التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

النظام الغذائي لأمراض القلب والدورة الدموية

نستعرض في هذا الموضوع النظام الغذائي لمرضى القلب والدورة الدموية.

تصلب الشرايين

هذا مرض مزمن متزايد تتصلب فيه جدران الشرايين، وتزداد سمكاً ويضيق تجويفها كما تقل مرونتها. وقد يتركز هذا في شرايين عضو معين كالقلب أو الكلى أو المخ أو الرئتين أو الأطراف وقد ينتشر في أجزاء مختلفة من الجسم.

• المسببات:

لم يعرف بعد سبب هذا المرض، وأن كان قد عزى حدوثه بوجه خاص إلى اختلال انتقال الدهن أو تمثله في الجسم. كذلك عزى إلى عادات غذائية معينة أو إلى اختلال سريان الدم أو تجلطه أو اختلال الهرمونات أو إلى غير ذلك من الأسباب. كما يبدو أن الوراثة من العوامل التي تزيد احتمال تعرض الإنسان للمرض. كما أن ارتفاع ضغط الدم المزمن ومرض السكري من العوامل التي تزيد احتمال تعرض الإنسان للإصابة بهذا المرض.
وهذا المرض أكثر انتشاراً بين الذكور، وبين السمان، وبيدا المرض تدريجياً في السنوات المبكرة لدور الشباب وإن كان لا يظهر واضحاً كمرض إلا في العقد الخامس أو السادس من العمر.

• التغيرات المرضية:

ويبدأ المرض بزيادة سمك البطانة الداخلية لجدار الشريان فتفقد مرونتها ثم تصاب الطبقة الوسطى ويترسب الكوليسترول ومشتقاته والكالسيوم في المنطقة المصابة مما يجعلها تتليف ويخشن موضعها مما يساعد على ترسب الأقراص الدموية عليها وتجلطها. وإذا زاد التجلط فإنه قد يسد فتحة الشريان. وإذا حدث في شريان المخ أو القلب كان خطيراً أو مميتاً.
وتؤيد البحوث الحديثة أن طبيعة ومحتوى الغذاء من الدهون وعملية انتقال وتمثيل الدهن في الجسم ترتبط بتصلب الشرايين.
فترتفع نسبة الكوليسترول في الدم، كما ترتفع الليبوبروتينات البائية: كما وجد أن هناك علاقة عكسية بين محتوى الدهون من الأحماض الدهنية غير المشبعة وبين محتوى الدم من هاتين المادتين. وفضلاً عن هذا ثبت أن استبدال الأحماض الدهنية المشبعة في الغذاء بالأحماض غير المشبعة يقلل محتوى الدم من الكوليسترول المرتفع، والعكس بالعكس.

ودلت بحوث أخرى على وجود علاقة ما بين طبيعة الغذاء ومحتواه من الكربوهيدرات والبروتينات وبين تصلب الشرايين.

• عوامل الخطر:

ويمكن تلخيص عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين كالآتي:

1- التدخين:
2- عادات غذائية خاطئة
أ) الشراهة في الأكل (البدانة).
ب) الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون المشبعة.
جـ) قلة الحركة.
د) الضغوط والانفعالات النفسية.

• الوقاية:

1- الابتعاد عن البدانة والمحافظة على وزن الجسم في الحدود الطبيعية حسب الطول.
2- الابتعاد عن التدخين.
3- الابتعاد عن الانفعالات النفسية والتوتر العصبي.
4- الابتعاد عن العادات الغذائية الخاطئة والإقلال من تناول الدهون الكلية وبالذات المشبعة منها.
5- مزاولة الرياضية يومياً وأفضلها المشي.

• العلاج الغذائي:

غذاء محدد الدسم وتتلخص شروطه في الآتي:

1- أن تكون غنياً بالمواد الضرورية مثل البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية.
2- أن يكون معتدلاً في كمية السعرات بحيث يحافظ على الوزن في الحدود المسموح بها.
3- الإقلال من الدهون الكلية (تكون كميتها أقل م 25-28% من الطاقة الكلية).
4- الإقلال من الدهون المشبعة والأطعمة الغنية بالكوليسترول والاعتماد على الدهون غير المشبعة.
5- معتدلاً في محتواها من الكربوهيدرات.

