التصنيفات
الصحة العامة

المرض بسبب التعرض للإشعاع الضار Radiation sickness

مرض الإشعاع

يحدث مرض الإشعاع Radiation sickness نتيجة التعرض للمواد المشعة، وهي عناصر مكونة من ذرات غير ثابتة تعطي طاقة نتيجة التحلل التلقائي لأنويتها. وإذا كانت الطاقة المنبعثة من العناصر المشعة قوية لدرجة أن تزيح الإلكترونات من الذرات أو الجزيئات الأخرى في طريقها، يمكنها إتلاف أو حتى قتل الأنسجة الحية. وهذا النوع من الإشعاع يسمي الإشعاع الأيوني Ionizing Radiation. وحتى لو تعرضت خلية واحدة للإشعاع، فإنه يمكنه أن يدمر أو يتلف أو يغير من تركيب تلك الخلية، وهذا التغير في تركيب الخلية بالمواد الإشعاعية يمكن أن يؤدي إلى حدوث السرطان. وإذا تلف الحمض النووي DNA للخلية، فإن هذا قد يؤدي إلى طفرات جينية تنتقل إلى الأبناء.

ويعتمد نوع ومدى انتشار التلف الحادث نتيجة التعرض للإشعاع على الجرعة الكلية للإشعاع المستقبل، وطول الوقت الذي تم خلالها التعرض للإشعاع وحجم ومكان الجزء المصاب من الجسم. ويزداد حجم التلف مع زيادة درجة التعرض للإشعاع، ومع ذلك فهذا يمكن تعديله بطول الوقت المستنفد.

والجرعة الكلية العالية نسبيا من الإشعاع قد تكون قاتلة لو تم استقبالها من الفضاء لبضع دقائق. ولكنها تكون أقل ضررة لو تراكمت على مدار أسابيع أو شهور. وبالمثل فإن الإشعاع قد يكون محتملا لو أثر فقط على نسبة صغيرة من أنسجة الجسم، أو إذا لم تتأثر الأعضاء الحيوية. وبعض الأنسجة تكون معرضة أكثر من غيرها لخطر التلف بالإشعاع. عموما فإن الخلايا التي يتم إحلالها بسرعة تكون أكثر حساسية من الخلايا التي يتم إحلالها على مدى فترة طويلة.

والعناصر المشعة تكون مشابهة في التركيب لنظائرها غير المشعة، وتختلف فقط في عدد النيوترونات التي تحتوي عليها النواة. وهذا يفسر لماذا تكون التغذية مهمة في منع أو تثبيط التلف الحادث نتيجة التعرض للعناصر المشعة. وإذا لم تتناول كميات كافية من الكالسيوم والبوتاسيوم والمعادن الأخرى في غذائك ، فإن جسمك سيقوم بامتصاص سترونتيوم -90 المشع (90-Strontium) أو العناصر الأخرى التي تشبه الكالسيوم في التركيب في حالة وجودها. وبالمثل إذا حصلت على كمية كافية من البوتاسيوم في غذائك، فإن جسمك سوف لا يحتفظ بأي سيزيوم -137 مشع (Caesium-137) يتعرض له، حيث إن هذا العنصر يشبه البوتاسيوم. وإذا كانت الخلايا قادرة على الحصول على كل المواد الغذائية التي تحتاجها من الطعام، فإنه يقل احتمال امتصاصها للعناصر المشعة التي يزيد احتمال طردها من الجسم.

وتأثير التعرض للإشعاع قد يكون حادا نتيجة التعرض لجرعة وحيدة قوية أو قد يكون مزمنا. والتعرض الحاد للإشعاع قد يكون خطيرا جدا، ويسبب الشعور بالخمول والغثيان والقيء والهزال وفقدان التناسق مما يؤدي إلى حدوث الجفاف والتشنجات والصدمات وقد يؤدي حتى إلى الموت. ولحسن الحظ، فإن كمية ونوع التعرض الذي يسبب هذه الأعراض الخطيرة نادر الحدوث جدا، والأكثر حدوثا هو التعرض المزمن أو التعرض لجرعات أقل من الإشعاع. وتشمل أعراض هذا النوع ظهور المياه البيضاء في العين Cataract وحدوث دوخة وإجهاد وصداع وغثيان. ومن أكثر المصادر شيوعا للتعرض للإشعاع بجرعات قليلة هو التعرض لأشعة إكس المستخدمة في مجالات الطب، وكذلك الإجراءات التشخيصية والعلاجية التي تستعمل المواد المشعة.

