يحتاج الجسد إلى كثير من المغذيات ليحافظ على سلامته. منها البروتين والكربوهيدرات والدهون (المغذيات الكبرى) والفيتامينات والمعادن (المغذيات الصغرى).
لتحسين الصحة والمساهمة في منع الإصابة بالأمراض، من الأهمية بمكان تناول غذاء متوازن – غني بالفاكهة والخضار والحبوب الكاملة وتقل فيه الدهون المشبعة. ولكن ماذا عن المكملات الغذائية – الأقراص والكبسولات وغيرها من المستحضرات – التي تزعم بأنها تكافح الأمراض أو تزيل أعراضها؟ في بعض الحالات، من شأن المكملات الغذائية أن تكون مفيدة. وفي حالات أخرى، ما من دليل واضح على فائدة المستحضر.
وفيما يلي لمحة عن بعض المكملات الغذائية الأكثر شيوعا.
مضادات الأكسدة
هي عبارة عن فيتامينات، معادن وأنزيمات تحمي الجسد عبر إبطال مفعول الجذيرات الحرة، وهي منتجات ثانوية تنشأ عن عملية الأيض الطبيعية للخلية. ويعتقد بأن الجذيرات الحرة تساهم في التغييرات المرتبطة بالسن وفي الإصابة ببعض الأمراض. وتشتمل مضادات الأكسدة المخصصة لمكافحة أمراض الشيخوخة على:
= الفيتامين هـ. يوصف الفيتامين ه بأنه يساعد على مكافحة الأكسدة، وهي عملية تتلف الخلايا وتسرع عملية الشيخوخة كما تؤدي إلى اعتلال القلب والشرايين وإلى الإصابة بالسرطان. غير أن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2004 أشارت إلى أن الجرعات المرتفعة من الفيتامين ه قد يكون ضررها أكبر من نفعها. فقد راجع الباحثون 19 دراسة ووجدوا بأن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 400 وحدة دولية من الفيتامين ه في اليوم توفوا يوميا بمعدل أعلى ممن لم يتناولوا المكمل. ولم يكن السبب واضحا. وإلى أن يتبين المزيد، لا تتناول أكثر من 400 وحدة دولية من الفيتامين ه يوميا. وأفضل مقاربة هي بأخذ الفيتامين من المصادر الغذائية (القلوبات، الزيوت النباتية، الحبوب الكاملة).
= الفيتامين أ والبيتا كاروتين. استنادا إلى دراسات عدة، فإن مكملات البيتا كاروتين – التي تتحول إلى فيتامين أ في الجسم – لا تحمي من اعتلال القلب والشرايين. لا بل تبين في دراستين بأن خطر سرطان الرئة ارتفع بين المدخنين الذين تناولوا مكملات البيتا كاروتين. ومن الأفضل تناول الخضار الحمراء والصفراء عوضا عن أخذ المكملات.
= الفيتامين ج. أثبتت الدراسات بأن الأشخاص الذين يرتفع معدل الفيتامين ج في غذائهم، والمتواجد في الفاكهة الحمضية بشكل أساسي، ينخفض لديهم معدل الإصابة بالسرطان واعتلال القلب. ولكن من غير الواضح ما إذا كان لمكملات الفيتامين ج المفعول نفسه. بالتالي، قد يكون الإكثار من الفاكهة الحمضية وعصير الفاكهة أكثر فائدة من أخذ المكملات.
= السيلينيوم. يتواجد هذا المعدن المضاد للأكسدة في ثمار البحر والكبد بشكل أساسي. ومن شأنه أن يساهم في منع الإصابة بالسرطان. أما فرط استعماله فقد يسبب تساقط الشعر وترقق الأظافر. وهو يحتاج إلى مزيد من الدراسات.
= الأنزيم المساعد Q-10 (Coenzyme Q-10). يتواجد مضاد الأكسدة هذا في كثير من المصادر الغذائية، بما في ذلك اللحوم وثمار البحر. إلا أن المزاعم القائلة بأنه يبطئ عملية الشيخوخة ويوقف السرطان ليست أكيدة. وتشير بعض الأبحاث أنه قد يساعد في حالات الفشل القلبي الاحتقاني.
