التصنيفات
العظام | المفاصل | العضلات

النقرس: علاجات طبيعية

تخيّل بأنّ بعض السوائل الموجودة في جسمك تحوّلت فجأة إلى زجاج ثمّ تحطّمت. هذا شبيه بما يحدث أثناء نوبة داء المفاصل أو النقرس Gout. إذ يتحوّل بعض من حمض اليوريك Uric acid أو حمض البول الموجود في الجسد، وهو ناتج ثانويّ طبيعي لأيض البروتين، من سائل إلى بلّورات دقيقة. ومن شأن تلك البلّورات، التي تكون شائكة وحادّة، أن تستقرّ في المفاصل (وأكثر ما تفضّل مفصل إصبع القدم الكبير)، فينتج عن ذلك ألم واحمرار وحرارة وورم، وتكون الأعراض حادّة لدرجة تمنع المصاب من السير.

داء النقرس يعتبر شكلاً من أشكال التهاب المفاصل. ولا يعرف العلماء سبب إنتاج بعض الأجسام كميّة فائضة من حمض اليوريك، وهو ما يدفع بالحمض إلى التحوّل من شكله السائل إلى البلّوري. والواقع أنّ للوراثة دوراً محتملاً، كما أنّ الغذاء والوزن الزائد هما من عوامل الخطر. كما اقترنت بالمرض هي أيضاً مدرّات البول المحتوية على الثيازيد Thiazide والمستعملة في حالات ارتفاع ضغط الدم.

ومهما كان السبب، فإنّ إصابة المرء بنوبة داء مفاصل (وهي قد تدوم لأيّام إن لم يتمّ علاجها) يشير إلى أنّ النوبة ستتكرّر على الأرجح مرّة بعد مرّة. أضف إلى أنّ التوضّع غير المراقَب لبلّورات حمض اليوريك طوال مرّ السنين من شأنه أن يدمّر المفصل ويؤدّي إلى تكوّن حصىً في الكلى والمرارة.

دليل العناية الطبيّة

بما أنّ داء المفاصل (النقرس) لا يهدّد حياة المريض، ينصح بتجربة وسائل العلاج الطبيعيّة لمدّة 4 إلى 5 أيّام، خاصّة إن كنت قد سبق وأجريت التشخيص. أمّا إن لم تكن متأكّداً من إصابتك بداء المفاصل، واشتبهت بأنّك تعاني من نوبة، فاقصد الطبيب على الفور. وسيطلب منك هذا الأخير فحص دم للتحقّق من معدّل حمض اليوريك، وهو دليل أكيد على وجود المرض.

وفي حال كانت نوبة داء المفاصل شديدة الألم، من شأن الكولشيسين (colchicine)، وهو دواء قويّ (وشديد السميّة)، أن يوقف الألم في غضون عشر دقائق وذلك بتذويب بلّورات حمض اليوريك. ولا يمكن إعطاء الدواء إلاّ من قبل الطبيب، بطريق الحقن عادةً. وسيصف الطبيب أيضاً على الأرجح جرعة علاجيّة من الإبوبروفين Ibuprofen مقدارها 800 ملغ لتخفيف الألم.

المياه: اغسل جسمك من حمض اليوريك

بعدما تصاب بالنوبة الأولى من داء المفاصل (النقرس) – أي بعدما تكتشف أنّ معدّلات حمض اليوريك مرتفعة في جسدك – عليك أن تشرب كميّات هائلة من الماء يوميّاً لغسل الجسد من بلّورات حمض اليوريك وتخفيف تركّز حمض اليوريك. ويعني بتعبير “كميّات هائلة” حوالي غالون واحد (ما يعادل 3.78 لتر) من الماء يوميّاً.

الماء هو أهمّ علاج لداء المفاصل. وإن لم تشرب كميّات كبيرة منه، لن ينفع معك أيّ علاج طبيعي آخر.

وبعد مرور سنة على النوبة الأولى، يمكنك أن تخفض مأخوذك من الماء، ولكن عليك أن تواصل شرب نصف إلى ثلث أرباع غالون في اليوم (1.8 – 2.8 لتر).

