انتهى سام لتوّه من تناول فطوره عندما شعر بضغط شديد لا يطاق في صدره؛ وقد اعتقد بأن لديه عسرا في الهضم، وأنه سيتعافى إذا انتظر بضع دقائق، لكن الشكوى استمرت؛ وشعر بإحساس غامض بالخوف والقلق، وتساءل عمّا إذا كان يجب إبلاغ زوجته عنه؟ وعندما بدأ يتعرّق بغزارة ويشعر بالغثيان، قرّر إخبارها بالأمر؛ كما شعر بأنه على وشك الموت؛ فاتصلت زوجته بالإسعاف؛ وقال الطبيب إنه كان محظوظا بمجيئه إلى المستشفى، فقد كان مصابا بنوبة قلبية.
يمكن أن يكون احتشاء العضلة القلبية (النوبة القلبية) ناجما عن انسداد الشريان الإكليلي؛ ويمثّل الاحتشاء منطقة نسيجية مصابة بتلف بصفة دائمة بسبب الحرمان من الأكسجين والعناصر المغذّية.
تحدث النوبة القلبية عندما يحدث إنسداد في شريان إكليلي بشكل دائم أو لفترة تزيد على 30 دقيقة إلى ساعتين تقريبا؛ حيث تحرم منطقة من العضل القلبي يمدها ذلك الشريان الإكليلي بالأكسجين والعناصر المغذّية لفترة طويلة تؤدي إلى حدوث تلف دائم (نخر).
تؤدي النوبة القلبية بوجه عام إلى ألم ذبحي شديد لفترة تزيد على 15 دقيقة، كما أن هنالك نوبة قلبية «صامتة» لا تظهر فيها الأعراض؛ ويمكن أن تظهر الأدلّة على النوبة القلبية الصامتة على مخطّط كهربائية القلب أو باختبارات أخرى، أو يمكن اكتشافها خلال تشريح الجثة.
أسباب النوبة القلبية
رغم أن الأطبّاء يندر أن يجدوا الفرصة لمشاهدة الشرايين الإكليلية في اللحظة نفسها التي تحدث فيها النوبة القلبية (بإجراء تصوير الأوعية الإكليلية)، لكن الأدلّة تشير إلى أن النوبة القلبية تنجم عن الانسداد التام المفاجئ في شريان إكليلي بجلطة دموية؛ وغالبا ما تتشكّل الجلطة الدموية عند موضع تمزّق أو شق في لويحة عصيدية تصلّبية.
عندما يجرى تخطيط الأوعية خلال عدة ساعات من النوبة القلبية، تشاهد جلطة دموية عادة؛ أما إذا أجري تخطيط الأوعية لاحقا، فيقل احتمال مشاهدة الجلطة الدموية؛ وتوحي موجودات تخطيط الأوعية هذه بأن الجلطات الدموية تميل إلى الانحلال نوعا ما مع الوقت، رغم أن ذلك يكون متأخرا جدّا ليحول دون حدوث النخر النسيجي.
وبذلك، يعدّ استعمال الأدوية الحالّة (المذيبة) للجلطات (العوامل الحالّة للخثرة Thrombolytic Agents) أحد المعالجات الرئيسية للنوبات القلبية.
والأغلب أن تتشكّل الجلطة التي تؤدي إلى نوبة قلبية في شريان إكليلي متضيّق بالترسّبات الدهنية للتصلّب العصيدي؛ وفي أحوال نادرة، يمكن أن تظهر الجلطات الدموية داخل القلب في بعض الحالات مثل تضيّق الصمام التاجي أو لدى الأشخاص الذين لديهم إصابة قلبية سابقة؛ وقد تتجزّأ الجلطات وتدخل الدوران الإكليلي، مما يؤدي إلى نوبة قلبية إذا انحشرت الجلطة الدموية في شريان إكليلي ومنعت الجريان الدموي من الوصول إلى العضلة القلبية (وهذه هي الطريقة نفسها التي تنجم بها السكتة عن جلطة دموية منحشرة في شريان دماغي).
العوامل التي تحسّن فرصتك في الحصول على نتيجة جيدة بعد النوبة القلبية
• الأعمار الشابّة.