= حمض الفوليك والفيتامينات المركبة ب. أثبتت الدراسات بأن الفيتامينات ب-6 وب-12 وحمض الفوليك تعمل معا لخفض معدلات الهوموسيستيين، وهو حمض أميني ارتبط ارتفاع معدله بزيادة خطر اعتلال القلب والشرايين. وتعمل الدراسات على تحديد ما إذا كان خفض معدل الهوموسيستيين من خلال الفيتامينات يقلص خطر اعتلال القلب والجلطة الدماغية وغيرها من الأمراض المرتبطة به. والواقع أن الجمعية الأميركية لأمراض القلب لا توصي باستعمال حمض الفوليك وغيرها من مكملات الفيتامين ب لتقليص خطر اعتلال القلب والجلطة الدماغية. بل اعمد عوضا عن ذلك إلى تناول غذاء صحي يشتمل على خمس حصص على الأقل من الفاكهة والخضار يوميا.
زيوت السمك
إن زيادة مأخوذ زيوت السمك – الأحماض الدهنية أوميغا – 3 أو الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة السلسلة الطويلة ن – 3 – يقلص خطر الموت القلبي المفاجئ. ويعتبر تناول السمك – لا سيما السمك الدهني، كالإسقمري وتروتة البحيرات والرنكة والسردين والتونا والسلمون – آمنا بكميات معتدلة لا بل ومفيدا أيضا. وعلى النساء اللواتي ما زلن في سن الإنجاب الحد من استهلاكهن للسمك الذي يرتفع فيه معدل الزئبق، كالقرش وأبو سيف وإسقمري الملك أو السمك المحتوي على آثار ملوثات صناعية. واستنادا إلى الجمعية الأميركية لأمراض القلب، من شأن مكملات زيت السمك أن تكون مفيدة لذوي الاعتلال القلبي الوعائي. ولكن احرص على أن يكون المستحضر عالي الجودة وخاليا من الملوثات.
الأعشاب
يستعمل الناس الأعشاب لأسباب عديدة. وفي ما يلي لمحة عن بعض من أكثر الأعشاب شعبية وآثارها المزعومة وما تقوله الأبحاث عنها:
= نبتة كوهوش السوداء Black cohosh: لهذه العشبة مفعول شبيه بالهرمون الأنثوي إستروجين، وهي تستعمل لتخفيف التقلصات الحيضية وآلام الدورة الشهرية وأعراض انقطاع الطمث، كالهبات الساخنة. ويشير عدد من الدراسات إلى أن هذه العشبة قد تكون نافعة، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الدراسات الطويلة الأمد.
= الأخيناسيا Echinacea: مشتقة من الردبكية الأرجوانية وهي تستعمل عادة لتجنب الزكام والأنفلونزا. ولكنها لا تمنع الإصابة بهما على الأرجح. والواقع أن بعض الباحثين يخشون من احتمال أن تكون هذه العشبة سامة للكبد. لا تستعملها بالتالي لأكثر من ثمانية أسابيع متتالية. وبما أن الأخيناسيا تؤثر على الجهاز المناعي، فإن بعض الأطباء لا ينصحون باستعمالها في حالات داء السكر أو مرض مناعة ذاتية أو التصلب المتعدد أو التهاب المفصل الروماتيزمي أو ضعف المناعة الناجم عن السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية.
= الإفيدرا Ephedra (ما – هوانغ): يجب تجنب هذه العشبة القوية. فقد وجدت في كثير من المستحضرات التي تخفف الشهية أو تضاعف الطاقة. وبما أن الإفيدرا قد تضاعف خطر النوبة القلبية والجلطة الدماغية والصرع والموت المفاجئ، فقد عمدت إدارة الغذاء والدواء إلى سحبها من السوق.
= الأقحوان Feverfew: تستعمل أوراق هذه النبتة للصداع النصفي. وتشير الدراسات إلى أن المركب الفاعل في العشبة، البارثينوليد، من شأنه أن يخفف من حدة نوبات الصداع النصفي وتواترها. يجب على الحوامل عدم استعمال الأقحوان لأنها قد تسبب الإجهاض.
