التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

المهد والسلامة في أثناء نوم الطفل الوليد

من المؤكد أن مكان نوم الطفل وطريقة وضعه خلال ذلك من الأمور الهامة، لا سيما وأن الوليد يقضي ما لا يقل عن نصف الوقت في النوم؛ ولهذا، يفضل الكثير من الوالدين في الأسابيع الأولى من الولادة وضع مهد الطفل أو سريره في غرفة نومهم الخاصة، ومنهم من لا يمانع في نوم الطفل في سريرهم نفسه، بينما يفضل البعض الآخر توفير غرفة ومهد خاصين بالطفل، ويعتمد الاختيار في ذلك على رغباتك واحتياجاتك الشخصية.

تفضل بعض الأمهات اللواتي يرضعن من الثدي إرضاع أطفالهن بينما يكن مستلقيات على السرير، ثم يضعن الطفل في أي مهد أو سرير قريب بعد الانتهاء من الإرضاع، وربما يبقى الطفل في سرير أمه ليرضع عند الحاجة خلال الليل، وهنا لابد من التذكير بأن الكثير من الأسرة المخصصة للبالغين تحمل مخاطر متنوعة على الطفل، كالسقوط على الأرض أو الاحتجاز بين مادة السرير وإطاره، كما أن الأسرة المائية غير آمنة بالنسبة للأطفال.

الاحتياطات الواجب اتخاذها في مهد الطفل وسريره

يعد السقوط واحدا من أكثر الإصابات التي يسببها المهد شيوعا؛ ومع ذلك، يمكن تجنب حدوث مثل ذلك عن طريق اتباع القليل من قوانين السلامة، والتي يمكن تطبيقها في حال استخدام المهد أو السرير، مع الأخذ بالاعتبار عند استعمال المهد في الأسابيع الأولى القليلة أن الطفل سينمو بسرعة مما قد يجعل المهد غير مستقر، ويمكن البدء في استعمال المهد في نهاية الشهر الأول أو عندما يبلغ وزن الطفل حوالى عشرة أرطال (4.5 كغ)، ويجب أن يكون الطفل قادرا على استخدام المهد منذ الولادة وحتى يصبح عمره 3 سنوات تقريبا.

وقد ترغبين في شراء مهد محمول أو نقال من أجل السفر، ولكن يجب ألا يكون ذلك بديلا عن المهد ذي الحجم الكامل الدائم، ونذكر هنا أن المهود المحمولة لا تخضع لمتطلبات السلامة الفيدرالية نفسها التي تخضع لها المهود الدائمة.

ويجب أن تلبي جميع المهود الجديدة متطلبات السلامة الصارمة، كما يجب التأكد من اتباع إرشادات السلامة التالية، سواء أخترت استخدام مهد مستعمل أم جديد:

●   يجب ألا تزيد المسافة بين الشرائح الجانبية عن 2.6 بوصة (6.5 سم).

●   يجب أن تكون الألواح النهائية صلبة ومن دون قطع زينة.

●   يجب أن تكون الجوانب المخصصة للنزول تعمل بواسطة مزلاج يدوي ذي قفل، مما يجعلها آمنة من الانفتاح العفوي.

●   يجب أن تكون دعامات الزوايا متلائمة بشكل جيد مع الألواح النهائية.

●   يجب أن يكون المفرش مثبتا بإحكام، بحيث لا توجد مسافة لأكثر من إصبعين بين المفرش وحافة المهد.

●   يجب أن يكون ارتفاع قمة الحافة المرتفعة من جانب المهد عشرين بوصة (51 سم) على الأقل فوق سطح المفرش، بينما يرتفع الجانب السفلي من المهد أربع بوصات (10 سم) فوق سطح المفرش على الأقل.

●   يجب فحص المهد دوريا للتأكد من عدم وجود حواف خشنة أو نقاط حادة في الأجزاء المعدنية أو شظايا أو شقوق في الخشب، ويمكنك تغطية الخشب بشريط بلاستيكي عند ملاحظة علامات تسنن على القضبان، حيث يتوفر مثل ذلك الشريط عند معظم محلات أثاث الأطفال.

●   يمكن وضع مصدات مبطنة حول كامل المهد، ويمكنك إبقاؤها في مكانها حتى يصبح طفلك قادرا على الوقوف، حيث تمنع تلك المصدات الطفل من إيذاء رأسه، ويجب التأكد من ربط جميع حبال الوسائد وأن طول تلك الحبال لا يزيد على ستة بوصات (14.5 سم) لمنع حدوث الاختناق.

●   يجب ألا يستخدم أي نوع من البلاستيك الرقيق كغطاء للمفرش إطلاقا؛ وعند استخدام غطاء ثقيل، يجب التأكد من أنه مثبت بإحكام، وتعد الأغطية ذات السحابات هي الأفضل.

●   كانت بعض المهود القديمة، كتلك المصنوعة قبل عام 1974، مطلية بالرصاص، مما قد يتسبب في حدوث التسمم بالرصاص lead poisoning عند الأطفال، ومن أسهل الطرق لتجنب حدوث مثل ذلك استخدام مهد صنع بعد عام 1974.

●   تأكدي من تثبيت المعدات الصلبة بالشكل الصحيح ومن أن كل المفاصل محكمة.

●   لا تضعي المهد أبدا بالقرب من ستائر معلقة أو حبال ستائر، وتجنبي وضع المهد بجانب النوافذ.

