي، ومن ثم الهرمونات المضادة.

هذا وقد قد ينصح الطبيب بالعلاج ما قبل الجراحة بالهرمونات المضادة بدل الكيميائي إذا كان الورم حساساً جداً على الهرمونات، خاصة إذا كانت السيدة متقدمة في السن أو أن وضعها الصحي العام لا يحتمل العلاج الكيمائي.

2-ب علاج المرحلة المنتشرة (المرحلة الرابعة):

المرحلة الرابعة تعنى انتشار للمرض في العظم مثلاً أو أنحاء أخرى من الجسم. يتم اكتشاف الانتشار بواسطة الفحص السريري أو الفحوصات المخبرية والتصوير. هنا لا ضرورة للجراحة الاولية ولا للاستئصال فهي لا تفيد الا في بعض الحالات القليلة. يتم علاج المريضة في هذه الحالات إما بالعلاج الهرموني أو الكيميائي أو بالأدوية المضادة لبروتينات هير 2 نيو على سطح الخلايا. هناك بعض الدراسات الجديدة التي بينت انه إذا استجابت المريضة بشكل جيد للعلاج وإذا كان عدد ودرجة الانتشار قليل فيمكن إجراء استئصال جزئي أو كامل للثدي مما يفيد في النتائج العامة للعلاج. قد تتوجب الجراحة أيضاً بسبب عوارض وتقرحات موضوعية مزعجة.

في معظم الحالات تتجاوب المريضة مع العلاج وتتحسن، وفي حوالي 10%-20% من الحالات تختفي عوارض المرض كلياً. لكن، في معظم الحالات المتقدمة نستطيع فقط مساعدة المريضة ومساندتها ومعالجتها لبضعة سنوات. في معظم الحالات لا نستطيع تذويب المرض كلياً أو أن خلاياه قد تستعصي على العلاج فيعود ويتقدم وينتشر أكثر وأكثر، مما قد يودي بحياة المريضة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أبحاث كثيرة لاكتشاف أدوية جديدة ولمعرفة اسباب استعصاء بعض الخلايا السرطانية على العلاج وإيجاد حلول لها خاصة عندما نحدد بروتينات وتفاعلات نمو تصبح هدفا لعلاجات وأدوية مهدفة مصوبة ضدها ونزيد من نسبة الشفاء.

المريضة التي يتم تشخيص المرض عندها بمرحلة انتشار رابعة تحتاج إلى مساندة طبية ونفسية ومصارحتها بالواقعية، لأن حالات الشفاء تبقى أقل من 10%-20%. ولكن لا يتم قطع الأمل لأنه هناك دائماً أبحاث وتطورات وأدوية جديدة قد تساعدها وتطيل عمرها.