= الثوم: تشير بعض الدراسات إلى أن الثوم ومكملاته قد تكون مفيدة في خفض معدل كولسترول HDL “السيئ”. كما من شأن الثوم أن يساعد على منع الإصابة ببعض الأمراض السرطانية ومشاكل القلب. ولكن آثاره الإيجابية تبدو متواضعة، ومع أن الدراسات عليه مستمرة إلا أنها محدودة.
= الزنجبيل: تستعمل جذور الزنجبيل لعلاج الغثيان وعسر الهضم. وتشير الدراسات إلى أنه قد يكون مفيدا في منع الغثيان المقترن بدوار الحركة والتخدير. ولا يوصى باستعمال الزنجبيل للغثيان الصباحي. وفي حال كنت تعاني من حصى في المرارة، استشر الطبيب قبل استعمال الزنجبيل لأنه يزيد إنتاج العصارة الهضمية.
= الجينكو Ginkgo: يستعمل الجينكو لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ في محاولة لتخفيف أعراض معينة، كفقدان الذاكرة القصيرة الأمد، الدوخة، طنين الأذن والصداع. كما يستعمل لعلاج ألم الساق المرتبط بالحركة والناتج عن ضعف الدورة الدموية في الساقين (العرج). غير أن الآثار الإيجابية للجينكو على الذاكرة والدورة الدموية لم تثبت في دراسات حديثة. لا تستعمل العشبة إن كنت تتناول دواء مضادا للتخثر أو مدرا للبول يرتكز على الثيازيد (thiazide).
= الجينسينغ Ginseng: يستعمل البعض الجينسينغ لزيادة الطاقة والقدرة الجنسية وتخفيف التوتر ومحاربة آثار الشيخوخة، مع أنه ما من أدلة علمية تؤكد ذلك. لا تستعمل العشبة لأكثر من ثلاثة أشهر ولا تتجاوز الجرعة الموصى بها. ولا يجب استعمال الجينسينغ في حال وجود مرض مرتبط بالإستروجين، كسرطان الثدي، أو من ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط.
= الكافا Kava: تعرف أيضا باسم كافا كافا، وقد بدت واعدة لعلاج القلق والأرق وغيرها من المشاكل. ولكن الكافا ارتبطت بمشاكل خطيرة في الكبد، حتى مع الاستعمال القصير الأمد وبجرعات طبيعية. وقد تم حظرها في عدة بلدان.
= عشبة القلب St. John’s wort: تستعمل عشبة القلب لعلاج الاكتئاب الخفيف. وتشير بعض الدراسات إلى أن مفعولها يضاهي مفعول مضادات الاكتئاب في علاج حالات الاكتئاب الطفيفة، ومع أعراض جانبية أقل. ولكن العشبة لم تثبت فاعليتها في علاج الاكتئاب القوي. وثمة خشية من أنها تؤثر في مفعول عدد من الأدوية الموصوفة. وإلى أن يتوصل العلماء إلى نتائج واضحة، لا تمزج العشبة مع أي دواء آخر من دون استشارة الطبيب أولا.
= البلميط المنشاري Saw palmetto: استنادا إلى بعض الدراسات، من شأن البلميط المنشاري أن يحسن جريان البول وتفريغ المثانة لدى الرجال الذين يعانون من تضخم غدة البروستات غير السرطاني. ولم تؤدّ الدراسات إلى نتائج حاسمة ولما إذا كانت العشبة تؤثر في نتائج فحص مستضد البروستات النوعي الذي يجرى لكشف سرطان البروستات. لمعلومات عن كشف سرطان البروستات.
الهرمونات
الهرمونات هي كيميائيات ينتجها الجسد لتنظيم نشاط الأعضاء الحيوية. وبما أن معدل الهرمونات ينخفض مع التقدم في السن، يرى بعض العلماء أن من شأن الهرمونات أن تؤدي دورا في عملية الشيخوخة. ويرى مناصرو المستحضرات الهرمونية بأن هذه المنتجات تؤخر ساعة الجسد.
