يشكل الخوض في موضوع إيجاد منهاج للطفل المصاب بالتوحد تحدياً حقيقياً للعاملين
في قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة عموماً، فاضطراب التوحد يعتبر من الإعاقات غير
المتجانسة مما يجعل من الصعب علينا كمختصين تطوير منهاج محدد يشمل تلك الإعاقة، لكن
مبدأ الاعتماد على الخطة التربوية الفردية والتي تعني تحديد الأهداف التعليمية
الخاصة بكل طفل على حدة وذلك في أضواء احتياجاته الفردية الخاصة ومصادر قوة أدائه
وجوانب الضعف لديه يبقى هو الأساس والإطار العام الذي تركز إليه مناهج التعامل مع
ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام.
وعليه يمكننا تعريف المنهاج لغوياً على أنه الطريق الصحيح وفي ميدان التربية الخاصة
فهو الطريق الذي تسلكه العملية التعليمية التربوية لتحقيق الأهداف التربوية
المتمثلة في الخطة التربوية الفردية من خلال الخطة التعليمية الفردية (الروسان
1983).
كما يعرف المنهاج على أنه جملة من الإجراءات التي تهدف إلى تنظيم الأنشطة التربوية
حيث تحدد هذه الإجراءات ماذا سيتعلم الطفل (المحتوى) وكيف سيتعلم (الأساليب)
(الخطيب 31)، وتشمل مجالات المنهاج الأساسية ثلاثة محاور تمثل في مجموعها المادة
التعليمية للطفل ذي الاحتياج الخاص:
ـ المجالات النمائية والتي تشمل المهارات الحركية الكبرى والمهارات اللغوية
والمهارات الاجتماعية الانفعالية والمهارات المعرفية ومهارات العناية بالذات.
ـ مجالات المهارات المحددة والتي تشمل مهارات الإدراك والتمييز البصري والسمعي
ومهارات ما قبل الكتابة والمهارات قبل الأكاديمية.
ـ مجالات الإثراء والتدعيم والتي تشمل البرامج الفنية والبرامج الترويجية… الخ.
وبصرف النظر عن درجة الإعاقة فإن هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها عند
تصميم المنهاج من هذه الخطوات تحديد الأهداف العامة طويلة المدى وتحديد الأهداف
قصيرة المدى وتحديد طبيعة وأنواع الخبرات التعليمية وتصميم مدى شمولية وملاءمة
الأهداف والخبرات والمحتوى.
ثمة ثلاثة مصادر للمنهاج الخاص بذي الاحتياج الخاص يتم الاعتماد عليها وهذه المصادر
هي:
1 ـ حاجات المجتمع: فعند وضعنا للأهداف يجب أن ندرس الشريحة التي أتى منها الطالب
ويتوقع أن يرجع إليها فممارسة ما لا يستطيع الطفل نقله إلى بيئته تجعل من عملية
التعميم أمراً صعباً.
2 ـ حاجات المتعلم واهتماماته: حيث يتم تقييم حاجات الطفل من خلال مجموعة من
المقاييس يحدد على أثرها نقاط القوة لدى الطفل والنقاط التي بحاجة لتنمية.
3 ـ موضوعات الخطة: حيث يجب أن يكون هناك تكامل بين المهارات الأكاديمية والأهداف
المعرفية والاجتماعية والاهتمام بتعميم الخبرات.
تبنى مناهج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وفق عدد من الأسس والخطوات ذكرها العديد
من المختصين والمهتمين بوضع استراتيجيات مناهج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
عموماً، أحد هذه النماذج نموذج وهمان 1981 حيث يتكون هذا النموذج من:
ـ التعرف على السلوك المدخلي ومعرفة الخصائص التعليمية للطفل ذو الاحتياج الخاص.
ـ مقياس مستوى الأداء الحالي.
ـ إعداد الخطة التربوية الفردية والتي تعتبر حجر الزاوية في بناء المنهاج وتدريسه.
ـ إعداد الخطة التعليمية الفردية والتي تمثل الجانب التنفيذي للخطة التربوية
الفردية.
ـ تقييم الأداء النهائي.
ولما كان المنهاج هو الذي يحدد ملامح وعناصر هذه الخطة فكان لابد لنا من البحث عن
دليل يوجه جميع العاملين والمختصين وأولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد ومرشد
يساعدهم في تحديد الأهداف وتطوير الوسائل وتنفيذ الأنشطة التي تساعد الطفل المصاب
بالتوحد على تطوير واكتساب المهارات والقدرات والمفاهيم اللازمة للاعتماد على
النفس.
** محمد فتيحة
اختصاصية النطق واللغة بمركز دبي للتوحد