وكثير من الناس يتم حقنهم بعناصر مشعة لتتبع الأماكن المصابة للحصول على تشخيص دقيق. والمصادر الأخرى للتعرض للإشعاع تشمل : الرادون أو اليورانيوم الموجودة في التربة أو مواد البناء ودخان التبغ وبعض الأجهزة مثل التليفونات المحمولة والحاسبات الآلية بشاشات الفيديو والألعاب الإلكترونية وأفران الميكروويف وأجهزة الرادار وأطباق الأقمار الصناعية وأجهزة اكتشاف الدخان. وبعض العاملين في مصانع معينة – مثل مصانع توليد الطاقة النووية وإنتاج العناصر المشعة للأغراض الطبية أو الصناعية – يتعرضون بصورة أكثر من الآخرين لجرعات خطيرة من الإشعاع.

والعلاج الإشعاعي لأمراض السرطان يتم فيه إعطاء جرعات مرتفعة من الإشعاع وخصوصا للخلايا السرطانية. وفكرة هذا العلاج تعتمد على أن الإشعاع يقتل الخلايا السرطانية بينما الأنسجة السليمة التي لا يوجه لها الإشعاع – تتأثر بصورة خفيفة. وليس من العجب أن تكون الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج هو حدوث مرض الإشعاع مع ظهور الأعراض التقليدية من الغثيان والقيء والصداع والضعف وفقد الشهية وسقوط الشعر.

التعرض لأشعة إكس

يشمل فحص الأسنان اليوم أساسا عمل أشعة إكس لتحديد أماكن التجاويف. ويأخذ الأطباء أشعة إكس لتحديد كسور العظام ولمتابعة سلامة الجهاز الدوري والتنفس ولتحديد أماكن الأورام وأماكن الاختلال الوظيفي. وتطالب النساء بعمل تصوير منتظم للثدي لتحديد الحالات المبكرة من سرطان الثدي. وبرغم الاستعمال الواسع لأشعات إكس، فإن الأطباء وأطباء الأسنان والمعالجين بتقويم العظام والعاملين بالمستشفيات يتجاهلون المخاطر والتأثيرات البعيدة للإشعاع (حتى في كمية صغيرة)، ومن بين المخاطر التي تحدث نتيجة التعرض لكمية صغيرة من الإشعاع من أشعة إكس حدوث العقم، وتلف الخلايا والسرطان. والنساء اللاتي يتعرضن لأشعة إكس أثناء الحمل يعانون من خطر حدوث الإجهاض أو ولادة أطفال بعيوب خلقية.

وتشير أبحاث السرطان أن نسبة كبيرة من النساء في الولايات المتحدة لديهن جين موروث يطلق عليه اسم “أونكوجين أيه سي” Oncogene AC وهو حساس جدا للتعرض لأشعة إكس. والتعرض – حتى لفترة قصيرة – لأشعة إكس في هؤلاء السيدات يمكن أن يؤدي إلى حدوث السرطان.

ومستوى الإشعاع من أشعة إكس يتم قياسه بوحدات تسمى رونتجين Roentgen وسجلت الأكاديمية الدولية للعلوم أن التعرض (المفرد أو المتراكم) لـ 10 ملي رونتجين من إشعاع إكس يزيد مخاطر حدوث السرطان، وهذه هي نفس الكمية من الإشعاع التي يتعرض لها الصدر أثناء إجراء الأشعات عليه في حالات السل الرئوي. وتصوير الثدي يتطلب جرعات أقل من ذلك ، ومع ذلك فهناك دلائل متزايدة تشير إلى أنه لا يوجد مستوى مأمون للإشعاع. والتعرض للإشعاع الفترات طويلة يمكن أيضا أن يدمر جهاز المناعة في الجسم.

الأعشاب

يساعد عشب الدغل Chaparral على الوقاية من التأثير الضار للإشعاع.
تحذير: لا تستعمل هذا العشب بانتظام، ولا تأخذه يوميا لأكثر من أسبوع حيث إن الاستعمال الطويل قد يكون ضاراً للكبد.

توصيات

● يجب أن يحتوي الغذاء على التفاح، فهو غني بالبكتين الذي يتحد مع الجسيمات المشعة.

● تناول الحنطة السوداء Buckwheat الغنية بالروتين وهو من البيوفلافونويدات التي تحمي ضد الإشعاع.

● تناول الأفوكادو والليمون وزيت العصفر وزيت الزيتون، فهذه تمد بالأحماض الدهنية الأساسية.

● اشرب كميات وفيرة من الماء المقطر بالبخار.

