إن ظننت بأنك تعاني من نوبة قلبية، اطلب الإسعاف على الفور. إن نصف الأشخاص الذين يصابون بنوبات قلبية ينتظرون لمدة ساعتين أو أكثر بعد بدء الأعراض قبل اللجوء إلى العلاج. وتشير الإحصاءات إلى أن النوبة القلبية تودي بحياة حوالى 170.000 أميركي سنويا.
وبالنسبة إلى معظم الذين يتماثلون للشفاء، فإن الجزء الأكبر من الضرر المستديم يلحق بالقلب خلال الساعة الأولى من النوبة.
لم تعتبر الساعة الأولى حيوية؟
النوبة القلبية هي عبارة عن ضرر يصيب عضلات القلب وينتج عن نقص في تدفق الدم. وتكون النوبة نتيجة لانسداد الشرايين التي تغذي القلب بالدم والأكسجين.
تنتج النوبة القلبية عن انسداد الشرايين التي تغذي القلب بالدم والأكسجين. وبمرور كل دقيقة ينقطع الأكسجين عن عدد أكبر من الأنسجة مؤديا إلى إتلافها أو موتها. بالتالي فإن إعادة تدفق الدم إليها في الساعة الأولى التي يقع خلالها الضرر الأكبر هو أمر حيوي بالنسبة إلى المريض.
وعادة فإن الجلطة الدموية التي تتشكل في شريان ضيقه تراكم الكولسترول وغيره من الرواسب الدهنية هي المسؤولة عن هذا الانسداد. فيؤدي نقص الأكسجين إلى تدمير الخلايا مسببا الألم أو الضغط وينتج عن ذلك اختلال في وظيفة القلب.
والواقع أن النوبة القلبية ليست حدثا ساكنا لا يتكرر، بل هي عملية ديناميكية تمتد نموذجيا من ثلاث إلى أربع ساعات. وبمرور كل دقيقة ينقطع الأكسجين عن عدد أكبر من الأنسجة فتتلف أو تموت.
للوقت أهمية كبيرة
إن الطريقة الأساسية لوضع حد للضرر المتصاعد هي في إخضاع المريض باكرا لأدوية مذيبة للتخثر أو لترميم الأوعية. وتقوم “مزيلات التخثر” كمنشط البلاسمينوجين للأنسجة، بإذابة الجلطة وإعادة جريان الدم حسب طبيعته من أجل منع تلف عضلة القلب أو الحد منه. وكلما بدأ العلاج في وقت أبكر كان أكثر فاعلية. وللحصول على أفضل النتائج، يجب إعطاء الأدوية خلال 60 إلى 90 دقيقة من بدء أعراض النوبة.
يستعمل الرأب الوعائي، المعروف أيضا بالقثطرة القلبية، بوالين أو أجهزة تدعى قوالب Stents لفتح الشريان. وكما هو الحال مع الأدوية المزيلة للتخثر، إن تأخرت عملية الرأب أكثر من 90 دقيقة، تتقلص فوائدها.
ومن شأن الأزمة القلبية أن تسبب أيضا الرجفان البطيني. وهذه الوتيرة غير المنتظمة للقلب تنتج خفقانا غير فعال مسببة قصورا في جريان الدم إلى الأعضاء الحيوية. وبدون علاج فوري، قد يؤدي الرجفان البطيني إلى الوفاة المفاجئة.
تنبه إلى الأعراض
يضيع كثير من الأشخاص دقائق ثمينة عند تعرضهم لأزمة قلبية لجهلهم بالأعراض أو لإنكارهم إياها. كما أن كثيرين يؤجلون طلب المساعدة خوفا من الإحراج الذي قد يسببه لهم “إنذار كاذب”. أو أنهم لا يدركون أهمية الذهاب إلى المستشفى فورا.
وبشكل عام فإن النوبة القلبية تسبب ألما في الصدر لأكثر من 15 دقيقة. غير أنه من شأن النوبة أن تكون أيضا “صامتة” لا تسبقها أي أعراض.
والواقع أن نصف ضحايا الأزمة القلبية يصابون بأعراض إنذارية ساعات أو أياما قبل وقوعها. وقد يكون الإنذار الأبكر هو تكرر الإصابة بألم في الصدر عند الإجهاد يزول عند الراحة.