= الديهايدروإبياندروستيرون (DHEA): يتحول في الجسم إلى هرموني الإستروجين والتستوستيرون الجنسيين. ويزعم مؤيدو هذه المكملات بأنها تؤخر الشيخوخة وتزيد العضل وقوة العظم وتحرق الدهون وتحسن الإدراك. ولكن ما من دليل علمي على ذلك. فقد حظرت هذه المستحضرات عام 1985 من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة ثم عادت إلى الظهور على شكل مكمل غذائي.
= الميلاتونين: يساعد هذا الهرمون على تنظيم النوم وقد يساعد على التغلب على أعراض فرق التوقيت. ولكن لم يثبت أبدا بأنه يعيد الشباب ويكافح السرطان ويزيد القدرة الجنسية. وتحتوي المستحضرات في كثير من الأحيان على الميلاتونين الذي ينتجه جسدك. وإن أخذت بشكل غير سليم، من شأنها أن تسبب اضطرابا في دورة النوم.
مكملات لاقت اهتماما كبيرا
تشتمل المكملات التي لاقت اهتماما كبيرا كعلاجات ممكنة لالتهاب المفاصل على:
= الغلوكوزامين والكوندرويتين: يتواجد الغلوكوزامين في الجسد بشكل طبيعي. وهو يساعد على الحفاظ على قوة الغضروف وصلابته. وتعتبر المكملات التي تباع في السوق شكلا صناعيا لهذه المادة. أما الكوندرويتين فهو قسم من جزيئة بروتينية كبيرة يضفي مرونة على الغضروف. ولكن إن كنت تعاني من تحسس تجاه المحار، لا يجب أن تتناول الغلوكوزامين. وإن كنت تستعمل مرققات الدم (مضادات التخثر) من شأن الكوندرويتين أن يؤثر في معدلاته. وحتى اليوم، ما من أدلة على فاعلية هذه المكملات.
= س – أدينوزيل – ميثيونين SAM-e: تتواجد هذه المادة بشكل طبيعي في جميع الأنسجة البشرية. وهي تساهم في إنتاج الهرمونات والأغشية الخلوية وتنظيمها. وقد استعملها الأوروبيون كدواء موصوف لالتهاب المفاصل والاكتئاب. وأصبح متوافرا في الولايات المتحدة كمتمم غير موصوف عام 1999. وقد درس الباحثون المادة في كثير من التجارب السريرية. وتشير الدراسات إلى أن من شأنها تخفيف ألم التهاب المفاصل العظمي على غرار مضادات الالتهاب غير المحتوية على الستيرويد، ولكن مع تأثيرات جانبية أقل.
الأطعمة الكاملة هي الأفضل
منافع الأطعمة الكاملة
للأطعمة الكاملة – الفاكهة، الخضار، الحبوب، اللحم الخالي من الدهون ومشتقات الألبان – ثلاثة منافع أساسية لا يمكن إيجادها في أقراص الدواء:
= الأطعمة الكاملة مركبة: فهي تحتوي على مختلف المغذيات التي يحتاج إليها الجسم – وليس واحدا وحسب. إذ تحتوي البرتقالة مثلا على الفيتامين ج، بالإضافة إلى البيتا كاروتين والكالسيوم وغيره من المغذيات. فيما يفتقر مكمل الفيتامين ج إلى المغذيات الأخرى.
= تحتوي الأطعمة الكاملة على ألياف غذائية: الألياف ضرورية للهضم ومنع الإصابة ببعض الأمراض. ومن شأن الألياف القابلة للذوبان – الموجودة في بعض البقول والحبوب وبعض أنواع الفاكهة والخضار – والألياف غير القابلة للذوبان – الموجودة في رقائق الحبوب الكاملة المستعملة في وجبات الإفطار وفي بعض أنواع الفاكهة والخضار – أن تمنع الإصابة باعتلال القلب وداء السكر والإمساك.