• عدم وجود نوبة قلبية سابقة.
• عدم معاودة الألم.
• غياب قصور القلب الاحتقاني.
• غياب اضطرابات النظم القلبي.
• ضغط الدم السوي.
• غياب داء السكر.
• الوزن السوي.
• الذكورة.
ينجو معظم الذين يبقون أحياء بعد ساعتين من بدء النوبة القلبية؛ غير أنه قد تحدث مضاعفات؛ ويموت نحو 7 إلى %12 من الناس المصابين بنوبة قلبية خلال وجودهم في المستشفى، رغم أن هذه المعدّلات تتراجع مع الطرق العلاجية الحديثة؛ ومن بين الذين يبقون على قيد الحياة ويغادرون المستشفى، يموت نحو 5 إلى %15 في السنة الأولى من النوبة القلبية؛ كما تتعرّض نسبة مماثلة لنوبة قلبية أخرى خلال السنة اللاحقة.
ما مدى خطورة النوبة القلبية؟
يمكن أن تؤدي النوبة القلبية إلى موت مفاجئ، إما بسبب تموّت جزء كبير من القلب بحيث لا يعود قادرا على القيام بوظيفته أو بسبب حدوث اضطرابات قاتلة في النظم؛ لكن الكثير من الناس ينجون من النوبة القلبية ويدخلون المستشفى.
إذا كانت المنطقة المتضرّرة من العضل القلبي (الاحتشاء) صغيرة، ولم يتضرّر الجهاز الكهربائي الذي يتحكّم بقلبك، تكون فرص النجاة من النوبة القلبية جيدة؛ وعندما تدخل المستشفى، يمكن القيام بالكثير من أجل الحدّ من حجم الإصابة في العضلة القلبية.
وعلى العموم، يمكن أن تؤدي إصابة أقل من %10 من العضل البطيني إلى نقص مقدار الدم الذي يمكن أن يقذفه القلب خلال كل تقلّص؛ غير أن النقص في الوظيفة القلبية يكون خفيفا، وبذلك يمكن توقّع العودة إلى طراز حياة سوي نوعا ما عادة؛ أما عندما يتضرّر %25 من العضل القلبي أو أكثر، يمكن أن يتضخّم قلبك وقد يحدث القصور القلبي؛ وأما إذا تضرّر %40 أو أكثر من العضل القلبي، فقد تحدث الصدمة أو الوفاة؛ ويمكن لأية نوبة قلبية أن تؤدي إلى مضاعفات إضافية.
كما قد يؤثّر موضع الضرر النسيجي في النتيجة؛ فعندما تشمل النوبة القلبية القسم الأمامي من القلب، يمكن أن تكون النتائج أكثر خطورة مما إذا كان الضرر النسيجي على طول الجزء السفلي من العضل القلبي؛ وتكون النوبات القلبية الأمامية في العادة أكثر اتساعا.
يكون لدى معظم الذين يموتون بالنوبة القلبية انسداد شديد في أكثر من شريان إكليلي، وبذلك يتضرّر قسم كبير من العضل القلبي؛ كما تضطرب وظيفة الضخ للبطين الأيسر، وهذا ما يترافق مع اضطرابات مميتة في النظم القلبي.
العلامات والأعراض الإسعافية للنوبة القلبية
لا تظهر كافة الأعراض والعلامات المذكورة لاحقا في جميع حالات النوبة القلبية، بل إن بعض الأشخاص لا يبدون أية أعراض؛ وكلما زاد عدد الأعراض، زاد احتمال وجود النوبة القلبية لديك؛ ولذلك اطلب المساعدة عند ظهور أية مشاركة بين الأعراض التالية:
• ألم صدري شديد ومتواصل (شعور بضغط صدري شديد غالبا).
• ألم ينتشر من الصدر إلى الذراع والكتف الأيسر والظهر وحتى الفك.
• ألم متواصل في القسم العلوي من البطن.
• ضيق في التنفّس.
• غشية.
• غثيان وقيء وتعرّق غزير.
• هجمات قلبية ذبحية متكرّرة غير ناجمة عن الجهد.