●   لا تستخدمي الألحفة والأغطية الكبيرة؛ وبدلا من ذلك، يمكنك استخدام الشراشف والبطانيات المخصصة للأطفال؛ وبالمثل، لا تكثري من الحيوانات في مهد طفلك، لأن ذلك قد يسبب له الاختناق أو شعور الطفل بالحرارة الزائدة.

●   إذا كنت تضعين جهازا نقالا فوق مهد الطفل، تأكدي من أنه مربوط جيدا بالقضبان، وأنه معلق على ارتفاع لا يسمح للطفل بسحبه، ويمكنك إزالته عندما يصبح الطفل قادرا على النهوض على يديه وركبتيه.

●   تأكدي عند استعمالك لمهد محمول أو نقال ذي جوانب شبكية من أن الشبكة ذات نسج محكم، وارفعي كل الجوانب على الدوام.

العودة إلى النوم

ضعي طفلك على ظهره دائما من أجل النوم، بل وحتى عندما تأخذه سنة أو غفوة قصيرة؛ إذ إن هذه هي الوضعية الأفضل للتقليل من خطر حدوث متلازمة موت الرضيع الفجائي sudden infant death syndrome (SID)، والتي تعرف أحيانا بموت الوليد المفاجئ crib death، ويقصد بها الموت المفاجئ وغير المفسر لطفل عمره أقل من سنة، حيث تتمثل الصورة النموذجية للحالة بطفل نائم بسلام لا يستيقظ إطلاقا، ولا يوجد في معظم الأحيان أي سبب لذلك.

وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين ينامون على بطونهم يكونون معرضين بدرجة أكبر للموت بتلك المتلازمة أكثر من أولئك الذين ينامون على ظهورهم، وبالمثل تزداد الخطورة عند أولئك الرضع الذين ينامون على جنوبهم، ربما لأن الأطفال في هذه الوضعية يمكنهم الانتقال للنوم على بطونهم، ولقد تناقصت نسبة حدوث متلازمة موت الرضيع الفجائي بمقدار 50% في الولايات المتحدة منذ أن بدأت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بأن ينام الرضع على ظهورهم عام 1992.

ويعد الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية تتطلب منهم النوم على بطونهم الاستثناء الوحيد لقاعدة النوم على الظهر، لذا يجب عليك مناقشة مقدم الرعاية الصحية في الوضعية الأمثل لنوم طفلك إذا كان يعاني من عيوب ولادية أو يبصق كثيرا بعد الأكل أو كان لديه مشاكل في التنفس أو الرئتين أو القلب.

ومن أجل ذلك، يجب عليك التأكد من أن كل أولئك الأشخاص الذين يعتنون بطفلك كالجدين ومقدم الرعاية ومربية الأطفال والأصدقاء وغيرهم يمكنهم وضع الرضيع على ظهره من أجل النوم.

ومن الأطفال من لا يعجبه النوم على الظهر في البداية، إلا أن معظمهم يعتادون على ذلك بسرعة، وربما يشعر الوالدين ببعض القلق من احتمال أن يشرق أطفالهم عندما يبصقون أو يتقيؤون في أثناء النوم على ظهورهم، إلا أن الأطباء لا يرون أن في النوم على الظهر زيادة في نسبة حدوث مثل تلك المشكلة أو غيرها.

ومن الخطوات التي تساعد على تقليل خطر حدوث متلازمة موت الرضيع الفجائي ما يلي:

●   إرضاع الطفل من الثدي، مع أنه من غير الواضح تماما كيف يقي ذلك من تلك المتلازمة.

●   قد لا تحتاجين إلى استعمال بطانية عندما تلبسين طفلك ثوبا أو سترة فضفاضة؛ وعند استخدام بطانية خفيفة، ضعي طفلك في جهة القدمين من المهد، ثم اثني البطانية حول مفرش المهد واسحبيها إلى مستوى صدر الطفل.

●   امتنعي عن التدخين وتعريض طفلك للدخان المنزلي، إذ إن أولئك الأطفال الذين تدخن أمهاتهم في أثناء فترة الحمل وبعدها يكونون معرضين للوفاة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي بمقدار أكبر بثلاث مرات من غيرهم ممن لا تدخن أمهاتهم.

●   حافظي على درجة حرارة غرفة طفلك في مستوى مريح لا يزيد على الحد الطبيعي.

قد تظهر بقع منبسطة على رؤوس أولئك الأطفال الذين ينامون على ظهورهم، وذلك أمر لا يستدعي القلق، إذ إن معظم تلك البقع تختفي عندما يتعلم الطفل الجلوس؛ ومع ذلك، يمكنك المساعدة في الحفاظ على الشكل الطبيعي لرأس طفلك عن طريق المبادلة بين اتجاهات اضطجاع طفلك في المهد، فمثلا يمكنك إضجاعه بحيث تكون قدماه باتجاه معين من المهد لبضع ليال، ثم في الاتجاه الآخر لليال أخرى… وهكذا؛ وبذلك، لا ينام الطفل على الجانب نفسه من رأسه دائما، كما يمكنك في هذا الشأن أيضا تغيير موقع بعض الأشياء المثيرة كالأجهزة النقالة، مما يجعل طفلك لا ينظر إلى اتجاه واحد دائما.

ويمكنك أيضا إضجاع الطفل على بطنه لوقت قصير عندما يكون مستيقظا ومراقبا من شخص ما، ويساعد ذلك على تقوية عضلات العنق والكتفين، وينقص من احتمال حدوث مثل تلك البقع المنبسطة على الرأس.