حالات الإصابة مثل الحوادث والحروق والكسور، تؤدي إلى فقد كميات كبيرة من الدم اي إلى النزيف الشديد، وأيضاً قد تؤدي الحروق إلى فقد كميات كبيرة من سوائل الجسم عن طريق الجلد المصاب، وقد يكون نقل الدم أو بلازما الدم في هذه الحالات منقذ لحياة المريض. ويؤدي فقد السوائل من الجسم إلى شعور المريض بالعطش ولكن لا يجب التغلب على هذا الشعور بإعطاء المريض سوائل خالية من الأملاح اذ أن هذا سيؤدي إلى اضطراب التوازن الموجود بين الأملاح المعدنية داخل الجسم بما لذلك من نتائج خطرة على الحياة.
تأثير الإصابات على توازن الأملاح المعدنية الموجودة في الجسم
عند حدوث الإصابة لأنسجة الجسم يخرج البوتاسيوم الموجود داخل الخلايا المصابة إلى خارجها نتيجة لإصابتها وتهشمها ويختلط هذا البوتاسيوم بالسائل الموجود بين الخلايا، وبعد ذلك يفرز هذا البوتاسيوم في البول.
وأيضاً عند حدوث الإصابة يحتفظ الجسم بجزاء كبير من السوائل وكلوريد الصوديوم الموجود به ولا يفرزه في البول إطلاقاً أو يفرز بكميات ضئيلة جداً وذلك لتعويض ما فقد من الجسم من هذا الملح وهذه السوائل، وهذا التعويض عن طريق حفظ السوائل وملح كوريد الصوديوم ينظم بواسطة هرمون يفرز من الغدة النخامية، (ACTH) عند تنبيهها وقت حدوث الإصابة، هذا الهرمون الذي يفرز من الغدة النخامية ينبه الغدة الجاركلوية فتفرز بدورها هرموناً آخر وهو الذي يعمل على حفظ السوائل وملح كوريد الصوديوم بالجسم عند حدوث الإصابة، ولكن هذه العملية تقلل أيضاً من إفراز البول وعلى ذلك فإن البوتاسيوم الذي خرج من الخلايا المهشمة والذي ذهب إلى السائل الموجود بين الخلايا لن يفرز في البول وهو الشيء الذي لا بد منه، ولذلك فإننا لكي نساعد على إدرار البول حتى يخرج معه هذا البوتاسيوم فإننا نعطي محلول كلوريد الصوديوم للمريض عن طريق الحقن بالوريد، إذ أن هذا الملح سيساعد على إدرار البول.
تأثير الإصابة على البروتين الموجود بالجسم
عند حدوث الإصابة يحدث هدم للبروتين الموجود بالجسم ليس فقط في مكان الإصابة ولكن أيضاً في أجزاء الجسم الأخرى، وهذا سببه أنه عند حدوث الإصابة يحدث تنبيه للغدة النخامية التي تفرز هرومناً يؤثر على الغدة الجاركلوية التي تفرز هرموناً آخر يكون من تأثيره أن يزداد هدم البروتين في أجزاء الجسم المختلفة.
تأثير الإصابة على فيتامين ج
الحروق والجروح تؤدي إلى نقص كمية فيتامين ج الموجود بالجسم وهذا أيضاً نتيجة للهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية أثناء الإصابة.
التغذية والتئام الجروح الكبيرة
1- بعد إحداث جرح كبير في اي منطقة من الجسم نتيجة لعملية جراحية أو لأي سبب آخر، يزداد استهلاك البروتينات في الجسم وخاصة في تلك المنطقة، كما يزداد تسرب البوتاسيوم من الخلايا والأنسجة إلى الدم، ويقل إفراز الكلى مما يزيد محتوى الدم من النيتروجين والبوتاسيوم حتى يعود إفراز البول إلى معدله الطبيعي، ويلزم لتفادي اي صدمات أن تجري عملية نقل دم أو بلازما. وعملية التئام الجروح وإصلاح الأنسجة عملية معقدة تستلزم مزيداً من النشاط الحيوي، وتتميز جروح العمليات عن غيرها من الجروح بأنها نظيفة خالية من الجراثيم والأنسجة الميتة، ويفصل بين الأنسجة فيها مادة ليفية مؤلفة من كرات دم حمراء متجلطة، وتسري خلايا رابطة لتضم بين أجزاء الجرح المختلفة من هذه المناطق المتجلطة خلال عملية الالتئام.
2- ولذلك يلزم خلال التئام الجروح أن يراقب محتوى الدم من البروتينات وفيتامين ج،ك، فنقص محتوى الدم من البروتينات يؤدي إلى التورم مما يبعد أطراف الجرح عن بعضها ويبطئ عملية التليف، وينقص الأحماص الأمينية اللازمة لبناء الأنسجة الجديدة في منطقة الجرح، ولذلك يلزم توفير البروتين خلال الفترة التالية للعمليات الجراحية، أما فيتامين ج فضروري لإرساء النسيج الضام الرابط بين الخلايا، ولإنضاج الألياف والشعيرات والأنسجة الجديدة، ولذلك يعطل نقصه التئام الجروح كثيراً، ولذلك يلزم حقنه أو تناوله بالفم قبل الجراحة وبعدها لتوفير ما يكفي منه لتسهيل وإسراع الالتئام وذلك بجرعة 100-200 مليم يومياً، في حالة المرضى حسني التغذية أو 500 ملغم يومياً في حالات سوء التغذية، أما فيتامين ك فيؤدي نقصه إلى نقص محتوى الدم من البروثرمبين لدرجة قد تعطل تجلط الدم، وبذلك يسري الدم من الشعيرات ويفصل بين سطوح الجروح لدرجة تعطل التئامها.