• الأطعمة الممنوعة: يفضل الإقلال أو الابتعاد عن:

– الدهون المشبعة مثل الزبد، السمن، السمن الصناعي، ودهون اللحوم والطيور.
– الفطائر والحلويات المصنعة من هذه الدهون.
– الجبن الدسمة.
– البيض يسمح بتناول بياض البيض أي كمية، ولكن الصفار أو البيض كامل لا يزيد عن عدد 3 أسبوعياً.
– اللحوم المحفوظة والمعلبة مثل السجق، اللنشون، والبلوبيف.
– الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل الكبد، الكلاوي، المخ، الجنبري (روبيان)، البطارخ.
– اللبن كامل الدسم والكريمة والقشطة والآيس كريم…. الخ.

• الأطعمة المسموحة:

– الحبوب ومنتجاتها.
– الخضروات والبقول والفواكه.
– الأسماك: يفضل الإكثار من تناول بالأسماك حيث تكون 4 مرات في النظام الغذائي الأسبوعي لأنها عموماً قليلة في محتواها من الدهون وحتى الأسماك المدهنة تحتوي دهونها على أحماض دهنية معظمها غير مشبعة.
– اللحوم والطيور غير المدهنة: تكون حمراء تماماً ويزال كل الدهن ولذلك يفضل البتلو ولحم الدجاج والأرانب.
– الزيوت غير المشبعة مثل زيت الذرة وزيت بذرة لقطن وفول الصويا.
– اللبن المنزوع الدسم: وكذلك الزبادي المنزوع الدسم، الجبن القريش.
يفضل الإقلال من الحلويات والسكريات وبالذات في الأحوال التي يراد إنقاص الوزن فيها مثل العسل والمربى والشيكولاته.

• تعليمات الطهي:

تطهى اللحوم بطريقة الشوي أو السلق ويفضل الابتعاد عن المحمرات.
– يستعمل الزيوت غير المشبعة مثل زيت الذرة في عمليات الطهي.

إصابة عضلة القلب – تصلب الشرايين التاجية للقلب

يؤدي تصلب الشريان التاجي إلى عدم كفاية الدورة الدموية لعضلة القلب وهذا يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية أما الجلطة القلبية فتنشأ عن إصابة جزء من عضلة القلب نتيجة لخلل مفاجئ للدورة الدموية التي تغذيه.
وينشأ هذا غالباً من حدوث جلطة في أحد الفروع الرئيسية للشريان التاجي المصاب بتصلب الشرايين. ويصحب هذه الحالة ألم شديد وصدمة قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
وقد أوضحنا كيف أن تجلط الدم يزداد بتصلب الشرايين. ومن ناحية أخرى وجد أن زيادة نسبة الدهن في الدم تساعد على التجلط بإبطاء سريان الدم وزيادة سرعة تجلطه فقد وجد أن وقت التجلط يقل كثيراً عن المعتاد بعد تعاطي وجبة دسمة غنية بالسمن أو السمن الصناعي أو الدهن الحيواني.

• العلاج:

العلاج الغذائي للذبحة هو نفس  علاج تصلب الشرايين أما علاج الجلطة القلبية فهو يتوقف على شدة الحالة وعادة يكون المريض بالعناية المركزة ويلزم الاقتصار على السوائل في الأيام الأولى.
وبعد عدة أيام يمكن إعطاء غذاء لين مع تفادي كل الأغذية التي تؤدي إلى انتفاخ البطن، وتوزيع الطعام على 5-6 وجبات صغيرة حتى لا تكون عبئاً ثقيلاً على القلب. ومع استمرار تحسن الحالة ينقل المريض إلى الغذاء المحدد الدسم المذكور من قبل.

هبوط القلب الاحتقاني

في هذه الحالة لا يستطيع القلب دفع الكمية المعتادة من الدم خلال الدورة الدموية فيقل الدم المندفع من الشرايين ويتأخر الدم العائد في الأوردة. ونتيجة لذلك تنتشر السوائل من شجرة الأوعية الدموية خلال جدران الشعيرات الدموية إلى الفجوات المحيطة بالأنسجة.
وهذا يزيد حجم السوائل المحيطة بالخلايا والأنسجة مما يؤدي إلى التورم “الأوديمات”Oedema.