يعود بعض الناس بالذاكرة للوراء، ويتحقّقون من أنهم سبق وأن عانوا من بضع علامات تدل على أن الأمور لم تكن على ما يرام قبل حدوث النوبة القلبية لديهم؛ وغالبا ما تذكر الزوجة أو الزميل أن المصاب بدا منهكا أو شاحبا أو شائخا أو مكتئبا قبل حدوث النوبة القلبية؛ ومما يدعو للأسف أن نحو ثلث المصابين بهذه الأعراض فقط استشاروا الطبيب. ويمكن أن تكون الأعراض في الأشخاص المسنّين غير نمطية، بما في ذلك حدوث القيء لسبب مجهول أو عدم التوازن (الترنّح) أو الالتباس.
عندما تعتقد أنك أو أن شخصا ما معك لديه نوبة قلبية، اطلب الرعاية الطبية فورا وتناول قرص أسبرين قابلا للمضغ؛ حيث أن %15 من ضحايا النوبة القلبية يموتون فجأة خلال الساعة الأولى من الحياة؛ ويمكن أن يحدث الموت المفاجئ كأول عرض للنوبة القلبية؛ فإذا كنت بصحبة شخص ما توقّف تنفّسه، ابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي CPR فورا؛ فبعد أن يتوقّف التنفس، يمكن ألا يبقى الشخص على قيد الحياة لأكثر من بضع دقائق إذا لم يجر له إنعاش قلبي رئوي، ويؤكّد هذا الوقت المحدود الحاجة إلى تدريب الجميع على الإنعاش القلبي الرئوي.
يموت سنويا آلاف الأشخاص بسبب عدم طلبهم للمساعدة الطبية في حينه؛ ولا تقلق بشأن التباس النوبة القلبية مع عسر الهضم أو شي ما آخر، بل اطلب المساعدة الطبية فورا، فقد تكون منقذة لحياتك.
اكتشاف النوبة القلبية – يمكنك أن تنقذ حياتك.
تؤدي المعالجة الفعّالة والسريعة إلى تحسّن كبير في فرص نجاتك من النوبة القلبية؛ ويعدّ اكتشافك للنوبة القلبية في حينها أول وأهم خطوة في معالجتها؛ وتكون المعالجة الباكرة مفتاح العلاج الناجح.
ولكن للأسف، يعزو الكثير من الناس المصابين بالنوبة القلبية أعراضهم إلى شيء آخر أو يأملون زوال الأعراض ببساطة؛ وبذلك يتوقّعون نتائج سيئة بالنسبة إلى المعالجة الفعالة والبقاء على قيد الحياة؛ ومن بين كافة الذين يموتون بسبب النوبة القلبية، تحدث الوفاة لدى معظمهم (%60) في غضون الساعة الأولى من بدء الأعراض قبل اللجوء إلى المساعدة الطبية.
تعدّ النوبة القلبية طارئة طبية؛ ولذلك من المهم معاودة الاطلاع على المقطع الخاص بالألم الصدري والتأكد من أنه يدوم أكثر من 15 دقيقة ولا يستجيب للنتروغليسرين (إذا كان هذا الدواء قد وصف لك)، حيث ينبغي طلب الرعاية الطبية حالا في مثل هذه الظروف.
يمكن أن تؤدي المعالجة الفورية للنوبة القلبية إلى فرق كبير في النتيجة؛ ويتمثل الهدف في تقديم الرعاية الطبية خلال ساعة من حدوث النوبة، لكن غالبا ما تتأخّر المعالجة حتى 4 ساعات تقريبا؛ ويعدّ التردّد في طلب المساعدة الطبية العامل الرئيسي، حيث يكون مسؤولا عن %62 من التأخير المألوف؛ أما النقل إلى طوارئ المستشفى فيكون مسؤولا عن %9، والتأخير ضمن المستشفى مسؤولا عن.%29
وعند الشكّ، لا تنتظر أكثر من 15 دقيقة لطلب المساعدة؛ وقاوم الإغراء بتأخير الاتصال اعتمادا على العوامل التالية:
• الميل إلى عزو أعراض النوبة القلبية إلى أسباب غير قلبية أقل خطورة، مثل عسر الهضم.