تحدد المؤسسة الأميركية لأمراض القلب العلامات الإنذارية التالية التي تسبق النوبة القلبية. وتجدر الإشارة إلى أن المصاب قد لا يشعر بها جميعها وأن الأعراض قد تظهر وتختفي.
= شعور مزعج بالضغط أو الامتلاء أو ألم عاصر في وسط الصدر أو أعلى البطن. ومن شأن الألم أن يدوم لدقائق أو يظهر ويختفي. وقد يحركه الإجهاد ويزول عند الراحة.
= انزعاج أو ألم يتجاوز الصدر إلى الكتفين، العنق الفك، الأسنان وإحدى الذراعين أو كليهما.
= قصر في النفس.
= دوار، إغماء، تعرق أو غثيان.
العلاج الطارئ
عند الإصابة بنوبة قلبية، على المرء أن يتخذ قرارات مصيرية تحت الضغط. وحتى ولو كان القرار حكيما بالنهاية، فإن دقائق ثمينة تضيع في تقدير الخيارات. فإن شككت بإصابتك بنوبة قلبية أو بأن شخصا معك يعاني من نوبة قلبية، قم بالخطوات التالية:
= اطلب رقم الطوارئ أولا. يقوم عامل الطوارئ بالاتصال بجهاز الخدمات الطبية الطارئة. أما بالنسبة إلى المناطق التي لا تتوفر فيها هذه الخدمات، فيجب الاتصال بالإسعاف. والواقع أنه من الأفضل عادة طلب أرقام الطوارئ أولا، لأن طلب طبيبك قد يضيع مزيدا من الوقت.
صف الأعراض للمتحدث معك كقصر النفس الحاد أو ألم الصدر. فالعاملون في جهاز الخدمات الطبية الطارئة مدربون على العون القلبي الأساسي والمتطور. وتحمل معظم وحدات هذا الجهاز معها أجهزة مزيلة للرجفان البطيني. فإعادة وتيرة القلب إلى طبيعتها بواسطة الصدمات الكهربائية هو أمر حيوي للعلاج المبكر ولإنقاذ حياة المريض. كما أن معظم وحدات الشرطة والإطفاء تحمل أيضا أجهزة مزيلة للرجفان وقد تستجيب للإغاثة قبل الإسعاف.
= باشر بالإنعاش القلبي الرئوي. إن كان المصاب غائبا عن الوعي، فقد ينصحك عامل الخدمة الطبية بمباشرة الإنعاش عبر التنفس الاصطناعي والضغط على الصدر. وحتى إن لم تكن مدربا على ذلك فإن العامل سيلقنك كيفية التصرف حتى وصول المساعدة.
= قرر الطريقة الأسرع لنقل المصاب. سيذكر لك العامل من تلقاء نفسه أقرب مركز مجهز للخدمات الطبية الطارئة. في أحسن الأحوال تصل المساعدة خلال 4 إلى 5 دقائق. ولكن إن كنت تعيش في منطقة ريفية أو في مدينة كبيرة فقد تبلغ المستشفى بشكل أسرع عبر القيادة. وفي حال شعرت بأنك مصاب بنوبة قلبية، أطلب من شخص آخر أن يوصلك، ولا تقد بنفسك أبدا.
= أقصد أقرب مركز إسعافات قلبية. تعرف مسبقا على أقرب مركز يعمل 24 ساعة في اليوم ومزود بأطباء مدربين على الإسعافات القلبية.
إن العقاقير المذيبة للتخثر والرأب الوعائي يضاعفان من فرص تخطي الأزمة القلبية عند بدء العلاج. إلا أن العلاج الحقيقي يبدأ باكرا. بالتالي، تعرف على الأعراض وتصرف بسرعة.
= تناول الأسبيرين. يعمل الأسبيرين على منع تخثر الدم، مما يساعد على استمرار جريان الدم في شريان ضيق. ومن شأن الأسبيرين، إن أخذ أثناء نوبة قلبية، أن يقلص احتمال الوفاة بنسبة 25 بالمئة. تناول حبة أسبيرين بعيار عادي ماضغا إياها لتسريع امتصاصها.