= تحتوي الأطعمة الكاملة على مواد أخرى مفيدة للصحة: تحتوي الفاكهة والخضار مثلا على مواد غذائية طبيعية تدعى الكيميائيات الضوئية التي تساهم في الوقاية من السرطان واعتلال القلب وترقق العظم وداء السكر. أما الدور الذي تؤديه الكيميائيات الضوئية في التغذية فهو لا يزال غير معروف بالتحديد. فإن كنت تعتمد على المكملات عوضا عن تناول مجموعة منوعة من الأطعمة الكاملة، فإنك ستخسر الفوائد الصحية المحتملة للكيميائيات الضوئية.
خلاصة القول
ركز بالتالي على أخذ المغذيات من الأطعمة عوضا عن المكملات قدر الإمكان. فالأطعمة الكاملة تحتوي على مزيج مثالي من المغذيات والألياف وغيرها من المواد الغذائية. ويبدو بأن كل هذه العناصر تعمل معا للحفاظ على الصحة.
هل المكملات ضرورية؟
تتفق الجمعية الأميركية لأطباء الحمية الغذائية وغيرها من المنظمات الطبية على أن أفضل الطرق للحصول على الفيتامينات والمعادن هي من خلال غذاء متوازن. ولكن المكملات قد تكون ضرورية في بعض الأحيان.
فإن كنت تنوي استعمال مكمل، يعتبر متعدد الفيتامينات ومكمل الكالسيوم هما الأفضل. أما المكملات الأخرى فقد تكون مناسبة في الحالات التالية:
= إن كنت امرأة تجاوزت سن اليأس: قد يصعب عليك الحصول على كمية كافية من الكالسيوم والفيتامين د من دون مكملات. وقد أثبت كل من مكملي الكالسيوم والفيتامين د قدرته على الوقاية من ترقق العظم. وحتى النساء الأصغر سنا والرجال قد يستفيدون من استعمال هذين المكملين.
= إن كنت لا تأكل كما يجب: إن كنت لا تتناول الوجبات الخمس الموصى بها في اليوم من الفاكهة والخضار، من شأن مكمل متعدد الفيتامينات أن يكون مناسبا. والأحسن هو اعتماد عادات غذائية أفضل.
= إن كنت تتبع نظام حمية يفتقر كثيرا إلى السعرات الحرارية: إن كنت تحصل على أقل من 1200 سعرة في اليوم، قد يفيدك استعمال مكمل متعدد الفيتامينات. تذكر بأن نظام الحمية الذي يفتقر كثيرا إلى السعرات الحرارية يحد أنواع وكميات الأطعمة التي تأكلها فضلا عن أنواع وكميات المغذيات التي تحصل عليها. بالتالي، لا يجب اتباع هذا النوع من الحمية إلا بإشراف طبيب.
= إن كنت مدخنا: فالتبغ يقلص من امتصاص كثير من الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك الفيتامين ب – 6 والفيتامين ج وحمض الفوليك والنياسين.
= إن كنت تفرط في شرب الكحول: فالمشروبات الكحولية تخل بعملية الهضم وامتصاص الثيامين وحمض الفوليك والفيتامينات أ، د، وب – 12. وتغير عملية الأيض يؤثر في المعادن، كالزنك والسيلينيوم والماغنيزيوم والفوسفور. ومن يفرط في شرب الكحول، قد يستبدل الطعام بالمشروبات الروحية، ما يؤدي إلى نقص في المغذيات الأساسية في غذائه. ويعتبر تعاطي الكحول مفرطا إن تجاوز كأسا واحدا في اليوم للنساء غير الحوامل وأكثر من كأسين في اليوم للرجال.
= إن كنت حاملا أو مرضعا: ففي هذه الحالات تحتاج المرأة إلى كمية أكبر من مغذيات معينة، لا سيما حمض الفوليك والحديد. فحمض الفوليك يساعد على الوقاية من خلل الأنبوب العصبي لدى الطفل. فيما يساهم الحديد في منع التعب عبر المساعدة على إنتاج كريات الدم الحمراء التي تحتاج إليها المرأة لإيصال الأكسجين للطفل. وقد يوصيك الطبيب باستعمال مكمل – يتمثل عادة في فيتامين لما قبل الولادة. ومن الأهمية بمكان البدء باستعمال المكمل قبل الحمل.