• المسببات:

وينشأ هذه الحالة من عدة أسباب: كارتفاع ضغط الدم، أو تصلب الشريان التاجي للقلب أو روماتيزم صمام القلب، أو إصابة صمام الأورطة نتيجة للزهري، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو غير ذلك وقد يبدأ التورم في منطقة الرئتين (في حالة هبوط الجانب الأيسر للقلب) أو في بقية الدرة الدموية (في حالة هبوط القلب في الجانب الأيمن).
ويؤدي هبوط القلب كذلك إلى  قلة الدورة الدموية في الكلى وهذا يؤدي إلى قلة ترشيح البول خلاله وقلة تخلص الجسم من السوائل ومن الصوديوم وتركزهما في المناطق المحيطة بالأنسجة في صورة أورام.

• العلاج:

غذاء محدد الصوديوم-  منخفض الطاقة:
ويتلخص علاج هذه الحالة في تخفيف حمل العمل عن القلب وإنقاص حجم الدم شبه الراكد، وإنقاص أورام المريض. ويلزم استبعاد الملح تقريباً من الطعام، لتستطيع الكلى أن تخلص الجسم مما ركد به منه وكلما زال الصوديوم من الجسم عن طريق الكلى، زالت معه السوائل، وزاد إدرار البول، ونقصت بذلك الأورام. كما أن إنقاص الصوديوم بهذه الطريقة يؤدي إلى الوقاية من عودة الأورام وتراكم السوائل في المناطق المحيطة  بالأنسجة. ويلزم تتبع فقدان هذه السوائل بوزن المريض يومياً.
وفي بدئ العلاج يلزم إعطاء المريض غذاء سائل ثم لين في الأحوال الشديدة ويصحب هذا التنظيم الغذائي:

1- راحة المريض.
2- علاج القلب وتناول الأدوية المدرة للبول وبعد الشفاء يظل على غذاء محدد الصوديوم حسب الحالة.
3- وفي نفس الوقت يحسن إزالة السمنة وإبقاء المريض على الجانب النحيف لتخفيف الجهد الذي يقوم به القلب.
4- كما يحسن توزيع الغذاء اليومي على 5-6 وجبات صغيرة بدلاً من ثلاثة وجبات والامتناع عن الخضروات المسببة للغازات والأغذية المحمرة أو المسمنة أو العسرة الهضم.

ارتفاع ضغط الدم

ليس ارتفاع ضغط الدم نفسه مرضاً- وإنما هو من الأعراض التي تنشأ عن أمراض مختلفة منها التهاب الكلى أو غيره من الأمراض البولية ومنها أورام المخ أو الغدد فوق الكلى ومنها زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها. ولذلك فإذا كان ضغط الدم ثانوياً نتيجة لمرض آخر. يلزم علاج ذلك المرض. وهناك ارتفاع ضغط الدم الأساس الذي يتميز بزيادة ضغط الدم الانقباضي والانبساطي نتيجة لزيادة مقاومة الشرايين وفروعها للدورة الدموية.

• العلاج:

1- يلزم علاج السمنة أو الوقاية منها بتعاطي الغذاء المناسب لهذا الغرض، وذلك بتحديد القيمة الحرارية للطعام بما يناسب الوزن المثالي المعتاد، أو حتى أقل من ذلك.
2- يلزم تحديد ملح الطعام حسب الحالة (تحديد خفيف أو متوسط أو شديد) وذلك مع تعاطي الأدوية المخفضة للضغط والمهدئة للأعصاب والمدرة للبول.
3- الإقلال من التدخين وشرب الشاي والقهوة.
4- في الأحوال الشديدة يستخدم البعض غذاء مؤلفاً من كوب أو كوب ونصف من الأرز يطهى في الماء ويؤكل معه كوبان من الفواكه وأربعه أو خمسة أكواب من  عصير الفواكه المحلاة بربع كوب من السكر ويسمى هذا بغذاء أرز.