يعرف التوحد على أنه خلل وظيفي يصيب الدماغ خلال فترة السنوات الثلاث الأولى من
العمر ولعل ابرز أعراضه قصور في التفاعل الاجتماعي، ضعف في التواصل اللفظي وغير
اللفظي وقصور في اللعب واللعب التخيلي.
وحديثنا هنا عن مرحلة المراهقة والتي تعتبر من المراحل الحرجة للنمو عموماً والتي
تحتاج إلى نوع خاص من التعامل يختلف تماماً عن مرحلة الطفولة السابقة.من المعروف ان
معظم الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة يمرون بنفس مراحل النمو الطبيعي التي يمر بها
الأفراد الطبيعيون ولكن بشكل أبطأ وبالتالي فإنهم يمرون أيضاً بمرحلة البلوغ الجنسي
حيث أن لهم في الغالب نفس الاحتياجات والدافعية التي للآخرين، كما إن قدرة الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة على فهم الجوانب الجنسية تكون محدودة مما قد يجعلهم عرضة
للاستغلال من قبل غيرهم أو أن يتصرفوا بطريقة غير لائقة.
أظهرت تجارب آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد انه ليس لديهم الاستطاعة لضبط
اطفالهم في هذه المرحلة ومن هنا تبدأ المعاناة لذلك لابد لنا من تقديم الارشاد
والتوصيات للأسر للتعامل مع اطفالهم في تلك المرحلة الحرجة، وان على الاسرة ان
تهييء نفسها لمرحلة البلوغ بكل ايجابياتها وسلبياتها.
اسباب حدوث السلوك الجنسي
1 ـ الحماية الزائدة أو الإهمال:
يؤدي الأطفال انماطاً سلوكية تعوضهم عن الإهمال العاطفي أو عن الأنشطة الحركية
المحرومين منها على شكل سلوكيات جنسية تفرغ طاقتهم المكبوتة.
2 ـ القلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس:
بسبب وضعهم تحت المراقبة اليومية مما يدفعهم لسلوكيات أكثر اضطراباً.
3 ـ النشاط الحركي الزائد:
فقد يلجأ الأطفال ذوو النشاط الحركي الزائد للعبث بأعضائهم التناسلية في حال عدم
تمتعهم بفرص مناسبة للتنفيس عن طاقاتهم الحركية وقد يستمر هذا العبث في أوقات
مختلفة خاصة عند الاستعداد للنوم بسبب عدم تنفيسهم لطاقاتهم الحركية التي تساعدهم
على الإحساس بالإنهاك والحاجة للنوم.
4 ـ اكتشاف الأعضاء الجنسية:
وخاصة عند حدوث التغيرات الفسيولوجية لهذه الأعضاء وعندما يبدأ الطفل يشعر بالمتعة
واللذة عند اللعب بها.
نصائح وإرشادات للأهالي للتعامل
مع السلوك الجنسي عند أبنائهم
ـ اعمل على تنمية ميول أخرى عند الطفل محاولاً أن تبعد اهتمامه عن التركيز على جسمه
في البحث عن المتعة بتشجيعه على إيجاد نشاطات ممتعة أخرى في العمل أو الدراسة أو
الترفيه.
ـ اعمل على صرف انتباه الطفل باللعب معه أو إعطائه مهمة بديلة.
ـ اعمل على تفهّم الطفل، فبدلاً من الصراخ والتوتر حاول توجيه الطفل إلى أن هذه
السلوكيات يمنع ممارستها أمام الآخرين.
ـ اعمل على تطوير الحاسة الخلقية (ما يجوز وما لا يجوز)، وأوجد منافذ مقبولة لتصريف
الطاقة لديه بما يتماشى مع العادات والتقاليد.
ـ الجأ لأسلوب التجاهل (الإطفاء) في حالة حدوث السلوك للمرة الأولى مرة حتى لا يتم
تعزيزه.
ـ انتبه إلى أن تعليم الطفل المصاب بالتوحّد طريقة التصرف الملائمة أو السلوك
المناسب يجب أن يتم أثناء قيامه بالسلوك المخجل.
ـ اعمل على تطوير مهارات الاعتماد على الذات والمتعلقة باستخدام الحمام من مثل
إغلاق باب الحمام وتدريبه على الاعتماد على نفسه عند دخول الحمام.
ومن المهم توجيه أفراد الأسرة إلى كيفية التعامل مع الوضع الجديد لطفلهم المصاب
بالتوحّد لحدوث تغيرات فسيولوجية تؤثر على تصرفاته الخارجية، وبالمتابعة نستطيع
تفادي أية مشكلة ممكن أن تحدث خلال تلك المرحلة.
حاتم جابر
معلم التربية الخاصة في مركز دبي للتوحّد