= إن كنت تعتمد نظام غذاء خاص: إن كانت أنواع الأطعمة محدودة في غذائك بسبب عدم قدرتك على احتمال أنواع معينة أو بسبب تحسس غذائي، يمكنك الاستفادة من مكمل متعدد الفيتامينات. وإن كنت نباتيا تتجنب جميع الأطعمة الحيوانية، قد تحتاج إلى كمية إضافية من الفيتامين ب – 12. بالإضافة إلى ذلك، إن كنت لا تأكل مشتقات الألبان ولا تعرض وجهك ويديك للشمس لمدة 15 دقيقة يوميا، قد تحتاج إلى تكميل غذائك بالكالسيوم والفيتامين د.
= إن كنت في الخامسة والستين وما فوق: مع التقدم في السن، تساهم المشاكل الصحية في سوء التغذية وتجعل من الصعب على المريض الحصول على حاجته من الفيتامينات والمعادن. فقد تتراجع الشهية والقدرة على الذوق والشم. كما من شأن الاكتئاب أو مشاكل الأسنان أن تساهم في قلة الأكل. وإن كنت تأكل وحدك، قد لا تتناول ما يكفي من الطعام لتحصل على جميع المغذيات التي يحتاج إليها جسدك. ناهيك عن أنه مع التقدم في السن، قد يصبح الجسد أقل قدرة على امتصاص الفيتامينات ب – 6 وب – 12 ود، ما يجعل المكملات أكثر من ضرورية في هذه الحالة. وثمة برهان على أن من شأن متعدد الفيتامينات أن يحسن الوظيفة المناعية ويقلص خطر بعض الإنتانات لدى المتقدمين في السن.
الفيتامنيات والمعادن: ما هي الكمية التي تحتاج إليها؟
قد تشعر بالحيرة حيال الكمية التي تحتاج إليها من الفيتامين أو المعدن الذي ترغب بأخذه. إليك بعض الإرشادات لمعرفة ما تحتاج إليه:
= الحصص الغذائية الموصى بها تحدد الكمية المتوسطة من كل فيتامين ومعدن يحتاج إليه الجسد وفقا لحاجات جميع الأشخاص الأصحاء تقريبا. وقد حددها مجلس الغذاء والتغذية في معهد الطب، قسم المعهد الوطني للعلوم. وتختلف هذه الحصص باختلاف الجنس أو السن أو كليهما بالنسبة إلى بعض الفيتامينات والمعادن.
= القيم اليومية تستعمل على ملصقات الأطعمة والمكملات. وهي مستمدة من الحصص الغذائية الموصى بها، ولكنها موضوعة من قبل إدارة الغذاء والدواء. وترتكز هذه القيم على غذاء يشتمل على 2000 سعرة حرارية في اليوم. ولا شك بأن الغذاء المرتكز على 2000 سعرة ليس سوى مثال أساسي لا ينطبق على الجميع، ذلك أن الحاجات الفردية تتفاوت بين شخص وآخر. فكثير من النساء وكبار السن قد لا يحتاجون إلى أكثر من 1600 سعرة حرارية في اليوم، فيما تحتاج النساء النشيطات وأغلب الرجال إلى 2200 سعرة في اليوم. ومن شأن الرجال النشيطين أن يحتاجوا إلى 2800 سعرة يوميا. فإن فاقت حاجاتك الحرارية أو قلت عن 2000 سعرة يومية، ترتفع القيم اليومية لمختلف المغذيات أو تنخفض وفقا لذلك عموما.
= القيمة اليومية المئوية تحدد النسبة المئوية من القيمة اليومية التي يحتوي عليها الطعام أو المكمل، أي نسبتها المئوية من الكمية اليومية الموصى بها. على سبيل المثال، إن كان ملصق متعدد الفيتامينات يشير إلى أن المكمل يعطي 30 بالمئة من القيمة اليومية للفيتامين ه، فإنك لا تزال تحتاج بالتالي إلى 70 بالمئة لتستوفي القيمة الموصى بها. وكلما ارتفعت القيمة اليومية المئوية كانت مساهمتها أكبر في حاجاتك الغذائية.