• الميل إلى الانتظار ومراقبة ما إذا كانت الأعراض تزول من نفسها.
• الميل إلى التطبيب الذاتي (تناول مضاد حموضة).
• الميل إلى أخذ النصح من العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء.
• الميل إلى الاتصال بطبيب شخص ما.
• عدم الرغبة باللجوء إلى نظام الخدمات الطبية الطارئة.
لماذا يتأخّر الناس في طلب المساعدة؟
• «لم أكن أعتقد أنه شيء خطير».
• «توقّعت أن الألم سيزول»؟.
• «لم أكن أتوقع أنه من القلب».
• «لم أقصد إزعاج أحد».
• «أشعر بالارتباك إذا ذهبت إلى المستشفى ولم يجدوا علّة لدي».
مضاعفات النوبة القلبية
قد لا تكون المشاكل الأولى المرافقة للنوبة القلبية – الألم والانزعاج وخطر الوفاة والضرر الدائم في القلب – هي الأخيرة؛ ففضلا عنها، يمكن أن تؤدي النوبة القلبية إلى عدة مضاعفات أخرى.
قصور القلب الاحتقاني. بعد النوبة القلبية، قد لا يضخ قلبك بكفاءة مما قد يؤدي إلى أعراض قصور القلب الاحتقاني؛ ويكون خطر الوفاة كبيرا لدى الأشخاص المصابين بنقص الجريان الدموي والاحتقان الرئوي بعد النوبة القلبية.
اضطرابات النظم القلبي. كما قد تؤدي الهجمات القلبية إلى اضطرابات شديدة في النظم القلبي؛ وتعدّ هذه الاضطرابات مسؤولة عن أكثر من نصف وفيات الهجمات القلبية جميعا.
يعدّ الرجفان البطيني Ventricular Fibrillation اضطراب النظم الأكثر خطورة على الحياة، حيث تكون تقلّصات البطينين سريعة جدّا وغير متناسقة؛ وفي الحقيقة، تبدو حركة القلب ارتجافية أكثر منها تقلّصية؛ ومن دون وجود تقلّصات منتظمة، لا يستطيع قلبك ضخ الدم إلى الأعضاء الحيوية، لذلك يكون هذا النظم القلبي خطرا على الحياة؛ وغالبا ما يدعى «توقف القلب»، وهو الآلية الرئيسية للموت القلبي المفاجئ.
يمكن أن تؤدي الاضطرابات الأخرى في العقدة الجيبية (الناظمة الطبيعية للقلب التي تنبّه ضربات القلب) وفي الجهاز الكهربائي الناقل للضربة القلبية إلى ضربات قلبية سريعة جدّا (تسرّع القلب) أو بطيئة جدّا (بطء القلب).
العيب الحاجزي البطيني. يؤدي التموّت النسيجي وتمزّق الجدار العضلي (الحاجز) بين البطينين إلى عيب حاجزي بطيني (فتحة بين البطينين)؛ ويمكن أن يحدث قصور القلب فجأة في شخص مستقر سابقا إذا تمزّق الحاجز البطيني؛ وعندما تكون المشكلة شديدة، تصبح الجراحة العاجلة لإصلاح العيب الحاجزي ضرورية.
قلس الصمام التاجي. يمكن أن تخرّب النوبة القلبية جزءا من جهاز الصمام التاجي (مثل العضل الحليمي الذي يدعم الصمام) وتؤدي إلى قلس شديد ومفاجئ (تسرّب خلفي) للدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر؛ ويحدث قصور قلبي احتقاني شديد ووفاة بعد فترة قصيرة إذا لم تكتشف المشكلة وتعالج فورا.
أم الدم البطينية. يمكن أن يتمدّد الجزء المصاب من العضلة القلبية بالنوبة القلبية ويترقّق كجزء ضعيف على إطار عجلة مهترئ؛ ويؤدي هذا النتوء (أو أم الدم) إلى عدم كفاءة الضخّ واضطرابات النظم وألم صدري يصعب السيطرة عليه؛ وتترافق أم الدم، لا سيّما في الفترة الباكرة بعد النوبة القلبية، بخطر كبير جدّا بالنسبة إلى الوفاة وقصور القلب واضطرابات النظم والجلطات الدموية.
