مشاعر مختلطة
تشعر القليل من السيدات بعدم الارتياح تجاه الرضاعة الطبيعية؛ حيث تبدو لهن وكأنها تصرف بالغ الجرأة أو تشبه مفرط بالحيوان. وغالبا ما تخاف هؤلاء السيدات من عدم القدرة على إرضاع الطفل، أو التعرض للإحراج في الأماكن العامة، أو أن تتسبب الرضاعة الطبيعية في تشويه شكل أثدائهن. وفي أغلب الأحوال، تخشى الأمهات الجدد من أن تغير تجربة الأمومة من أشكالهن التي كن عليها؛ حيث يعد رفضهن للرضاعة الطبيعية هو وسيلتهن لطمأنة أنفسهن في هذا الصدد. على أية حال، تعتبر كل هذه المشاعر طبيعية ومفهومة؛ حيث تنجح بعض الأمهات في التغلب عليها أثناء تجربة الرضاعة الطبيعية، في حين تقرر الأخريات أنه لا طائل من وراء بذل أي جهد للتغلب على هذه المشاعر. وفي النهاية، لن يكون هذا الخيار بيد أي شخص سوى الأم نفسها.
على الجانب الآخر، تنتاب الأب أيضا (وهو الشريك غير القائم بالإرضاع) مشاعر مختلطة بصدد الرضاعة، ففي الوقت الذي يشعر فيه الكثير من الآباء بالسعادة والابتهاج بأطفالهم، مع القلق والرهبة من قدرة الأم على إرضاعهم وتغذيتهم، لا يستطيع آخرون التوقف عن الشعور بالتجاهل. فالغيرة من الطفل أمر طبيعي كرد فعل تجاه الرضاعة الطبيعية والارتباط الشديد بين الأم والطفل بوجه عام، ولن يجدي الأمر إلا إذا تذكر الآباء دورهم الداعم والمهم في هذه المرحلة؛ فإدرار الأم للبن أمر مرهق، حيث قد يتسبب الضغط الواقع عليها في التأثير بالسلب على كميته لديها. والجدير بالذكر أن كل شيء يفعله الآباء لجعل حياة الأم أسهل – مثل إحضار وسادة لها، أو كوب من الماء، أو رعاية الأطفال الآخرين، أو أرجحة الطفل، أو اصطحابه للتنزه – يسهم في نجاح تجربة الرضاعة الطبيعية بشكل أكبر لدى الأم.
تسرب اللبن
تتعرض الكثير من الأمهات المرضعات لتسرب اللبن من أثدائهن عند بكاء طفل آخر بسبب الجوع بالقرب منهن؛ وهو ما يمكن أن يكون محرجا أيضا للأمهات اللاتي لا يدركن أنه أمر طبيعي تماما.