اختيار المكملات واستعمالها
لا تشكل المكملات بديلا عن الأطعمة. فهي لا يمكن أن تحل مكان مئات المغذيات التي تحفل بها هذه الأطعمة الكاملة والتي يحتاج إليها الجسم للحصول على غذاء متوازن. فإن قررت استعمال فيتامين أو مكمل معدني، إليك بعض العوامل التي يجب أخذها بالاعتبار:
= تجنب المكملات التي تزودك بجرعات كبيرة: اختر عموما مكمل معني – متعدد الفيتامينات يحتوي على حوالى 100 بالمئة من القيمة اليومية لجميع الفيتامينات والمعادن عوضا عن مستحضر يزودك مثلا ب 500 بالمئة من القيمة اليومية لفيتامين واحد و20 بالمئة فقط من القيمة اليومية لفيتامين آخر. هذا باستثناء الكالسيوم. فقد تلاحظ بأن المكملات التي تحتوي على الكالسيوم لا تؤمن 100 بالمئة من القيمة اليومية. وإن فعلت، تكون الأقراص كبيرة جدا بحيث يصعب ابتلاعها. والواقع أن الجرعات التي تتجاوز 100 بالمئة لا تؤمن حماية أكبر في معظم الحالات، بل تضاعف خطر الإصابة بالآثار الجانبية السامة للمكمل. ذلك أن معظم حالات التسمم الغذائي تنتج عن جرعات تكميلية عالية. وتستعمل الجرعات العالية لعلاج بعض الحالات الخاصة كمرض هارتنوب، وهي حالة جينية تعالج بجرعات مرتفعة من النياسين. وتلك حالات نادرة.
= فكر بشراء مستحضر عام: فالمستحضرات العامة هي أقل ثمنا عموما ولا تقل فاعلية عن تلك التي تباع تحت اسم ماركة تجارية. قارن لائحة المكونات والقيمة اليومية المئوية.
= تأكد من وجود الأحرف “USP” على الملصق: فهذا يضمن استيفاء المكمل لمعايير القوة والنقاوة والتحلل والذوبان التي وضعتها منظمة الاختبار، دستور الصيدلة في الولايات المتحدة United States Pharmacopeia (USP).
= احذر من الوقوع ضحية الاحتيال: فالفيتامينات الصناعية هي نفسها الفيتامينات التي يزعم بأنها طبيعية. لا تستسلم بالتالي لإغراء الأعشاب أو الأنزيمات الأحماض الأمينية المضافة، فهي لا تؤدي دورا سوى في زيادة الكلفة.
= تأكد من تواريخ انتهاء الصلاحية: من شأن المكملات أن تفقد فاعليتها مع مرور الوقت، لا سيما في المناخات الحارة والرطبة. فإن كان المكمل لا يملك تاريخ صلاحية، لا تشتره.
= احفظ جميع الفيتامينات والمكملات بعيدا عن متناول الأطفال: ضعها في خزانة مقفلة أو مكان آمن آخر. لا تتركها بمتناول الطفل أو تعتمد على العبوة التي لا يمكنه فتحها. كن حذرا بشكل خاص مع أي مكمل يحتوي على الحديد. فالجرعة الزائدة من الحديد هي من الأسباب المؤدية إلى الوفاة بالتسمم بين الأطفال.
= استطلع جميع الخيارات المتوفرة لديك: إن كنت تعاني من صعوبة في البلع، اسأل الطبيب ما إذا كان الفيتامين السائل أو القابل للمضغ الموصوف للأطفال مناسبا لك.