تمزّق البطين. بما أن العضل القلبي المتضرّر يكون ضعيفا إلى أن تتشكّل ندبة ثابتة، لذلك قد يتمزّق جدار القلب عند موضع احتشاء العضلة القلبية. وتشبه هذه المضاعفة الكارثية ثقبا في إطار مهترئ؛ وتحدث صدمة ووهط (قصور) دوراني بشكل مفاجئ (لأنّ الدم في هذه الحالة يخرج بالفعل من القلب نفسه)؛ ويؤدي التمزّق البطيني إلى الموت دائما تقريبا؛ ومن دواعي السرور أن هذه المضاعفة غير شائعة؛ ولكن عندما تحدث، يكون ذلك عادة في غضون أسبوع من النوبة القلبية نفسها.
وقد يصاب بعض الأشخاص بتمزّق غير كامل في جدار القلب؛ ففي هذه الحالة، يمكن أن يسدّ التامور والجلطات الدموية موضع التمزّق؛ ولا تكون الوفاة آنية في مثل هذه الحالات؛ ولكن إذا استقرّت الحالة، يكون الإصلاح الجراحي ممكنا.
تشكّل الجلطات. يمكن أن تتشكّل جلطات داخل البطين بجوار العضل المصاب بالنوبة القلبية، لا سيّما عندما يتوسّع أو يصاب بأم دم؛ ويمكن أن تتجزّأ أية جلطة متشكّلة في البطين الأيسر وتسير في الأوعية الدموية وتسدها في الدماغ، مما يؤدي إلى سكتة؛ وتكون الأدوية التي تمنع الدم من التجلّط (مضادات التخثّر Anticoagulants) ضرورية.
رجعة (نكس) الذبحة. توجد منطقة من الخلايا العضلية التي تنجو من النوبة القلبية حول المنطقة القلبية العضلية المتضرّرة عادة، لكنها تكون في خطر من الإصابة الدائمة إذا حدث نقص مدد (إقفار) إضافي؛ فإذا رجعت الذبحة بعد النوبة القلبية، يمكن أن تشير إلى أن النوبة القلبية قد امتدت إلى هذه «المنطقة المعرضة لخطر الأذى»؛ ويجب أن تشجّع هذه الأعراض الباكرة بعد النوبة القلبية على محاولة فورية مكثّفة للحدّ من الضرر الإضافي؛ ويمكن أن تشتمل على القثطرة لتحديد ما إذا كان يمكن فتح الأوعية المسدودة أو إجراء مجازة.
التهاب التامور. يحدث التهاب التامور في نحو %10 من المصابين بنوبة قلبية؛ ويرتبط هذا الالتهاب بموت الخلايا في الجدار القلبي؛ وتكون الحالة عابرة وتستجيب للأدوية المضادة للالتهاب، ويندر أن تكون مشكلة قابلة للإنتكاس أو مزمنة.
الصدمة القلبية المنشأ Cardiogenic shock تحدث عندما يكون القلب ضعيفا جدّا لا يستطيع التقلّص بقوة كافية للمحافظة على ضغط الدم بالمستوى الذي يضمن تأمين المقدار الكافي من الدم للجسم والعضلة القلبية نفسها، وتنشأ دارة معيبة؛ ولا تحصل الشرايين الإكليلية على كفايتها من الدم، مما يجعل القلب أضعف، ومن ثمّ ينقص المدد الدموي أكثر؛ وتكون هذه الدارة مميتة في معظم الحالات.
تعدّ الصدمة القلبية المنشأ من المضاعفات التي تحدث خلال الأيام الأولى من النوبة القلبية في نحو 7 إلى %15 من المصابين؛ والذين يموتون بالصدمة القلبية المنشأ يكون لديهم احتشاء في %40 أو أكثر من البطين الأيسر؛ ويعاني معظمهم من مرض شديد في ثلاثة من شرايينهم الإكليلية.
يمكن أن تساعد الأدوية الحالّة (المذيبة) للجلطة أو طرائق القثطرة الخاصة على الحيلولة دون وقوع هذه المضاعفة أو الحدّ من شدّتها.