نزيف ما بعد الولادة، الذي يطلق عليه السائل النفاسي، عرض طبيعي؛ لكن أحيانًا لا يتقلص الرحم بعد الولادة كما يجب أن يحدث، ما يؤدي إلى نزيف ما بعد الولادة – وهو نزيف غزير يصعب التحكم فيه نابع من مكان التصاق المشيمة أو من تمزقات المهبل أو عنق الرحم. قد يحدث النزيف لفترة تصل إلى أسبوع أو أسبوعين بعد الولادة حين تظل أجزاء من المشيمة في الرحم أو ملتصقة به. قد تتسبب العدوى أيضًا في نزيف ما بعد الولادة وهذا يحدث بعد الولادة مباشرة أو بعد أسابيع لاحقة.
ما مدى شيوع النزيف بعد الولادة؟
يحدث نزيف ما بعد الولادة بنسبة تتراوح ما بين 2٪ إلى 4٪ من حالات الولادة، وقد تزيد احتمالية حدوث النزيف المفرط في هذه الظروف:
• ارتخاء الرحم تمامًا والذي لا يتقلص نتيجة للمخاض الطويل والمرهق.
• تضخم الرحم بسبب الولادات العديدة أو كبر حجم الطفل أو كثرة السائل السلوي.
• بقاء أجزاء من المشيمة (لم يلاحظها الطبيب الممارس) بعد الولادة.
• المشيمة غريبة الشكل أو المنفصلة في وقت سابق لأوانه.
• الأورام الليفية التي تمنع الانقباضات المتماثلة للرحم.
• ضعف الأم الشديد وقت الولادة (بسبب الأنيميا أو تسمم الحمل أو الإجهاد المفرط، على سبيل المثال).
• تناول الأم أدوية أو مكملات غذائية تتدخل في عملية تجلط الدم (كالأسبرين أو الأيبوبروفين أو الجنكة أو جرعات كبيرة من فيتامين إي).
• وجود اضطراب نزيف وراثي غير مشخص لدى الأم (نادر للغاية).
ما علامات وأعراض النزيف بعد الولادة؟
تتضمن أعراض نزيف ما بعد الولادة ما يلي:
• النزيف الذي يملأ أكثر من حفاضة في الساعة الواحدة لساعات عديدة متواصلة
• النزيف الثقيل ذا اللون الأحمر الساطع لأكثر من أيام قليلة
• نزول تكتلات دموية كبيرة للغاية (بحجم ثمرة الليمون أو أكبر)؛ فالتكتلات الصغيرة هي حالة طبيعية
• الألم أو التورم في المنطقة البطنية السفلية الذي يتخطى الأيام القليلة الأولى ما بعد الولادة
قد يؤدي فقدان كميات كبيرة من الدماء إلى شعور المرأة بالدوار أو ضيق النفس أو الدوار أو يسبب لها تسارع ضربات القلب.
ما الذي يمكنك فعله أنت وطبيبك الممارس؟
يجب أن تتوقعي حدوث النزيف بعد الولادة، لكن نبهي طبيبك الممارس على الفور إن لاحظتِ نزيفًا غزيرًا غير عادي أو أية من الأعراض الأخرى المدرجة أعلاه خلال الأسبوع الأول في فترة ما بعد الولادة. إن كان النزيف حادًّا بالقدر الكافي الذي يسمح بتصنيفه كنزف غزير، فقد تحتاجين إلى المحاليل الوريدية أو ربما إلى نقل الدم.
هل يمكن الوقاية من النزيف بعد الولادة؟
بعد خروج المشيمة، يمكن لطبيبك الممارس أن يفحصها للتأكد بأنها مكتملة – ولا توجد احتمالية لبقاء أي جزء منها في رحمك (ما قد يؤدي إلى العدوى أو النزيف المفرط). ربما سيعطيك دواء بيتوسين (أوكسيتويسين) أو أدوية أخرى وقد يدلك رحمك لحثه على التقلص لتقليل النزيف. ستساعد الرضاعة أيضًا (إن كنتِ سترضعين) في أقرب وقت ممكن، رحمك على التقلص وتقليل النزيف، وسيقلل تجنب تناول أي مكمل غذائي أو دواء قد يتدخل في تجلط الدم، من احتمالية حدوث نزيف مفرط في فترة ما بعد الولادة.
استشارة طبية
لقد توقعت بعض النزيف بعد الولادة، لكن حين غادرت الفراش للمرة الأولى ورأيت الدماء تتدفق تحت ساقي، كنت مرتاعة قليلًا
أحضري كومة من الحفاضات النسائية وارتاحي. فهذه المخلفات من الدماء المتبقية والمخاط والأغشية في رحمك – وتعرف بالسائل النفاسي – وعادة ما تكون بنفس كثافة (وغالبًا أكثر كثافة) دماء الدورة الشهرية وتتدفق في خلال فترة تتراوح من 3 إلى 10 أيام من بعد الولادة.
وقد تصل كمية الدماء إلى كوبين قبل أن تبدأ في التناقص تدريجيًّا (وليس عليك أن تقيسيه، فقد يبدو في بعض الأوقات غزيرًا. والتدفق المفاجئ حين تقفين في الأيام القلائل الأولى أمر طبيعي – هذا التدفق يتراكم فقط حين تستلقين أو تقفين.
ونظرًا لأن الدم والجلطات الدموية هي مكونات سائدة للسائل النفاسي خلال فترة ما بعد الولادة مباشرة، فقد يكون لون نزيفك أحمر قانيًا في فترة تتراوح من 5 أيام إلى 3 أسابيع، ويتحول تدريجيًّا إلى اللون الوردي الفاتح، ثم إلى اللون البني ثم أخيرًا إلى اللون الأبيض المصفر. ويجب استخدام الحفاضات الطويلة وليس السدادات القطنية لامتصاص التدفق الدموي، الذي قد يستمر في المجيء والانقطاع لأسبوعين أو 6 أسابيع. وعند بعض الأمهات، يستمر التدفق الخفيف لمدة 3 أشهر؛ حيث يختلف من امرأة إلى أخرى.
قد تقلل الرضاعة – و/أو دواء البيتوسين Pitocin، الذي يأمر به بعض الأطباء الممارسين (إما عبر القسطرة الوريدية أو بالحقن) بعد الولادة – من تدفق السائل النفاسي بتنشيط التقلصات في الرحم. وتساعد هذه التقلصات التي تحدث بعد الولادة (آلام ما بعد الولادة) على انكماش الرحم إلى حجمه الطبيعي بطريقة أكثر سرعة بينما تضغط على الأوعية الدموية المكشوفة في المكان الذي تنفصل فيه المشيمة عن الرحم.
إن كنتِ في المستشفى أو في مركز الولادة وظننتِ أن نزيفك الدموي أكثر من اللازم، أخبري الممرضة بالأمر. وبمجرد أن تصلي إلى المنزل، إن كنتِ تمرين بما يبدو أنه نزيف كثيف وغير طبيعي، فاتصلي بطبيبك الممارس دون تأخير. إن لم تستطيعي الوصول إليه، فاذهبي إلى غرفة الطوارئ (في المستشفى الذي تلدين فيه، إن كان هذا ممكنًا). واتصلي بطبيبك الممارس أيضًا، إن لاحظتِ أنه لا يوجد نزيف على الإطلاق حين تصلين إلى المنزل.