= حافظ على سلامتك: قبل استعمال أي مستحضر غير المكمل المعدني – المتعدد الفيتامينات بقيمة يومية 100 بالمئة وما دون، استشر طبيبا أو خبير تغذية قانوني. وهذا الأمر مهم جدا لا سيما في حال وجود مشكلة صحية أو إن كنت تتناول دواء. فمن شأن الجرعات المرتفعة من النياسين مثلا أن تساعد على تفاقم قرحة المعدة. كما من شأن المكملات أن تتداخل مع الأدوية. فالفيتامين ه مثلا لا يوصى بأخذه في حال استعمال الأدوية المميعة للدم (مضادات التخثر) لأن من شأنها أن تعقد الضبط السليم لتمييع الدم. بالتالي، إن كنت تستعمل أساسا نوعا معينا من الفيتامينات أو مكملا معدنيا ولم تخبر طبيبك بذلك، أطلعه على الأمر في المراجعة المقبلة.
المكملات والمشاكل الهضمية: معلومات ضرورية
إن كنت تعاني من مشكلة هضمية، كاعتلال في الكبد أو المرارة أو البنكرياس، أو خضعت لجراحة في الجهاز الهضمي، قد تكون عاجزا عن هضم المغذيات وامتصاصها كما يجب. وفي هذه الحالة، قد يوصيك الطبيب باستعمال فيتامين أو مكمل معدني. ومن الحالات التي تستدعي أخذ مكملات:
= مرض كرون: هو عبارة عن التهاب مزمن للمعى. وهو يشمل أساسا الجزء الأسفل من المعى الدقيق. ومن شأنه أن يؤثر أيضا في القولون أو أي جزء آخر من الجهاز الهضمي. وبتأثير هذا المرض، غالبا ما تصبح القدرة على امتصاص المغذيات المناسبة محدودة، لا سيما إن امتد المرض إلى أجزاء كبيرة من المعى الدقيق أو إن تم استئصال أجزاء من المعى الدقيق جراحيا. وغالبا ما ينصح الأطباء المصابين بهذا المرض بأخذ متعدد فيتامينات عادي يؤمن 100 بالمئة من القيمة اليومية. وقد ينصح الأطباء ببدائل معينة لبعض الفيتامينات أو المعادن في حال وجود دليل على قصور فيها. فالمصاب بمرض كرون قد يعجز عن امتصاص الفيتامين ب – 12. وعند عدم علاج الحالة، قد يؤدي القصور في هذا الفيتامين إلى فقر الدم الوبيل. وعندها، يحصل المريض على حاجته من الفيتامين ب – 12 عبر الحقن الشهرية.
= التشمع الصفراوي الأولي: وهي حالة تتميز بالتهاب وتندب مزمنين لمجاري الصفراء المجهرية في الكبد. ومن شأن هذا الالتهاب والتندب أن يعيقا جريان الصفراء، ما من شأنه أن يتعارض مع امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان بالدهون (أ، د، ه وك). عند الإصابة بهذا التشمع، قد يصف الطبيب مكملات لهذه الفيتامينات في شكل خاص سهل الامتصاص.
= التهاب البنكرياس: من شأنه أن يكون حادا أو مزمنا. في حالات الالتهاب المزمن يصبح البنكرياس تدريجيا أقل قدرة على فرز الأنزيمات التي يحتاج إليها الجسد لهضم الدهون الغذائية بشكل سليم. وهذا القصور البنكرياسي يؤثر بالتالي في القدرة على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان بالدهون. ومن شأن الطبيب أن يصف في هذه الحالة مكملات تحتوي على أنزيم بنكرياسي للمساعدة على تحسين عمليتي الهضم والامتصاص. كما يمكن وصف متعدد فيتامينات أو فيتامينات معينة أو مكمل معدني إن كان القصور أكيدا.
= جراحة المجازة الهضمية: تهدف هذه الجراحة إلى تخفيف الوزن عبر الحد من القدرة على امتصاص السعرات الحرارية. وهي تقلص في الوقت نفسه كمية المغذيات التي يمكن امتصاصها. بالنتيجة، قد يعمد الطبيب إلى وصف مكملات الكالسيوم، الفيتامين د، حقن أو رذاذ الفيتامين ب – 12 الأنفي أو الفموي ومتعدد فيتامينات. كما تنصح النساء اللواتي لم يبلغن سن اليأس بأخذ مزيد من الحديد.