ويخشى من نقص هذا الفيتامين في حالات الصفراء أو أمراض الكبد، وفيها يلزم حقنه ومن الفيتامينات الأخرى يبدو أن فيتامين ب و حمض البانتوثنيك تلعب أدواراً محددة في تكوين الأجسام المضادة للسموم، ومن ثم تساعد على منع العدوى أو تلوث الجروح، وتسرع التائمها.
أولاً: التغذية في حالات الحروق
1- ترجع الأعراض الأولية المحلية للحرق إلى شد الشعيرات الدموية وزيادة انتشار الدم خلال جدرانها فتسري البلازما وتتجمع في منطقة الحرق وتسبب تورمها تحت الجلد، وإذا كان الحرق كبيراً بحيث يصب الأنسجة تحت الجلدية، فإن الجلد يتآكل ويسمح لتلك السوائل بالسريان إلى الخارج في منطقة الحرق، وتحوي هذه السوائل كل العناصر الذاتية في بلازما الدم بنفس التركيز، كما تحوي كل بروتيناتها بنسبة تعادل 60% من نسبتها في البلازما.
2- وقد يؤدي الألم إلى إصابات عصبية، أو صدمات، أو إغماء وحسب شدة الحالة، كذلك قد تحدث صدمات ثانوية نتيجة فقدان البروتينات في الحروق الكبيرة، ولذلك يلزم علاج نقص البروتينات ومنع الصدمات خصوصاً إذا كان الحرق ما يزيد عن 10-15% من سطح الجسم، وذلك بحقن اسم3 من الدم أو البلازما أو محاليل الأملاح المختلطة لكل كغم من وزنه لكل 1% من سطحه المحروق خلال الأربع والعشرين الساعة الأولى، وبالإضافة إلى هذا يتناول المريض 2-2.5 لتر من السوائل (الغذاء السائل الرائق)، لمنع توقف الكلى، أو نفس الكمية من الجلوكوز 5 % بالحقن إذا لم يستطيع تناول ذلك السائل بالفم.
وفي اليوم التالي ينقص حجم الدم أو البلازما أو محلول الأملاح إلى النصف ويتناول المريض مرة أخرى 2-2.5 لتر من الغذاء السائل الرائق أو من عصير الفواكه أو الشاي مع 500-1000ملغم من فيتامين ج وبقية الفيتامينات بالفم وخاصة فيتامين ب المركب بالجرع العلاجية 5 أمثال الجرع الوقائية وبقية الفيتامينات بالفم (وخاصة فيتامين ب المركب) بالجرع العلاجية (5 أمثال الجرع الوقائية، أو الكمية اللازمة يومياً في الغذاء).
وفي اليوم الثالث يبدأ في إعطاء المريض الغذاء السائل الكامل الغني في البروتين (بمعدل 2-3 غم لكل كغم من الوزن) لتعويض ما يفقده المريض من السوائل في منطقة الحرق، ويستمر إعطاء فيتامينات ج والفيتامينات الأخرى لإسراع الالتئام بالطريقة التي ذكرت في القسم السابق عند استعراض التئام الجروح.
ويمكن تلخيص أسس العلاج الغذائي في الآتي:
1- البروتين: يعطى البروتين بقدر كبير يتراوح بين 150 وأحياناً حتى 400 غم يومياً حسب الاحتياجات الفردية ولذلك يجب اللجوء إلى الأغذية المركزة في البروتين وإلى الدعائم البروتينية.
2- الطاقة: تزداد الطاقة وتعطى بالقدر من 50-90 سعر حراري لكل كغم من وزن الجسم اي في حدود من 3500-5000 سعر ويكون قدر كبير منها من مصادر كربوهيدراتية.
3- يعزز الغذاء بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ويعطى فيتامين ج بالكمية من 1-2غم يومياً.
4- يجب عمل سجل غذائي لمتابعة الكميات التي أخذها الشخص المحروق من البروتينات والطاقة.
طريقة التغذية:
1- في الفترة الأولى يتم الغذاء عن طريق الحقن في الوريد.
2- وبعد ذلك يمكن اللجوء إلى نظام التغذية بأنبوبة المعدة لضمان حصول الشخص على كميات كافية من المغذيات بها.
3- في الأسبوع الثاني يمكن أن يتناول الشخص غذاء لين أو اعتيادي حسب الحالة.
ويجب بذل كل الجهود من جانب أخصائية التغذية والممرضة على تشجيع الشخص علي تناول الغذاء الموصوف له ومن ناحية أخرى يبج أن يكون الغذاء مشهياً.
ثانياً: التغذية في حالة الكسور
بعد حدوث الكسور تزداد عملية الهدم وينتج عنها فقد في كمية كبيرة من البروتين وقد يصحب ذلك أيضاً فقدان في أملاح الفوسفور والبوتاسيوم والكبريت والكالسيوم لذلك يراعى تعزيز غذاء المريض بهذه العناصر مع مراعاة عدم إضافة الكالسيوم إلا بعد إزالة الجبس خوفاً من زيادة تركيز الكالسيوم وتكوين حصاوي بالكليتين بسبب ملازمة المريض للفراش وعدم القدرة على الحركة.
أسس العلاج الغذائي:
1- يعطى البروتين بكميات كبيرة 150غم في اليوم.
2- تزداد كمية الطاقة الكلية اليومية إلى 2000-3000سعر.
3- تزداد كمية الفيتامينات.