كما ينصح بشرب مياه مقطّرة أو مياه مُرَشَّحَة بطريقة التناضح المعكوس، وكلاهما ماء نقيّ. أمّا أنواع المياه الأخرى، بما في ذلك مياه الينابيع، فهي تساهم في الإصابة بداء الدورة الدمويّة وذلك بترسيب المعادن في الأوعية الدمويّة، مؤدّياً إلى تصلّب الشرايين.

الكرز: للوقاية من نوبة داء المفاصل أو حتى إيقافها

يعتبر الكرز الطبق المفضّل لمرضى النقرس فعلاً. إذ يحتوي الكرز على موادّ تعرف باسم أنثوسيانوسيد anthocyanoside، فعّالة جدّاً في تخفيف معدّل حمض اليوريك.

أمّا بالنسبة إلى كميّة الكرز التي يجب تناولها، فتشير الأبحاث الأوليّة إلى أنّ ½ فنجان إلى باوند واحد (454 غ) في اليوم قد يساعد على منع الإصابة بنوبة داء مفاصل أو يوقف النوبة. ولكن عوضاً عن تناول هذه الكميّة من الكرز، فينصح بإخراج بذورها ووضع الثمار في الخلاّطة مع الماء لصنع العصير. وتجنّب عصير الكرز المعلّب لأنّ البسترة تفقده الأنثوسيانين Anthocyanin.

والكرز البرّي أو الأسود هو الأكثر فاعليّة في مكافحة داء النقرس. ونظراً لصعوبة إيجاد هذين النوعين من الكرز، ينصح بأخذ خلاصتهما على شكل سائل أو أقراص، وفقاً للتعليمات الخاصّة بالجرعة على الوصفة.

ينصح كبار السنّ من الأطبّاء مرضاهم بتناول الكرز الأسود لمنع نوبات النقرس، والعلاج يعطي مفعوله عادةً.

الأطعمة الغنيّة بالبورين Purine: عليك تجنّبها

من إحدى الطرق للسيطرة على معدّلات حمض اليوريك هي تجنّب كثير من الأطعمة الغنيّة بالبورين، وهو مادّة مرتبطة بالبروتين يحوّلها الجسم إلى حمض يوريك.

إن تجنّبت المأكولات الغنيّة بالبورين يخفّف من نوبات داء المفاصل، ومن حدّتها عند حدوثها. وتشتمل الأطعمة الأكثر احتواءً على البورين:-

•    لحوم الأعضاء: الكبد، الكلى، بنكرياس الحَمَل
•    سمك: السردين، الماكريل (الإسْقُمريّ)، البَلَم (الأنشوفة أو الأنشوجة)
•    خضار: الهليون والفطر؛ وحبوب الفول والفاصولياء.

الكحول: تحفز إنتاج حمض اليوريك

تحفز الكحول بجميع أنواعها الجسم على إنتاج حمض اليوريك. وللسيطرة على الداء، عليك تجنّب الكحول، ولا أهمية لنوع الكحول الذي تشربه، لأنّ أنواعه تحتوي جميعاً على كحول الإيثيل، المسؤول عن توضّع حمض اليوريك.

خلّ التفّاح: ملعقة كبيرة يوميّاً

إنّ تناول ملعقة كبيرة من خلّ التفّاح صباحاً فعّال جدّاً في منع نوبات داء المفاصل (النقرس). وفي الحالات الحادّة – النوبات المتكرّرة المسبّبة للألم الشديد – قد يحتاج المريض إلى ملعقتين كبيرتين، واحدة صباحاً والأخرى مساءً.

الفيتامين ب6 والماغنيزيوم: لإماهة الأنسجة بشكل أفضل

يساعد الفيتامين ب6 على توزيع المياه في الجسم للحفاظ على إماهة جميع الأنسجة بحدّ أقصى، ممّا يساهم في منع حمض اليوريك من التحوّل إلى بلّورات. ويساعد الماغنيزيوم على امتصاص الفيتامين ب6.

ويوصى بتناول 50 ملغ من الفيتامين ب6 مرّة في اليوم كجرعة وقائيّة أو ثلاث مرّات في اليوم للعلاج، مع 400 ملغ من الماغنيزيوم.