● تجنب أشعة إكس إلا إذا كانت ضرورية للغاية.

اعتبارات عامة

أوضحت دراسة في جامعة الطب وطب الأسنان بولاية نيوجيرسي بمدينة نيوآرك أن الفئران التي تعطي عصير البرتقال قبل التعرض الجرعة قليلة الإشعاع (1 – 50 راد) كان تأثرها مرتان أقل من الفئران التي أعطيت الماء قبل التعرض للإشعاع.

نظير السترونتيوم 90 (Strontium-90)

هو عنصر مشع يشبه الكالسيوم في التركيب. وبسبب التفجيرات النووية فإن السترونتيوم 90 قد أدى إلى تلوث الأرض، ووصوله إلى الماء والطعام وخصوصا اللبن ومنتجات الألبان. ويصنع طعام الماشية غالبا من المحاصيل التي تم ريها بالماء الملوث بالسترونتيوم 90. وهذا العنصر الإشعاعي يتراكم في العظام والأسنان.

واحتواء الطعام على كميات كافية من الكالسيوم يمكن أن يحمي الجسم من السترونتيوم 90، وقد وجدت الدراسات أن الجسم يستبقي السترونتيوم 90 فقط إذا لم تكن هناك كمية كالسيوم كافية. والتلوث بالسترونتيوم 90 يكون مصحوباً بحدوث الأنيميا وسرطان العظام Osteosarcoma وسرطان الدم Leukemia وكثير من الأنواع الأخرى للسرطان.

توصيات

● استبعد من غذائك كل منتجات الألبان ما عدا الزبادي والمنتجات الحمضية. فاللبن ومنتجات الألبان أهم مصادر السترونتيوم 90 الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية.

● أكمل غذاءك بالبكتين (الموجود في التفاح) وأعشاب البحر وبذور عباد الشمس ، فالبكتين يتحد مع السترونشيوم 90.

اليود المشع

تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لإنتاج الهرمونات التي تنظم العمليات الحيوية داخل الجسم. وإذا كانت كمية اليود في الغذاء غير كافية ، فإن الجسم سوف يمد الغدة الدرقية باليود المشع -131 (131-I) الذي ينتشر في البيئة نتيجة تلوث الغلاف الجوي. فعلى سبيل المثال يوجد اليود-131 في اللبن نتيجة تعرض الأبقار والماعز للأمطار الإشعاعية (والحامضية) في الحقول. ووجود اليود-131 المشع في الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تلف الخلايا، وبالتالي يقلل من القدرة الوظيفية للغدة الدرقية. ومن المحتمل أن يظهر بها مرض السرطان.

وكثير من الناس تعرضوا لغبار اليود المشع سنة 1986م نتيجة الكارثة النووية التي حدثت المفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا. ولحماية هؤلاء الناس من هذه العناصر المشعة الخطيرة، قامت السلطات الصحية السوفيتية بإعطاء الناس المحتمل تعرضهم للإشعاع كميات كبيرة من اليود غير المشع، وذلك لمنع امتصاص بعض أملاح اليود المشع. وإذا كان الجسم مشبعة باليود، فمن المرجح أن يتم إخراج العناصر المشعة ويقل امتصاص الجسم لها.

والقوة المدمرة لليود المشع يمكن أن تستخدم في العلاج الطبي في علاج سرطان الغدة الدرقية، ويمكن استخدام اليود-131 لتدمير الأنسجة السرطانية للغدة الدرقية المتبقية بعد جراحة استئصال النسيج السرطاني. وإذا لم يكن في الإمكان إجراء جراحة استئصال الغدة الدرقية، فإن اليود-131 يمكن استخدامه مع العلاج الإشعاعي الخارجي.

توصيات

● تناول كميات وفيرة من الخضراوات من العائلة الصليبية مثل البروكلي والكرنب المسوق والكرنب والقنبيط.

● لا يجب أن يتضمن غذاؤك على منتجات الألبان الحمضية مثل الزبادي واللبن الخض والكفير، فهذه تحتوي على بكتريا اللاكتوباسيلس التي تحمي القناة الهضمية. وقد وجد أيضا أن هذه البكتريا تحمي من مخاطر الإشعاع.

● كمل غذاءك بالبكتين الموجود في التفاح وعشب البحر. وعشب البحر طعام غني باليود. ويعمل عنصر الجينات الصوديوم الموجود أيضا في أعشاب البحر Seaweed- كعامل مقتنص يحمي الجسم من التأثيرات الضارة للإشعاع عن طريق الاتحاد بالعناصر المشعة ثم إخراجها من الجسم.